أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - قاسم حسين صالح - الشاعر حين يكون عبقريا..وسلطويا!.عبد الرزاق عبد الواحد أنموذجا















المزيد.....

الشاعر حين يكون عبقريا..وسلطويا!.عبد الرزاق عبد الواحد أنموذجا


قاسم حسين صالح
(Qassim Hussein Salih)


الحوار المتمدن-العدد: 4195 - 2013 / 8 / 25 - 18:29
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



القاريء للعلاقة بين السلطة والشاعر من بدء الدولة الأموية الى الآن يجد انها تتمحور في موقفين:اما ان تغدق على الشاعر ليكون مداحّها واذاعتها واعلامها الجماهيري ،واما ان تضطهده اقتصاديا ونفسيا،وان تطلب الأمر قطعت رأسه الذي فيه لسانه.
قليل من الخلفاء والسلاطين والأمراء في امتنا تصرفوا مع الشعراء والفنانين تصرفا حكيما وانسانيا و(براغماتيا) كما تصرف الملك (فيليب)مع الفنان (فيلاسكس).فقد كان هذا الفنان مشتركا في مؤامرة ضد الملك الاسباني فيليب،فاعدم المتآمرين جميعهم الا فيلاسكس فقد جعله فنان البلاط.كان قتله سهلا كالآخرين ،غير ان الملك فكّر بذكاء بأن الموهبة تكون في العادة نادرة،وأنه يمكن ان يستثمرها..وكان له ما اراد .فلقد انتج فيلاسكس لوحات فنية رائعة خلدت الملك فيليب،والأهم انها شكلّت انعطافة جديدة في تطور الفن الاسباني،على العكس تماما من موقف سلطة فرانكو التي اعدمت شاعر اسبانيا العظيم الشاب (لوركا)..فخسرت اسبانيا والانسانية موهبة وعبقرية لا تعوّض.
اما في تاريخنا العربي والاسلامي فالحال ادهى وأمّر..اترك استحضار مآسيه لذاكرتكم.لكن اللافت ان سيكولوجيا العلاقة هذه بين الشاعر (والفنان والعالم والمفكر) وبين السلطة لم تتغير.ففي سبيل المثال ،لنأخذ الشاعر عبد الرزاق عبد الواحد،فما الذي فعله اكثر من مدحه لصدام حسين.والواقع ان مدحه له كان لقاء ثمن يحتاجه مزاج الشاعر:بيت قيل عنه أنه فاخر.وكان (السلطان)ينفّذ له رغباته،حتى انه طلب منه ذات يوم ان تكون في البيت (مسنايه)..فكانت!.
وعبد الرزاق لم يفعل اكثر مما فعله شاغل الدنيا الهائل العظيم (المتنبي)الذي مدح حاكما وضيعا مغتصبا للسلطة ليوليه على امارة ولو بسعة مدينة حلب.ولما لم يستجب كافور لطلبه هجاه المتنبي بافضع ما في قاموس لسان العرب من مفردات بذيئة!.ولم يفعل اكثر مما فعل شاعرنا الخالد الهائل العظيم (الجواهري)الذي كان سكرتيرا للملك فيصل الأول ومدحه بقصائد كثيرة ..ومدح ملك المغرب وملك الاردن(يبن الملوك وللملوك رسالة..من حقها بالحق كان رسولا)..ونوري السعيد ايضا :(أبا صباح وأنت العسكري..)..وحتى احمد حسن البكر وصدام حسين :(نعمتم صباحا قادة البعث واسلموا...) ثم هجاهم شرّهجاء بعد انقلاب 14رمضان 1963:
(أمين لا تغضب وان اغرقت...عصابة بالدم شهر الصيام
وان غدا العيد وأفراحه ......مأتما في كل بيت يقام)
ويبقى هو الجواهري صاحب الروائع الخالدات (أخي جعفرا،قف بالمعرّة،دجلة الخير..) والساكن في قلوب العراقيين..والتاريخ.
ثم ألم يكن (عبد الرزاق)افضل من شعراء (كبار )يتنفسون الآن هواء الوطن المحروم منه؟.ومن من هؤلاء الشعراء نظم قصائد وجدانية غاية في الرقة والمشاعر الانسانية الراقية كالتي نظمها عبد الرزاق؟.ومن من شعراء الاسلام ،والشيعة تحديدا،نظم قصائد في (الحسين) و (الحر الرياحي) كالتي تدفقت بها عبقريته ،وهو الصابئي اصلا وفصلا؟!.ثم من (الأخطر)،ان كان في الأمر خطورة سياسية او اخلاقية:الشاعر العبقري والفنان الموهوب والعالم المبدع ،أم بعثيين كانوا كبارا في الجيش والمخابرات يحتلون الان مراكز مهمة في الحكومة؟أم الآف الفاسدين الذين نهبوا ملايين الدولارات ولم يحاسبوا؟أم سياسيون في النهار وقادة ميلشيات وارهاب في الليل؟
