أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عارف آشيتي - البارزاني والأحزاب الكردية (2)















المزيد.....

البارزاني والأحزاب الكردية (2)


عارف آشيتي

الحوار المتمدن-العدد: 4191 - 2013 / 8 / 21 - 23:39
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


لنعود إلى موضوعنا الرئيسي بعد هذا الانشطاط الكبير عنه. وكنا بصدد التغيير الذي حصل، وعلينا سرد الأسباب والدواعي التي أدت إليه.

التغيير
لست متأكدا أن القصد وراء تشكيل المجلس الوطني الكردي كان لدواعٍ وطنية. وما يمكنني هو سرد الوقائع مثلما رأيتها ولاحظتها. دعا سيادة رئيس الإقليم الكردستاني في العراق إلى لم شمل الكرد في منظمة لتوحيد الخطاب الكردي أمام المعارضة السورية والمحافل الدولية على حد سواء. فكانت نتيجتها هذا المجلس الذي استقبلته جماهير الشعب بالورود وعبرت عن فرحتها عندما خرجت في مظاهرة مرحبة به زاد تعدادها عن خمسين ألف متظاهر، من دون سابق تحضير أو الدعوة لها، بل خرجت إلى الوجود بعفوية مطلقة. وهذا دليل على محبة الجماهير الكردية لتضامن حراكها السياسي مع بعضه البعض ملقي خلافاته جانبا. ولم يقصر مؤسسو المجلس في الحفاظ عليه ضمن الحدود الدنيا من الشروط، وليست العليا. من الصعب تخلص أحزابنا من التراكمات الحاصلة بين عشية وضحاها. فالذي حصل كان ضمن حدود المقبول. لم يُقبل حزب الاتحاد الديمقراطي في عضويته كتنظيم متميز، بل طلبوا منه أن يقبل بتساويه مع بقية الأحزاب. هكذا برز للوجود المجلس دون الـ"ب. ي. د.".
الامتثال للإيعازات الخارجية
كونه تشكل نتيجة توصية خارجية أو بالأحرى بإيعاز من الخارج، ظل ممتثلا لأوامر هذا الخارج بكل أمانة وصدق. كان يهرع إلى اللقاءات التي دعا إليها الخارج. وصدق الوعود التي وعده به الخارج تصديقا عمياء. ولم يعد يكترث بالتوازن الذي أوجده، وكان يحافظ عليه بأهمية وحرص بالغين، لأن الخارج طمأنه أنه في حالة أي اعتداء عليه من أي جهة كانت سيرسل في طرفة عين عشرات الآلاف من المقاتلين للدفاع عنه. حين سمع بهذه الوعود لم يعد يأبه بشيء، ووجد نفسه بغنى عن أي شيء آخر عدا هذا الخارج الذي وجد فيه القادر الجبار.
عودة الموفدين
في هذا الموضع قدّمنا بحثا على آخر وكان القصد منه تفسير ما نحن بصدده. وهو الأهم في مسألة التغيير الحاصل. حين تبينت للسلطات السورية أن الإقليم ناوٍ على تشكيل مجلس كردي، هرع إلى دعوة عناصره الذين أوفدوا إلى جبال قنديل لأداء مهمتهم خارج سوريا. طبيعي، لدى أمثال هذه الأنظمة، حين تكليف عناصرها بالمهمات الخارجية، تقوم به بشكل لا يحملها المسؤولية مستقبلا، فكان أولئك الموفدين قد هجروا البلاد "خوفا من ملاحقات قانونية"؛ وذلك بسبب "وطنيتهم". ويشاع أن منهم من كان محكوما عليه بالإعدام! فجاء هؤلاء المحكومين وفي وضح النهار، وعقدوا الاجتماعات في الهواء الطلق، وعلى مرأى ومسع النظام. ثم تطور الأمر لا حقا إلى السفر للخارج من مطارات النظام ومن نقاطه الحدودية دون أن يوقفهم أمنها. هذه