أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الصحافة والاعلام - احمد سعد - مع إضاءة الشمعة الـ 62 من عمرها المتجدد -الاتحاد- الصرح الحضاري لشعبنا ومنبره الكفاحي الاصيل















المزيد.....

مع إضاءة الشمعة الـ 62 من عمرها المتجدد -الاتحاد- الصرح الحضاري لشعبنا ومنبره الكفاحي الاصيل


احمد سعد

الحوار المتمدن-العدد: 1198 - 2005 / 5 / 15 - 12:05
المحور: الصحافة والاعلام
    


*لقد عبر الدكتور إميل توما اصدق تعبير في تقييمه لصحيفة "الاتحاد" بوصفها "يوميات شعب" كما اطلق هذا الاسم على مؤلفه عن "الاتحاد" فالاتحاد عبارة عن تاريخ، سجل تاريخي، لنضال الاقلية القومية العربية في اسرائيل ضد مختلف مظالم وجرائم سياسة القهر القومي والتمييز العنصري السلطوية في مختلف مجالات تطور وحياة المواطنين العرب في اسرائيل*
غدًا السبت، الرابع عشر من شهر ايار الربيعي، تزهر وردة جديدة في بستان "الاتحاد" الفواح وينتشر شذاها العطري في ربوع الوطن من شمال جليله الى مركز مثلثه الى جنوب نقبه، عبورا بحيفا الكرمل الأشم وعكا والرملة واللد ويافا البرتقالية، مؤكدا الحقيقة المطلقة عن العلاقة الجدلية الابدية بين الكلمة الوطنية الثورية الصادقة وبين الوطن بحلوه ومره وبين اهل الوطن، علاقة تعكس وتفسر مصداقية الحياة وطول العمر وشبابا متجددا لصحيفة أبت الا ان تكون رفيق دروب المآسي الطويلة لشعب يرفض الموت والفناء ويتشبث باسنانه واظافره بحقه الوطني ويدفع المهر الذي لا يقدر بثمن من دماء ومعاناة ابنائه لاستعادة الحق الشرعي المسلوب ظلما وعدوانا. الشباب المتجدد لصحيفة أبت الا ان تكون الشاهد التاريخي والكتاب المدون المسطور لنضال هذا الشعب القومي والوطني والمدني المطلبي. لصحيفة أبت الا ان تكون المشارك الفعال، في الصف الامامي من جبهات النضال دفاعا عن حق شعب في الحياة والاستقلال الوطني والمساواة الحقيقية والتطور الحضاري الانساني الخلاق. فغدا السبت، الرابع عشر من أيار، يكون قد مر على صدور "الاتحاد" (61) عاما، ومع بزوغ فجر يوم الاحد تغسل وجهها الناصع بحبال شمس السنة الثانية والستين من عمرها المتجدد.
لقد صدر العدد الاول من "الاتحاد" في 14 أيار 1944 في فلسطين ما قبل النكبة وفي عز التآمر الامبريالي – الصهيوني المدعوم بتواطؤ الانظمة العربية وتخاذل بعضها ضد الشعب الفلسطيني وحقوقه الوطنية، حقه بالتحرر من نير الاستعمار البريطاني ونيل الاستقلال الوطني، حقه في افشال المؤامرة المرسومة لمصادرة حقه في الوطن والسيادة الوطنية، هذه المؤامرة التي تجسدت في النكبة الفلسطينية في الثمانية والاربعين حيث حولت الانياب المفترسة الشعب الفلسطيني الى شعب من اللاجئين في مواطن اللجوء القسري خارج وداخل حدود الوطن المستباح.
عند صدور العدد الاول من "الاتحاد" رصّع اول رئيس لتحريرها، خالد الذكر الدكتور اميل توما، صدر صفحتها الاولى بالآية القرآنية الكريمة "واما الزبد فيذهب جُفاء، واما ما ينفع الناس فيمكث في الارض". واستمرارية صدور "الاتحاد" وتطورها من اسبوعية الى الصحيفة اليومية العربية الوحيدة في اسرائيل يعكس حقيقة انها كانت ولا تزال نافعة للناس تغرس جذورها عميقا في قلوب الجماهير التي تحتضنها وتزودها بمصل الحياة والتطور. اما "الزبد الصهيوني" الصحف الناطقة صهيونيا بالعربي، صحف الاحزاب الصهيونية والسلطوية، امثال "اليوم" و "الانباء" و "المرصاد" و "هذا اليوم" و "هذا العالم" وغيرها ورغم التمويل الصهيوني الهائل الذي كان يغذيها فقد لفظتها جماهيرنا العربية وسريعا ما لفظت هذه الصحف انفاسها وتوقفت عن الصدور واندثرت الى الابد.
ولعل احد الاسباب الجوهرية لمصداقية وبقاء ومواصلة تطور "الاتحاد" يعود الى طابع هويتها المميزة التي تنطلق منها لتأدية رسالتها بين الجماهير وفي مختلف ميادين النضال السياسي والاجتماعي والثقافي. فالاتحاد كانت ولا تزال وستبقى صحيفة طبقية ثورية مقاتلة ومناضلة ضد مختلف اشكال الظلم والتمييز الطبقي – الاجتماعي والقومي والعنصري والجنسي، ومن اجل السلام العادل والمساواة القومية والمدنية والعدالة الاجتماعية، من اجل مجتمع العدالة الاجتماعية، الاشتراكي كهدف استراتيجي. ففكريا وسياسيا "الاتحاد" صحيفة الطبقة الكادحة وكل المظلومين والمضطهدين في المجتمع الطبقي التمييزي الرأسمالي في اسرائيل، تسترشد بنور الفكر التقدمي العلمي والثوري الماركسي – اللينيني.