انا شخصيا اكره في عبد الرزاق عبد الواحد سلوكه،وأدين مدحه للطغاة والطغيان ،واساءاته لعدد من المثقفين..غير اننا لا نختلف بشأن عبقريته،بل نكاد نضع موهبته فوق منارة لا تقل علّوا عن منارات المتنبي والمعري والجواهري..فلماذا نضحّي بعبقرية شاعر في عصر صار فيه ميلاد شاعر معجزة..عصر الكومبيوتر الذي لا يجود لنا زمانه بشعراء وفنانين ومبدعين كما جادت به الأزمنة القديمة؟.ولماذا لا نتفق من الآن على ان يكون هؤلاء،اعني الشاعر العبقري والفنان الموهوب والعالم المبدع والمفكر الأصيل ..خارج الممنوع من الصرف..السياسي؟
لقد تساءل الكاتب يوسف ابو الفوز في مقالة له بالمدى(هل ينفع العراقيين اعتذار شاعر سلطوي: كيف سيكون اعتذار عبد الرزاق عبد الواحد، وبماذا سينفعنا ؟ وما قيمته ؟ أدرك جيدا ان هناك نوايا طيبة وحسنة عند البعض ممن دعوا عبد الرزاق عبد الواحد للاعتذار، وأن فيهم من يريد صادقا أن يقدم عبد الواحد اعتذاراً عما ارتكب بحق العراقيين في تسويغ الفاشية الصدامية ومديحها، لكي لا يتساوى الضحايا من أمثالنا والجلادين من أمثالهم ـ كما كتب الشاعر عواد ناصر في موقعه على فيس بوك).ويختم مقالته(فليبق هذا الشاعر سلطويا فلا أعتقد أن اعتذاره سيزيل المقابر الجماعية من خارطة العراق، أو يمسح الخردل عن القرى والقصبات الشهيدة في كردستان أو يعيد الحياة لضحايا الحروب المجنونة مع الجيران. وإن اعتذار هذا الشاعر السلطوي لن يطفئ الغضب في عيون عوائل من أبادهم الطاغية غيلة في سجونه أو حروبه المجنونة ، أو يعيد شباب من شردهم في المنافي فصارت للعراقيين بفضل سيده مقابر في مختلف بلدان العالم).
ومع ان هذا الموقف يحمّل الشاعر مسؤولية جرائم الطاغية ،الا انه مشروع، شرط ان يكون مبدء" ينطبق على جميع الشعراء الذين امتدحوا الطاغية ونظامه.فالواقع يشير الى ان عددا من الشعراء الذين امتدحوا صدام بقصائد وصفوها ب(العصماء)وكانوا يتباهون بها امام طلبتهم..هم الآن يحتفى بهم في اتحاد الأدباء وتخصص لهم أمسيات..ما يعني ان عبد الرزاق افضل منهم لأنه لم يتلوث برذيلة النفاق. فضلا عن ان الدكتور هاشم عبود الموسوي يشير الى ان( كثيرا من الشعراء الذين طبّلوا وزمّروا للنظام الأسود يحتلون الآن مراكز مهمة في مجال الثقافة والصحافة،وان احدهم هو اليوم مسؤول عن اهم دائرة حكومية للنشر في العراق ،والشخصية الأهم التي انيطت بها فعاليات بغداد عاصمة الثقافة العربية).
ما الموقف الصح من شاعر عبقري كان مدّاحا للطاغية؟ هل نطلب منه شرط الاعتذار كي نسمح له بالعودة؟أم نتركه يموت في الغربة جرّاء ما اقترفه لسانه؟
ثمة مقولة للسيد المسيح عن زانية تجمع حولها الناس ليقتلوها، تقول :(من كان منكم بلا خطيئة فليرمها بحجر).ولنطبقها على من في السلطة الآن..أليس بينهم من ارتكب،وما يزال، افضع الجرائم بحق العراقيين؟دع عنك مثقفين كانوا محسوبين على النظام السابق صاروا سفراء وملحقين ثقافيين في زمن الحكومة التوافقية!.
لقد بلغ الشاعر عبد الزراق عبد الواحد من العمر عتيا،ولم تعد له رغبة في الدنيا ولا في النساء ايضا!..فأن كانت له رغبة في أن يعود ويدفن في وطنه فله الحق في ذلك وليس لأحد منة عليه..ولتكن شخصيته ،التي حظيت بجوائز محلية وعربية وعالمية، وثروة وعبقرية شعره موضوعا لدراسات أدبية وسيكولوجية يلتقط منها العبرة..الشعراء والحكّام ومن هو مشروع لشاعر كبير..ولنخفف من انفعاليتنا، فعلتّنا نحن العراقيين ان سيكولوجيا الانفعال تتحكم بنا وتحبب لنا الانتقام حتى من الذين كانوا شريكا ولو باللسان في سبب مصائبنا!.
ملحوظتان
الأولى:في الثمانينات شنّ صدام الحرب على ايران الخميني،فانقسمت النخب العربية الى قسمين،حيث انظم الاسلاميون الراديكاليون الى ايران المسلمة ضد صدام العلماني ،وانحاز القوميون والماركسيون والتقدميون الى صدام!
والثانية:علّق احد المثقفين عبر فضائية الحرة عراق مساء 21 آب بأن عبد الرزاق عبد الواحد لا يستحق العودة لأنه وصف الشعب العراقي بأنه تافه.ومع احترامنا لكل الشعوب،فان لكل شعب رذائله..واقبح رذائل الشعب العراقي ان رجاله وشيوخ عشائره هتفوا للقائد الضرورة (بالروح بالدم نفديك ياصدام)..وانه اسهم في صنع صدام مستبدا وطاغية.
.



