أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الثورات والانتفاضات الجماهيرية - عزالدين التميمي - وجه آخر عصري للتطرف، والساحة المصرية لا تقبل القسمة على متطرِفَيْن














المزيد.....

وجه آخر عصري للتطرف، والساحة المصرية لا تقبل القسمة على متطرِفَيْن


عزالدين التميمي

الحوار المتمدن-العدد: 4193 - 2013 / 8 / 23 - 01:18
المحور: الثورات والانتفاضات الجماهيرية
    




ان الثورات الشعبية على مستوى العالم وعلى مدار التاريخ واجهت هذا الكم الهائل من التناقضات التي تعيشها الانتفاضات العربية حاليا، فالثورة في مواجهة استبداد ما كانت تنتج اخرا، والثورة على تطرف كانت تنتج تطرفا اخرا على جهة اخرى، وهذا أمر متوقع ان لم يكن طبيعيا اذا استندنا الى التسلسل المنطقي لمسببات انتاج هذا التطرف الثوري، والتي من اهمها ان الانفجار والانتقال السريع الذي غالبا ما تحدثه الثورة في حياة الثوار ان كان الفردية او العامة، يساهم في تغييب الموضوعية في تقييم أي شيء معاكس، ومن جهة اخرى فلا يمكن تجاهل ان الثورة الشعبية تقوم بالأساس على التعبوية الثورية، هذا لا ينفي انها نشأت بفعل وعي نخبوي ممنهج، الا ان افتراض ان القيام بالثورات يشترط وجود وعي شعبي جماعي هو افتراض غالبا ما كان غير واقعي ابدا ويؤجل الصراع الحقيقي المباشر، وبالتالي فان التعبوية التي كانت ضرورة في انتاج اي ثورة شعبية، تمثل سببا اخرا في انتاج تطرف في صدد تطرف اخر يتم الثورة عليه، وذلك لأن تعبوية الفكرة مع غياب وعي لاعادة صياغتها او انتقادها او التفكير في اصلاحها، كل ذلك يساهم في تصنيمها وانتاج التطرف الذي سبق وصفه.
لملاحظة هذه الظاهرة في الثورة المصرية بشكل خاص، علينا ملاحظة اعتبار نتائج الثورة الاولى على نظام مبارك نتائجا لا يمكن نقاشها، بل وباعتبار اي تقصير ان كان من الحكومات التي تتالت على هذه الفترة او من الجيش هو تقصير ناتج عن التفريط بما حققته الثورة، والتساؤل المطروح هنا: لماذا لم يتم تحميل الخلل - ان كان في الفساد بكامل اشكاله او في امور اخرى - الى خطأ في الثورة نفسها ممثلة بكوادرها او في مطالبها او فيما ما حققته وليس الى تفريط فيما حققته ؟ والجواب الذي اريد الوصول اليه هو ليس جوابا للسؤال نفسه، ولكنه استنتاج من خلال السؤال وهو ظهور نخبة اخرى نتيجة للثورة وجزءا من بنيتها .

لكن في ظل ما تعيشه الساحة المصرية حاليا، يبدو الوضع مختلفا وأكثر حدة، خاصة بعد المرحلة الثانية من الثورة والتي كانت في مواجهة نظام الاخوان المسلمين، فبعيدا عن اسباب هذه الثورة التي اؤمن تماما بشرعيتها، الا ان نتائج هذه الثورة _ التي قامت على أساس مواجهة التطرف الديني المتمثل ببعض حركات الاسلام السياسي يرأسها الاخوان المسلمين _ كانت انتاجا لتطرف ضد الاسلام السياسي مع التعميم، بل وأدى الى شعبية شبه مطلقة في صفوف رافضي الاسلام السياسي لأي من يقف في وجه الاخوان، أي ان الثقة المطلقة التي منحها طبقة كبيرة من الشعب المصري لبعض قيادة الشخص رغم الظهور الجديد لهم على الساحة السياسة، وربما بدون أي فكرة عن تاريخهم، هذا كله يعتبر ظاهرة خطيرة أزاحت الموضوعية في تقييم أي تصرف ناتج عن هذه الحركات، والاخطر من ذلك تغير في هيكلة مجتمع عربي متماسك قائم على التكافل والعلاقات الاجتماعية مثل المجتمع المصري، نتيجة للقمع المؤدلج ضد افراد المجتمع المؤيدين للاسلام السياسي .

اذن واذا تتبعنا الوضع المصري بداية من ثورة يناير، نلاحظ ان الثورة بالجزء الاول أطاحت بنظام استبادي وأنتجت نظاما متطرفا أدى الى تدهور الوضع المصري على مدار عام كامل، أما عن الثورة في الجزء الثاني؛ فقد أطاحت بتطرف الاسلام السياسي وأنتجت تطرفا ضده، السؤال المطروح هنا: هل اقتصرت الثورات العربية على استبدال تطرف بآخر واستبداد بغيره ؟!



#عزالدين_التميمي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الى ابراهيم الأب ليس النبي
- قراءة سوسيلوجية للواقع الفلسطيني في فترة ما بعد الدولة العثم ...
- القرار اليساري ، مرحلة ام ايدولوجيا
- جمل غير مفيدة


المزيد.....




- تراجع 2000 جنيه.. سعر الارز اليوم الثلاثاء 16 أبريل 2024 في ...
- عيدنا بانتصار المقاومة.. ومازال الحراك الشعبي الأردني مستمرً ...
- قول في الثقافة والمثقف
- النسخة الإليكترونية من جريدة النهج الديمقراطي العدد 550
- بيان اللجنة المركزية لحزب النهج الديمقراطي العمالي
- نظرة مختلفة للشيوعية: حديث مع الخبير الاقتصادي الياباني سايت ...
- هكذا علقت الفصائل الفلسطينية في لبنان على مهاجمة إيران إسرائ ...
- طريق الشعب.. تحديات جمة.. والحل بالتخلي عن المحاصصة
- عز الدين أباسيدي// معركة الفلاحين -منطقة صفرو-الواثة: انقلاب ...
- النيجر: آلاف المتظاهرين يخرجون إلى شوارع نيامي للمطالبة برحي ...


المزيد.....

- ورقة سياسية حول تطورات الوضع السياسي / الحزب الشيوعي السوداني
- كتاب تجربة ثورة ديسمبر ودروسها / تاج السر عثمان
- غاندي عرّاب الثورة السلمية وملهمها: (اللاعنف) ضد العنف منهجا ... / علي أسعد وطفة
- يناير المصري.. والأفق ما بعد الحداثي / محمد دوير
- احتجاجات تشرين 2019 في العراق من منظور المشاركين فيها / فارس كمال نظمي و مازن حاتم
- أكتوبر 1917: مفارقة انتصار -البلشفية القديمة- / دلير زنكنة
- ماهية الوضع الثورى وسماته السياسية - مقالات نظرية -لينين ، ت ... / سعيد العليمى
- عفرين تقاوم عفرين تنتصر - ملفّ طريق الثورة / حزب الكادحين
- الأنماط الخمسة من الثوريين - دراسة سيكولوجية ا. شتينبرج / سعيد العليمى
- جريدة طريق الثورة، العدد 46، أفريل-ماي 2018 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الثورات والانتفاضات الجماهيرية - عزالدين التميمي - وجه آخر عصري للتطرف، والساحة المصرية لا تقبل القسمة على متطرِفَيْن