أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الكردية - مسعود أومري - الهوية الكردية















المزيد.....

الهوية الكردية


مسعود أومري

الحوار المتمدن-العدد: 1198 - 2005 / 5 / 15 - 11:49
المحور: القضية الكردية
    


الهوية " هي حقيقة الشيء أو حقيقة الشخص المطلقة والمشتملة على صفاته الجوهرية والتي تميزه عن غيره " وكون الهوية تعبر عن حقيقة فهذا يعني وجوباً تجسدها في الواقع المحسوس لأن الحقيقة لا تصبح حقيقة إلا إذا استقرت وتمركزت في الواقع. والهوية الكردية كحقيقة واقعية تحتوي صفات ذاته الجوهرية المميزة يمكن ترجمتها نظرياً بالمقولة التالية لـ صموئيل هنتغتون :
" فالناس يعرفون أنفسهم من خلال النسب والدين واللغة والتاريخ والقيم والعادات والمؤسسات الاجتماعية ويتطابقون مع الجماعات الثقافية قبائل، جماعات وثنية، مجتمعات دينية، أمم ومع الحضارات على المستوى الأكبر " من بين كل عناصر الهوية التي وردت في هذه المقولة يكون عنصر اللغة والدين هما الأهم دون مزاحمة في رسم الهوية الكردية لأنهما وكما أشار التعريف الأول يبرزان حقيقة الهوية الكردية المطلقة ويحددان صفاتها المميزة فاللغة الكردية هي صفة تمايز أولية للهوية الكردية عن غيرها من الهويات القومية ولاسيما أن التمايز القومي أصبح حكراً على اللغات فقط بعد الرفض العلمي لنظرية الصفاء العرقي كمنطلق للتصنيف القومي، أما الدين فأهميته تكمن في جانبان:
الأول: بما أن اللغة وأي لغة كانت لا تستطيع أن تملأ وعاء الهوية وتمنحها مضموناً عميقاً يحيط بكل جوانب الحياة فإن الدين يأتي ليملأ ذلك الفراغ ويمنح الهوية أبعادها الحياتية لدرجة أنك تستطيع معها القول أن اللغة هي" شكل الهوية" والدين هو" المضمون" فالدين هو الذي يضع منظومة القيم والأخلاق ويصنع ضمير المجتمع ويحدد شكل وأنماط السلوك الفردي والجماعي ويقدم الاجوبة على ثلاثة أسئلة يستفهم عنها العقل البشري ويلح على الأجابة عليها ليتمكن الانسان من الانطلاق في الحياة بإيجابيةو سعادة وهذه الأسئلة هي : "من هو سبب وجودي على هذه الأرض؟ وهو ما يسمى بقضية الخلق" و" لماذا أنا على هذه الأرض؟ ويقصد بها مسألة الوظيفة " و "إلى أين أنا ذاهب؟ أي المصير".
الثاني: في العالم المعاصر باتت الهوية والانتماء الثقافي الحضاري يلعب دوراً رئيسياً في رسم استراتيجيات وسياسات الدول " وأصبحت الهوية الثقافية هي العامل الرئيسي في تحديد صداقات دولة ما وعداوتها" ويترتب على ذلك أن البعد الثقافي يجب أن يحضا بأهمية ومكانة رفيعة في السلوك السياسي وإعادة البناء الصحيح للعلاقة بين السياسة والثقافة الكردية.
إن الارتفاع المستقر لأسهم الدين في بورصة الهوية لا يعني البتة ثانوية القومية والعنصر اللغوي والجغرافي كممثلان لها لكن القضية تكمن في اختلاف الأدوار القومية مهمة بالنسبة لنا نحن الأكراد لأننا على مدى القرن الماضي احتمينا بالقومية أكثر بكثير مما احتمينا بالدين وعلى القومية أن تحتفظ بهذا الدور الإيجابي لها لكن دون أن تلغي د ور الدين بالمقابل وإذا كانت القومية حصنا لنا بوجه الأخطار التي مرت علينا خاصة في القرن الماضي فان الدين لعب نفس الدور بشكل مضاعف لكن من طبيعة الإنسان أن يدير ظهره للماضي وينسى سريعا دروسها تحت ضغط الحاضر واغراءات المستقبل. ومن المفيد الآن أن نتذكر مثلا هجمات المغول على العالم الإسلامي ,لا شك أن هولاكو لم يكن يهتم بالتمييز بين مسلم كردي ومسلم أفريقي ومسلم عربي ,الكل بنظره مسلم والكل عدو.