منذ صدور "الاتحاد" وحتى يومنا هذا تشغل القضية السياسية، قضية الصراع الاسرائيلي – الفلسطيني – العربي مكانة الاولوية في سلم اهتمامات الاتحاد وفي رسالتها لجماهير القراء. وللاتحاد في هذه القضية موقف مبدئي مستمد من موقف الحزب الذي يستنير بمبادئه وبسياسته، من موقف الحزب الشيوعي الاسرائيلي، هذا الموقف الذي اثبتت الايام والاعوام مصداقيته. هذا الموقف المبنيّ على القاعدة المبدئية التي تقر بحق تقرير المصير للشعب العربي الفلسطيني وفقا لقرارات الشرعية الدولية، حقه في الدولة الفلسطينية المستقلة وحق لاجئيه بالعودة الى ارض الوطن. وننطلق في موقفنا المبدئي من الأخذ بالاعتبار انه لا توجد عدالة مطلقة بل عدالة نسبية محكومة بمتغيرات ومستجدات حاصلة، ومتغيرات منطقية ودولية تعكس مفعولها على ميزان القوى وعلى ساحة الصراع. في العام 1947 أيدت "عصبة التحرر الوطني الفلسطينية" (تنظيم الشيوعيين العرب) قرار الامم المتحدة بتقسيم فلسطين الى دولتين، دولة عربية فلسطينية ودولة يهودية حوالي نصف سكانها من العرب الفلسطينيين. فهذا كان الحل الافضل نسبيا في تلك الظروف التي كانت قائمة لان البديل الذي حذرت منه العصبة و "الاتحاد" كان كارثة النكبة ونجاح المؤامرة الامبريالية – الصهيونية والرجعية العربية المتواطئة بحرمان الشعب العربي الفلسطيني من حقه في الوطن وفي دولة مستقلة. ومن تخاذل وتواطؤ من الانظمة الرجعية والقوى الرجعية العربية استلوا النصال ضد الاحزاب الشيوعية العربية وعصبة التحرر الوطني لانهم أيدوا قرار التقسيم، واتهموهم بالخيانة الوطنية. وثبتت مصداقية موقف الشيوعيين و "الاتحاد" ومدى الجريمة التي ارتكبها الامبرياليون والصهيونيون والرجعيون العرب بحق شعب لا تزال الى يومنا هذا قضيته وجسده ينزفان دما. ومنذ النكبة وحتى اليوم لم تطوِ الاتحاد" علمها النضالي دفاعا عن الحق الوطني الفلسطيني المشروع بالدولة والقدس والعودة كأساس لا بديل له لحل قضايا الصراع الاسرائيلي – العربي وبناء جسور السلام العادل، الشامل والثابت الذي يضمن الامن والاستقرار لجميع شعوب وبلدان المنطقة وبضمنها اسرائيل وفلسطين. نحن نعتز بان الحزب الشيوعي والجبهة اول من طرح المخرج من دائرة دم الصراع على اساس "دولتين للشعبين" اسرائيل وفلسطين، ونعتز اكثر ان ما طرحناه من اساس يحتضنه اليوم شعبنا الفلسطيني وقيادته الشرعية والرأي العام العالمي. لم تطو "الاتحاد" يوما علمها الكفاحي في فضح المؤامرات والمخططات التي يحيكها تحالف الشر الاسرائيلي – الامريكي ضد الشعب الفلسطيني وحقوقه الوطنية الشرعية. لم تطو "الاتحاد" يوما علمها النضالي في تجنيد الجماهير ضد الاحتلال الاسرائيلي وضد الجرائم التي يرتكبها مع قطعان المستوطنين الداشرة ضد الشعب الفلسطيني في المناطق المحتلة، والعمل على فضح جرائم الحرب التي يرتكبها ضد البشر والشجر والحجر في المناطق المحتلة امام الرأي العام الاسرائيلي والعالمي. فالاتحاد كانت ولا تزال وستبقى منبرا وسلاحا في المعركة من اجل السلام العادل والأخوة الحقيقية والصداقة الحقيقية بين الشعوب القائمة على ممارسة مبادئ المساواة في الحقوق والاحترام المتبادل.
تعتز "الاتحاد" انها منذ صدورها وحتى يومنا هذا، بدورها المتميز في الدفاع عن قضايا وهموم الطبقة العاملة وجميع المظلومين، العرب واليهود، ضحايا سياسة القهر الطبقي والقومي الرسمية الممارسة.
لقد عبر الدكتور إميل توما اصدق تعبير في تقييمه لصحيفة "الاتحاد" بوصفها "يوميات شعب" كما اطلق هذا الاسم على مؤلفه عن "الاتحاد" فالاتحاد عبارة عن تاريخ، سجل تاريخي، لنضال الاقلية القومية العربية في اسرائيل ضد مختلف مظالم وجرائم سياسة القهر القومي والتمييز العنصري السلطوية في مختلف مجالات تطور وحياة المواطنين العرب في اسرائيل. فالاتحاد كانت ولا تزال رفيق درب وسلاح ومنارة الجماهير العربية في نضالها ضد جرائم سياسة التمييز القومي ومن اجل المساواة القومية والمدنية كأساس للتعايش الحقيقي والسلم بين الشعبين.
تعتز "الاتحاد" انها كانت حفار قبر سياسة التجهيل ونشر العدمية القومية التي انتهجتهما اسرائيل الرسمية ومنذ ان اصبح العرب بعد النكبة مثل الايتام على مائدة اللئام. فالاتحاد واخواتها "الجديد" و "الغد" صحف الحزب الشيوعي حملت جميعها المشعل لتبديد الظلام وصيانة وتطوير الثقافة العربية والادب العربي وحماية اللغة العربية من حملات الغزو التهويدية والعبرنة. فالاتحاد كانت ولا تزال الجامعة التي تخرج ويتخرج من على مقاعدها كبار الكتاب والشعراء والمؤرخين والساسة والقادة الجماهيريين الذين تلمع اسماؤهم وشهرتهم في رحاب الوطن وعالميا.
نحن نعتز بان "الاتحاد" المرجع الموثوق والصادق الذي يتوجه ليغرف من حقائقه الباحثون عن مختلف نواحي مسيرة تطور الاقلية القومية العربية الفلسطينية في اسرائيل السياسية والاجتماعية والثقافية – الادبية.
ورسالتنا بمناسبة بزوغ فجر السنة الثانية والستين من عمر "الاتحاد" المتجدد، مضمونها ومدلولها الاساسيان، اننا نتوجه الى مصدر قوة "الاتحاد" وسندها في مواصلة اداء رسالتها المميزة، الى كوادر الحزب والجبهة، الى جماهير شعبنا، الى الكتاب والشعراء والفنانين والرياضيين، مناشدين الجميع على الاسهام في صيانة وتطوير هذا الصرح الحضاري النضالي لشعبنا. المساهمة في دعم "الاتحاد" لمواجهة التحديات والصعوبات التي تواجهها. المساهمة في الاشتراك بالاتحاد، دعمها ماديا وبكتاباتكم الابداعية. فدعم "الاتحاد" اتحادكم، قضية وطنية تقدمية كفاحية من الدرجة الاولى. وهذه القضية لمن يقدّر فعلا مكانة ودور "الاتحاد" على حلبة التطور والصراع أبعد من ان تكون قضية سمسرة تجارية لخدمة مصلحة فئوية. وكل عام وانتم و "الاتحاد" بالف خير، ولتبق "الاتحاد" نورا لشعبها ونارا في وجه مضطهديه.



