أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - طالب بن عبد المطلب - الماكينة (1)














المزيد.....

الماكينة (1)


طالب بن عبد المطلب

الحوار المتمدن-العدد: 4189 - 2013 / 8 / 19 - 16:10
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


إنّ نظرية الحتمية السببية هي أقدم نظرية إستخدمها الجنس البشري وهي الأكثر قبولا ومنطقا ليتقبلها العقل، لأنّها تفترض أنّ لكلّ أثر مؤثــر كما أنّ لكل مؤثــر أثر، كما لا يصحّ وجوده (الأثر) من دونه (المؤثــر). ولكلّ سبب مسبّب، فأما السبب فإنه يأتي متقدما على المسبَب دائما. ومن هنا جاءت فكرة أنّ وجودنا نحن البشر في هذه الأرض له غاية (السبب) وخالق (المسبّب)، وكانت الفيزياء القديمة تدعم ذلك.

إذن، لو كنتم تؤمنون أن القوانين الفيزيائيّة والكونيّة ثابتة لا تتغيّر، فعليكم أن تدركوا حينها أنّ لا حاجة لنا لإله يسيّر الكون أو يتحكّم في الليل والنهار مثلا. وإن كان هو حقّا من وضع هذه القوانين أي بمعنى أخر إن كان الإله حقّا موجودا فهو حتما غائب عن العمل. لأنّ للطبيعة أليّة عمل مستقلة لا يمكن إنكارها وإن كانت خاضعة للقوانين الفيزيائيّة، وإن كانت هذه الأخيرة هي أيضا خاضعة لخالقها، فهو لا يفعل ما من شأنه أن يتعارض مع التأثير الذي وضعه فيها، لِما في ذلك من حتميّة هو قد وضعها من قبل خلق كلّ شيء. فإن وجود السببية يعني ضرورة الإقرار بحتمية حدوث الأثر إن توفر المؤثر في شروط اللازمة والضرورية لذلك، أي لا حاجة للإله أن يتدخل في تعطيل أو تسهيل الواقعة، بل سيحدث ذلك رغم أنفه لأنّه لا يملك زمام تغيير القوانين الآن، بمعنى أصح إن الإله كملاحظ للتجربة فقط ولا يملك الحقّ أن يكون طرف فيها. وكان أغلب علماء الفيزياء القديمة يؤمنون أنّ العلم يتوقف حين تصبح العلاقة السببية الأساسية مفقودة. ولكن إلى متى تغيّر رأيهم؟

جاءت الفيزياء الحديثة لتكمّل ما تعسر علينا شرحه، حيث أثبت علماء هذا الزمان أنّ الجسيمات الدقيقة لا تخضع لقانون السببية إطلاقا... وهنا المشكلة الكبرى لأن عقول البشر العاديين لن تفهم ما سأقول بعدها.

إنّ ظهور بعض الجسيمات بطرق عشوائية (صدفة) لا سلطان عليها ولا حتى مؤثر لها، قلب كلّ المفاهيم الحديثة عن الخالق. فبالفيزياء القديمة نزعنا للإله صفة المسيطر والمتحكّم وبالفيزياء الجديدة نزعنا له الخلق أيضا. لأنّ الإنفجار العظيم حدث بالصدفة ولهذا فهو يحدث في خلال كلّ دقيقة الملايين من الإنفجارات المماتلة له. وهذا ما جاء به العالم الجليل ستيفن هوكينج: أنّه لا ضرورة لوجود خالق حتى يضع الكون في مساره وأنّ "الخلق هو عملية عفوية". ويناقض هوكينج (الفيزياء الحديثة) اعتقاد العالم الفيزيائي إسحاق نيوتن (الفيزياء القديمة) أن الكون لا يمكن أن يكون انبثق من الفوضى (نظرية الحتمية السببية)، وأنّه لا بد من وجود خالق قام بتصميمه على هذه الصورة. وإستند هوكينج إلى إكتشاف كوكب يدور حول نجم غير الشمس ليبرهن بأنّ الإفتراض القائم على أن العلاقة بين الارض والشمس مصممة لإرضاء الإنسان وتأمين متطلباته لم تعد قائمة بما أن هناك نموذجا مشابها خارج نطاق حياة البشر.

إذن هناك دائما إحتمال وجود الله (لا نستطيع إلغاء هذا الإحتمال وإن كان صغيرا) ولكن لا هو خلق الكون ولا هو يتحكم في زمام أموره.

إذن حتى هنا أظنّ أنّ الأمر واضح جدّا، إنّ اللادينيين على صواب أمّا الملحدون فهم في قائمة الانتظار، وذلك لأنّنا لا نستطيع نفي وجود الله هكذا بدون أدلّة، وعدم إثبات وجوده يمكن أن نعتبره برهان كافي نوعا ما لنفيه تماما، ولكن دائما يبقى السؤال معقول ومرحب به... فدائماً نعرف وندرك الحقيقة ونظل نخدع أنفُسنا بكلمة ربّما أو يمكن.



#طالب_بن_عبد_المطلب (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- للمرأة قداستها
- وَتَوَكَّلْ عَلَى الْحَيِّ الَّذِي لَا يَمُوتُ...
- الله لم يمت بعد ولكنّه يحتضر
- وَمَنْ يَبْتَغِ غَيْرَ الإسلام دِيناً فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْهُ ...
- إسم جلال أو كنية لذجال
- الله غائب عن العمل
- الباحث عن الله
- خطوة نحو الحقيقة


المزيد.....




- المقاومة الإسلامية في العراق تعلن استهداف قاعدة -عوفدا- الجو ...
- معرض روسي مصري في دار الإفتاء المصرية
- -مستمرون في عملياتنا-.. -المقاومة الإسلامية في العراق- تعلن ...
- تونس: إلغاء الاحتفال السنوي لليهود في جربة بسبب الحرب في غزة ...
- اليهود الإيرانيون في إسرائيل.. مشاعر مختلطة وسط التوتر
- تونس تلغي الاحتفال السنوي لليهود لهذا العام
- تونس: إلغاء الاحتفالات اليهودية بجزيرة جربة بسبب الحرب على غ ...
- المسلمون.. الغائب الأكبر في الانتخابات الهندية
- نزل قناة mbc3 الجديدة 2024 على النايل سات وعرب سات واستمتع ب ...
- “محتوى إسلامي هادف لأطفالك” إليكم تردد قنوات الأطفال الإسلام ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - طالب بن عبد المطلب - الماكينة (1)