أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - خالد قنوت - الخمسين, بين ماضي الهزائم و حقيقة الانتصار














المزيد.....

الخمسين, بين ماضي الهزائم و حقيقة الانتصار


خالد قنوت

الحوار المتمدن-العدد: 4195 - 2013 / 8 / 25 - 12:48
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


اليوم أكمل الخمسين من عمري, يعني أني من مواليد سنة 1963, السنة التي استولى بها حزب البعث على السلطة في سورية بانقلاب عسكري. لا أشك بوطنية و نوايا البعثيين الذين تسلموا السلطة في سورية آنذاك, لأن أي حزب سياسي ذاك الوقت كان يضع نصب عينيه السلطة و إقصاء الآخرين في فهم سطحي لمفهوم العمل السياسي مع أن الجميع كانوا يتبجحون بمبادئ الديمقراطية و الحرية الانسانية.
من يذكر تلك الأحزاب يعي أنها كانت متشابه بنيوياً في فهمها الخاطئ و الملتبس للسلطة و لتداولها و لمفهوم المعارضة فهل كان حزب الإخوان المسلمون أو الحزب الشيوعي السوري أو الحزب السوري القومي مختلفين في طموح الوصول للسلطة في سورية و تحطيم و إقصاء الآخرين؟ طبعاً, لا يختلفون عن حزب البعث سوى بالطروحات.
قبل الانقلابات العسكرية التي خربت مساراً طويلاً لتجربة تبلور مفاهيم الديمقراطية و الحرية و العدالة الاجتماعية في سورية, كان من الممكن لو استمر هذا المسار أن يصل بالسوريين لأرفع و أرقى أشكال العمل السياسي في المنطقة و في العالم.
قبل أشهر من مولدي, كانت حركة البعث الانقلابية التي استولت بها على السلطة في سورية و اليوم بعد خمسين سنة أفرزت نظاماً عائلياً همجياً أخذ الوطن إلى أقصى حدود العنف و الدمار. بعد 44 سنة من استلام عائلة الأسد استنفذت فيها القيم الوطنية و الانسانية بين شرائح سورية عديدة وصلت ببعضها لتوزيع الحلوى بعد مجازر راح فيها سوريين بسلاح كان من المفروض أن يكون الرادع لأعداء الوطن. لا ننسى أن نعرج على استنفاذ سورية اقتصادياً و سياسياً بفعل اللصوصية التي تعاملت بها هذه العائلة و ازلامها و المستفيدين من فتات موائدها حيث تم تصفية سورية من الفكر و العمل الخلاق سياسياً و اقتصادياً إما بالتصفية الجسدية أو بالملاحقة و الحصار و إما بالدفع للهجرة في دول الاغتراب.
و كأن التاريخ ينذر و يبشر في نفس الوقت بأن أفول نظام البعث الذي صادرته عائلة الأسد و سلطته و زبانيته صار واقعاً و حقيقةً رغم مرارته و دمويته بعد أن عشنا خمسين سنة على حلم لمسناه بعيداً جداً.
قبل سنتين و أشهر, كانت هذه الثورة العظيمة و اليتيمة و كانت انوف عفنة و أيادي سوداء تعبث بها و تفرق شمل أهلها متضامنة متوافقة في مصالحها مع نظام العار الأسدي في نشر الفوضى و الخوف و تسلط المجهول. لكن الثورة الأصيلة مازالت أصيلة و ما كل البروماغاندا الإعلامية المحلية و العربية و العالمية التي تسلط بقع الضوء فقط على اللون الأسود فيها و تستبعد نصاعة و تألق الألوان الأخرى إلا في سياق تلك البروماغندا.
اليوم و قد أتممت الخمسين من عمري, أنظر إلى سورية الغد, دون حزب بعث أسدي و أي حزب يشابهه.
أنظر إلى سورية حرة كريمة, منارة عروبية و شرق أوسطية, للحرية و للديمقراطية و للكرامة الانسانية و لمفهوم الوطن و المواطنة, بعد عصر الهزائم البعثي الذي أقام في أعماقنا قدرية الهزيمة و جعلنا محكومين بالأمل و فقط بالأمل و أفقدنا ثقة القيام بالفعل و بالعمل.
الثورة المستمرة منذ سنتين و نصف, هي أعظم فعل إنساني يقوم به السوريون قبل أن يكون فعلاً وطنياً و اقتصادياً و سياسياً. السوريون, و منذ أن أسقطوا جدار خوفهم العالي, يعودون لآدميتهم بعد أن عمل النظام على فصلهم عنها و ترسيخ مفاهيم لاإنسانية و لاأخلاقية و لاوطنية في ضمائرهم و أعد العدة لمعركته الموعودة مع شعبه بكل دونية و خبث و ما ظهور العفن و العلق و المرتزقة في شوارع سورية سوى نتيجة طبيعية لتحريك مستنقع الموت السوري حيث كانت تتراكم في قاعه بمعية نظام هو سيد العفن و الارتزاق و اللصوصية.
مشوار السوريين طويل و صعب و بكل الأسف و الأسى دامي و عنفي, و لكن شعباً يملك القدرة على الصمود وحيداً لأكثر من ثلاثين شهراً في مستنقع الموت و في ضميره و يقينه أن لحريته الحمراء باب و قد طرقه بكلتا يديه المضرجتين حتى كاد أن يحطمه, هذا شعب لا يهزم و لا يساوم على نصره و سيعود السوريون لتاريخ توقفوا عنده قبل خمسين سنة لاستكمال مسار تحويل العمل السياسي الوطني الواعي من مجرد إلتباس إلى مفاهيم راسخة و ثقافة مجتمعية يحميها رجال و نساء أحرار ليس في قلوبهم سوى الخوف على الوطن و في عقولهم إصرارعلى رقيه و سموه.
دمتم أحرار في سورية الحرة.