#قاسم_حسين_صالح (هاشتاغ)       Qassim_Hussein_Salih#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- زواج القاصرات ..في الزمن الديمقراطي!
- الأخوان..بعد واقعة 15 آب - تحليل سيكوبولتك
- الموسيقى..في الزمن الديمقراطي!
- ثقافة نفسية (85): الاعجاب.. حين يكون مرضا نفسيا
- ايها المصريون..العالم يحيكم!
- بين امراض الاسلام السياسي واخطاء العلمانيين..أين الحل؟
- لماذا حقق المصريون ما عجز عنه العراقيون؟
- علي الوردي..الساخر الفكه
- لماذا نجح المصريون في تحقيق ما عجز عنه العراقيون-تحليل سيكوب ...
- ثقافة نفسية(82):المرأة..والضغوط النفسية
- سيكولوجيا المنطقة الخضراء!
- ثقافة تربوية(81):الامتحانات بين قلق الأبناء وحرص الآباء
- مبادرة أكاديمية لحلّ الأزمة العراقية
- زيارة..لقصر الملك غازي في الدغارة!
- نتائج انتخابات مجال المحافظات ..من سيكولوجيا السطوة الى سيكو ...
- اللاوعي الجمعي العراقي..مخدّر وخالق أوهام ومثير فتنة (3-3)
- اللاوعي الجمعي العراقي..مخدّر وخالق أوهام ومثير فتنة (2-3)
- اللاوعي الجمعي العراقي..مخدّر وخالق أوهام ومثير فتنة (1-3)
- في ذكرى نهاية الطاغية..هل انتهت صناعة الدكتاتور في العراق؟
- عشرة اعوام على حرب (تحرير)العراق-تحليل سيكوبولتك( 4- 4)


المزيد.....




- رحلة -ملك العملات المشفرة-، من -الملياردير الأسطورة- إلى مئة ...
- قتلى في هجوم إسرائيلي على حلب
- مجلس الشعب السوري يرفع الحصانة القانونية عن أحد نوابه تمهيدا ...
- تحذير عسكري إسرائيلي: إذا لم ينضم الحريديم للجيش فإن إسرائيل ...
- السفير الروسي ردا على بايدن: بوتين لم يطلق أي تصريحات مهينة ...
- بالفيديو.. صواريخ -حزب الله- اللبناني تضرب قوة عسكرية إسرائي ...
- وزير الدفاع الكندي يشكو من نفاد مخزون بلاده من الذخيرة بسبب ...
- مصر.. خطاب هام للرئيس السيسي بخصوص الفترة المقبلة يوم الثلاث ...
- -أضاف ابناً وهميا سعوديا-.. القضاء الكويتي يحكم بحبس مواطن 3 ...
- -تلغراف- تكشف وجود متطرفين يقاتلون إلى جانب قوات كييف وتفاصي ...


المزيد.....

- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل
- شئ ما عن ألأخلاق / علي عبد الواحد محمد
- تحرير المرأة من منظور علم الثورة البروليتاريّة العالميّة : ا ... / شادي الشماوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - قاسم حسين صالح - الشاعر حين يكون عبقريا..وسلطويا!.عبد الرزاق عبد الواحد أنموذجا