أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - قراءات في عالم الكتب و المطبوعات - احمد الجنابي - العلم الحقيقي في مقابل العلم الزائف















المزيد.....

العلم الحقيقي في مقابل العلم الزائف


احمد الجنابي

الحوار المتمدن-العدد: 4191 - 2013 / 8 / 21 - 17:15
المحور: قراءات في عالم الكتب و المطبوعات
    


أن المنهج العلمي في اساسه يقوم على ملاحظة الحياة والكون المحيط, ثم محاولة تفسير تلك الظواهر عن طريق وضع فرضيات واحتمالات لأسبابها, لكنه لايتبنى تلك الفرضيات_ مهما كانت معقوليتها_ الا بعد اخضاعها للتجربة والاختبارات. فأذا توافقت التجربة مع الفرضية صحت النظرية. والا يجب اعادة النظر في الفرضية والنظرية. ويجب على التجربة العلمية ان تكون قابلة للاعادة (المراجعة), وان تعطي نفس النتائج مهما كان الزمان والمكان.
أن الطريقة التجريبية العلمية (Empiricism) هي من اهم الطرق للوصول الى المعرفة. بالطبع هناك وسائل اخرى يستخدمها الانسان للوصول الى الحقيقة مثل: التلقين او السماع (سمعت فلان يقول) وهو مايفعله الاباء بأبنائهم او المؤسسات السياسية و الدينية والتعليمية والاعلامية او السلطة (كل انواع السلطات) من اجل "زرع" كل ماتريد توصيله من "حقائق" للناس دون سبيل للتحقق منها بالطرق التجريبية وهذا مايطلق عليه بالعلم الزائف.
تتيح الثقافة العلمية للأنسان (العادي) التعامل بشكل نقدي وبدون افكار مُسبقة مع الظواهر المحيطة به. وان يكون له موقف من الحياة والمجتمع والناس. وهي تعني ان الانسان يستطيع ان يتمتع بالفضول, وان يطرح تساؤلات, وان يشكك في امور كان مسلماً بها, وان يحاول تقديم فرضيات واجابات. وان ينبذ افكاراً, ويتبنى افكارا اخرى.
يقول فرانسيس بيكون_احد فلاسفة المنهج العلمي التجريبي في القرن السادس عشر_ان العلم والمجتمع لكي يتطور يجب ان يتخلص من اربعة اصنام:
الصنم الاول هو صنم القبيلة: وهو مجمل المعتقدات الزائفة المزروعة في الطبيعة الانسانية. فالأنسان جُبل في تفكيره على الاعتماد على الحدس والاماني والنزعة نحو التعميم في الاحكام والاسباب دون تمحيص منطقي أو علمي. ويؤمن ان معتقدات قبيلته او عرقه اوجماعته هي الحقيقة.
الصنم الثاني هو صنم الكهف: وهو العيوب الناتجة عن الطبيعة الشخصية لكل فرد على حدة. ومنها تتولد معتقداته الخاصة ( وهو متقوقع في كهف افكاره) والتي غالبا ما تكون اعتباطية.
الصنم الثالث صنم السوق: وهي المعتقدات الزائفة الناتجة عن تواصل البشر مع بعضهم,وينتج عنه تبادل كلمات ومصطلحات عامة يتم تَبنيها رغم زيفها وعموميتها.
الصنم الرابع صنم المسرح: وفيه يتم تشبيه الناس بالمتفرجين في عرض مسرحي وهم يتلقون التعليم من خشبة المسرح. والمقصود هنا هو مجمل المنظومة الفكرية والدوجماتية التي يتم تلقينها للمجتمع خالقةً عالماً مسرحياً زائفاً ومنظومة من الاحكام المسبقة التي تقف عقبة في وجه الحقيقة.

