محمد أمين مصطفى
الحوار المتمدن-العدد: 4189 - 2013 / 8 / 19 - 01:58
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
لا شكّ أنّ أي متابع للوضع الخطير في غربي كوردستان يستطيع أن يرى بكل وضوح أنّ أسباب الهجوم على الشعب الكوردي في روج آفا كثيرة منها الأسباب التاريخية التي تنطلق من عقلية الهيمنة والإلغاء والنفي الداخلة في التركيبة النفسية والشخصية لأعداء الشعب الكوردي, وتبرز تلك الأسباب في محاولاتهم القديمة والمستجدّة لممارسة سياسة التطهير العرقي الممنهجة بحق الشعب الكوردي في غربي كوردستان بكل الوسائل و إحدى تلك الوسائل هي الحرب المعلنة من قبل الدولة الإسلامية في العراق و الشام و جبهة النصرة و بموافقة ضمنية من معظم كتائب الجيش السوري الحر لا بل و أكثر من ذلك مشاركة الكثير من هذه الكتائب في عملية التطهير العرقي و خاصة في قرى شرقي حلب الكوردية مثل تل عران و تل حاصل و كفر صغيرة و كما حصل في كري سبي تل أبيض- تعريباً- ومحاولة استخدامها- أي سياسة التطهير- في سري كانيه أيضاً. و لكن أخطر هذه الأسباب و لنقلها بجرأة و كمستقلين و متابعين هي الأسباب الكوردية أو لنقل الكوردستانية و بالذات منها حكومة اقليم كوردستان التي باتت لعبتها غير المريحة واضحة للعيان , حيث لم يعد لأحد أن يبرر ممارساتها اللامسؤولة تجاه غربي كوردستان ابتداءً من سماحها لعملية التسلل السبعينية لمجموعة من عناصر حزب البارتي //عبد الحكيم بشار // المدبرة و المدروسة بقصد صنع أسباب إغلاق معبر سيمالكا و إثارة الخلاف الموجود أصلاً, وإثارة الرأي العام ضدّ حزب الاتحاد الديمقراطي الذي يبذل كل ما بوسعه في سبيل شعبه و أرضه, وكذلك إعطاء صورة غير حقيقية عن وحدات حماية الشعب الكوردية التي قامت بواجبها الرسمي كقوة حماية الحدود .
بعد إغلاق حدود غربي كوردستان بالكامل و لمدة شهور من قبل جميع الأطراف: النظام السوري و التركي و الجيش السوري الحر, اتبعت حكومة الأقليم نفس السياسة وأغلقت الحدود, بل كان إغلاقها الأكثر إحكاماُ, ثمّ ادعت بعدم إغلاق المعبر حتى أثبتت هي نفسها العكس, نعم كان مغلقاً و من كل الاتجاهات في محاولة منها لخنق الشعب و بالتالي الضغط على حزب الاتحاد الديمقراطي لإفشاله و القضاء على المكتسبات التي حققها في الإدارة الذاتية الديمقراطية, حيث منعت المواد الأساسية من غذائية و طبية, وارتفعت الأسعار بشكل كبير نتيجة لنقص السلع و المواد و المحروقات, فلم يبق أمام الشعب و في ظل الهجمات المستمرة على الشعب الكوردي من قبل النظام من طرف و من قبل الكثير من كتائب الجيش السوري الحر و الدولة الإسلامية و جبهة النصرة إلا التفكير بالرحيل و الهجرة و تحقيق حلم أعداء الامة الكوردية في إخلاء مناطقهم وأرضهم التاريخية .
الآن و بعد الإدانات الكوردستانية المستمرة لسلوك حكومة اقليم كوردستان بقيادة البارزانيين و إصرار المواطنين المتواجدين عند نقطة معبر سيمالكا منذ شهور للدخول إلى كوردستان العراق, منهم بقصد المعالجة و منهم بقصد الزيارة و منهم بقصد العمل, والذين قاموا بالعبور عنوة و دون قرار فتح من حكومة العراق كما يشاع حيث أكدت مصادر أن قوات الحدود التابعة للحكومة البارزانية المتواجدة على الحدود ارتبكت أمام القوة الغاضبة التي سارت باتجاههم و اضطرت إلى السماح لهم بالدخول بعد الاتصال المباشر مع الحكومة, بدأت آلة الإعلام البارزانية بخداع الشعب, تلتقي بالقادمين من غربي كوردستان و تجري معهم حوارات و لقاءات ويرحبون و يهللون لهم في الظاهر وعلى ىشاشات التلفزيون فقط, و توحي بأن كوردستان الجنوبية حلم و جنّة من جنان الدنيا, وأن حكومة الاقليم هي الراعية الاولى لهم و لن تنساهم و أن سياسة الـ ب ي د هي السبب في هجرتهم , دون أن يسألوا هؤلاء أنفسهم عن أسباب هذه الهجرة ...!!!! نعم إن سبب هذه الهجرة هي حكومة الاقليم نفسها و أقولها للتاريخ , إن إغلاقها للحدود و بهذه الشكل المحكم و خلق أزمة معيشية هي التي جعلت الكثير من المواطنين بالتفكير في الرحيل, ثم يطلبون من حزب الـ ب ي د منع المواطنين من الهجرة ..!! و في نفس الوقت برَّغبون الناس على الهجرة عبر إعلامهم .. ترى هل سينجو الـ ب ي د من الهجوم و النقد فيما لو منع المواطنين بالفعل من مغادرة مناطقهم؟ لا أظن ذلك ...!!! إنها فقط لعبة غير محترمة يلعبها البارزانيون من أجل الحفاظ على شركاتهم العملاقة و شركائهم من الترك وعرب الخليج .
إذا كانت حكومة الاقليم صادقة , فلماذا لم تفتح الحدود كاملاً ؟ لماذا لا تسمح بعشرات الشاحنات المليئة بالمواد من العبور إلى غربي كوردستان؟ لماذ أغلقت المعبر بالأصل؟
إنّ حزب الـ ب ي د أكّد و في عشرات المرات أنه ضدّ الهجرة الكوردية, وحينها قام هؤلاء الذين يندبون الآن على هجرة المواطنين الأخيرة باتهام الـ ب ي د بخنق الحريات و الضغط على الشعب, و ينسون أن سوريا فيها حرب قذرة, يحاول الـ ب ي د بكل ما يملك للحفاظ بشكل أو بآخر على سلامة و أمن المنطقة, إذن ما هو المطلوب من الـ ب ي د؟
المطلوب من الـ ب ي د أن يسلّم اقليم غربي كوردستان إلى الجيش الحر والبارازانيين ..!!! المطلوب من الـ ب ي د إعادة تجربة البارزانيين مع الطالبانيين عام 1995 عندما قتل أكثر من 5000 الاف من أبناء شعبنا الكوردي في المعارك بينهما عندما كانوا قوتين مستقلتين,
(( والأكثر غرابة أنه و بعد زيارة نيجرفان البارزاني إلى إيران أصبحت هذه الأخيرة تدعوا لتأسيس قوة كوردية ثانية ))..!! لأنهم يدركون بأن هذا هو الطريق الوحيد لإنهاء القضية الكوردية في سوريا.
#محمد_أمين_مصطفى (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
اليوتيوب
لينكدإن
تيلكرام
تمبلر
بلوكر
الموبايل
