أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالقادر بشير بير داود - الإسلام حداثة مستديمة















المزيد.....

الإسلام حداثة مستديمة


عبدالقادر بشير بير داود

الحوار المتمدن-العدد: 4190 - 2013 / 8 / 20 - 18:35
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


زعم من زعم قيماً ومفاهيم وأفكاراً ورؤى عجافاً، لا ترقى إلى أدنى حدود التدبر في القرآن الكريم، فجاءت قراءته هزيلة لفهم الحداثة في الإسلام، فالتف حول مفهوم (الحداثة) بأدلجته؛ متحدياً بأدواته اللغوية الساذجة، من هم على شاكلته في الاعتقاد والتأويل، إن كان فيهم من يعتقد أن الدين الإسلامي قابل للتحديث، في زمن صدحت (الله أكبر) في مشارق الأرض ومغاربها؛ برغم أنف المعاندين. فإن لم يكن كذلك بحسب اعتقادهم، فهل نجح دعاة الإسلام بأسلمة الحداثة، لتواكب شرعتهم متغيرات العصر الحديث؟ قال تعالى: "لكل جعلنا منكم شرعة ومنهاجا..." المائدة/ 48، متناسين أن العبرة بالأوصاف والبرهان، لا بالدعاوى المجردة، ولا بالأقوال الفارغة، التي تنقصها الموضوعية والعقلنة. فجاء وصفهم (من بيت العز) من لدن حكيم عليم: "في قلوبهم مرض فزادهم الله مرضاً"، أي أصيبت قلوبهم بمرض الشك والنفاق والبدع، وشبح الشبهات فختم الله على قلوبهم غشاوة، حتى جعلهم لا يعون ما ينفعهم، ولا يسمعون ما يفيدهم فصاروا صماً عن سماع الخير، بكماً عن النطق بالخير، عمياً عن رؤية الخير. فقال عنهم المصطفى صلى الله عليه وسلم: "إن لم تستح فاصنع ما شئت" لأن ذلك المعاند الساذج يعمل بالمعصية، مع اعتقاد تحريمها. فهي - والله - أعظم جناية، فلا غرابة إذاً وهو بهذا المستوى الضحل من التفكير والتأويل، أن يوقع نفسه في فخ الحداثة، التي عجز هو ومن روّج له الإلمام بأبعادها الحقيقية في النظرية والتطبيق، لذا توجب علينا ومن منطلق الدعوة بالحكمة والجدال بالتي هي أحسن أن نوضح ما غمض على الناس من حقيقة الحداثة وأبعادها التاريخية. فالحداثة يا سادة يا كرام هي انقلاب على الزمن الماضي، وانجذاب نحو الزمن الجديد، وهذه النقلة النوعية في مفهوم الحداثة ظهرت خطوطها في القرون (15 – 16 – 17) ميلادية حين بدأت ملامح العقلنة تظهر في القارة الأوربية (الغرب)، لتشمل مظاهر الحياة الاجتماعية والثقافية والاقتصادية والسياسية، كي تسير هذه القارة بركب حضاري؛ يعطيها صيرورة الانقلاب لإدامة التطلع والانفتاح على المستقبل المنشود. ولكن لمَ هذه الانقلابات؟ وما هي دواعيها للانفلات إلى زمن جديد تجد القارة نفسها في انعتاق حقيقي من الظلم، والسبب وكما هو معلوم ديكتاتورية رجال الدين، ودينهم المحرف الذي فقد دلالاته الروحية والزمنية، فكان والحال هكذا لا بد من انقلاب ينقلهم إلى زمن جديد، وإطار أوسع من التجدد، ليشمل أوجه حياتهم؛ بعد أن أغلق رجال الدين كل الأبواب أمامهم، فكان لفئة السياسيين الدور الطليعي لقيادة انقلاب أطاح برجال الدين، واخضع الكنيسة لفصل الدين عن الدولة، وزادوا على ذلك حينما وظفوا واستثمروا دينهم (المحرف) لما أرادوا هم فحرفوا الكلم عن مواضعه. هكذا دعتهم حاجاتهم لركوب الحداثة بسفينة نوح، لينجيهم من طوفان الفساد والعبودية والفراغ الروحي إلى رحاب زمن جديد يعيد لهم كرامتهم الإنسانية.
برغم تلك الانقلابات والحداثات، أدعو ذلك المعاند الساذج أن يبحث في دساتير أسياده، ممن وصفهم بالأكثر رقياً وتقدماً وديمقراطية على كوكبنا، وينظر بعينيه اللتين ختمتا بالغشاوة، كيف سن أسياده التشريعات. ففي الدستور الأمريكي مثلاً (المادة/1، الفقرات 8-11) إعلان الحرب والتفويض برد الاعتداء والاستيلاء على السفن والبضائع، ووضع قواعد تتعلق بالاستيلاء على غنائم في البر والبحر. أما فضيحة قلعة العلمانية فرنساً، المتشدقة بالمفاهيم الجوفاء، فقد نصت قي دستورها: للترشح لمنصب رئيس الجمهورية الفرنسية، يجب أن يكون فرنسي الجنسية، مسيحياً كاثوليكي الديانة. وفي الدستور الألماني الأكثر حداثة وتشدقاً بالعلم والثقافة، مواد ثابتة غير قابلة للتغيير والتعديل، وهي المواد (1 – 19) هذا عدا مواد وفقرات تجرّم من ارتكب الخيانة العظمى، أو سرق أو اغتصب أو اعتدى بغير وجه حق. فهذه دساتير وضعية من وضع البشر لسيادة القانون وحماية المجتمعات كلما تطورت وتوسعت، فكيف برب البشر وهو أحكم الحاكمين؟
