أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - سامي الذيب - يا مصر: الشجرة تقلع من جذورها















المزيد.....

يا مصر: الشجرة تقلع من جذورها


سامي الذيب
(Sami Aldeeb)


الحوار المتمدن-العدد: 4190 - 2013 / 8 / 20 - 23:44
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


هناك جملة للسيد المسيح في الليلة التي تم فيها القبض عليه في بستان الزيتون: "كلكم تشكّون فيّ في هذه الليلة لأنه مكتوب أضرب الراعي فتتبدد الخراف" (أنجيل متى 26 : 31). وقد تم القبض على السيد المسيح في ليلة يوم الخميس واعدامه صلباً يوم الجمعة بعد محاكمة خاطفة لتفادي خرق حرمة يوم السبت، يوم الراحة الإجبارية عند اليهود الذي لا يحق فيه حتى جرة قلم أو اوقاد النار لطهي الطعام. كانت محنة كبيرة لتلاميذه. وكان من الممكن ان نتصور رد فعلهم بتنظيم معارضة مسلحة ولكنهم لم يكونوا مدربين عسكرياً، وتعاليم معلمهم تمنع اللجوء للعنف. ففي ليلة القبض عليه اخذ واحد من تلاميذه السيف وقطع اذن خادم عظيم الكهنة (لاحظ عدم خبرته في استعمال السلاح). ولكن المسيح نهره قائلا جملته الشهيرة: "إرجع سيفَك إلى غمده، فكُلُّ مَن يَأخُذُ بِالسَّيف بِالسَّيفِ يَهلِك " (متى 26 : 52). ويقول انجيل لوقا أن المسيح لمس إذن الخادم وأبرأه (لوقا 22 : 51). وقد قام تلاميذ المسيح بتنظيم أنفسهم لحمل رسالتهم إلى بقاع كثيرة من ضمنها مصر وصولاً إلى روما عاصة الإمبراطورية الرومانية. وكان سلاحهم الوحيد الكلمة. ولكن علينا ان لا ننكر ان اتباع المسيح لم يلتزموا بمبدأ اللاعنف كما امرهم معلمهم. ولا داع للتذكير بالحروب والمحارق التي تم اشعالها باسم المسيح في كثير من دول العالم.

كلمة "خراف" تطلق في مصر على أتباع الإخوان المسلمين. وقد تم أخيرا القبض على مرشدهم محمد بديع. وكان بإمكان السلطات المصرية احتجازه حالاً بعد الإطاحة بالرئيس المخلوع محمد مرسي في 30 يونيو مع أعضاء آخرين من جماعته. ولكنها تركتهم أحراراً طلقاء. وبدلاً من الاستفادة من الحرية التي تركت لهم، أخذ محمد بديع وجماعته بإشعال نار الفتنة والتهديد بحرق مصر وقاموا بتبرير أعمال الجماعات الإرهابية في سيناء التي كانت تعمل تحت امرتهم ثم قاموا بتأليب أعضائهم لحرق الكنائس والتعدي على الأقباط لكي يحولوها إلى حرب طائفية تأكل الأخضر واليابس ويقسموا البلد بين مسلمين ومسيحيين. ولكنهم بدلاً من ذلك نجحوا في تقسيم مصر إلى مصريين وإخوان. فأثبتوا ان الإخوان لا ولاء لهم لمصر. فهم أشبه بالسواح على أرض مصر... ولا عجب ان كان عندهم مرشد ... سياحي يأتمرون بإمرته وينفذون خططه لتنفيذ مأرب لا علاقة لها بمصر لا من بعيد ولا من قريب ويعيثون الفساد والقتل في مصر وخارج مصر من خلال ذراعهم المسلح المتمثل في المجموعات الإرهابية الإسلامية كالقاعدة وأنصار الإسلام والجهاد الإسلامي وحماس وحزب التحرير وغيرها من المنظمات الإرهابية.

ولنعد للجملة الأولية في هذا المقال "أضرب الراعي فتتبدد الخراف". فهل القبض على محمد بديع مرشد الإخوان سوف يؤدي إلى تبدد الإخوان المسلمين في مصر؟ من المؤكد بأن جماعة الإخوان المسلمين قد تلقت ضربة قاسية في هذا الشهر من قِبَل الجيش والشرطة في مصر. ولجوؤها للعنف سوف يساهم بدرجة كبيرة إلى تهميشها في المجتمع المصري ودول عربية أخرى. فمصر كانت المركز الرئيسي لها باعتبارها البلد الذي تأسست فيه عام 1928. ولكن القبض على محمد بديع بحد ذاته لن يؤثر كثيرا على جماعة الإخوان المسلمين. فما أن تم اعتقاله حتى قررت جماعته اختيار نائبه محمود عزت كمرشد موقت، والذي تشير بعض المصادر انه هو المرشد الحقيقي للإخوان المسلمين. ويعرف عن محمود عزت بأنه صاحب القبضة الحديدية ويدير الإرهاب في مصر من مخبأ تحت الأرض في غزة. وإن صحت هذه المعلومات فهذا سوف يقود السلطات المصرية إلى تشديد الحصار على قطاع غزة حتى يتم تسليمه إلى السلطات المصرية لمحاكمته بعدما وُضعت جماعة الإخوان المسلمين على قائمة المنظمات الإرهابية بموجب القانون رقم 173 الصادر في 17 اغسطس 2013.