الوطنية الفعّالة من قبل الموفدين العائدين أوحت إلينا في الظاهر أن النظام أكثر ديمقراطية من بريطانيا وأميركا، وأن هايد بارك ليس شيئا أمام ديمقراطيته. قبل أن يباشر سيادة رئيس الإقليم بمشروعه هذا لم يكن لحزب الاتحاد الديمقراطي أي دور يذكر، بل كان من أضعف الأحزاب الكردية، إذا اعتبرناه مجازا حزبا كرديا، وليس حزب النظام. ولا داعي أن أدخل في التفاصيل، فهي معلومة لدى القاصي والداني من الكرد الملمين بالقضية. وعليه سأقتصر على مؤديات التغيير.
مؤديات التغيير
فسيادة الرئيس مسعود البارزاني تربطه بتركيا ارتباطات قوية ووثيقة جدا، وتركيا هذه تعادي النظام وتساند المعارضة، إذن من الطبيعي أن يفعّل النظام حزبه غير المفعل، ليكون بديلا عن تلك الأحزاب التي مالت إلى الإقليم وعن طريق الإقليم ستميل إلى تركيا المعادية. هذا هو السبب الذي فعّل حزب النظام، وجعله يسحب ثقته من أحزابنا. ولكن المجلس المشكل بمشيئة خارجية لم تنتبه إلى هذا، وامتثل كامتثال الأعمى لمن يقوده. بينما شدد النظام في تقوية حزبه (ب. ي. د.) لكي يكسب الوقت قبل فواته. وبالمقابل توقف المجلس بعد الإعلان عنه ولم يستطع عمل أي شيء لتقدم نموه. كأن الإعلان عنه كاف، ولا داعي إلى اتخاذ أي خطوات أخرى من أجله. منتظرا تنفيذ وعود سيادته.
سيادته والمجلس الوطني الكردي
ليس من المنطق الشك في تقاعس سيادته عن دعم المجلس بما يحتاج إليه، فهو الذي وعده بلسانه وبحضور أعضاء المجلس في لقاء مع سيادته. وكان وعده عسلا يسيل لها حتى لعاب الأعداء، أكد معاليه بتخصيص ميزانية خاصة للمجلس وتأسيس فضائية خاصة بهم، والسعي لدى المحافل الدولية لفتح المجال لهم لعرض قضيتهم بما تقتضي بها الأصول والمقاييس والمعايير الدولية، وكل ما يليق بالقضية، ولما لا فالإقليم شبه دولة ولديه كافة الإمكانيات من مادية إلى دولية. سر المجلس ومعه الشعب بوعود سيادته المعسولة. مضت الأيام والأسابيع والشهور، وسيادته لم ينفذ من وعوده المعسولة شعرة واحدة. دب اليأس في نفس المجلس الكردي، وقطع حزب النظام أشواطا كبيرة في تقوية نفسه وترسيخ دعائمه على الأرض. كلما احتج المجلس على هذا كان جواب سيادته أنه سيجعل من المجلس الرقم الأول، ولا داعي للخوف والقلق. بعد كل هذه الفترة والتماطل تفاجأ المجلس بعرض سيادته لتشكيل هيئة كردية عليا يضم حزب النظام، قبل قسم من المجلس هذا العرض على مضض وامتعضوا لهذا التصرف، وقسم آخر كان يرغب في ذلك، وفي كل هذا الوقت كانت تطفو على السطح أنباء أن تيار المام جلال وأتباعه من الأحزاب الكردية السورية مؤيدون لحزب النظام، بينما سيادته يدعم أو بالأحرى يميل إلى تلك الأحزاب الممتعضة للمشاركة مع حزب النظام. لم ينصف سيادته الأحزاب الكردية بمجملها، فأهانها شر إهانة عندما أعطى نصف المقاعد لحزب النظام ونصف الآخر للأحزاب الكردية! وكانت هذه ضربة قوية في وجه الأحزاب وفي وجه الشعب الكردي في كردستان الغربية. من الواضح أننا نحن أبناء هذا الجزء نتصف بالسطحية في رؤيتنا للأمور، وبعيدون