ان"اللغة والدين هما العنصران الرئيسيان في أي ثقافة أو حضارة " لكن اعتقاد البعض بان القومية كافية لتمنحنا هوية ثقافية وحضارية هو اعتقاد لا صحة له إذا اختبرناه منطقيا و واقعيا ,لان القومية الكردية واللغة والجغرافية كتعريف جامع مانع لها عاجزة من أن تخلق انتماءاَ حضاريا وثقافيا "حياًً"للشعب الكردي. وكل حضارات العالم الحية مشتركة بين اكثر من قومية ,لاحظ عدد القوميات الهائلة المشتركة في بناء الحضارة الإسلامية , الكردية, الهندية,التترية,العربية,الفارسية,الصينية,التركية,قوميات آسيا الوسطى,قوميات جنوب شرق آسيا ..................الخ.الحضارة الغربية هي الأخرى إنتاج قوميات متعددة: فرنسية, إنكليزية, اسكتلندية, ألمانية, إيطالية, ايرلندية, .............الخ . والأمر نفسه ينطبق على الحضارة الصينية والحضارة الأفريقية وحضارة أمريكة اللاتينية والحضارة الهندية . لا توجد سوى الحضارة اليابانية-البوذية ذو القومية الواحدة, والآراء مختلف حولها بهذا الشأن.
حين تُدرس أي لغة في العالم فإنها تدرس من حيث صوتياتها و معانيها و دلالاتها و قواعدها و إيقاعها الموسيقي و بالتأكيد لا يعقل أن تكون صوتيات اللغة و وقواعدها هي هويتي 0
صحيح أن روح القومية الكردية تتجسد في الجغرافية الكردية ( كردستان) جنباً إلى جنب مع اللغة لكن من المبالغة العاطفية القول بكمون الهوية في كردستان لأن كردستان كجغرافية هي عنصر من الهوية و ليست كل الهوية و بالتالي فإن المدّعى جزء من الحقيقة و لا يمكنها أن تشملها 0
حين يسألني شخص " من أنتـــــم ؟ " , سأجيبه نحن أكراد. و إذا أردف وسألني " من أ نتـــــم أيها الأكراد؟ "
الإجابة التي لا مفر منها هي أننا مسلمون و إذا أردت أن أسهب أكثر في الجواب سأقول يوجد أكراد مسيحيين و يهود و يزيديين 0
في الجواب الأول ( نحن أكراد ) تكمن الهوية المغايرة التي تميزنا عن الهويات القومية الأخرى في العالم , هي تميزنا و لكنها لا تعرفنا 0 و في الجواب الثاني ( نحن مسلمون) تكمن الهوية الثقافية و الحضارية و بها أعرّف عن نفسي أمام الآخرين 0
لغتنا هي الكردية إذا سئلنا ما لغتكم وكردستان هي جواب لسؤال : من أين أنتم أيها الأكراد؟ و ليس عن سؤال من أنتم أيها الأكراد ؟ 0
لكن إلى ماذا يستند الادعاء بأن الدين له حصة الأسد في الهوية ؟للإجابة على هذا السؤال سأذكر قائمة لبعض الأمور الحياتية على سبيل المثال لا الحصر و التي تجري في المجتمع الكردي وفقاً للإسلام :
الحب , الزواج, الأسرة , الضمير , الأخلاق , القيم , العلاقة مع العائلة , العلاقة مع المجتمع , الطقوس الدينية : الصلاة , الصوم , الحج , الزكاة , الأعياد , مراسم العزاء والدفن ....الخ , التعليم , قدسية القرآن , مكانة الرسول , أسماء العلم الدينية , الطرق الصوفية و الدينية , الإنتاج الفكري و الفلسفة و الأدب عموما باستثناء نسبي للعقود الأخيرة, النظرة للحياة و للكون وللموت ولما بعد الموت...الخ0
إن مجتمعا مقننا إلى هذا الحد بالقوانين الإسلامية لا يمكن الشك و لو بجزء في الثانية بعمق تأثير الدين فيه و بهويته الثقافية الإسلامية 0لكن هذا التوكيد ليس مبررا لغض الطرف عن الأزمة المعاصرة التي تعيشها الهوية و الثقافة الكردية و بالأخص على مستوى النخبة0
أزمة الهوية الكردية :
و هي حصيلة أزمتين
أولاً : أزمة المنهج السياسي :
الملاحظ في الحركات و الثورات الكردية التي ظهرت قبل حرب العالمية الثانية بأنها كانت تماهي بين الروح القومية و الدينية كثورة شيخ سعيد و ثورة شيخ عبيد الله النهري و ثورة شيخ محمود الحفيد ...الخ 0
