أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - عبد المجيد إسماعيل الشهاوي - ليبرالية مفلسة من داخل الصندوق














المزيد.....

ليبرالية مفلسة من داخل الصندوق


عبد المجيد إسماعيل الشهاوي

الحوار المتمدن-العدد: 4193 - 2013 / 8 / 23 - 15:59
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


علاوة على خرافة مفكرين إسلاميين أوائل أن نصوص القرآن كلها أو على الأقل مبادئه وقيمه الرئيسية صالحة لكل زمان ومكان، يضيف الآن مفكرون أواخر لكن يدعون الانتماء إلى الفكر الليبرالي أن نفس هذه النصوص القرآنية أو على الأقل التقاليد والمبادئ والقيم الإسلامية الثابتة هي المنفذ الوحيد إلى الديمقراطية الليبرالية. هكذا يقول مدعي الإصلاح والليبرالية الإسلامية د. شاكر النابلسي الذي كتب نصاً أن "لا منفذ لليبرالية العربية غير باب الإسلام في العالم العربي المتدين. فإذا كان باب الإسلام الليبرالي مغلقاً، ولا منفذ منه، فلا ليبرالية حقيقية وواقعية ستحقق في يوم ما، في العالم العربي." كأن لسان حال هؤلاء المفكرين الليبراليين، في تطابق غريب حتى مع نظرائهم المحافظين من تيار الإسلام السياسي، يردد معهم في نفس واحد: ’الإسلام هو الحل‘.

كما ذكرت في المقال السابق، هذا الإفلاس الفكري سواء المحافظ أو الليبرالي مرده إلى أن مساعي البحث عن حلول لمشكلات اقتصادية واجتماعية وسياسية حديثة ومتطورة تنطلق دائماً من داخل نفس الصندوق الضيق القديم، صندوق الدين، لتوصلها جميع الطرق في النهاية إلى نفس الحل العاجز القديم أيضاً: المزيد من الدين. كأن المفكرين العرب عبر التاريخ وعلى اختلاف توجهاتهم وتنوع صراعاتهم الشكلية كانوا ولا زالوا بسبب العتمة الشديدة يلفون ويدورون وراء بعضهم وهم لا يدرون داخل نفس الصندوق الجوهري المحكم الإغلاق- الإسلام؛ وحتى اليوم لم يحدث أبداً أن تجرأ أي منهم، حتى أحلاهم كلاماً عن الليبرالية وقيم الحداثة والمعاصرة، على أن يحاول الخروج من هذه العتمة الخانقة إلى النور والفضاء الواسع بالخارج بحثاً عن حلول أكثر فاعلية، أو في محاولة جادة لتأسيس صناديق فكرية جديدة أكثر رحابة ومرونة وملائمة للعصر ومشكلاته.

علاوة على اتهامي السابق لمثل هؤلاء المفكرين السذج بالمسؤولية الأولية عن تحضير عفريت الإسلام السياسي بكلا جناحيه المسالم والعنيف والذي يعيث إفساداً وتدميراً الآن عبر كل أنحاء المنطقة العربية والإسلامية، أزيد هنا أن هم بسبب طول الجلوس في عتمة صندوق ضيق قد أصبحوا أيضاً عاجزين عن تمييز ما يجري حولهم، أو حتى معرفة حقيقة أنفسهم. على سبيل المثال، هم يتصورون أن رياح الربيع العربي قد هبت أخيراً بالديمقراطية إلى الدول العربية، وفي القلب منها مصر، غافلين عن القاعدة البديهية أن الديمقراطية- كما هو الحال في تركيا المعاصرة- لا يمكن أن تتحقق سوى فوق أرضية علمانية صلبة أولاً. هل كانت مثل هذه الأرضية العلمانية مبسوطة بالفعل عبر دول الربيع العربي قبل أن يعتلي الإسلام السياسي سدة الحكم هناك؟ في استعجاب آخر، هل يمكن أن تقوم ديمقراطية من دون علمانية أولاً، أو ليبرالية من دون ديمقراطية أولاً؟!

