|
لا تَقُل : حَجي ولا أبو فلان !
امين يونس
الحوار المتمدن-العدد: 4188 - 2013 / 8 / 18 - 22:50
المحور:
كتابات ساخرة
في خِضم الاوضاع الأمنِية المُتوترة ، والشَد العصبي المُستمر .. لا ضَير في الهروب أحياناً ، للتحدث عن بعض الأمور البعيدة عن العُنف والقتل والإنفجارات . إتخذَ مجلس مُحافظة النجف في إجتماعهِ الأخير ، مجموعةً من القرارات الجيدة و ( الطريفة ) في نفس الوقت ، إذ فرضَ غرامةَ على كُل عضو يغيب بدون عُذُر ، مئة ألف دينار للجلسة الواحدة .. و خمسة وعشرين ألف دينار ، على العضو الذي يتكلم في الهاتف النقّال أثناء المناقشات ! ... وكذلك مُعاقبة الأعضاء الذين يخرجون من الجلسات بدون سبب .. وأيضاً منع التخاطُب بالألقاب ، من قبيل : حجي أو أُم فلان أو أبو فلتان ! . - يُقال ان السبب في إتخاذ هكذا قرارات قوية ، جاءَ بعد التغّيُب الملحوظ لكثيرٍ من أعضاء المجلس ، بدون عُذر ولا إجازة ، مما يُعرقل عمل اللجان . وتوصلَ رئيس المجلس ونوابهِ ، الى إستنتاج ، بأن أي عقوبة " معنوية " لن تكون ناجحة وفعالة ، إذا لم تُستقطع مبالغ مهمة من الأعضاء المتغيبين .. وإتفقوا ان مئة ألف دينار عن كُل يوم ، ستكون كفيلة بحضورهم في الصباح الباكِر قبل بدء الدوام ! . - أما الذين يخرجون أثناء إنعقاد الجلسات ، بدون عُذر أو لأسبابٍ واهية وغير معقولة .. فسوف يجري تنبيههم ، مرةً وأثنتَين من قِبَل رئيس المجلس.. فإذا إستمروا في ذلك ، فسيتخذ قراراً بفرض عقوبة عليهم ، رُبما تصل الى حرمانهم من السفرات الخارجية ! . - المُشكلة الكبيرة ، هي تفاقُم إستعمال الهواتف النقالة من قِبَل الأعضاء ، أثناء إنعقاد الجلسات . ولقد تم رَصد الحالات التالية : [ كانتْ إحدى العضوات قد نَستْ كما يبدو ، ان السماعة الخارجية ، لهاتفها النقال ، مفتوحة .. فسمعَ الأعضاء القريبين منها ، بوضوح .. إبنتها وهي تقول لها : يًمّة ، وين حّاطة البهارات ؟ صارلي ساعة أدّوِر ! . وفي مناسبة أخرى ، وخلال مناقشة الوضع الأمني والإقتصادي في المحافظة .. تعالى ضحك أحد الأعضاء ، وهو يتكلم في الهاتف النقال مع صديقه ! ] . وكما يبدو ان أعضاء مجلس محافظة النجف ، قد أصابَتْهُم عدوى إستخدام الهواتف النقالة أثناء الجلسات ، من مجلس النواب العراقي ، فطالما شاهدنا العديد من أعضاء البرلمان الموقَر ، وأثناء مناقشة أهم وأخطر القضايا المتعلقة بمصائر الناس .. وهم ملتهون بالتحدث بالتلفون وكأن ما يجري من مناقشات لايعنيهم في شئ ! . ولهذا السبب ، فلقد قّررَ مجلس المحافظة ، فرض غرامة على كل عضو يتكلم في الموبايل أثناء الجلسات ، قدرها خمسة وعشرين ألف دينار في كُل مّرة ! . ويُقال ان البعض طالبَ أن تكون الغرامة ، على قَدر طول المكالمة ، فليس من المعقول ان يتكلم أحدهم نصف دقيقة ، فيُغرم 25 ألف ، وآخر يسهب في الحديث عشرة دقائق ، بنفس الغرامة !!. - لوحظ ان الكثير من الاعضاء يتخاطبون مثلاً ب : العلوية أم زينب / حجي / سيد / حجية / أبو كّرار / مولانا ... الخ . بحيث