أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سامان كريم - الحشود التي يجمعها الاخوان المسلمون ليست جماهيرهم!















المزيد.....

الحشود التي يجمعها الاخوان المسلمون ليست جماهيرهم!


سامان كريم

الحوار المتمدن-العدد: 4192 - 2013 / 8 / 22 - 20:53
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


الحشود التي يجمعها الاخوان المسلمون ليست جماهيرهم!
سامان كريم
السؤال الذي يتبادر الى الذهن, بعد سقوط حكومة مرسي وليس نظامه طبعا, وبعد سقوط الاخوان في الحكم, هو كيف بامكان الاخوان ان تجيشوا الجيوش, وتعبئة الحشود الكبيرة في القاهرة والاسكندرية والفيوم والسويس وباقى المحافظات الاخرى؟! كيف بامكان الاخوان على رغم سقوطهم الاستمرار بهذه الحشود وتعبئيتهم في الميادين المختلفة واحتلال المؤسسات والجوامع؟! سؤال يجب ان يثار, ولابد له جواب مقنع.

من الطبيعي ان القوة او الحزب التي يسقط جراء الثورة ليس بامكانه ان يستمر حاله بهذه القوة فحسب بل عادة يلملم جراحه عبر اعادة تنظيم نفسه لثورة مضادة بعد فترة مقبولة. لكن الاخوان منذ السقوط وكأنهم لم يسقطوا يجيشون الحشد ويعبؤهم نحو التصعيد, سواء كان تصعيد جماهيري او عسكري في المدن وسيناء ايضا عبر جماعات ارهابية وهي متآخمة مع حدود إسرائيل.

الجواب السريع لهذا السؤال, هو ان الثورة لم تكتمل بل سرقت او سلبت من قبل الجيش, والجيش مؤسسة قمعية تابعة للطبقة البرجوازية بكاملها, اي مؤسسة جامعة للقوى والحركات البرجوازية المختلفة, للدفاع عن الملكية الخاصة البرجوازية, عن الراسمالية كنظام طبقي. سلبت الثورة في ظل غياب حزب ثوري يمثل التطلعات الثورية للعمال والجماهير الثورية. هذا هو جواب سريع... ولكن هذا الجواب بحد ذاته ولو أنه ذو اهمية رئيسة, وإن تحققت هذا الامر لكننا في مرحلة اخرى, في المرحلة التي يتم فيها الغاء الجيش مع الاخوان.. اي لم يطرح هذا السؤال اصلا. وهناك اجابات اخرى مثل الدعم الدولي من قبل أمريكا وتركيا وقطر وبلدان في الاتحاد الاوروبي... وبلدان وجماعات اسلامية اخرى مثل حماس وعدد من الاحزاب الاسلامية الاخرى... وهذا جواب غير مقنع لان القوى الطبقية على الارض المصرية لها دورها ودورها يمثل المحور الرئيس لحلحلة الوضع, دون ان ننسى الدور الدولي.

بعد سلب الثورة اي بعد أن ضحت الطبقة البرجوازية باحد فروعها او اجنحتها "الاخوان المسلمين" في سبيل اجهاض الثورة عبر الثورة المضادة, وباسم الثورة والدفاع عن الجماهير والثورة والدفاع عن مصر والوطن... اكذوبات تاريخية مكررة, بعد هذا من الطبيعي ان تدعوا قادة الثورة المضادة, اي المؤسسة العسكرية, الى المصالحة, المصالحة بين الاخوان والعسكر بين الحركة القومية العربية بقيادة الجيش والاسلام السياسي بقيادة الاخوان وهذا محتوى المصالحة التي طرحت بعد سلب الثورة مباشرة في 30 يونيو.... وتم دعوتهم الى الاجتماعات التي قادها العسكر وجبهة الانقاذ التي تمخض عنها الحكومة المؤقتة او الانتقالية.... احد نتائج الثورات الناقصة او المفقودة... هي هذه الانواع من المصالحات باسم "الوطن". هذا لم يتم على رغم محاولات امريكية واوروبية وحتى عربية والتي ليست لها قيمة, حتى من قبل انفسهم, اي قادة وملوك العرب.

بعد كل هذا وبعد السقوط ورفض المصالحة, تمكن الاخوان من تجييش الجماهير لصالحهم, وتعبئتهم في الميادين لاكثر من ثلاثة اسابيع.... السبب المباشر هو موضوعي بقدر موضوعية الثورة, وهو ان القادة الجدد اي العسكر ومعهم جبهة الانقاذ والاحزاب والشخصيات المكونة لهذه الجبهة... اي قادة الثورة المضادة الجدد, ليس لم يحققوا اية من مطالب الثورة , من حياة اكثر رفاهية للمواطنين من زيادة الحد الادنى من الاجور, توفير ضمان البطالة لا يقل عن الحد الادنى من الاجور, محو الامية, الخدمات العامة, من توفير السكن الملائم, الى الخدمات التعليمية المناسبة والصحية وضمانات اجتماعية اخرى, وتوزيع الاراضي على الفلاحين.. وتوفير الحريات السياسية غير مقيدة وغير مشروطة.. وخصوصا حق التنظيم والاضراب, المساواة بين الرجل والمراة, فصل الدين عن الدولة والتربية والتعليم... لم يحققوا هذه المطالب بل الانكى من ذلك حتى لم يعلنوا اية مطالب من مطالب الثورة في اجندتهم الحالية والمستقبلية, بل انهم مؤمنون مثل الاخوان بعدم تحقيق هذه المطالب مطلقاً... وهذا يعني من ناحية محتوى الثورة لا فرق بين الاخوان والعسكر أو بين الاخوان وجبهة الانقاذ. والانكي من ذلك هو فض الاعتصام العمال في سويس بقوة, بحجة انها مسيسة, اي تابعة للاخوان, وهذا كذب محض, ولكن هذه هي استفادة اعلان "حال الطوارئ" من قبل الثورة المضادة الجديدة.