سنوضح في هذا المقال الفرق بين العلم الحقيقي والعلم الزائف بتلخيص بسيط لكتاب "الطفرات العلمية الزائفة"
يستخدم البشر جميعهم التفكير العلمي بدرجات متفاوتة. على سبيل المثال, اذا سمعت في منتصف الليل جلبة شديدة (صياح), فقد يهمك ان تعرف سبب هذه الجلبة. وقد تخمن ان سبب هذه الجلبة هو مطاردت كلبك دومينو لقطك باك. قد يبدو هذا السيناريو مرضياً بما يكفي لبقائك في فراشك الدافئ. اما اذا اردت التأكد, فسيكون عليك النهوض من الفراش, واضاءة النور والبحث عن دليل يؤيد هذا الافتراض كمصباح مقلوب او حيوان يبدو عليه ارتكاب الجرم.
لننظر الى هذا المثال على نحو أكثر منهجية. يبدأ العلم ((بالملاحظة)) فأنت ((لاحظت)) وقوع جلبة في اخر الليل. اذا كان فهمك العام او ((فرضيتك)) حيال سبب الضوضاء صحيحاً, يمكنك ((التنبؤ)) بأن هذه الجبلة حدثت بسسب مطارت الكلب للقطة. حينها ستؤدي تجربة بالنهوض من الفراش والبحث عن ادلة على هذه المطاردة.
اذا لم تكن نتيجة ((التجربة)) هي النتيجة نفسها التي ((تنبأت)) بها (اذ ينام كل من دومينو وباك في سلام), يتضح ان فهمك العام غير سليم, ومن ثم يجب اعادة صياغتة او مراجعته لتصل الى فرضية معدلة.
اما اذا وافقت النتيجة ((التنبؤ)) فهذا يدعم صحة ((الفرضية)) المقترحة (لكنه لايثبتها). فقد يكون لص هو الذي تسبب في وقوع المصباح.
في كل مرة تصمد فيها الفرضية اما هذه الاختبارات, تزداد مصداقيتها. وفي كل مرة لايحدث هذا, يجب اما مراجعة الفرضية او التخلي عنها.
في تعريفنا للمنهج العلمي سابقاً قلنا انه يقوم على:
الملاحظة: ادراك موضوعي (من خلال النظر, السمع, الخ ) للأحداث او الكيانات. وتكمن مشاكل الملاحظات المرتبطة بفكرة العلم الزائف بالاتي
1- المراقبون غر مدربين او مجهزين بالمعدات المناسبة
2- المراقبون يبالغون في سرد الظواهر او يخطئون بشأنها او يتخيلونها.
3- الاحداث الايجابية تضخم بينما تقابل الاحداث السلبية بالتجاهل.
4- يعتمد على الرواية الشخصية غير المدعومة بوصفها ادلة اساسية.
5- ادوات القياس ذاتية وليست موضوعية
6- الملاحظات غير قابلة للتكرار.
7- يقدم المحتالون دعاوى خادعة.

الفرضية: تعميم بسيط ومباشر يرتبط قدر الامكان بهذه الملاحظات على الحوادث او المسببات الظاهرية لها, والتي يعبر عنها تعبيراً دقيقاً بكلمات محددة او علاقات حسابية وتتسق مع الفرضيات السابقة المثبتة بالتجربة. وتكمن مشاكل الفرضيات المرتبطة بالعلم الزائف بالاتي:
1- اكثر تعقيداً مما تستلزم الملاحظة.
2- يضعها اشخاص ذو أهداف خفية.
3- تتفق دون دليل مع نظم ايمانية موجودة فعلاً.
4- تعبر عن اراء استبدادية لشخصيات جذابة.
5- تتجاهل الفرضيات العلمية المختبرة دون تقديم دليل مناقض.
6- تخاطب المشاعر.
7- لايمكن اثبات خطئها بأي اختبار ممكن تصوره.
التنبؤ: توقع, مبني مباشرةً على الفرضية, لبعض الاحداث المستقبلية التي ستقع اذا كانت الفرضية صحيحة, أوتفسير لحدث سابق, لم يكن معروفاً من قبل, يتفق مع الفرضية. وتكمن مشاكل التنبؤات في العلم الزائف بالاتي
1- لايستقى بنحو منطقي من الفرضية.
2- عام وغامض لدرجة يستحيل معها تقييمه.
4- يسمح بهامش كبير من الخطأ.

