أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - أحمد غريب - الشرعية الدينية والغاز الطبيعي














المزيد.....

الشرعية الدينية والغاز الطبيعي


أحمد غريب

الحوار المتمدن-العدد: 4195 - 2013 / 8 / 25 - 09:45
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


قطر هي ثاني أكبر منتج للغاز الطبيعي بعد روسيا، وصراعها الشرس ضد المنتج الأول لهذا الغاز بلغ من الدموية حداً فاق المأساوية كما نراه في سوريا.
تسعى قطر إلى مد أنبوب الغاز الطبيعي عبر أراضي السعودية والأردن ثم سوريا فتركيا، ليصل إنتاجها لأوروبا، فيحرر هذه القارة من تحكم الدب الروسي في واحد من أهم مصادر الطاقة التي يعتمد عليها غرب أوروبا في التدفئة.
نظام بشار الأسد هو المحبس الذي يمنع هذا التحول الكبير في الميزان الاستراتيجي بين روسيا وأوروبا. والإسلام السياسي تحت هيمنة الإخوان المسلمين وتنظيمهم الدولي هو السلاح الذي تضرب به قطر لتفتح الطريق أمام أنبوبها السحري.
تركيا تتخذ من نفس الأنبوب وسيلة لتحقيق حلمها عملياً هذه المرة بالانضمام الرسمي للنادي الأوروبي، الذي يبدو مستعداً للتخلي عن استعلائه على الأتراك مقابل تحريره من قبضة الروس على مصادر الدفء.
لكن الشرعية الدينية التي اعتمد عليها الإخوان في زحفهم نحو السلطة في البلدان التي شهدت، ولاتزال تشهد، تغيرات في بنيتها الإقتصادية والاجتماعية والسياسية أثارت قلقاً لدى دول الخليج البترولية الأخرى.
تعاونت هذه الدول من قبل مع الإخوان ككيان سياسي معارض، واستخدمته أو توافقت معه في محطات سابقة، لكنها توترت منذ منافسته لشرعيتها بهذه الوسيلة.
تعتمد أنظمة دول الخليج على توليفة محافظة، ترتكز على صيغة الإسلام السني التي تتحالف فيها المؤسسة الدينية مع النظام الحاكم وتمنح حكمه شرعية دينية مادام يحكم بأسلوب محافظ يتمسك بمجموعة من القيم والقوانين التي تكرس سيطرة عائلات معينة وأسلوب معيشة تقليدي وهيمنة ذكورية على مفاتيح الحياة، وفوق ذلك يضمن النظام الحاكم باء المرجعة الدينية كإطار فوق دستوري للمجتمع كله.
وصول الإخوان إلى السلطة، ووجودهم المؤثر في دول الخليج على مدى عقود بدءاً من أواخر خمسينات القرن العشرين كان جرس إنذار للأنظمة الخليجية بإمكانية سحب بساط الشرعية الدينية بتوليفتها القائمة من تحت أقدام أنظمتهم، ووجود فرصة لمنح شعوبهم نفس المضمون المحافظ لكن ضمن توليفة سياسية أخرى لا تعتمد على تحالف رجال الدين ورجال السياسة، وإنما قيام رجال التنظيم الإخواني بلعب الدورين معاً الدين والسياسة.
تمكنت مساعي الإمارات والسعودية من الإسهام في فرملة الاندفاع القطري نحو تعميم نموذج وصول الإخوان إلى الحكم في بلدان التغيير العربي، لكنها لا تقف ضد طموح قطر، خاصة السعودية، التي سينوبها من مرور الأنبوب القطري في أراضيها نصيباً من لعبة الثقل الإستراتيجي الجديد عندما تحصل أوروبا على احتياجاتها من الغاز عبر هذا الأنبوب.
من جانبها لا تشعر قطر بتهديد كبير من فكرة الشرعية الدينية على الحكم، فالصعود الإستراتيجي والاستقواء بالغرب وتخفيف وطأة الروس وتقليص نفوذ غازهم الطبيعي كفيل بحماية النظام القطري في وجه أية عواصف، خاصة أن الشعب القطري نفسه خارج المعادلة، ولا يوجد غير تنافسات الأجنحة داخل العائلة المالكة، ولا يمكن لهذه التنافسات أن تكتسب أهمية دونما دعم الغرب.
في هذه المعركة لا يوجد شيء نبيل بالمرة.
كان بإمكان الروس ألا يوفروا غطاء بلا حدود لدموية بشار، وأن يستبدلوه فيحل شخص من داخل النظام محله ويمتص قدراً من الغضب الجماهيري، لكنهم ألقوا كل ثقلهم على سحق المعارضة بأشكالها المختلفة سواء من العزّل أو من المسلحين.
كان بإمكان الإخوان الاستمرار في تحالفاتهم التي بدأوا بها الثورة في مصر والتي كانت تجمههم بالليبرالين والناصرين وإئتلافات يسارية تحت مسمّى الجبهة الوطنية للتغيير، لكنهم اختاروا الانقلاب على هؤلاء، والرهان على من يساندونهم في القتال لحساب قطر والغرب في معركة سوريا: اختاروا التحالف مع أسوأ منتجات الإسلام السياسي ممثلة في الإرهاب والتكفير.
كان بإمكان قطر الرهان على دعم حركات معارضة مستنيرة، لكن هيهات.
الكل اختار التطرف، أو لم يكن يملك القدرة على تطوير أطماعه لتستوعب فكرة وجود شعب، وحركة جماهير، وأحلام الناس.
بعض الموالين لأميركا يقولون إن الظل المصري على ما تبقى من الثورة السورية ضار، يقصدون ظل عاصفة 30 يونيو التي أطاح الشعب فيها بقبضة الإخوان المسمومة عن التحكم في مصر وعن اختزال ميزانها الاستراتيجي في مجرد عصابات إرهابية. الظل السوري، المصبوغ بلون الإرهاب له أثره أيضاً على عاصفة 30 يونيو، لقد شجع الإسلاميين المصريين على الغرور والعجرفة، لا شك.
تستبعد هذه الصراعات والطعنات الدولية والإقليمية الإنسان؛ ذلك الوافد الجديد على الساحة السياسية بعد عقود من الصمت. لقد خرج بحثاً عن كرامته، وحريته، وعدالة اجتماعية تدعمه في مواجهة الاستهانة باحتياجاته الأساسية في الحياة.
أميركا دعمت تقديم صندوق انتخابات لهذا الإنسان، ليظل بعدها حيراناً يدور في ساقية الانتخابات يلتقط الفتات من سياسيين سرعان ما سال لعابهم على لعبة التحالفات الدولية.
وقطر حولته إلى وكيل لحروبها من أجل المال والنفوذ.
والإخوان، أسوأ ما حدث لنا في العصر الحديث، تاجروا بأحلام الناس من أجل أوهام تمكين التنظيم الدولي، والارتماء في أحضان الأميركيين وتحت مظلة الغرب.