#احمد_سعد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عالبروة رايحين!
- في أول ايار 1958: الشيوعيات الكفرساويات يخترقن الحصار!
- رسالة شارون في -عيد الحرية- عبودية!
- خطة شارون – نتنياهو الاقتصادية عمّقت فجوات التقاطب الاجتماعي
- مدفع نمر وصمدة ذيبة
- طَرْش العنصريين وصمة عار للرياضة
- رمانة أم الفهد عصيّة على الموت
- في ارجوحة المخططات التآمرية التصفوية: ألصراع على الحق بالوطن
- يوم الأرض مش يوم خبيصة
- ماذا تمخّض عن قمة الجزائر؟
- بعد سنتين من احتلال العراق: لا بديل لإنهاء الاحتلال الانجلوا ...
- الصمود والوحدة والتضامن
- عنزة ولو طارت
- على ضوء لقاء الاحزاب الثلاثة في عمان: مبادرة الانطلاقة
- حين يلعب الاحتلال بالقانون الدولي!
- ألقاموس الثقافي- لاستراتيجية الهيمنة الامريكية – الاسرائيلية
- المجلس القطري للحزب الشيوعي الاسرائيلي: قضايا ومهام من منتج ...
- لإزاحة غمامة الشؤم الكارثية من سماء المنطقة
- هل تخرج جريمة اغتيال الحريري من اطار مخطط العدوان الاستراتيج ...
- في مؤتمره السابع عشر ألحزب الشيوعي اليوناني يطرح استراتيجية ...