لكل ما تقدم، منّ الله على الناس برسل وكتب، ليكون ثمة فرق بين الحق والباطل، بين الحقيقية والشك، ومن كتبه القرآن الخاتم ليكون دستوراً إلهيا لبني البشر، فيه قصص الأولين والآخرين، فيه ما يستجد ويتغير في حياة الإنسان منذ ولادته إلى يوم مماته، وما بعد مماته وحتى قيام الساعة، وما بعد قيام الساعة من حياة ونزل... فأي دستور وتشريع يضمن حياة الإنسان بكل مراحلها مثل القرآن، فاتوا به إن كنتم صادقين! قال تعالى "ونفخ في الصور فإذا هم من الأجداث إلى ربهم ينسلون" يس/51.
حداثتنا دون أسلمتها، كما تزعم أنت ومن هم على شاكلتك، حداثة حقيقية ومستديمة؛ لأنها تأخذ أبعادها وقيمها من الإسلام الحنيف، والإسلام منذ بزوغ شمسه أحدث من الحداثة، وبجدارة هزات حضارية متقدمة في حياة البشر منذ 1434 سنة مضت، ولا زال دون ملل أو كلل. ومن تدبّر القران (الفرقان)، يجده بكل تفاصيله ومعالجاته خاتمة للطفولة البشرية، وبداية للرشد والنضج، لأن المفهوم القرآني قائم أصلا على ضرورة التفاعل مع متغيرات كل عصر. قال تعالى: "فاسألوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون..."، وإذا كانت حداثة أسيادك تعتبر الإنسان موضوعها، فقرآننا (الفرقان) يعتبره الغاية، وأقدس شيء في الوجود، قال تعالى: "من قتل نفسا بغير نفس أو فساد في الأرض فكأنما قتل الناس جميعاً" المائدة/32.
كما ترى فإن إسلامنا ودستوره المعجز (القران) يحكي حداثة مستديمة لقيام الساعة، قال تعالى: "إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون.."، فهو دستور إلهي لبني البشر لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه، ولا يستطيع إبليس وأعوانه من شياطين الإنس أن يزيدوا في القرآن باطلاً، ولا ينتقصوا منه حقاً. كما تحدى الله الثقلين أن يأتوا بحديث مثله، قال تعالى: "فليأتوا بحديث مثله إن كانوا صادقين..." الطور/32.
آيات التحدي كثيرة، ولكن المعجز والجميل أن تلك الآيات نزلت في بدايات الدعوة إلى الإسلام، عندما كان المسلمون في حالة ضعف كبير أمام قوة الكفار المفرطة، فلو كان الرسول صلى الله عليه وسلم هو من تقوّل القرآن؛ لبحث في بداية دعوته عن مؤيدين، بغض النظر عن معتقداتهم، وهذا دليل قاطع لكل لبيب أن الإسلام ودستوره المعجز (القرآن) هو الحق من الله، فلماذا تلبسون الحق بالباطل؟ قال تعالى: "ولا تلبسوا الحق بالباطل وتكتموا الحق وأنتم تعلمون..." البقرة/42.
من منطلق الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر أدعوك ومن معك إلى تدبر القرآن، وتأمل معجزاته وعظمته، فأن عجزت وتراجعت، فاعلم حينها أنك لن تستطيع معي صبراً ومطاولة؛ لانك لم تعط بسبب غيك خبراً... قال تعالى: "إن الله يسمع من يشاء، وما أنت بمسمع من في القبور) فاطر/22... والله المستعان على ما تصفون.



#عبدالقادر_بشير_بير_داود (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ثرثرة الشرق والانتصارات السينمائية
- عولمة الاعلام والاعلام البديل
- الحراك السياسي


المزيد.....




- فيديو غريب يظهر جنوح 160 حوتا على شواطىء أستراليا.. شاهد رد ...
- الدفاع الروسية تعلن القضاء على 1000 عسكري أوكراني خلال 24 سا ...
- أطعمة تجعلك أكثر ذكاء!
- مصر.. ذعر كبير وغموض بعد عثور المارّة على جثة
- المصريون يوجهون ضربة قوية للتجار بعد حملة مقاطعة
- زاخاروفا: اتهام روسيا بـ-اختطاف أطفال أوكرانيين- هدفه تشويه ...
- تحذيرات من أمراض -مهددة للحياة- قد تطال نصف سكان العالم بحلو ...
- -نيويورك تايمز-: واشنطن سلمت كييف سرّا أكثر من 100 صاروخ ATA ...
- مواد في متناول اليد تهدد حياتنا بسموم قاتلة!
- الجيش الأمريكي لا يستطيع مواجهة الطائرات دون طيار


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالقادر بشير بير داود - الإسلام حداثة مستديمة