|
ضوءٌ على إنتخابات أقليم كردستان
امين يونس
الحوار المتمدن-العدد: 4194 - 2013 / 8 / 24 - 22:31
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
أقل من شهر ، على إنتخابات برلمان أقليم كردستان .. فهل ستسفر عن نتائج ، تُغّيِر الخارطة السياسية في الأقليم ؟ هذا السؤال يهُمُ ليسَ فقط الحزبَين الحاكمَين ، بل كذلك أحزاب المُعارضة وعموم الناس أيضاً . أدناهُ بعض الإقترابات من الموضوع : - بدءاً .. هنالكَ كما يبدو ، إنطباعٌ لدى قطاعات واسعة من الناس هنا .. بأن " الإتحاد الوطني الكردستاني " ، سوف لن يحصل على نفس عدد المقاعد مقارنة مع الإنتخابات السابقة ، أي (29) مقعداً .. بل سوف يخسر العديد منها . فالمؤيدين والمحسوبين على " حركة التغيير " يُرّوجون ، بأن أقصى ما سوف يحصل عليهِ الإتحاد الوطني هو 12/ 16 مقعداً ! . في حين ان أتباع الإتحاد نفسهِ ، يُؤكدون ، بأنهم سوف يفوزون بما يتراوح بين 25/30 مقعد ! . من الطبيعي ، ان التنافس سيكون شَرِساً في السليمانية وكَرميان بين الإتحاد والتغيير ، ورُبما ان بعض " المبالغة " في التوقعات من الطرفَين ، مرده هو الدعاية الإنتخابية والتأثير على المعنويات . أما الحزب الديمقراطي الكردستاني .. فأنهُ يلعب لعبة مُزدوجة .. فمن ناحية ، هو لايُريد ان يحصل غريمه التقليدي أي الإتحاد الوطني ، على مقاعد كثيرة تجعلهُ نداً له ، ومن ناحية أخرى ، لايود الديمقراطي ، ان يرى شريكه الإستراتيجي ، يخسر كثيراً ، لصالح حركة التغيير .. ففي كُل الأحوال ، بالنسبة الى الحزب الديمقراطي ، فأن التعامُل والتفاهُم ، مع الإتحاد الوطني ، أسهل من التنسيق مع حركة التغيير ! . الحزب الديمقراطي ، يتمنى ان يخسر الإتحاد وحركة التغيير معاً ، العديد من المقاعد في البرلمان ، ويربح هو ما يخسرهُ الطرفان .. لكن في السياسة وعلى أرض الواقع ، ليستْ جميع الأماني ، ممكنة التحّقُق ! . ففي السليمانية وكَرميان ، على الأقل .. [إذا ] صدقتْ توقعات ، فُقدان الإتحاد الوطني ، لمقاعد كثيرة ، فأن حصول الحزب الديمقراطي عليها .. في غاية الصعوبة .. والإحتمال الأقرب الى التصديق ، هو فوز حركة التغيير واحزاب المُعارضة الاخرى بها . - يُقال ، ان الإتحاد الوطني ، يدرك الى حدٍ بعيد ، انه سوف يفقد السيطرة على مجلس محافظة السليمانية ، لصالح حركة التغيير ، لو جرَتْ الإنتخابات الآن .. ولهذا فلقد بذلَ جهوداً متنوعة ، من أجل التأجيل المُتكَرِر لإنتخابات مجالس المحافظات .. وبالفعل نجحَ في تأجيلها لغاية 21/11/ 2013 ، بِصفقةٍ مع الحزب الديمقراطي ، أي بعد شهرَين من إنتخابات البرلمان ، وذلك [ على أمَل أن يُحافِظ على قوتهِ في الإنتخابات البرلمانية في 21/9/2013 ، ولا يفقد الكثير من المقاعِد . فعلى إفتراض أنه سيحصل على عشرين مقعداً برلمانياً ، فانه بذلك وبالتحالف مع الحزب الديمقراطي ، سيشكلون أغلبية ، وسيستمرون في تقاسُم السُلطة ، وسيمددون بشكلٍ أو بآخر ، إتفاقهم الإستراتيجي ] .. لو جرَتْ الأمور في البرلمان ، كما يشتهيها الإتحاد مثلما وردَ أعلاه .. فأنه يأمل ان يُؤثر ذلك إيجاباً على نتائج إنتخابات مجالس المحافظات في 21/11 . - من الجانب الآخر .. فأن " حركة التغيير " .. وحسب توقعات المؤيدين لها والقريبين منها ، تأملُ بالفوز بما يتراوح ما بين 34/ 38 مقعداً في البرلمان . وبهذا ستكون كتلة