أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - امال قرامي - إنّ غدًا لناظره قريب














المزيد.....

إنّ غدًا لناظره قريب


امال قرامي

الحوار المتمدن-العدد: 4190 - 2013 / 8 / 20 - 11:48
المحور: حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات
    


كثيرا ما تُوّجه لى أسئلة من قبيل: ما رأيك بالمرأة التونسية؟ هل حقّقت المرأة التونسيّة ثورتها؟ ما هى مخاوف المرأة التونسيّة بعد الثورة؟...أسئلة تستفزّنى لأنّها تختزل اختلافات النساء فى أنموذج يكرّس نسق التنميط، تلغى تعدّد الخبرات، لا تبصر تنوّع حيوات التونسيات، وتفتح المجال أمام فئة لتكون الناطقة نيابة عن جميع التونسيات، وأن تحتكر حقّ تمثيلهن.

ولئن عملت السياسات السابقة على تجذير هذا التوجّه من خلال احتكار الدولة حقّ التعبير عن إرادة التونسيات فإنّ الثورة مكّنت الأصوات المغمورة أو المقهورة من أن تمتلك حق الكلام. قد تنطق عن الهوى، قد تهذى، قد لا تعى ما يترتّب عن قولها من انعكاسات خطيرة ولكنّها فى النهاية، تتفاعل إيجابا أو سلبا، تفعل، تنتج ، تخلق ، تبتكر، تبحث عن موقع، تتعلّم وتختبر الواقع وتسجّل حضورها على الركح الاجتماعى أو السياسى أو الثقافى.

اخترقت فئة من التونسيات كافة المجالات بما فيها عالم السياسة: عالم يصرّ أغلب السياسيين والإعلاميين على أن يكون ذكوريّا بامتياز، ومع ذلك أثبتت التجربة التى مررنا بها خلال المسار الانتقالى وجود نساء لهن قول فى السياسة وينحتن فى الصخر من أجل أن يتحوّلن إلى مرئيات ويتمّ الاعتراف بقدراتهن. من قال إنّ النساء كائنات لا سياسية «بالطبيعة»؟


كسرت فئة من التونسيات الأقفال وصار لهن قول فى الدين، فكّكن النصوص وأبرزن المسكوت عنه، وفضحن المستور والخلفيات والنوايا... وقاومن تجّار الدين وفضحن مأسسة الجهل، واختطاف الإسلام و«وهبنة» المجتمع. من قال إنّ النساء عوّالات على رجال الدين يستهلكن ولا ينتجن؟

قاومت فئة من التونسيات مظاهر النكوص ومحاولات الحدّ من طموحاتهن والرغبة فى تقرير مصيرهن نيابة عنهن، وتشكيل صورهن وفق منظور يختزل المرأة فى «وعاء للمتعة والإنجاب»، ويرى أنّ الأمومة أشرف دور للمرأة فى الحياة، وأنّ من مميّزات المرأة الصالحة طاعة الزوج وتربية العيال. فعاينّا خلال مرحلة ما بعد الثورة، خروج التونسيات إلى الشوارع تعبيرا عن غضبهن، ومخاوفهن، وإصرارهن على دخول التاريخ حتى وإن حرص البعض على تهميشهن: ابتكرن الآليات، جدّدن الخطابات، غيّرن أشكال ظهورهن: لابسات للسفسارى، متشحات بالعلم التونسى، مرتديات لـ«بنطلونات»، متبرجات وسافرات ومحجبات.... من قال إنّ التونسيات لم يشاركن فى النضال وكنّ راضيات وخانعات؟

ولكن الواجب الأخلاقى والتزام معيار التنسيب يفرض علينا أن نقرّ بأنّ من التونسيات فئة انضبطت وأصغت إلى أوامر يصدرها «المرشد» أو «الأمير» أو «الداعية» فكان الولاء للحزب وللجماعة على حساب المكتسبات، وكان تحّركهن تلبية للأوامر لا عن قناعة ووعى. آمنّ أنّ مصلحة الأمّة تقتضى منهن التضحية وتنفيذ الأوامر عن مضض. من ادّعى أنّ هؤلاء لسن تونسيات؟

ومن التونسيات فئة ارتضت الزواج العرفى ولبس البرقع والنقاب وجهاد النكاح وحمل السلاح والتدرب على فنّ القتال ومؤازرة الإرهابيين فى الجبال، ومنهن أيضا من آمنت بختان الفتيات، وتعدّد الأزواج، ونكاح الصغيرات، ومنهن من مارست قهر الصغيرات، ومصادرة مصيرهن، وحقهن فى طفولة آمنة، ومنهنّ فئة ساهمت فى الترويج لأميّة لن ندرك نتائجها إلاّ بعد فوات الأوان. من أراد إسبال الستار عن هؤلاء وحجبهن عن الأنظار؟

