أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - شفيق طارقي - حركة نصّ : هكذا أتمثّلها














المزيد.....

حركة نصّ : هكذا أتمثّلها


شفيق طارقي

الحوار المتمدن-العدد: 4196 - 2013 / 8 / 26 - 20:15
المحور: الادب والفن
    



" عمّ يتساءلون ...عن النّبأ العظيم "
و في البدء كانت الحركة حدثا أدهش فاعله, أربك صمت الكون, تمايلت السّدرة في العلياء ,و أصيب العرش بنوبة حبّ ,فاض الخلق, و خرج الخالق من وحدته, علّمنا الأسماء ثمّ تعالى ...في البدء كان النّصّ, ألقى عصاه فإذا هي آيات خلفه تسعى... أشجار تتخيّر أسماءها قبل طلوع الفجر, تسرّح في القيلولة شعرها, و تراود قمرا عن عزلته ليلا ... عصافير تنشر صحف القلق الأوّل ,ترتّل حزن عجوز في القطب المتجمّد, و بكاء وعول ...في البدء كانت ثمّة هسهسة و رأينا "بارت" وحيدا على قمم الهملايا يحاول فكّ اللّغز ...في البدء كانت الحركة " حركة نصّ " و كان النّصّ.. حركة
وحده مقهى النّصّ اتّسع لرؤانا تلك الملتاعة بالإنسان, بتوتّرنا الدّائم, بتناقضنا المذهل ,نأتيه فرادى و جماعات نتقمّص بين فضاءاته أدوارا, يحصل أن ننساها, فيتذكّرها النّصّ...النّصّ لا ينسى و لكنّه يوهم بالنّسيان ... النّصّ ذخيرتنا ضدّ المرتدّين على الوردة ... طوق حمامتنا ...حمامتنا البيضاء ...البيضاء كقطعة ثلج في متصوّر بدويّ ...في مقهى النّصّ كان تصادمنا العفويّ, جئناه من القرن الرّابع للهجرة من رحلة" طرفة بن العبد" إلى حتفه, من وجع حتميّ, من قلق لم تتحمّله الرّيح ...
في مقهى النّصّ تنزاح الألغام عن صيغتها الأولى, تخون مكوّنها الجينيّ .الألغام تفكّك نفسها فنعيد التّركيب.. يا للرّوعة لقد صارت حلما ...مقهى النّصّ لكي لا تخطئ دربه ,يوجد في ناحية من قلبك فتفحّص دقّاته ...
توضأ قبل دخول المقهى بقراءات ...تطهّر .. تعمّد قبل دخول المقهى, و كن كفؤا للمعنى, لأناشيد البحّارة في العصر الهيلينيّ ,لطقوس عبور في القرن الإفريقيّ ...هل قرأت رسائل كافكا إلى ميلينا ؟ إن لم تفعل فامكث في البيت في إمكانك مثلا أن تحصي أطرافك أو أن تطبخ شايا في أوقات فراغك أن تغرق وجهك في المانقا ...توضّأ قبل دخول المقهى بقراءات ...النّصّ قراءات ...
النّصّ قراءات ...سألتني صباح اليوم فتاة في الخامسة كانت تحمل لمجتها و قطعة شوكولاطة :أليس النّصّ قراءات ؟
فأجبتها : هذا بديهيّ جدّا بالضّبط كلمجتك ..بالضّبط كقطعة شوكولاطة .
من لم يقرأ فتوحات الشّيخ و طواسين القطب من لم يشرح صدره للإنسان سيخطئ نعله مقهى النّصّ قد يدخل بارا في مدن فقدت عذريّتها.. أو يدخل كهفا.. أو قفصا صدريّا
في مقهى النّصّ يجلس" بودلير" إلى حيرته و "أدونيس" إلى مهياره" درويش" إلى زهرة لوزه و "المتنبّي" إلى أشراط نبوءته .."سركون بولص.." و" بول شاوول.. " "طفلة الشعر الأرجنتيني" تعاتب ملك الموت ...