ان رئاسة المجلس ، قد تلخبطَ عليها الأمر .. فلا يُعرَف مَن هو رئيس لجنة التربية والتعليم أو عضو لجنة الأمن أو لجنة النزاهة ، فكُلهم حُجاج وجميعهن حجيات ، ومعظمهم سادة وآباء وأمهات فلان وفلتان .. ولهذا فلقد إرتأى مجلس المحافظة ، منع إستخدام هذه الألقاب منعاً باتاً .. ولكن طلب أحد الأعضاء بصدد إلغاء الألقاب العشائرية والدينية والمذهبية أيضاً ، جوبِهَ برفضٍ قاطع ! . كذلك لم يحظى إقتراح فرض عقوبة مادية على الذين يستخدمون الالقاب في التخاطُب ، بالمُوافقة ! . وذلك يعني ، انه مَهما قلت : حجي أو سّيد أو أم فلان .. فلن تدفع فلساً واحداً .. فقط سوف يُطلَب منك ان لا تُكّرِر ذلك رجاءاً ! .
#امين_يونس (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
هزيمة اليمين الديني في مصر
-
ما أغبانا .. ما أغبانا !
-
المُشكلة في : الثلج
-
تداعيات إعتزال مُقتدى الصدر
-
كُرد سوريا .. بين الخنادِق والفنادِق
-
المدينة الصائمة
-
لا يمكن تبديل الجيران
-
الفيلُ والنملة
-
اللعنةُ .. اللعنةُ !
-
السُمعة الجيدة ، والنوايا الطيبة .. ليستْ كافية
-
فوضى بغداد .. وإستقرار أربيل
-
العقرب السام
-
الإتحاد الوطني .. لِصاحِبهِ .. ؟
-
بينَ التهّور والإتِزان
-
العمل في الشمس .. والتسكع في الفئ
-
على هامش إنتخابات مجالس أقليم كردستان
-
هل سيصبح البرزاني رئيساً لجمهورية العراق ؟
-
أزمَتنا عميقة
-
- السيسي - و - سعدون الدليمي - !
-
مُفتي العمادية .. وأثيل النُجيفي !
المزيد.....
-
منارة العلم العالمية.. افتتاح جامع قصبة بجاية -الأعظم- بالجز
...
-
فنانون روس يسجلون ألبوما من أغاني مسلم موغامايف تخليدا لضحاي
...
-
سمية الخشاب تقاضي رامز جلال (فيديو)
-
وزير الثقافة الإيراني: نشر أعمال لمفكرين مسيحيين عن أهل البي
...
-
-كائناتٌ مسكينة-: فيلم نسوي أم عمل خاضع لـ-النظرة الذكورية-؟
...
-
ألف ليلة وليلة: الجذور التاريخية للكتاب الأكثر سحرا في الشرق
...
-
رواية -سيرة الرماد- لخديجة مروازي ضمن القائمة القصيرة لجائزة
...
-
الغاوون .قصيدة (إرسم صورتك)الشاعرة روض صدقى.مصر
-
صورة الممثل الأميركي ويل سميث في المغرب.. ما حقيقتها؟
-
بوتين: من يتحدث عن إلغاء الثقافة الروسية هم فقط عديمو الذكاء
...
المزيد.....
-
فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط
/ سامى لبيب
-
وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4)
...
/ غياث المرزوق
-
التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت
/ محمد فشفاشي
-
سَلَامُ ليَـــــالِيك
/ مزوار محمد سعيد
-
سور الأزبكية : مقامة أدبية
/ ماجد هاشم كيلاني
-
مقامات الكيلاني
/ ماجد هاشم كيلاني
-
االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب
/ سامي عبدالعال
-
تخاريف
/ أيمن زهري
-
البنطلون لأ
/ خالد ابوعليو
-
مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل
/ نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم
المزيد.....
|