عن التعمق فيها. ويعلم الجميع أن سيادته قبلها حاول فرض بعض الشخصيات الكردية السورية التي لم ترتأي لها الجماهير إن لم تكن بكليتها، على الأقل، في معظمها، بل في نظرها أنها غير وطنية، وستحاسب أمام محكمة الشعب إذا جاءت الفرصة المناسبة. وتجاهل ما كان يريد سيادته فيما مضى، وتصديقنا جميعا لوعوده المعسول، دليل آخر على سطحية رؤيتنا وسذاجة منطقنا، مهما كانت حججنا وذرائعنا. أبلغ الممتعضون سيادته أن حزب النظام في هذه الهيئة سيتصرف كما تملي عليه مصالح النظام وليس مصالح القضية الكردية هناك، لم يأبه سيادته بهذه الإبلاغات، وطمأنهم لماذا الخوف وهم من سيصبحون القوة الضاربة. أقف عند هذا الحد لأبين، حسب رأي، قصد سيادته من وراء كل هذا.
مقاصد سيادته من وراء تأسيس المجلس الوطني الكردي
كما أسلفنا أن النظام يعلم بارتباط سيادته الوثيق مع النظام التركي، ولكننا لم نقبل بفرضية النظام كونه عدونا، وهذا بالذات صحيح، ولكن لماذا لم نشك بسيادته من زاوية تماطله وعدم تنفيذ وعوده! هذا ما ألوم به نفسي، أنني لم انظر إلى الأمر من زاوية التماطل، لو أنني أخذتها بعين الاعتبار ولم أفسرها كما الإنسان القروي الساذج والبسيط، لوجدت أن سيادته ينتحل الحرص على قضيتنا من باب مصلحته وليس لمحبة فينا أو حرصا على مصلحتنا. فالسذاجة التي أكلتنا من قمة الرأس إلى أصابع القدم، تجعلنا دوما ننظر إلى الأمور بالنية الحسنة، وهذا ما أدى في كثير من المناسبات إلى فشلنا. سيادته كان يحاول الإثبات لأردوغان، وقتها، أنه القائد والزعيم الكردي الأوحد، وكان هذا صحيحا، ولم يكن داعيا له إثبات ذلك لأي شخص مهما كانت درجة علوه وسمو مقامه. فهو ابن الخالد البارزاني ذي الإرث العظيم في تاريخ الشعب الكردي، وأكثر من هذا هو وريث إرثه. إلا أن منطق سيادته لا يتجاوز منطق قروي كردي عاش طوال حياته في ذرى الجبال ولم يخالط إلا سكان ضيعته ولم يحتك ببشر غيرهم. فأفرط بهيبته ومكانته ليس في نظري فحسب، بل في نظر معظم الجماهير الكردية في سوريا، وقد أطلقوا عليه اسم "قوتو أي القصير أو القزم". والآن يتداول هذا الاسم بين جماهير الشعب في سوريا عندما يجري الحديث عنه. لقد أضر سيادته بالخالد البارزاني وبإرثه التليد. غدا ستنفض الجماهير من حول ما تركه لنا البارزاني الخالد، من مآثر خالدة، وستعتبرها بلا قيمة. ربما كانت محاولته هذه من أجل احتواء الأوجلانية! إن كان هذا الظن في محله، هو دليل على محدودية معرفته واطلاعه. كان عليه أن ينصح أردوغان، بدلا من محاولة الاثبات على قدرته كزعيم بوسعه احتواء الأوجلانية. كان على سيادته أن يقنع أردوغان بألا ينشغل بالشأن السوري إلا ضمن المساعدات الإنسانية، وعليه القضاء التام على الجيش الكمالي واستخباراته، وليس القضاء على النصف وترك النصف الآخر، وحتى لا يكفي تجذير معظم الكمالية في الجيش والاستخبارات بل يجب أن يكون التجذير تاما وكاملا مع الزيادة عليه، وقتها له الإمكانية في البروز على الساحات السياسية كنجم لا يضاهيه أي نجم آخر في