أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - عبد الحسين طاهر - حلة الملك ..والاستاذ خلف














المزيد.....

حلة الملك ..والاستاذ خلف


عبد الحسين طاهر

الحوار المتمدن-العدد: 4195 - 2013 / 8 / 25 - 17:57
المحور: كتابات ساخرة
    


حلة الملك والدب أبو فهد والخروف العَنيد...حكايات جميلة وممتعة ..كانت من مقررات دروس القراءة في الابتدائية ...أما مادة التاريخ التي كنا ندرسها في تلك الحقبة الجميلة أيام مشاكسات وشقاوة الطفولة كانت هي الأخرى ممتعة وجميلة وفيها إثارة وبهجة وفوائد جمّة..كنا ندرس حياة الإنسان القديم ..حياة أسلافنا القدماء وتعلمنا عن طريق الدرس ووسائل توضيح ممتازة منها ثمة (عصا من جريد النخل اليابس !!كانت تلازم كف الأستاذ (خلف ابو عماد)علمتنا الكثير من أسرار حياة هذا الإنسان وطريقة عيشه في تلك الدهور المظلمة والموغلة في القدم ...في البداية كانت الرسومات والتخطيطات التي توضح لنا هيكله العظمي وانحناءات أطرافه وشكل وجهه المستطيل وعينيه الصغيرتين وطريقة نظرته المتوسلة في وجوهنا وهذه تثير فينا مشاعر شتى ,مشاعر صغيرة وناعمة وبسيطة بساطة حياتنا في القرية فيعمد احدنا لتقبيله ويطيل الآخر النظر فيه خوفاً او رهبة وربما (تبجيلا وتقديراً ) لكفاحه الشاق والطويل!!, هذا الإنسان الذي يُعتَقد انهُ سلفنا الأول ويسمى الإنسان القديم كان يمشي على أربعة ويزحف ويدب ويتقافز او يتعلق بأغصان الأشجار كما تفعل القردة اليوم !! يأوي الى الغابات والمغاور والكهوف ويفترس الحيوانات الأضعف او يصطادها بأدوات صيد يصنعها بنَفسه من الحجر والعظام وأغصان الأشجار,أكتشف سلفنا النار واستخدمها للتدفئة وطهي طعامه بعد أن كان يأكله نيئاً وهذه نقلة أو هي قفزة نوعية في حياة جدنا لا تعادلها سوى قفزة الرقيّ بالحضارة الإنسانية بعد اكتشاف (أديسون) للكهرباء في العصر الحديث , ظل سلفنا المسكين منحني القامة ومحدودب الظهر لسنوات قد تعد بحساب الدهور والآلاف والملايين من السنين قبل إن تنتصب قامته ويتعلم كيف يتخذ من يديه وسيلة للعمل والصّيدْ وأبعاد الحشرات عـن جــسمـه وهـذه نقلة أخرى لكنها للأسف أفقدته وحسب أبحاث النشوء والارتقاء (لجارلس دارون) في نظريته ـ اصل الأنواع ـ لأجزاء وأعضاء مهمة وعزيزة على نفسه كانت موضع فخر له وقوة !! اعتبرت في هذه المرحلة من حياتهِ ليست زائدة عن الحاجَة وحسب بل ومعيقة لتطوره اللاحق لذلك بدأت بالاضمحلال ثم اختفت أو انكمشت وانزوت داخل (أجسامنا) تاركة وظيفتها لليدين اللتين تحررتا تواً واهم هذه الأعضاء وأكثرها إثارة للجدل والأخذ والرد والضحك والنكات والتنكيت والتعليقات والاتهامات والاتهامات المضادة ..., هذه الأعضاء تحديدا هي الذيل الذنب وربما القرنان اللذان غارا داخل الجمجمة اما الذنب فقد اضمحل وصار (لايحلي ولاينش) فأسرع إلى الاختفاء والتواري عن الأنظار ليكوّن مجموعة الفقرات العصعصية وهي اليوم منزوية ضعيفة لا تصلح لشيء ,في مرحلة لاحقة تطور إنساننا القديم وشب عن الطوق وأمسى عريكا يشتبك مع أعدائه بالأيدي ويرميهم بالحجارة ومنه تعلمنا على ما يبدو كيف نرجم الشيطان بالحجارة فتأخذنا الحماسة ونتقافز فوق بعضنا!! (في ايام الحج) فيموت منا العشرات ـ في زحام غير مبرر وفي كل عام ـ * تقريبا ويظل هذا (الشيطان الرجيم ) رغم رجمنا المتكرر له ولآلاف السنين والمرات يظل يتمتع (بسبعة أرواح ) ولديه القدرة على إغواء (أصحاب اللحى الطوال من جماعة الذين يقتلون على الهوية او على عدد الركعات كما نشاهدهم على تقاطع الطرق الخارجية) او ليفجروا أنفسهم بأطفال العراق وشيوخه في المدارس والمساجد وفي نوادي الناس الترفيهية ليحولوهم إلى أشلاء ويذهبوا (ببركات هذا) الشيطان إلى الجنة ويزفون بعد ذلك إلى حور العين من دبش ....أما (نحن) تلامذة المدرسة ألحمدانية في قرية الرملية فقد نبذنا الشيطان خلف ظهورنا وتقدمنا في تحصيلنا (العلمي!! )، خطونا خطوات إلى الأمام لنكتشف إن الإنسان ككائن كان يندرج ضمن المملكة الحيوانية وتبعا لنظرية دارون فانه أي الإنسان.. هو حيوان ناطق ! حاول البعض من (علماء الطبيعة والبعض من رجال الدين المغفلين) التقليل من اهمية نظرية دارون اصل الانواع) دون جدوى وفي النهاية عجزوا عن تغيير المعطيات المتوافرة بكميات لا تحصى فعادوا يعترفون مجددا انه ( حيوان ) لكنه حيوان ضاحك!!...هههه... وفعلا لم نستطع نحن ـ تلامذة المدرسة الحَمَدانيَة في قرية الرملية ـ منع أنفسنا عن الضحك عندما شرح معلمنا هذه التعاريف...سرى في الصف لغط ووشوشات وكركرات ناعمة وعند ذاك ظهرت لنا من جديد عصا معلمنا المصنوعة من جريد النخيل اليابس ...كانت لنا بالمرصاد هزها في وجوهنا واتجه صوب السبورة وبسرعة بدأ ينقرها:سكوت .....سكوت..انتبه ...انتبه بعد ذلك توقف كل شيء وران الصمت..... والسكون !!..