وحتى لو تم تسليم المرشد الجديد محمود عزت للسلطات المصرية، فسوف تستمر جماعة الإخوان المسلمين في التأثير على الوضع في مصر بسبب العديد من اتباعها الذين لا يتورعون من استعمال العنف ومستعدون لإحراق كل مصر دون أن يذرفوا دمعة واحدة على من يموت فيها. فهذه الجماعة ترعرعت على مبدأ القتل وسفك الدماء منذ نشأتها حتى يومنا هذا. وتجد الذريعة بعد الأخرى في الدين الإسلامي لتبرير جرائمها وتسويقها على أنها جهاد في سبيل الله في مواجهة الكفرة والعلمانيين والمسيحيين وكل من يخالفها. ويمكن لهذه الجماعة الإجرامية الاعتماد على مؤيديها خارج مصر الذين تم شحنهم خلال العقود الأخيرة بمبادئها، خاصة من خلال رجال الدين المسلمين الذين تعلموا في مصر والمبعوثين المصريين في تلك الدول لتعليم الإسلام.

ولجماعة الإخوان المسلمين مساندون بين الغربيين لغاية في نفس يعقوب. ومن المعروف على سبيل المثال أن الرئيس الحالي للولايات المتحدة براك حسين اوباما من أصل إسلامي وقد ساهم في تسلل هذه الجماعة إلى الإدارة الأمريكية. وقد كشفت المستشارة المصرية تهاني الجبالي، نائبة رئيس المحكمة الدستورية السابقة، أن شقيق براك حسين اوباما هو أحد مهندسي الاستثمارات للتنظيم الدولي للإخوان المسلمين، ولذلك فهم لا يريدون محاربة قيادة الإخوان المسلمين حتى الآن بسبب ذلك، على حد قولها.

ومهما كانت تشعبات الإخوان المسلمين في الخارج، فإن الخطر الرئيسي على مصر من هذه الجماعة الإجرامية يكمن في تواجدها في المجتمع المصري ذاته. وكما يقول المثال: "الف عدو خارج البيت ولا عدو واحد داخل البيت". والقضاء على هذه الجماعة الإجرامية لا يتم من خلال الزج بقياداتها وأعضائها في السجون وتعذيبهم، بل بتجفيف الفكر الذي يعتمدون عليه. ونشير هنا إلى أن الإخوان المسلمين هم أساس المصائب التي حلت في الجزائر والتي راح ضحيتها أكثر من مئة الف قتيل. فبعد استقلال الجزائر عن فرنسا، تم ارسال بواخر كاملة من خريجي الأزهر والمدراس الأزهرية للجزائر لتعريب برامجها التعليمية. وقد بذر هؤلاء بذور التعصب والتكفير الديني الذي اعطى ثماره القاتلة بعد بلوغ الجيل الذي ربَّاه المصريون في مدارسها. وما زالت الجزائر في خطر السقوط من جديد في بؤرة الإرهاب الأسود الإخواني لأن السلطات الجزائرية، وأن انتصرت عسكريا على الإرهاب، لم تمس بجذوره الفكرية.

وانتصار الجيش والشرطة على الإخوان المسلمين في مصر لن يمنعهم من تدمير مصر ما دامت جذور فكر الإخوان متغلغلة في المجتمع المصري. فهم مثل العشب الضار. فلا يكفي أن تقصه حتى تقضي عليه، بل يجب قلعه من جذوره. وهنا تأتي ضرورة اعادة النظر في التعليم الديني الإسلامي الذي يبرر الإرهاب والقتل والتدمير لكل من يخالفه الرأي. فجماعة الإخوان المسلمين من نتاج التعليم الديني المصري وليست حركة دخيلة على مصر. فهي من صميم المجتمع المصري. ويمكن هنا القول بأن السلطات المصرية بمؤسساتها الدينية والتعليمية المختلفة، ومن ضمنها الأزهر ومدارسه المنتشرة في كل مدن وقرى مصر كما في غزة وغيرها من المناطق، هي التي حفرت قبرها بيدها.