في الحقيقة، هؤلاء المفكرون المفلسون لا يدرون حتى أن ما يحدث في مصر وبقية مجتمعات الربيع العربي الآن هو تحديداً صراع ضاري فيما بين الدين والعلمانية على مستقبل تلك البلدان؛ هو صراع بين استبدادين اثنين أحدهما علماني والآخر ديني، وليس من قريب أو بعيد صراعاً بين استبداد وديمقراطية، الذي سوف يأتي دوره حتماً لكن في مرحلة لاحقة. بسبب عجزهم الفكري هم لا يستطيعون أن يعرفوا أن لا وجود حالياً على الإطلاق في أي دولة عربية لشيء اسمه ديمقراطية، وأن من المستحيل أن تنشأ ديمقراطية قبل تأسيس ديكتاتورية علمانية أولاً، وأن من مستحيل المستحيلات أن تنشأ ديمقراطية ليبرالية قبل تأسيس العلمانية أولاً ثم الديمقراطية الكلاسيكية ثانياً. إذا كان الوضع كذلك، من أين في طول المنطقة العربية وعرضها سك هؤلاء لأنفسهم الكنية الجميلة ’ليبراليين‘ أو ’إسلاميين ليبراليين‘، إن لم تكن مستوردة جهلاً هكذا جاهزة الصنع من أراضي أجنبية؟! كيف تتحقق الليبرالية إذا كانت الديمقراطية غير موجودة أصلاً؟!

لا شك أن أفعى العلمانية المصرية تغرس أنيابها عميقاً الآن في جسد الإسلام السياسي المصري، لكن لا يزال من السابق لأوانه الجزم بنتيجة هذه المواجهة التاريخية الشرسة. الشيء المؤكد في جميع الأحوال هو استحالة أن تبدأ جهود التأسيس لعملية ديمقراطية جوهرية قبل أن تضع هذه الحرب أوزارها أولاً، ولصالح المعسكر العلماني تحديداً؛ أما أن يتحدث البعض عن ديمقراطية أو ليبرالية قبل ذلك، هذا يعني أن هم لا يزالون ينظرون للأمور من ركن مهمل داخل نفس الصندوق المعتم القديم.



#عبد_المجيد_إسماعيل_الشهاوي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- خرافة الليبرالية الإسلامية والتفكير من داخل الصندوق
- ليس دفاعاً عن الإخوان
- مشكلة ضمير البرادعي
- عن فوائد الحروب
- ليبراليون في بيادة العسكر
- عن ديمقراطية الإسلام السياسي الموعودة
- 2- الإسلام السياسي يُحارب، لا يُسترضى
- مراهقة ليبرالية مصرية أم سذاجة في تحليل الحروب؟
- بعد فشل مشروع النهضة، الأخوان يطلقون مشروع الشهيد
- النسبية العلمانية والأصولية الدينية
- أنا رب الكون
- رهان أوباما الخاسر على الإخوان
- وهل الرُسُل بشر أيضاً؟
- مصر تسقط إرهاب السياسة الإسلامية
- المصريون يخرجون على الشرعية
- هنا القاهرة 30
- مصر الوطنية تصارع مشروع الإسلام السياسي
- أمريكا وإيران من داخل المنطقة العربية
- فضفضة مصرية فوق السد
- إسلام متقدم لمسلمين متخلفين؟!


المزيد.....




- طلاب يهود بجامعة كولومبيا: مظاهرات دعم فلسطين ليست معادية لل ...
- مصادر فلسطينية: أكثر من 900 مستعمر اقتحموا المسجد الأقصى في ...
- مئات المستوطنين يقتحمون المسجد الأقصى تحت حراسة إسرائيلية مش ...
- سيبدأ تطبيقه اليوم.. الإفتاء المصرية تحسم الجدل حول التوقيت ...
- مئات المستوطنين يقتحمون باحات الأقصى في ثالث أيام عيد الفصح ...
- أوكرانيا: السلطات تتهم رجل دين رفيع المستوى بالتجسس لصالح مو ...
- “خليهم يتعلموا ويغنوا ” نزل تردد قناة طيور الجنة للأطفال وأم ...
- فيديو خاص عيد الفصح العبري واقتحامات اليهود للمسجد الأقصى
- “ثبتها الآن” تردد قناة طيور الجنة 2024 Toyor Aljanah لمشاهدة ...
- بعد اقتحامات الأقصى بسببه.. ماذا نعرف عن عيد الفصح اليهودي ا ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - عبد المجيد إسماعيل الشهاوي - ليبرالية مفلسة من داخل الصندوق