أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - سيرة ذاتية - وديع العبيدي - أوراق شخصية (5)














المزيد.....

أوراق شخصية (5)


وديع العبيدي

الحوار المتمدن-العدد: 4192 - 2013 / 8 / 22 - 14:37
المحور: سيرة ذاتية
    


وديع العبيدي
أوراق شخصية (5)
إلى جانب الشعر كانت تستهويني كذلك كتابة القصص. وكنت ألتقط القصص من الحياة اليومية، آخذ لقطة وأبني عليها أحداثا أتصوّرها. على العكس من القصائد، كانت قصصي قصيرة جدا، خالية من التعقيد، بعيدة عن الاطناب في اللغة.
من تجاربي البدائية، قصة طويلة كتبتها في دفتر ذي ورق أسمر، فئة مائة ورقة، تتحدث عن أطفال صغار في قرية بعيدة. وقد رسمت لها صورة الغلاف بنفسي، وأعتبرتها كتابا.
وكنت معجبا بكتابات ديستويفسكي وخاصة شخصية (راسكولينكوف) / [رواية الأبله]، فقلدته في رواية أسميتها (الشبح) كتبت منها ثلاثة فصول. كلّ تلك الكتابات كانت لتغطية وقت الفراغ، خاصة في العطل الصيفية.
وكانت المسلسلات الاذاعية والتلفزيونية يومذاك في ازدياد، إلى جانب عمل أخي ودراسته في مجال التمثيل ، فجرّبت كتابة مسلسل اجتماعي يتناول العلاقة اليومية بين عائلتين جارتين. أنجزت منه أربعين حلقة، بمعدل عام (ثلث ساعة للحلقة الواحدة).
وأعجبت برواية رشاد أبو شاور (العشاق)، فعملت على إعادة كتابتها على شكل سيناريو. لكن كلّ تلك التجارب كانت شخصية جدا، ولم يطلع عليها أحد. وقد ذهبت مع الريح.
لا أعرف تحديدا لماذا لم أهتمّ بالقصص اهتمامي بالشعر يومذاك. ولماذا لم أستمرّ فيها. بل أتمنى مع نفسي، لو أن اتجاهي الأدبي أخذ مسار القصة منذ البدء، بدل الشعر. رغم أن الأمر لم يكن بيدي يومها، ولم أفطن له مبكرا.
اهتماماتي الأدبية والثقافية أحيانا، أنظر إليها بصورة سلبية، وأقول، لو أنها لم تكن، لتغيرت صورة حياتي وأفكاري ونظرتي للعالم. لقد جعلتني القراءة والكتابة المبكرة مختلفا عن أقراني، وبعيدا عن الناس وحياتهم العادية.
لم أعتبر جيدا بتجربة خالي الذي تتلمذت على كتبه وأفكاره، وسألته مرارا، لماذا لا يكتب، ولماذا لا يفكر في النشر، فيجيبني بعدم اكتراث، أنه ليس كاتبا!..
نفس السؤال كنت أسأله صديقي ورفيقي في المدرسة يومذاك، (مؤيد سامي)* وكان كثير المطالعة والاهتمام بالثقافة والدراسات، وأقرأ له أحيانا بعض نصوصي، وأسمع منه ملاحظات أدبية ونقدية، وأعود أسأله.. لماذا لا يكتب.. فيجيبني.. لماذا أكتب؟.. لا موجب للكتابة. لكنه في نفس الوقت يمتدح كتابتي ويحرضني على الاستمرار..
كانت علاقتنا – مؤيد وأنا- صورة لعلاقة فكرية منسجمة. نسير كثيرا ونحن نتحدث عن آخر قراءاتنا، ونتبادل الرأي. وكان مؤيد أكثر شغفا مني بالقراءة والكتب، إذ يذهب إلى بغداد ويتسوّق من مكتباتها.
كانت اهتماماته علمية تتعلق بالفيزياء والرياضيات، من جهة، والفلسفة والديالكتيك من جهة ثانية. وذات مرة.. بينا كنا واقفين أمام مدرسة الأمين الابتدائية [في منطقة أم النوه] خطرت لأحدنا فكرة، أننا سنموت مبكرا، ربما في الثلاثينات!. ولا أدري لما أعجبتنا تلك الفكرة وفرحنا بها. ربما اعتقادا بأن العظماء لا يعمّرون، مثل رامبو والسياب. وربما كانت مجرد نبوءة!.
لم يتطرق مؤيد لموضوع الموت ثانية. وقد استعدنا علاقتنا بعد سنوات فراق، وكلّ منا في أول الأربعين، وفرحت لأنه ما يزال هنا. لكني لم أذكره بذلك. لكن تلك الفكرة جاءت من طرف ثالث، لم يكن مشتركا معنا يومئذ. وربما كان مؤيد شاركه الأمر، وكان وراء الرسالة التي كتبها الصديق الشاعر ابراهيم البهرزي إليّ –كنت يومها في النمسا-، وهو يقول ما فحواه (أنه كسر أسطورة العائلة)، فقد مات جدّه في المحطة وهو في الثالثة والأربعين؛ ومات والده وهو في الثالثة والأربعين؛ وكان الدور عليه، هو الجيل الثالث، ولكنه بلغ الرابعة والأربعين وكسر رقم العائلة!.. –تمنياتي له بالعمر المديد-!
فرحت له كثيرا.. كما فرحت وأنا أتذكر صديقنا المشترك (مؤيد). ولكن مؤيد سامي اغتيل في صباح الثالث عشر من يناير عام 2005، قبل أن يكمل عامه الثالث والأربعين. ، وأنا أسجل هذه الملاحظة بعد ثمانية أعوام من رحيله. لقد صدقت نبوءته على نفسه!.. وهو يعدّ لنا منزلا هناك!.
ــــــــــــــــــــــ
مؤيد سامي [1961- 2005] أديب وناشط ثقافي معروف في مدينة بعقوبة، عضو اتحاد الأدباء، عضو مؤسس في نادي الشطرنج، كان له دور فاعل في الحركة الثقافية والأدبية في بعقوبة. اختير بعد الاحتلال عضو في مجلس محافظة ديالى/ مسئولا عن الاعلام. أغتيل أثناء حملة الاغتيالات التي طالت الكثير من المثقفين والشخصيات الاجتماعية في يناير 2005. له آثار أدبية ومقالات نقدية وفكرية تنتظر الجمع.
في الحلقة الرابعة ورد سهوا اسم الفنان (سعدي الزيدي) والصحيح [سالم الزيدي] مع تقديري للفنان الكبير، ومعذرة عن السهو!.



