أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - عبدالخالق حسين - الفتنة أشد من القتل... تضامناً مع العفيف الأخضر














المزيد.....

الفتنة أشد من القتل... تضامناً مع العفيف الأخضر


عبدالخالق حسين

الحوار المتمدن-العدد: 1198 - 2005 / 5 / 15 - 12:04
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


لم أتصور يوماً أن الخلاف الفكري والسياسي يدفع بالإنسان إلى هذا الحضيض الذي انحط إليه الإسلامي الأصولي راشد الغنوشي. حقاً أصبت بالذهول والدهشة وأنا أٌقرأ نداء أستاذنا المفكر التونسي الكبير العفيف الأخضر، المنشور يوم 13/5/2005، والذي أملاه على مساعده وهو على فراش المرض، ليشكو حزنه وهمه للقراء على ما ناله من اتهامات باطلة من قبل داعية الإرهاب والموت والانتقام، الغنوشي.
لقد لفق الغنوشي خبراً كاذباً نشره على موقعه (النهضة) لتحريض الإرهابيين على قتل الأستاذ العفيف الأخضر، متهماً إياه بأنه هو مؤلف كتاب (المجهول في حياة الرسول) المنشور على موقع (الكلمة www.alkalema.us/maghol). والأسوأ من ذلك ادعاءه "... وبمجرد فراغه من كتابة الكتاب أصيب صاحبه بشلل نادر في أصابع يده اليمني امتد الآن ليشمل كل بدنه حيث أصبح عاجزاً عن الحركة تماماً لا يستطيع حتى قضاء الحاجه." فهل هناك أكثر دجلاً وشعوذة من هذا. لنتصور أي حضيض هبط إليه الفكر الأصولي في تفسير ظاهرة المرض، ناهيك عن تفسيرهم المضحك المبكي للكوارث الطبيعية الأخرى مثل تسونامي الآسيوي الذي أودى بحياة أكثر من ربع مليون إنسان معظمهم من فقراء مسلمي إندونيسيا، فجاء تفسير بعض فقهاء الإسلام مثل القرضاوي وغيره أنه كان عقاباً من الله على السياح الأوربيين الكفرة.
إن الغنوشي بعمله الصبياني الحاقد هذا وتحريضه على قتل الأبرياء ونتيجة لجهله، قدم خدمة كبيرة لكتاب (المجهول في حياة الرسول) ومؤلفه الحقيقي، وأساء إلى الإسلام الذي يدعي الدفاع عنه، فالتهمة التي وجهها للعفيف كانت بمثابة الترويج للكتاب، ولذلك فقد سارعت، كغيري ممن قرأ النداء، وبدافع الفضول وحب الإطلاع، للبحث عن الكتاب في الإنترنت وقرأته. ومن قراءتي له توصلت إلى قناعة أكيدة أنه من الغباء اتهام الأستاذ العفيف الأخضر بأنه مؤلف الكتاب، وهذا واضح من أسلوب المؤلف. صحيح أن المؤلف يتمتع بمعرفة واسعة في العلوم الإسلامية وبذل جهداً كبيراً في جمع المعلومات من المصادر الإسلامية الكلاسيكية المعتمدة مثل سيرة بن هشام وطبقات بن سعد ومؤلفات الزمخشري والطبري والنويري والسيوطي والترمذي وغيرهم، إلا إن هناك ركاكة واضحة في التعبير وضعف في النحو العربي وعدم التزام بقواعد اللغة العربية وأخطاء لغوية كثيرة لا تغتفر ولا يمكن أن يقع فيها كاتب محترف ومتمرس ومفكر كبير مثل الأستاذ العفيف الأخضر الذي عرفناه بأفكاره النيرة وجمال التعبير وأسلوبه الرصين وحرصه الشديد على قواعد اللغة العربية وتمكنه منها بشكل يدعو للإعجاب. وأغلب الظن أن المؤلف مصري، كما هو واضح من اللهجة المصرية المحببة، حيث يخطأ كثيراً في كتابة حرف ال (ذ) إلى (ز)، مثل قوله (التعويزتين، بدلاً من التعويذتين.. قل أعوز برب الفلق!! وقل أعوز برب الناس، بشكل متكرر)، فأحد أصدقائي المصريين الذين اعتز بهم، دائماً يقع في مثل هذه الأخطاء، قولاً وكتابة.
ولا أعتقد أن الغنوشي يجهل براءة العفيف من الكتاب، ولكن أعماه تعصبه الأعمى وحقده ورغبته الجامحة في الانتقام من خصمه السياسي، فاستغل هذه الفرصة ولجأ إلى هذا الأسلوب الصبياني الحاقد للكذب والتحريض على قتل الأستاذ العفيف الأخضر للتخلص من خصم فكري قوي وعنيد ضد الإرهاب وفقهاء الإرهاب. إن تعرض الغنوشي للأستاذ العفيف وتوجيه هذه التهمة الشنيعة ضده مردوده معكوس عليه، فهو كمن يبصق نحو السماء ويمسح وجهه. وكما قال الأعشى البصير:
كناطح صخرة يوماً ليوهنها فلم يضرها، وأوهى قرنه الوعل
كذلك بلجوئه إلى تلفيق هكذا تهمة باطلة ضد مفكر كبير مثل العفيف، لقد فضح راشد الغنوشي جهله وحقده وأشهر إفلاسه الفكري والسياسي والاخلاقي. وكنا واثقين من إفلاس فقهاء الموت هذا ولكن لم نكن لنعرف أن إفلاسهم قد بلغ بهم إلى هذا الدرك الذي دفعهم إلى الكذب وتلفيق التهم والتحريض على قتل المفكرين بهذه الصراحة. فما الفرق أن تقتل إنساناً برشقة رصاص أو تصدر فتوى بقتله؟
إن فقهاء الإرهاب هم الذين يحرضون الشباب المسلم على الأعمال الانتحارية وقتل الأبرياء، سواءً في العراق أو غيره. وهذه الكارثة التي تعيشها الشعوب الإسلامية عامة والعربية بخاصة هي من صنع أيديهم ونتاج تفكيرهم الأهوج، والشعوب هي التي تدفع الثمن باهظاً الآن. وعندما يحاصرون ويسألهم سائل فيما إذا كانوا يؤيدون الإرهاب فيرد فقهاء الإرهاب بشكل ملتو يتملصون من المسؤولية ودون أن يدينوه بوضوح. فكما استشهد الأستاذ العفيف الأخضر في ندائه بتبري حسن الترابي لعمليتي (القاعدة) الإرهابيتين ضد سفارتي أمريكا في نيروبي ودار السلام. إذ {سألت مجلة "العالم" اللندنية الترابي عن رأيه فيهما فأجاب: " لا أؤيد التفجيرات ولكن دفع الظلم حق شرعي" (العالم 21/8/1998). المغزى : تفجيرات السفارتين مشروع لأن " دفع الظلم واجب شرعي".} وبهذا الأسلوب يتملص فقهاء الموت من المساءلة وفي نفس الوقت يؤيدون الإرهاب ويصفونه بأنه " دفع الظلم واجب شرعي".
إن التحريض على قتل العفيف الأخضر هو تحريض على قتل المثقفين الأحرار من دعاة الديمقراطية والعلمانية والحداثة، وهو إرهاب فكري يمارسه الغنوشي وغيره من مصدري فتاوى الإرهاب. لذا أرى لزاماً علينا كمثقفين، الوقوف صفاً واحداً ودعم نداء الأستاذ العفيف ومساعدته في تقديم الغنوشي إلى القضاء البريطاني حيث يقيم في لندن حيث يتمتع فيها بالحرية والعيش بأمان بفضل "الكفار" الذي يحرض ضدهم، ومنها يصدر فتاواه التي يدعو فيها إلى قتل الخصوم الفكريين. لنعمل على تجفيف منابع الإرهاب، فالفتنة أشد من القتل.