#خالد_قنوت (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- في حضرة الموت السوري, ستولد الحرية
- التاج يسقط في الشام
- حصار الشعب الذي يريد
- من أين جاؤوا هؤلاء؟؟
- تقاطعات بين استراتيجيتين على حساب ثورة السوريين
- عيد ميلاد كندا و الولادة العسيرة لسورية الجميلة
- الرحمة للمناضل و الإمام المغيب الشهيد موسى الصدر.
- القصير.. الثورة لا تسقط
- إعادة هيكلة و ليس مهزلة
- شعار الثورة (الموت و لا المذلة) كهدف استراتيجي
- كلاب مسعورة في ريف بانياس
- مصر و العراق..دروس هامة للثورة السورية.
- تصحيح المسار لا يعني الفشل.
- جبهة النصرة..لنا أم علينا؟
- مآلات الثورة السورية 4
- الثورة السورية على مدار عامين (المقالة 3) – الجزء الثاني
- الثورة السورية على مدار عامين (المقالة 3) – الجزء الأول
- التمثال الغبي
- الثورة السورية أسباب و مقارنات 2
- التحليل السياسي في الثورة السورية 1


المزيد.....




- هارفارد تنضم للجامعات الأميركية وطلابها ينصبون مخيما احتجاجي ...
- خليل الحية: بحر غزة وبرها فلسطيني خالص ونتنياهو سيلاقي في رف ...
- خبراء: سوريا قد تصبح ساحة مواجهة مباشرة بين إسرائيل وإيران
- الحرب في قطاع غزة عبأت الجهاديين في الغرب
- قصة انكسار -مخلب النسر- الأمريكي في إيران!
- بلينكن يخوض سباق حواجز في الصين
- خبيرة تغذية تحدد الطعام المثالي لإنقاص الوزن
- أكثر هروب منحوس على الإطلاق.. مفاجأة بانتظار سجناء فروا عبر ...
- وسائل إعلام: تركيا ستستخدم الذكاء الاصطناعي في مكافحة التجسس ...
- قتلى وجرحى بقصف إسرائيلي على مناطق متفرقة في غزة (فيديو)


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - خالد قنوت - الخمسين, بين ماضي الهزائم و حقيقة الانتصار