|
أيها المصريون .. لاتُبالغوا في إمتداح السعودية
امين يونس
الحوار المتمدن-العدد: 4190 - 2013 / 8 / 20 - 11:45
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
الهّبة الثورية العارمة ، التي قامَ بها الشعب المصري في 30/6 من خلال خروج أكثر من عشرين مليون مواطن ، في أنحاء مصر .. مُطالبين بإجراء إنتخابات مُبكرة وإنهاء حُكم " الإخوان المسلمين ومُرشدهم " .. أدهشَتْ العالم أجمَع .. ودفعَتْ الجيش المصري ، للإنحياز الى جانب الشعب ، ضد سُلطة جماعة الاخوان . - كما كانَ مُتوقعاً ، فأن الغرب عموماً بما في ذلك الولايات المتحدة الامريكية .. وقفَ ضد الثورة المصرية ، وإعتبرها " إنقلاباً " عسكريا .. وكشفَ عن دعمهِ الواضح للأخوان المسلمين . - وكما هو شائع ومعروف .. فأن الأتباع المحليين ، لابُد من ان يتخذوا مواقفاً مٌنسجمة ومتوافقة مع الموقف الغربي الأمريكي . وبالفعل ، فأن تركيا التي يحكمها الإخوان المسلمين أيضاً ، كانتْ من الرافضين بِشدة لعزل مُرسي . وكذلك البيدق الصغير والدائب الحركة " قَطر " ، التي ما فتأتْ في التدخل السافر في الشؤون المصرية . - وكما لعبتْ تركيا وقطر والسعودية ، أدواراً خبيثة في تونس ومصر وليبيا واليمن ، من أجل [ إيصال ] الإسلام السياسي مُتمثلاً بالإخوان المسلمين أو تحت مُسميات أخرى .. فأنها تنشط في نفس الإتجاه في سوريا .. وبالرغم من دكتاتورية وهمجية وإجرام نظام بشار الأسد ، فأن مَنْ تدعمهم السعودية وقطر في سوريا ، أي " جبهة النصرة " و " جيش الدولة الإسلامية في العراق والشام " .. ليسوا أفضل من نظام الأسد .. بل رُبما هُم أكثر وحشية . - المُلفِتْ للنظر ، هو الموقف السعودي قبل يومَين من التطورات في مصر : هذا الموقف [[ الغريب ]] ، وغير المنطقي .. هذا الموقف الذي أقل ما يمكنني القول عنه ، هو انه مُريب ومشبوه !. فالسعودية كما يعرف القاصي والداني ، هي منبع الأفكار المتشددة ومصدر التعصُب الديني والمذهبي وبؤرة التنظيمات الإرهابية .. الحجاز الذي أنتجَ محمد بن عبد الوهاب ، وبالتالي ، الوهابية المُتشددة .. هي نفسها السعودية التي أنتجتْ بن لادن وتنظيمه الإرهابي ، القاعدة . السعودية راعية رجال الدين الذين يصدرون الفتاوي الداعية للعنف والقتل والذبح ... هذه السعودية ، " تحّمستْ " للدفاع عن مصر والثورة المصرية قبل يومَين ! .. أليسَ من الغريب ، ان ينبري وزير الخارجية السعودي ويسافر الى المحافل الأوروبية مُحاولاً " إقناع " ألمانيا وفرنسا ، بمؤازرة مصر والحكومة المصرية الحالية ؟ أليسَ مُريباً ان تُعلن السعودية ، إستعدادها لتعويض مصر عن كل أموال المساعدات ، التي سيقوم الغرب ، رُبما .. بقطعها عن مصر ؟ أليسَ مشبوها، ان تُسارع المملكة السعودية ، بعرض دَفع أثمان أي سلاحٍ تقوم مصر بشراءه من الغرب ؟ ما هذه الحمية الفجائية التي أصابتْ آل سعود ، وجعلتْهُم [ يتَحّدون ] ربيبتهم الولايات المتحدة الامريكية ؟ مَنْ يُصّدق ذلك أساساً ؟ أليستْ هي السعودية نفسها ، التي قامتْ وتقوم ، بغسل أدمغة العاملين المصريين فيها ؟ كَم من المصريين العاديين المُعتدلين الطيبين ، الذين إضطروا للذهاب الى السعودية للعمل .. كم منهم ، تعرضَ للإذلال والإهانة والتضييق والضغط ، وأجْبِرَ تدريجياً على ان يكون مُتشدداَ ومتعصباً .. ان العديد من المتحمسين لمرسي وللأخوان المسلمين في شوارع القاهرة ومصر ، هُم من العائدين من السعودية ، بعد أن " إكتسبوا " ثقافة العنف الوهابية المتطرفة . ................................... أتوّجسُ من حماسة السعودية في هذه الأيام ، للدفاع عن مصر الجديدة بعد ثورة 30/6 .. أخافُ على مصر وشعبها وثورتها .. حين تنبري [ الدولة الأكثر رجعيةً ] في المنطقة والعالم ، لِتُظهِر نفسها وكأنها الحريصة على مصر وشعبها . أتوقع ، ان يكون الدور السعودي المشبوه في الأيام القادمة ، هو ( تمييع ) الثورة المصرية ، وتفريغها تدريجياً من كُل مُحتوى ثوري وتغييري . حذاري ايها المصريون الشُجعان ، من الرجعية السعودية .. إكتفوا بقول : شكرا .. إقبلوا المساعدات منهم .. ولكن لاتُبالغوا في تصوير الملك السعودي وكأنهُ مَلاك ! . قولوا لهم ، شكراً .. لكن حذاري ان تتجاهلوا التأريخ !. فأنتُم أيها المصريون ، إجترحتُم ثورةً كبيرة هّزتْ العالم .. فلستُم مضطرين لإمتداح أحد أكثر من اللازم .
#امين_يونس (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
لا تَقُل : حَجي ولا أبو فلان !
-
هزيمة اليمين الديني في مصر
-
ما أغبانا .. ما أغبانا !
-
المُشكلة في : الثلج
-
تداعيات إعتزال مُقتدى الصدر
-
كُرد سوريا .. بين الخنادِق والفنادِق
-
المدينة الصائمة
-
لا يمكن تبديل الجيران
-
الفيلُ والنملة
-
اللعنةُ .. اللعنةُ !
-
السُمعة الجيدة ، والنوايا الطيبة .. ليستْ كافية
-
فوضى بغداد .. وإستقرار أربيل
-
العقرب السام
-
الإتحاد الوطني .. لِصاحِبهِ .. ؟
-
بينَ التهّور والإتِزان
-
العمل في الشمس .. والتسكع في الفئ
-
على هامش إنتخابات مجالس أقليم كردستان
-
هل سيصبح البرزاني رئيساً لجمهورية العراق ؟
-
أزمَتنا عميقة
-
- السيسي - و - سعدون الدليمي - !
المزيد.....
-
بعد جملة -بلّغ حتى محمد بن سلمان- المزعومة.. القبض على يمني
...
-
تقارير عبرية ترجح أن تكر سبحة الاستقالات بالجيش الإسرائيلي
-
عراقي يبدأ معركة قانونية ضد شركة -بريتيش بتروليوم- بسبب وفاة
...
-
خليفة باثيلي..مهمة ثقيلة لإنهاء الوضع الراهن الخطير في ليبيا
...
-
كيف تؤثر الحروب على نمو الأطفال
-
الدفاع الروسية تعلن إسقاط 4 صواريخ أوكرانية فوق مقاطعة بيلغو
...
-
مراسلتنا: مقتل شخص بغارة إسرائيلية استهدفت سيارة في منطقة ال
...
-
تحالف Victorie يفيد بأنه تم استجواب ممثليه بعد عودتهم من موس
...
-
مادورو: قرار الكونغرس الأمريكي بتقديم مساعدات عسكرية لأوكران
...
-
تفاصيل مبادرة بالجنوب السوري لتطبيق القرار رقم 2254
المزيد.....
-
الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة
...
/ ماري سيغارا
-
الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي
/ رسلان جادالله عامر
-
7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة
/ زهير الصباغ
-
العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني
/ حميد الكفائي
-
جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022
/ حزب الكادحين
-
جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023
/ حزب الكادحين
-
جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023
/ حزب الكادحين
-
جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023
/ حزب الكادحين
-
جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023
/ حزب الكادحين
-
قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية
/ جدو جبريل
المزيد.....
|