حصل فصل بين القومية و الدين بدرجات مختلفة و على مستوى النخبة السياسية بعد انتهاء الحرب العالمية الثانية و بداية الحرب الباردة المتمثل بالصراع الإيديولوجي بين الشيوعية و الرأسمالية 0 ونظرا لأن النصف الثاني من القرن العشرين كانت سياسة قومية متأثرة بإحدى الأيديولوجيتين العالميتين ,فلا نستغرب إن صبغت القومية الحياة الكردية كلها بما فيها حقل المعرفة. مفاهيم عديدة كانت وما تزال غير معرفة علميا الذهنية الكردية النخبوية وبالأخص تلك التي تقع بعيدا عن حدود السياسة تخضع مع ذلك لتأثيرها, وإن عرفت تلك المفاهيم فإنها كانت تعرف من منطلق قومي. كل الأطراف السياسية الكردية تنادي بالحقوق الثقافية للشعب الكردي,لكن الحقوق الثقافية لم تكن تعني لهم سوى اللغة الكردية وما ينتج عنها من حقوق: حق التعليم وحق التأليف والكتابة وحق الغناء باللغة الكردية, وكمعنى أقصى للمفهوم يضاف إليه الى جانب اللغة بعض الفنون الفلكلورية .
تأثير التعصب القومي الكردي – كردة فعل على تعصب قومي آخر- واضح على مفهوم الثقافة الكردية , لقد حصرتها في صفات التمايز الكردية فقط ,وأعني اللغة الكردية ونسوا بأن اللغة هي حامل للثقافة وليست الثقافة بعينها .
التعصب القومي بحد ذاته كارثة فما بالك إذا أضيف إليه التعصب الأيديولوجي والفلسفي . الأحزاب الكردية في النصف الثاني من القرن العشرين معضمها تمركست فلفسيا أوتادلجت شيوعيا مع إستثناء, وفي الوقت الذي كانت فيه الثقافة تعاني من أغتصاب قومي شديد جاءت الفلسفة المتسيسة قوميا لتأدها إلا قليلا .
التيار القومي الماركسي والتيار القومي الشيوعي , والتيار القومي المتعصب هذه التيارات السياسية الكردية شوهت الهوية والثقافة الكردية بان أبقت على العناصر القومية وحيّدت العناصر الدينية .
ماذا يعني ثقافة كردية قومية لا دينية ؟
لا يعني سوى أن هذه الثقافة عمرها ستون سنة أمام ثقافات العالم التي عمرها آلاف السنين .يعني أننا نسفنا ثقافة كردية بدات مع ولادة أول كردي على هذه الأرض,يعني إعدام ثقافة عمرها آلاف السنين , بالله عليكم أي نخبة بلهاء ,غبية تدعوا الى هذه الجريمة ؟ ولماذا؟ لأن ماركس قال إن الدين أفيون الشعوب , لماذا ؟ لان الكنيسة تسلّطت , لماذا؟ لأن صلاح الدين لم يصنع دولة كردية ,لماذا؟ لأن رجال الدين(الكهنة)خانوا,لماذا؟ لأن القرآن الكريم قال "هل يستوي الذين يعلمون والذين لا يعلمون " لماذا؟ لأن الرسول (ص)قال : " طلب العلم فريضة على كل مسلم"
سقطت الماركسية العالمية ولم تسقط الماركسية الكردية , ياللقوة و الجبروت ...!!!.
سادت الليبرالية الديمقراطية وبقيت الهوية الكردية متأزمة .بعض النخبة الكردية جعلت الثقافة الكردية كالعاهرة من حضن إلى آخر,من فلسفة إلى أخرى , فتبني الليبرالية الديمقراطية كأيديولوجية على المستوى السياسي الكردي رافقه انجراف ثقافي نحو الغرب لا مبرر له على مستوى النخبة و انجراف عاطفي نسبي على المستوى الفئات الشعبية 0التبعية لهذه المدرسة السياسية أو تلك لم تتوقف عند حدود السياسة كما من المفترض و المستحسن بل تعدتها إلى خارج حدود السياسة و فتحت الباب أمام التبعية الثقافية و هنا كان الخطأ0
ففي حين أن النخب المثقفة في أرجاء العالم تدافع عن هوياتها وتطور ثقافاتها و تحض شعوبها بالتمسك بها حدث العكس مع بعض المثقفين الكرد و السبب يعودإلى عدم وجود حقل ثقافي ذات سيادة ومستقل عن سلطة السياسة وبريق الفلسفات المستوردة , فالنخبة السياسية الكردية كانت إلى حد كبير هي نفسها النخبة الثقافية و تغرّب إحداها يعني تغرّب الثانية , و في الوقت التي تمارس فيه النخب المثقفة دور الناقد للعمل السياسي و الاجتماعي في المجتمعات السليمة انعدم في المجتمع الكردي