#عبدالخالق_حسين (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تحليل نتائج الانتخابات البريطانية الأخيرة
- حكومة الوحدة الوطنية وإشكالية المحاصصة
- فوز بلير التاريخي انتصار للديمقراطية
- المحاصصة شر لا بد منه!!
- حملة الانتخابات البريطانية والقضية العراقية
- محنة العراق وبن سبأ الإيراني
- فتنة المدائن صناعة بعثية
- هل البعث قابل للتأهيل؟؟؟
- ملاحظات سريعة في ذكرى سقوط الفاشية
- مغزى عولمة تشييع البابا يوحنا بولس الثاني
- علاقة سلوك البشر بالحيوان في الرد على بن سبعان
- لماذا الأردن أخطر من سوريا على العراق؟
- تحية للمرأة في يومها الأغر
- سوريا والإرهاب
- أعداء العراق في مأزق
- اختيار الطالباني رئيساً ضرورة وطنية
- من وراء اغتيال الحريري؟
- بريماكوف الأكثر عروبة من العربان!!
- وحتى أنتِ يا بي بي سي؟
- العراق ما بعد الانتخابات


المزيد.....




- أغلق باب بعد تحويل القبلة.. هكذا تطورت أبواب المسجد النبوي م ...
- -كان سهران عندي-.. نجوى كرم تثير الجدل بـ-رؤيتها- المسيح 13 ...
- موعد وقيمة زكاة الفطر لعام 2024 وفقًا لتصريحات دار الإفتاء ا ...
- أسئلة عن الدين اليهودي ودعم إسرائيل في اختبار الجنسية الألما ...
- الأحزاب الدينية تهدد بالانسحاب من ائتلاف نتنياهو بسبب قانون ...
- 45 ألف فلسطيني يؤدون صلاتي العشاء والتراويح في المسجد الأقصى ...
- استعدادا لذبحها أمام الأقصى.. ما هي قصة ظهور البقرة الحمراء ...
- -ارجعوا إلى المسيحية-! بعد تراكم الغرامات.. ترامب يدعو أنصار ...
- 45 ألفا يؤدون صلاتي العشاء والتراويح في المسجد الأقصى
- الأتراك يشدون الرحال إلى المسجد الأقصى في رمضان


المزيد.....

- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود
- فصول من فصلات التاريخ : الدول العلمانية والدين والإرهاب. / يوسف هشام محمد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - عبدالخالق حسين - الفتنة أشد من القتل... تضامناً مع العفيف الأخضر