المزيد.....




- بتدوينة عن حال العالم العربي.. رغد صدام حسين: رؤية والدي سبق ...
- وزير الخارجية السعودي: الجهود الدولية لوقف إطلاق النار في غز ...
- صواريخ صدام ومسيرات إيران: ما الفرق بين هجمات 1991 و2024 ضد ...
- وزير الطاقة الإسرائيلي من دبي: أثبتت أحداث الأسابيع الماضية ...
- -بعضها مخيف للغاية-.. مسؤول أمريكي: أي تطور جديد بين إسرائيل ...
- السفارة الروسية في باريس: لم نتلق دعوة لحضور الاحتفال بذكرى ...
- أردوغان يحمل نتنياهو المسؤولية عن تصعيد التوتر في الشرق الأو ...
- سلطنة عمان.. مشاهد تحبس الأنفاس لإنقاذ عالقين وسط السيول وار ...
- -سي إن إن-: الولايات المتحدة قد تختلف مع إسرائيل إذا قررت ال ...
- مجلة -نيوزويك- تكشف عن مصير المحتمل لـ-عاصمة أوكرانيا الثاني ...


المزيد.....

- السوق المريضة: الصحافة في العصر الرقمي / كرم نعمة
- سلاح غير مرخص: دونالد ترامب قوة إعلامية بلا مسؤولية / كرم نعمة
- مجلة سماء الأمير / أسماء محمد مصطفى
- إنتخابات الكنيست 25 / محمد السهلي
- المسؤولية الاجتماعية لوسائل الإعلام التقليدية في المجتمع. / غادة محمود عبد الحميد
- داخل الكليبتوقراطية العراقية / يونس الخشاب
- تقنيات وطرق حديثة في سرد القصص الصحفية / حسني رفعت حسني
- فنّ السخريّة السياسيّة في الوطن العربي: الوظيفة التصحيحيّة ل ... / عصام بن الشيخ
- ‏ / زياد بوزيان
- الإعلام و الوساطة : أدوار و معايير و فخ تمثيل الجماهير / مريم الحسن


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الصحافة والاعلام - احمد سعد - مع إضاءة الشمعة الـ 62 من عمرها المتجدد -الاتحاد- الصرح الحضاري لشعبنا ومنبره الكفاحي الاصيل