#وديع_العبيدي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هل الدمقراطية كلمة عربية؟!..
- أوراق شخصية (4)
- الدين (و) الاستعمار
- أوراق شخصية (3)
- أوراق شخصية (2)
- مصر (و) أمريكا.. من يحتاج من؟..
- أوراق شخصية
- اسألوا الشعب ماذا يريد: اشتراكية.. أم دمقراطية – (5)
- اسألوا الشعب ماذا يريد: اشتراكية.. أم دمقراطية – (4)
- اسألوا الشعب ماذا يريد: اشتراكية.. أم دمقراطية – (3)
- اسألوا الشعب ماذا يريد: اشتراكية.. أم دمقراطية – (2)
- اسألوا الشعب ماذا يريد: اشتراكية.. أم دمقراطية – (1)
- الدمقراطية الشعبية.. والدمقراطية الشكلية (3)
- الدمقراطية الشعبية.. والدمقراطية الشكلية (2)
- الدمقراطية الشعبية.. والدمقراطية الشكلية (1- 2)
- أميركا..الاسلام.. الارهاب!
- الأناركية.. وتقويض دور الدولة
- اللغز.. لم يحدث اليوم، قد يحدث غدا!.
- لماذا المشروع الأميركي نجح في العراق ولا ينجح في مصر؟!..
- الثورة والثورة المضادّة


المزيد.....




- ماذا قال الجيش الأمريكي والتحالف الدولي عن -الانفجار- في قاع ...
- هل يؤيد الإسرائيليون الرد على هجوم إيران الأسبوع الماضي؟
- كوريا الشمالية تختبر -رأسا حربيا كبيرا جدا-
- مصدر إسرائيلي يعلق لـCNN على -الانفجار- في قاعدة عسكرية عراق ...
- بيان من هيئة الحشد الشعبي بعد انفجار ضخم استهدف مقرا لها بقا ...
- الحكومة المصرية توضح موقف التغيير الوزاري وحركة المحافظين
- -وفا-: إسرائيل تفجر مخزنا وسط مخيم نور شمس شرق مدينة طولكرم ...
- بوريل يدين عنف المستوطنين المتطرفين في إسرائيل ويدعو إلى محا ...
- عبد اللهيان: ما حدث الليلة الماضية لم يكن هجوما.. ونحن لن نر ...
- خبير عسكري مصري: اقتحام إسرائيل لرفح بات أمرا حتميا


المزيد.....

- سيرة القيد والقلم / نبهان خريشة
- سيرة الضوء... صفحات من حياة الشيخ خطاب صالح الضامن / خطاب عمران الضامن
- على أطلال جيلنا - وأيام كانت معهم / سعيد العليمى
- الجاسوسية بنكهة مغربية / جدو جبريل
- رواية سيدي قنصل بابل / نبيل نوري لگزار موحان
- الناس في صعيد مصر: ذكريات الطفولة / أيمن زهري
- يوميات الحرب والحب والخوف / حسين علي الحمداني
- ادمان السياسة - سيرة من القومية للماركسية للديمقراطية / جورج كتن
- بصراحة.. لا غير.. / وديع العبيدي
- تروبادورالثورة الدائمة بشير السباعى - تشماويون وتروتسكيون / سعيد العليمى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - سيرة ذاتية - وديع العبيدي - أوراق شخصية (5)