في مقهى النّصّ ...لا نتشابه ...نحن مختلفون تماما, مختلفون كما لا يمكن أن تتصوّر.. لكل منّا تعويذته, و لكلّ شكل صلاته ...
النّصّ حالة سلم إنّنا لا نقتل أحدا ..في مقهى النّصّ كلّ شيء يتّخذ شكلا جديدا لولادته .. واهم من يصوّر نفسه قاتلا, و واهم من يصور نفسه مقتولا, ليس للنّص أب كلّنا أبناؤه ... لا ابن يقتل أباه.. و مثلما أنّ التّبنيّ ضرب من الوهم فالقطيعة وهم أكبر منه ...
الطّواويس يتعذّر عليها أن تدخل مقهى النّصّ ...الكتابة انحناءة لجلال النّصّ إنّها فعل تواضع أو لا تكون
و في البدء كانت الحركة ..كلّ متحرّك مربك بالضّرورة, كلّ متحرّك صادم ...النّصّ حركة أو لا يكون, و الحركة نصّ أو لا تكون.. هذا ما فهمته تلك الفتاة التي كانت تحمل لمجتها و قطعة شوكولاطة ذلك الصّباح ...
هكذا إذن أفهم حركة نصّ إنّها تجاوز للمفهوم النّمطيّ للانتماء .إنّها معادل للاختلاف و كل محاولة لمأسستها أّو لقولبتها جناية في حق الحركة بما هي إرباك بما هي دهشة , و جريمة في حقّ النّصّ بما هو قراءة بما هو تعدّد ...حركة نصّ امتداد داخل القطيعة و قطيعة داخل الامتداد. إنّها موقف مضادّ للقبح المستشري في الثّقافيّ التّونسيّ, و في الشّعريّ منه خاصّة, مضادّ للانتهازيّة ,للمكر, للتّسطيح الذي نال من العمليّة الابداعية و أحالها إلى دسائس تحاك و إلى أعراض نأت بالكتابة عن جوهرها ...النّصّ غاية أو لا يكون. حركة نصّ تواصل مع كلّ جميل و قطيعة مع كلّ قبيح .
هكذا أفهم حركة نصّ, هكذا دخلت مقهاها حيث لا شيء يجمع بيننا إلاّ الغياب.. الحاضر هو النّصّ.. لا جامع بيننا إلاّ النّسيان.. الذّاكرة للنّصّ ...لا شيء نتقاطع فيه إلاّ تعدّد قراءاتنا و رؤانا ...إن لم تكن حامل رؤيا إن لم تكن قارئا فعليك لعنة النّص ّ...اللّعنة لا غير ...هكذا ردّدت تلك الطّفلة الطّفلة الّتي كانت تحمل لمجتها و قطعة شوكولاطة ...





#شفيق_طارقي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- من الفوضى البنّاءة الى البناء الفوضويّ
- باردو : محاولة في توصيف المشهد


المزيد.....




- فنانون أيرلنديون يطالبون مواطنتهم بمقاطعة -يوروفيجن- والوقوف ...
- بلدية باريس تطلق اسم أيقونة الأغنية الأمازيغية الفنان الجزائ ...
- مظفر النَّواب.. الذَّوبان بجُهيمان وخمينيّ
- روسيا.. إقامة معرض لمسرح عرائس مذهل من إندونيسيا
- “بتخلي العيال تنعنش وتفرفش” .. تردد قناة وناسة كيدز وكيفية ا ...
- خرائط وأطالس.. الرحالة أوليا جلبي والتأليف العثماني في الجغر ...
- الإعلان الثاني جديد.. مسلسل المؤسس عثمان الحلقة 157 الموسم ا ...
- الرئيس الايراني يصل إلي العاصمة الثقافية الباكستانية -لاهور- ...
- الإسكندرية تستعيد مجدها التليد
- على الهواء.. فنانة مصرية شهيرة توجه نداء استغاثة لرئاسة مجلس ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - شفيق طارقي - حركة نصّ : هكذا أتمثّلها