#أحمد_غريب (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عاصفة 30 يونيو: الإسلام السياسي والتحالف الجديد
- هل الديموقراطية سيئة؟
- النموذج التركي!
- تمرّد
- هواجس عن التدين كوسيلة خروج على القانون!
- دولة مدنية.. أحلام الثورة مستمرة
- دورة العنف.. الرصيد لا يسمح!
- من سيتكلم باسم الشعب؟
- الجماهير أسبق من السياسيين: هذه دولة الإسلاميين.. فماذا عن د ...
- الإسلام السياسي ونزعة الخصومة
- دستور الإخوان:المقاطعة.. والشرعية
- مليونية 27 نوفمبر.. الكتلة الحرجة
- الإسلام السياسي.. الحاكمية.. والبطولة الغائبة
- الأصابع الخفية
- ماذا حدث لسوريا؟
- -الخطة بوتن-
- -والله الموفق-
- المشير
- بروفات مواجهة إسرائيل
- إسرائيل تتحدث


المزيد.....




- ماذا قال الجيش الأمريكي والتحالف الدولي عن -الانفجار- في قاع ...
- هل يؤيد الإسرائيليون الرد على هجوم إيران الأسبوع الماضي؟
- كوريا الشمالية تختبر -رأسا حربيا كبيرا جدا-
- مصدر إسرائيلي يعلق لـCNN على -الانفجار- في قاعدة عسكرية عراق ...
- بيان من هيئة الحشد الشعبي بعد انفجار ضخم استهدف مقرا لها بقا ...
- الحكومة المصرية توضح موقف التغيير الوزاري وحركة المحافظين
- -وفا-: إسرائيل تفجر مخزنا وسط مخيم نور شمس شرق مدينة طولكرم ...
- بوريل يدين عنف المستوطنين المتطرفين في إسرائيل ويدعو إلى محا ...
- عبد اللهيان: ما حدث الليلة الماضية لم يكن هجوما.. ونحن لن نر ...
- خبير عسكري مصري: اقتحام إسرائيل لرفح بات أمرا حتميا


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - أحمد غريب - الشرعية الدينية والغاز الطبيعي