قوية ، سيضطر الجميع ، بما فيهم الحزب الديمقراطي ، عمل حسابٍ جدي لها ، في أي ترتيبات قادمة ! . وسيصبح ذلك [ إذا تَحّقق ] ، مُقدمة لفوزٍ مُريح في إنتخابات مجلس محافظة السليمانية في 21/11 . - أعتقد ان أحزاب الإسلام السياسي في الأقليم ، كانتْ تُخّطِط للإنتخابات القادمة ، وتأمل الحصول على مقاعد أكثر من التي حصلتْ عليها في إنتخابات 2009 .. وذلك إستثماراً لصعود الإسلام السياسي في كُل من تونس ومصر وليبيا وقبلها في تركيا " إذ أنه من الواضح ، ان جميع أحزاب الإسلام السياسي ولا سيما ( السُني ) إذا جاز التعبير ، لها مرجعية دَولية واحدة " . فمثلما كانتْ " الأممية الشيوعية " في الستينيات والسبعينيات ، تُؤثر على كافة الاحزاب الشيوعية في المنطقة " كانتْ هنالك نكتة في حينها ، تقول ان شيوعيي الناصرية ، كانوا يلبسون المعاطف الثقيلة في عِز الحَر ، تضامُناً مع الجو البارد في موسكو ! " . فاليوم أيضاً ، لَما يُصاب راشد الغنوشي في تونس ، بالزُكام مثلاً ، فأن علي بابير ، يتناول ال " فلو آوت " في أربيل ! . إلا أن الإنتكاسة الكبيرة التي أصابتْ تنظيم جماعة الإخوان المسلمين في مصر ، في الآونة الأخيرة ، ورفض الشعب المصري لحكم الجماعة ، بعد تجربة سنة واحدة فقط .. سيكون له تأثيرٌ سلبي غير مُباشِر على أحزاب الإسلام السياسي في أقليم كردستان أيضاً . إضافةً الى ذيول الأحداث في سوريا ، والتداعيات السلبية ، لإصطفاف بعض السلفيين والجهاديين الكُرد ، مع جبهة النصرة الإرهابية . كُل ذلك .. يقودنا الى الإستنتاج ، بأن الحزبَين الإسلاميَين : الإتحاد الإسلامي والجماعة الإسلامية ، لن يفلحا بالحصول على أعداد كبيرة من المقاعد .. بل رُبما سيحتفظان معاً ، بما يتراوح بين 10/15 مقعداً . فإذا تحالفا مع حركة التغيير ، فأنهم سيشكلون قوة لايُستهان بها . - الحزب الديمقراطي الكردستاني ، يمتلك الكثير من " مقومات القُوة " : السُلطة / المال / الإعلام / العلاقات الأقليمية ، مما يُؤهله للإحتفاظ بموقعهِ البارز في إدارة أقليم كردستان . يعتمد الحزب الديمقراطي ، على قُوة قبضتهِ الحديدية " أجهزة السُلطة المُختلفة زائداً المال " ، في دهوك وبهدينان عامةً ، ويُغّلف هذه القبضة بِقُفازٍ في أربيل ، ويُغطيها بالحرير في السليمانية : أي الديمقراطي ، قّويٌ صراحةً في دهوك ، وقويٌ مُواربةً في أربيل وناعمٌ كالحرير في السليمانية ! .. وبين يديهِ أيضاً وسائل ضغط ، عراقياً وأقليمياً ، مثل ملف النفط والأنبوب الرابط مع تركيا / المساومات مع المالكي من جهة والنُجيفي من جهةٍ أخرى / العلاقات المتشابكة مع تركيا / دوره المهم في الملف السوري / ملف اللاجئين والمعبر الحدودي مع سوريا / تَبنيهِ للمؤتمر القومي الكردي . كُل هذهِ النقاط ، بِغض النظر ، عن شرعيتها من عدمها ، تُشّكِل عوامل مُساعدة للحزب الديمقراطي .. وإذا بقيتْ الأحوال خلال الأسابيع القليلة القادمة ، كما هي ، من دون حدوث مُفاجآت كبيرة ، أو هّزات عنيفة .. فأن نتائج الإنتخابات البرلمانية " لاسيما إذا نجحَ المؤتمر القومي الكردي الذي سينعقد في أربيل برعاية البارزاني ، قبل الإنتخابات بأيام قليلة ، ولو بالحدود الدُنيا من النجاح " .. فأن الحزب الديمقراطي ، على الأغلب ، سيحتفظ بقوتهِ النسبية في البرلمان القادم . - الإتحاد الوطني الكردستاني ، الحائز على ثلاثة مقاعِد