وقد كشف احد الباحثين المصريين ان مناهج التعليم الأزهري تبيح قتل المرتد وحتى أكله. ففي كتاب الفتاوي الذي يتم تدريسه بالصف الثالث الثانوي بالأزهر صفحة 256 . ففيه يقرأ الطالب بأنه يجوز أكل ميتة الآدمي ( في حال الاضطرار طبعا ) ولكن بدون جواز طبخها ولا شيها لما في ذلك من هتك حرمات وهو مخير بين أكله نيئا أو غير ذلك! وتستمر الفتوى بأنه يجوز قتل المرتد أو تارك الصلاة وأكل لحمه، وفي هذه المرة يجوز له طبخه وشيه دون الرجوع إلى الحاكم. واستمرت الفتوى العجيبة بضرورة قتل الزاني المحصن وتارك الصلاة والمحارب ومن عليه قصاص حتى وإن لم يأذن الإمام بالقتل. وقد قام فعلا أحد مقاتلي النصرة في سوريا بنزع قلب أسير قتله وأكله وقد ظهر هذا في شريط واسع الإنتشار. مما يعنى وضع أسس لفوضى شاملة وقتل بلا حدود تحت بند تنفيذ تعاليم الدين. هذا ما يدرس في الأزهر الآن ! أنظر هذا الشريط عن هذا التعليم المشؤوم http://www.youtube.com/watch?v=mJmKugAW5v4

فعلى ماذا نلوم الإخوان المسلمين إذا كان الفكر الذي يعتمدون عليه هو ما تعلمه المدارس والجامعات والجوامع الرسمية في مصر؟ وما يقال عن مصر يمكن قوله عن كل المدارس والجامعات العربية والإسلامية بما فيها الدول التي تكتوي بنار الإرهاب الإسلامي اليوم ومن ضمنها العراق وسوريا.

د. سامي الذيب
مدير مركز القانون العربي والإسلامي
http://www.sami-aldeeb.com

--------------------------------------
أطلبوا كتبي: http://www.sami-aldeeb.com/sections/view.php?id=14
حملوا كتابي عن الختان http://www.sami-aldeeb.com/articles/view.php?id=131
حملوا طبعتي العربية للقرآن بالتسلسل التاريخي http://www.sami-aldeeb.com/articles/view.php?id=315
موقعي http://www.sami-aldeeb.com
مدونتي http://www.blog.sami-aldeeb.com
عنواني [email protected]



#سامي_الذيب (هاشتاغ)       Sami_Aldeeb#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حل للمأساة: رفع القدسية عن القرآن ومحمد
- كيفية استئصال الأصولية الإسلامية
- القرآن 9: الناسخ والمنسوخ
- القرآن 8: التقديم والتأخير
- القرآن 7: اختلاف القراءات
- حد الردة 1 - الأزهر مؤسسة اجرامية
- متطلبات الدستور الحديث في مصر
- معروف الرصافي والقرآن
- نسخة محدثة من طبعتي العربية للقرآن
- القرآن 6: التسلسل التاريخي للقرآن
- القرآن 5: أسباب النزول
- القرآن 4: القرآن والشعر الجاهلي
- سورة الحمار
- صوم وصلي رزقك يولي
- القرآن 3: مؤلف القرآن من خلال مصادره
- القرآن 2: مؤلف القرآن
- القرآن 1: جمعه وفقاً للتقليد الإسلامي
- لماذا تهجمك الغامض على الاسلام؟
- توقفوا عن صيام رمضان لمكافحة الجوع
- جريمة الختان 154: رأي موسى بن ميمون


المزيد.....




- “خليهم يتعلموا ويغنوا ” نزل تردد قناة طيور الجنة للأطفال وأم ...
- فيديو خاص عيد الفصح العبري واقتحامات اليهود للمسجد الأقصى
- “ثبتها الآن” تردد قناة طيور الجنة 2024 Toyor Aljanah لمشاهدة ...
- بعد اقتحامات الأقصى بسببه.. ماذا نعرف عن عيد الفصح اليهودي ا ...
- ما جدية واشنطن في معاقبة كتيبة -نيتسح يهودا- الإسرائيلية؟
- بالفيديو.. مستوطنون يقتحمون الأقصى بثاني أيام الفصح اليهودي ...
- مصر.. شائعة تتسبب في معركة دامية وحرق منازل للأقباط والأمن ي ...
- مسئول فلسطيني: القوات الإسرائيلية تغلق الحرم الإبراهيمي بحجة ...
- بينهم طلاب يهود.. احتجاجات مؤيدة للفلسطينيين تهز جامعات أمري ...
- أسعدي ودلعي طفلك بأغاني البيبي..تردد قناة طيور الجنة بيبي عل ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - سامي الذيب - يا مصر: الشجرة تقلع من جذورها