شرق أوسطنا. لو أن سيادته صارحه أنه من الصعب عليه التغلب على إيران وسوريا ومن ورائهما مجموعة بريكس وعلى رأسها روسيا والصين لكان أفضل له من سقوط سمعته في أعيننا جميعا. ولم يكن داعيا للمجازفة باحترامه وتقديره بيننا وبإرث البارزاني العظيم. وندرك أن تركيا لم ترضَ ولن ترضى أن يكون الكرد في موضع القوة، خاصة في سوريا التي هي على وشك التغيير، إذا ظهر فيها تنظيم كردي قوي هذا يعني، في أقل الأحوال، فدرالية كردية أخرى. هكذا التف علينا وخدعنا سيادته وضللنا أنه حريص على مصلحتنا. ولم يكتفِ بهذا فحسب، بل أدت تصرفاته ووعوده هذه إلى جلب الويلات علينا. ونحن بدورنا لم نتعقل مما مر معنا، فصدقناه في التحالف السياسي! والذي كانت نتيجته كسابقاته. واليوم يقدم لنا بتكليفه للجنة التقصي ليتحقق مما يشيعه حزب النظام من اعتداءات سلفية وجهادية علينا ليدافع عنا! سيدي أنت بحاجة إلى من يدافع عنك وليس العكس، لقد جلبت كل هذه المصائب علينا، ولم تنجح حتى اللحظة في أي مشروع وعدتنا به، بل انتقلت من فشل إلى فشل آخر. لو كنت جديرا لما تسكعنا على أبواب المعارضة السورية ليصفعوا في وجهنا كل مرة بأنه لا حقوق لنا سوى حق المواطنة. وأيضا لما قطع حزب النظام الماء والكهرباء عنا ولما قتلنا كما يٌقتل الذباب. لوجه الله، دعك عنا، واتركنا وشأننا. لنا ربنا هو أجدر وأقدر وأكرم وأرحم من كل العباد. وليكن انشغالك بشؤونك. وحتى اللحظة ينطبق عليك ما قاله حطيئة في زبرقان بن بدر في قصيدة له: " دَعِ المَكَارِمَ لا تَرْحَلْ لبُغْيَتِهَا *** واقْعُدْ فَإنَّكَ أَنْتَ الطاعمُ الكاسِي"، في الواقع حجمك لا يتجاوز حدود هذا البيت. وللرسول صلوات الله عليه حديث قاله لأبي ذر الغفّاري: "رحم الله امرءا عرف حده فوقف عنده". حبذا لو وقف سيادته عند حده ولم يتدخل إلا في شؤون إقليمه. لما وقعنا في هذه الأخطاء التي وقعنا فيها بامتثالنا لأوامره.
-------------------------------------------



#عارف_آشيتي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- البارزاني والأحزاب الكردية (1)
- مأساتنا أننا متخلفون
- مغازلة رابطة الكتاب والصحفيين الكرد في سوريا
- الإقليم الكردستاني ضد نفسه


المزيد.....




- مؤلف -آيات شيطانية- سلمان رشدي يكشف لـCNN عن منام رآه قبل مه ...
- -أهل واحة الضباب-..ما حكاية سكان هذه المحمية المنعزلة بمصر؟ ...
- يخت فائق غائص..شركة تطمح لبناء مخبأ الأحلام لأصحاب المليارات ...
- سيناريو المستقبل: 61 مليار دولار لدفن الجيش الأوكراني
- سيف المنشطات مسلط على عنق الصين
- أوكرانيا تخسر جيلا كاملا بلا رجعة
- البابا: السلام عبر التفاوض أفضل من حرب بلا نهاية
- قيادي في -حماس- يعرب عن استعداد الحركة للتخلي عن السلاح بشرو ...
- ترامب يتقدم على بايدن في الولايات الحاسمة
- رجل صيني مشلول يتمكن من كتابة الحروف الهيروغليفية باستخدام غ ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عارف آشيتي - البارزاني والأحزاب الكردية (2)