في مجلس مُحافظة نينوى ، ضمن قائمة التآخي الكردية ، من مجموع 11 مقعداَ .. حُرِمَ من الحصول على أي منصب مُهم في إدارة نينوى الجديدة .. حيث إستحوذّ الحزب الديمقراطي الكردستاني ، على منصب رئيس مجلس المُحافظة ، ومنصب النائب الأول للمُحافِظ ، و [ أكلَ الكُبة الموصللية كُلها ، من دون أن يعطي قضمةً واحدة الى شريكهِ الإتحاد الوطني ! ] . ويكون الديمقراطي ، بذلك ، قد رّدَ للإتحاد الوطني ، الصاعَ صاعَين ، على ما مارسهُ من تهميشٍ للديمقراطي في كركوك ! . يُخشى أن ينعكس هذا الامر سلباً ، على العلاقة بين الطرفَين داخل الأقليم ، حتى قبل الإنتخابات .. فيرى البعض ، ان جزءاً من " قاعدة " الإتحاد ، لو شعرتْ بأنها ستخسر الإنتخابات القادمة ، فأنها تُفّضِل التصويت لحركة التغيير ، على أن تُجّيَر أصواتها للحزب الديمقراطي ! .
#امين_يونس (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
حتى الأموات .. ينتخبون
-
أيها المصريون .. لاتُبالغوا في إمتداح السعودية
-
لا تَقُل : حَجي ولا أبو فلان !
-
هزيمة اليمين الديني في مصر
-
ما أغبانا .. ما أغبانا !
-
المُشكلة في : الثلج
-
تداعيات إعتزال مُقتدى الصدر
-
كُرد سوريا .. بين الخنادِق والفنادِق
-
المدينة الصائمة
-
لا يمكن تبديل الجيران
-
الفيلُ والنملة
-
اللعنةُ .. اللعنةُ !
-
السُمعة الجيدة ، والنوايا الطيبة .. ليستْ كافية
-
فوضى بغداد .. وإستقرار أربيل
-
العقرب السام
-
الإتحاد الوطني .. لِصاحِبهِ .. ؟
-
بينَ التهّور والإتِزان
-
العمل في الشمس .. والتسكع في الفئ
-
على هامش إنتخابات مجالس أقليم كردستان
-
هل سيصبح البرزاني رئيساً لجمهورية العراق ؟
المزيد.....
-
وحدة أوكرانية تستخدم المسيرات بدلا من الأسلحة الثقيلة
-
القضاء البريطاني يدين مغربيا قتل بريطانيا بزعم -الثأر- لأطفا
...
-
وزير إسرائيلي يصف مقترحا مصريا بأنه استسلام كامل من جانب إسر
...
-
-نيويورك تايمز-: الولايات المتحدة تسحب العشرات من قواتها الخ
...
-
السعودية.. سقوط فتيات مشاركات في سباق الهجن بالعلا عن الجمال
...
-
ستولتنبرغ يدعو إلى الاعتراف بأن دول -الناتو- لم تقدم المساعد
...
-
مسؤول أمريكي: واشنطن لا تتوقع هجوما أوكرانيا واسعا
-
الكويت..قرار بحبس الإعلامية الشهيرة حليمة بولند سنتين وغرامة
...
-
واشنطن: المساعدات العسكرية ستصل أوكرانيا خلال أيام
-
مليون متابع -يُدخلون تيك توكر- عربياً إلى السجن (فيديو)
المزيد.....
-
في يوم العمَّال العالمي!
/ ادم عربي
-
الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة
...
/ ماري سيغارا
-
الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي
/ رسلان جادالله عامر
-
7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة
/ زهير الصباغ
-
العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني
/ حميد الكفائي
-
جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022
/ حزب الكادحين
-
جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023
/ حزب الكادحين
-
جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023
/ حزب الكادحين
-
جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023
/ حزب الكادحين
-
جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023
/ حزب الكادحين
المزيد.....
|