ومن النساء فئة من الكادحات يكابدن من أجل لقمة العيش لا وقت لهنّ للاحتجاج أو الاحتفال، ومن النساء فئة لا تبالى بما يقع فى البلاد يسايرن آخر صيحات الموضة ويستمتعن بحياتهن فى الفنادق والملاهى. من قال إنّ هؤلاء لسن تونسيات؟

ليس الرهان اليوم من تمتلك حقّ تمثيل المرأة التونسيّة بل التحدّى الأكبر هو كيف يكون الخروج من أزمة التمركز على الذات، وإلغاء الآخر؟. كيف السبيل إلى القطع مع حالة العمى وإدراك الواقع الاجتماعى والثقافى، والحراك المسجّل داخل الحركات النسائية. كيف نصوغ خطابا ولغة ونبتكر استراتيجيات تحقّق العيش معا، وتؤدى إلى الاعتراف المتبادل، واحترام التعدديّة والتنوّع. فكلّنا فى النهاية نأمل أن نكون مواطنات تونسيات وإن اختلفت لغتنا وخياراتنا ومرجعياتنا. ولا ولاء إلاّ لتونس.



#امال_قرامي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- رداء الدين خير «ستار» للعيوب
- ما عاد «الشعب» قطيعًا يساق قسرًا إلى «بيت الطاعة»
- حكومة شرعية.. وإرهاب واغتيالات سياسية
- إذا الشعب يوما أراد الحياة.. فليتمرّد
- إياك أعنى.. واسمعى يا جارة
- تونس ليست مصر.. ومصر ليست تونس
- مصر التى فى خاطرى
- الدستور التونسى.. بين البسط والقبض
- فى الموقف .. من الإرهاب
- كلٌ يناجى سلفه
- المُستكبرون
- الموازى
- على الخطى «المباركيّة» نسير
- كل شىء بالسيف.. إلا المحبة بالكيف
- «ستربتيز» striptease.... أو عرى الثورة
- ارفعوا الوصاية عن النساء التونسيات
- حرمة المجلس التأسيسي
- حَملتمونا على أعناقكم ...ثمّ هويتم بنا أرضا
- كرّ وفرّ.. وإقبال وإدبار
- إن شعبا لا يُجيد الرقص لا يمكنه أن يُنجز ثورة


المزيد.....




- “800 دينار جزائري فورية في محفظتك“ كيفية التسجيل في منحة الم ...
- البرلمان الأوروبي يتبنى أول قانون لمكافحة العنف ضد المرأة
- مصر: الإفراج عن 18 شخصا معظمهم من النساء بعد مشاركتهم بوقفة ...
- “سجلي بسرعة”.. خطوات التسجيل في منحة المرأة الماكثة بالبيت ف ...
- إيران - حظر دخول النساء الملاعب بعد احتضان مشجعة لحارس مرمى ...
- هل تؤثر صحة قلب المرأة على الإدراك في منتصف العمر؟
- اغتصاب وتحويل وجهة وسطو وغيرها.. الأمن التونسي يوقف شخصا صدر ...
- “الحكومة الجزائرية توضح”.. شروط منحة المرأة الماكثة في البيت ...
- جزر قرقنة.. النساء بين شح البحر وكلل الأرض وعنف الرجال
- لن نترك أخواتنا في السجون لوحدهن.. لن نتوقف عن التضامن النسو ...


المزيد.....

- بعد عقدين من التغيير.. المرأة أسيرة السلطة ألذكورية / حنان سالم
- قرنٌ على ميلاد النسوية في العراق: وكأننا في أول الطريق / بلسم مصطفى
- مشاركة النساء والفتيات في الشأن العام دراسة إستطلاعية / رابطة المرأة العراقية
- اضطهاد النساء مقاربة نقدية / رضا الظاهر
- تأثير جائحة كورونا في الواقع الاقتصادي والاجتماعي والنفسي لل ... / رابطة المرأة العراقية
- وضع النساء في منطقتنا وآفاق التحرر، المنظور الماركسي ضد المن ... / أنس رحيمي
- الطريق الطويل نحو التحرّر: الأرشفة وصناعة التاريخ ومكانة الم ... / سلمى وجيران
- المخيال النسوي المعادي للاستعمار: نضالات الماضي ومآلات المست ... / ألينا ساجد
- اوضاع النساء والحراك النسوي العراقي من 2003-2019 / طيبة علي
- الانتفاضات العربية من رؤية جندرية[1] / إلهام مانع


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - امال قرامي - إنّ غدًا لناظره قريب