التجربة: أدراك موضوعي (من خلال السمع, النظر,الخ) لحوداث محددة في الواقع المادي تتنبأ الفرضية بوقعها, يمكن تكراره على يد اي مراقب مدرب تدريباً ملائماً. وتكمن مشكلة التجربة المرتبطة بالعلم الزائف بالاتي:
1- المراقبون غر مدربين او مجهزين بالمعدات المناسبة.
2- المراقبون يبالغون في سرد الظواهر او يخطئون بشأنها او يتخيلونها.
3- الاحداث الايجابية تضخم بينما تقابل الاحداث السلبية بالتجاهل.
4- يعتمد على الرواية الشخصية غير المدعومة بوصفها ادلة اساسية.
5- ادوات القياس ذاتية وليست موضوعية.
6- الملاحظات غير قابلة للتكرار.
7- يقدم المحتالون دعاوى خادعة.
8- متغيرات التجربة لاتخضع للضبط الدقيق او المراقبة الدقيقة.
9- يعدل الاشخاص الخاضعون للتجربة سلوكهم بسبب معرفتهم بالفرضية او التجربة.

المراجعة: هل تتفق الفرضية مع التنبؤ؟ اذا كانت الاجابة نعم فهذا يدعم الفرضية, لكن لايثبتها. اذا كانت الاجابة لا يجب تعديل الفرضية او التخلي عنها. اما في العلم الزائف فتعاني المراجعة من:
1- التفسيرات الطبيعية للظواهر ترفض.
2- يستمر اعتناق الفرضيات غير المثبتة بدليل دون تعديل.
3- يُستنتج ضمناً ان التعتيم المزعوم يعني تلقائياً صحة الفرضية.
4- تهمل النتائج التي لاتدعم الفرضية.

لابد اذن من ازاحة الوعي الزائف بكل اشكاله عبر فهم المنهج العلمي وفلسفة العلم التي تتجاوز حدود الاكتشاف العلمي نفسه. ان القفزات العلمية الكبر هي التي احدثت تغيراً جذرياً في النظرة للحياة والكون وفهمهما ومحاولة السيطرة عليهما. يقول الدكتور فؤاد زكريا : ليس التفكير العلمي هو تفكير العلماء بالضرورة.



#احمد_الجنابي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- بعيدا عن الكاميرا.. بايدن يتحدث عن السعودية والدول العربية و ...
- دراسة تحذر من خطر صحي ينجم عن تناول الإيبوبروفين بكثرة
- منعطفٌ إلى الأبد
- خبير عسكري: لندن وواشنطن تجندان إرهاببين عبر قناة -صوت خراسا ...
- -متحرش بالنساء-.. شاهدات عيان يكشفن معلومات جديدة عن أحد إره ...
- تتشاركان برأسين وقلبين.. زواج أشهر توأم ملتصق في العالم (صور ...
- حريق ضخم يلتهم مبنى شاهقا في البرازيل (فيديو)
- الدفاعات الروسية تسقط 15 صاروخا أوكرانيا استهدفت بيلغورود
- اغتيال زعيم يكره القهوة برصاصة صدئة!
- زاخاروفا: صمت مجلس أوروبا على هجوم -كروكوس- الإرهابي وصمة عا ...


المزيد.....

- الكونية والعدالة وسياسة الهوية / زهير الخويلدي
- فصل من كتاب حرية التعبير... / عبدالرزاق دحنون
- الولايات المتحدة كدولة نامية: قراءة في كتاب -عصور الرأسمالية ... / محمود الصباغ
- تقديم وتلخيص كتاب: العالم المعرفي المتوقد / غازي الصوراني
- قراءات في كتب حديثة مثيرة للجدل / كاظم حبيب
- قراءة في كتاب أزمة المناخ لنعوم چومسكي وروبرت پَولِن / محمد الأزرقي
- آليات توجيه الرأي العام / زهير الخويلدي
- قراءة في كتاب إعادة التكوين لجورج چرچ بالإشتراك مع إدوار ريج ... / محمد الأزرقي
- فريديريك لوردون مع ثوماس بيكيتي وكتابه -رأس المال والآيديولو ... / طلال الربيعي
- دستور العراق / محمد سلمان حسن


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - قراءات في عالم الكتب و المطبوعات - احمد الجنابي - العلم الحقيقي في مقابل العلم الزائف