دور النخبة الناقدة التي لم تظهر على الساحة إلا مؤخرا 0 و نظرا لغياب الناقد و الرقيب على العمل السياسي الكردي من جهة و ضعف السلطة الشعبية من جهة ثانية ,تشن نخب سياثقافية حملاتها الإعلامية والدعائية على مجتمعها لتمسكها بهويته وسعت وتسعى جاهدا لاضعاف انتمائه الديني تحت مبررات مختلفة, تارة باسم التقدم والتحضر وتارة بخلط ورقة التخلف والعنف مع الدين ,الأمر الذي أدى في النهاية إلى خلق مجتمع ممزق بين نخبة سياسية متفسخة و بين شعب متأصل 0 بعض الساسة الكرد يخلطون بين فن السياسة و الفلسفة ففي الوقت الذي كان فيه الدين موضع تهمة التحجر تغير الكثير من الفقه الديني و زوايا النظر الدينية إلى الأمور بينما ما زالت بعض الأحزاب الكردية ترفض الاستغناء عن خلفياتها الفلسفية المنتهية صلاحياتها و أخص بالذكر " الماركسية" التي فشلت فشلا ذريعا كنظام اقتصادي و سياسي و إذا قلت لسياسي كردي هذه الحقيقة البديهية سيقول لك " إن سقوط الأتحاد السوفيتي لا يعني فشل الماركسية "و بهذه المقولة تكمن المعضلة السياسية لبعض الساسة الكرد , فبينما كان عليهم أن ينظروا إلى الماركسية و غيرها من المناهج السياسية كوسيلة لإنجاز الحق الكردي تبنوها كعقيدة ليس في السياسية و حسب بل حتى في حياتهم أيضا , و من هنا أرى إن هؤلاء كان عليهم أن ينخرطوا في السلك الفلسفي و كمقلدين طبعا عوضا عن السلك السياسي لأنهم دافعوا و مازال بعضهم عن الفلسفة أكثر من حرصهم على الشعب عصب السياسة العالمية وغايته .
ثانياً: أزمة الأنتلجنسيا الكردية.......و مثقف النكرة :
وصف الفيلسوف الفرنسي ايميل ميشيل سيوران نفسه بأنه " مثقف بلا وطن " و الوصف المناسب لفئة من المثقفين الكرد المعاصرين هو " مثقف بلا هوية " هم بلا هوية لأنهم قزموا الهوية في القومية و حجبوا الدين و قلنا أن القومية تميز لكنها لا تعرف و على هذا فهم مثقفون نكرة .
هذا الصنف من المثقف الكردي هو رجع الصدى لذلك الصنف من السياسي الكردي و أخطاء الثاني لم تصبح عبرة للأول , كلاهما حيد الدين و أحيانا ما عادوه و السبب في ذلك واحد لدى الطرفين و هو خطأ في منهجية التفكير و الذي يتوضح بالاتهامات العشوائية الموجهة للدين و التي تفتقد أدنى دليل 0
الاتهام الأول: و هو أن الدين حارب الأكراد و منعهم من إنجاز المشروع القومي المتمثل بكردستان و هذه مغالطة مردود عليها لأنه منذ انتشار الفكر القومي في المنطقة فإن جميع الأطراف الذين حاربوا الأكراد و مشروعهم القومي لم تكن أطراف دينية و إنما قومية : الكمالية الأتاتوركية , البعثية , الشاهية- الإيرانية و لم يحدث في كل التاريخ أن حاربت الشعوب المسلمة الأكراد باسم الاسلام إنما المعروف تاريخيا أن الأكراد من أكثر الشعوب المسلمة دفاعا عن الاسلام و الاستعادة الثانية للقدس برهان كافي 0
الاتهام الثاني :و هو أن الدين سبب تخلف الأكراد لأنها تقف عائقا أمام تحديث المجتمع الكردي و هي تهمة شائعة في كل العالم الإسلامي ضد الدين , بدأت هذه الفكرة في تركية مع مؤسسها مصطفى كمال أتاتورك الذي ربط بين التحديث و التغريب و رأى أن الثاني شرط أساسي لا بد منه لتحقيق الأول 0
بعض المثقفين الأكراد آمن بالكمالية و كان عليهم لتغريب المجتمع الكردي أن يحارب الدين و الثقافة الكردية النابعة منه على أساس أنهما يمنعان تحديث المجتمع 0 إن هذا الادعاء يبرز جليا خاصية رافقت و ما تزال ترافق فئة من النخبة الكردية السياسية و الثقافية و هي خاصية التقليد الأعمى و انعدام المعرفة النقدية لأنه بوقفة نقدية بسيطة للوضع التركي الذي انتهج التغريب عقودا طويلة نجد أن تغريبه فاق إضعاف مضاعفة تحديثه مما ينفي العلاقة الطردية بين الاثنين 0و كما يقول صموئيل هنتنغتون " التحديث لا يعني التغريب بالضرورة, المجتمعات غير الغربية يمكن أن تتحدث و قد حدث ذلك بالفعل دون أن تتخلى عن ثقافاتها المحلية الخاصة " واندونيسية و ماليزية و اليابان و سينغافورة و السعودية و تايوان و إيران و الصين أصبحت مجتمعات حديثة دون أن تصبح غربية .
إن الإنسان كائن ديني , والدين بالنسبة إليه حاجة عقلية وروحية, فأصغر المجتمعات البشرية متدينة وكذلك أكبرها ,أضعفها وأقواها, أفقرها وأغناها ,وهذا يعني إن الدين ظاهرة إنسانية أساسية شأنها شأن العقل واللغة والاجتماع .