والحال كهذا فكيف بجماعة الاخوان وانصارهم والجماهير الغفيرة التي تم تبعئتهم من قبل الاخوان باسم الثورة ايضا, ان يغيروا مسارهم واتجاهم السياسي من الاخوان الى الحكومة الجديدة؟ ليس هناك سبب رئيسي. فكيف بهم ان يقنعوا انفسهم بالفرق والاختلاف الذي حصلت فعلا... اين الفرق ولا اقصد الاختلافات الشكلية بين الاخوان والعسكر بين الاسلام السياسي بصورة عامة وبين الحركة القومية العربية.... وخصوصا في العالم العربي ان الاسلام والقومية العربية تعتبر تؤامان ليس على الصعيد الشعبي بل على صعيد المفكرين القوميين و الحكومات والقوانين والدساتير... من ناحية المحتوى انهما حركتان برجوازيتان تدافعان حتى العظم عن المكلية الخاصة وعن الراسمال.. وهذا هو المحتوى الذي يتشاركان فيه مع بعضهما البعض, من هنا ليس بامكان الحكومة الحالية قبل الانتخابات او بعدها... ان تحقق المطالب الثورية. اذن تبرز القضية كإنها قضية ايديولوجية –عقيدة- وهذا ماتفسره البرجوازية دائما... لابعاد انظار الجماهير عن الواقع الموضوعي عن القضية الرئيسة, وهي ان كلتا الحركتين تتصارعان للاستحواذ على السلطة باسم الثورة, وكلتاهما حركتان مضادتان للثورة حتى النخاع. حيث اذا كانت الجماهير لم تلمس بصورة فعلية تغير واقع حياتهم المعيشية والنضالية (على الاقل على صعيد الاعلان عن محتوى هذه التغيرات عبر برنامج خارطة الحكومة) فكيف بهم ان يفرقوا بين الاخوان والعسكر... ان قوة الاخوان في تحشيد الجماهير تكمن من هنا.

انا ليس لدي شك ان اكثرية الجماهير في الميادين والساحات التي تظهر كانها اخوانين او تابعين لهم ليس اخوانين وليس حتى اسلامين, بل انهم متذمرون ومستاؤن من حالتهم الواقعية, وهي عدم تحقيق اية مطلب من مطالب الثورة. والجماهير الثورية فقط بامكانها ان تستكمل الثورة, حينذاك سيرجع اكثرية هؤلاء الذين تم تعبئتهم من قبل الاخوان... الى صف الثورة الحقيقة وليس الثورة المضادة.
18 / 8 / 2013



#سامان_كريم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الثورة المفقودة
- حول الاعتصامات في المدن الجنوبية
- ملف 30 يونيو، الآفاق والتحديات
- لجيش قاد الانقلاب على -الثورة-
- 48 ساعة إنذار للثورة في مصر
- الديمقراطية بين حقيقتها و زينتها!
- حوار صفحة الحزب الشيوعي العمالي العراقي مع سامان كريم حول ال ...
- في ذكرى رحيل منصور حكمت
- توسيع وتطوير حلقات عمالية خطوة لتنظيم الطبقة العاملة في العر ...
- اليسار وانتفاضة اذار 1991
- المستجدات السياسية في الوضع العراقي
- حوار حول اعتصام العمال في شركة النفط في العراق
- عميد كلية الهندسة في جامعة البصرة يجب ان ينقل عمله الى جامع ...
- عاش الاضراب والاعتصام
- نقد رؤية جلال صادق العظم حول الشأن السوري
- حوار حول التنظيم الشيوعي العمالي!
- جامعة بغداد للبنات, جامعة للفصل الجنسي!
- -الشراكة الوطنية- انتهت, وماذا بعدها!
- نضال عمال نفط الجنوب, انقشعت غيوم الطائفية, وتجاوز لخرافات أ ...
- حول التحرش الجنسي ضد المرأة!


المزيد.....




- شاهد ما حدث على الهواء لحظة تفريق مظاهرة مؤيدة للفلسطينيين ف ...
- احتجاجات الجامعات المؤيدة للفلسطينيين تمتد لجميع أنحاء الولا ...
- تشافي هيرنانديز يتراجع عن استقالته وسيبقى مدربًا لبرشلونة لم ...
- الفلسطينيون يواصلون البحث في المقابر الجماعية في خان يونس وا ...
- حملة تطالب نادي الأهلي المصري لمقاطعة رعاية كوكا كولا
- 3.5 مليار دولار.. ما تفاصيل الاستثمارات القطرية بالحليب الجز ...
- جموح خيول ملكية وسط لندن يؤدي لإصابة 4 أشخاص وحالة هلع بين ا ...
- الكاف يعتبر اتحاد العاصمة الجزائري خاسرا أمام نهضة بركان الم ...
- الكويت توقف منح المصريين تأشيرات العمل إلى إشعار آخر.. ما ال ...
- مهمة بلينكن في الصين ليست سهلة


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سامان كريم - الحشود التي يجمعها الاخوان المسلمون ليست جماهيرهم!