#عبد_الحسين_طاهر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- إعصار - ساندي - وثقافة الكراهية ..ثقافة التخته رمل!!
- أوراق قديمة/ غداً سأعطي صوتي !!
- مرة أخرى مع ابن..المقفع
- قرأنا لكم/ القساوسة يطاردون ..السحرة والساحرات !!؟
- وداعا أبا جعفر ايها ..الحداثوي الجميل
- أبا جعفرأيها ..الحداثوي الجميل
- من ذاكرة الأحداث / وإلمن تريّد الحَيل..يابو سكينه
- حليب من..دبش !!
- ياحلاوة..صار البيت..لمطيره!!
- هجوم الحكومة ..عادت حليمه لعادتها القديمة
- وجه ..امي
- امهارش ..الهراتي
- وجهة ..نظر.. منتازة !!
- قرأت لك العالم اينشتين وومضة ..البصيرة /4
- قرأت لك..جارلس داروين ..يجمع الخنافس !!
- قرأت.. لك..من -نيكولاي كوبرنيك- الذي (اوقف الشمس- وجعل الأرض ...
- قرأنا لكم /..تفاحة..إسحق انيوتن
- اكراما...لعيد العمال المجيد / بطاقة ضيافة في العربة الرابعة ...
- أهنا اكلان (التبن )..يجرادة!!؟
- وماذا عن الوجه..الشرعي!!


المزيد.....




- هتستمتع بمسلسلات و أفلام و برامج هتخليك تنبسط من أول ما تشوف ...
- وفاة الفنان المصري المعروف صلاح السعدني عن عمر ناهز 81 عاما ...
- تعدد الروايات حول ما حدث في أصفهان
- انطلاق الدورة الـ38 لمعرض تونس الدولي للكتاب
- الثقافة الفلسطينية: 32 مؤسسة ثقافية تضررت جزئيا أو كليا في ح ...
- في وداع صلاح السعدني.. فنانون ينعون عمدة الدراما المصرية
- وفاة -عمدة الدراما المصرية- الممثل صلاح السعدني عن عمر ناهز ...
- موسكو.. افتتاح معرض عن العملية العسكرية الخاصة في أوكرانيا
- فنان مصري يكشف سبب وفاة صلاح السعدني ولحظاته الأخيرة
- بنتُ السراب


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - عبد الحسين طاهر - حلة الملك ..والاستاذ خلف