إن الدعوة إلى صحوة ثقافية وحضارية في المجتمع الكردي ليس رفضاً للتحديث وللمعاصرة و إنما هي رفض للتغريب والتبعية الثقافية للآخرين واستمرار تلك الفئات من النخبة الكردية على نهج الكمالية يتعارض بشدة مع تحديث المجتمع الكردي الهدف المجمع عليه شعبياً و نخبويا يزيد من حجم الهوة الفاصلة بين النخبة والشعب مما يؤسس على المدى المستقبلي إذا بقي الحال كما هو لديكتاتورية نخبوية: سياسية و ثقافية لن يكون مصيرها افضل من مصير نظام الشاه في إيران,
ولنكف عن جعل المجتمع الكردي مختبراً وحقلاً لتجارب الفلسفات المستوردة.
وفي النهاية فأن الهوية والانتماء الثقافي والحضاري هما حق الشعب الكردي وخياره لا تحق لنخبته السياسية والثقافية والاجتماعية حق التصرف بهما كما تشاء إذا كانت تؤمن حقاً بشعار العصر........حكـــــــــــــــــــــم الشـــــــــــــــعب .
انتهى



#مسعود_أومري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بارانويا بودلير:منهج حياة و منطلق شعر


المزيد.....




- الحكم على مغنٍ إيراني بالإعدام على خلفية احتجاجات مهسا
- الإعدام لـ11 شخصا في العراق أدينوا -بجرائم إرهابية-
- تخوف إسرائيلي من صدور أوامر اعتقال بحق نتنياهو وغالانت ورئيس ...
-  البيت الأبيض: بايدن يدعم حرية التعبير في الجامعات الأميركية ...
- احتجاجات أمام مقر إقامة نتنياهو.. وبن غفير يهرب من سخط المطا ...
- الخارجية الروسية: واشنطن ترفض منح تأشيرات دخول لمقر الأمم ال ...
- إسرائيل.. الأسرى وفشل القضاء على حماس
- الحكم على مغني إيراني بالإعدام على خلفية احتجاجات مهسا
- -نقاش سري في تل أبيب-.. تخوف إسرائيلي من صدور أوامر اعتقال ب ...
- العفو الدولية: إسرائيل ترتكب جرائم حرب في غزة بذخائر أمريكية ...


المزيد.....

- سعید بارودو. حیاتي الحزبیة / ابو داستان
- العنصرية في النظرية والممارسة أو حملات مذابح الأنفال في كردس ... / كاظم حبيب
- *الحياة الحزبية السرية في كوردستان – سوريا * *1898- 2008 * / حواس محمود
- افيستا _ الكتاب المقدس للزرداشتيين_ / د. خليل عبدالرحمن
- عفرين نجمة في سماء كردستان - الجزء الأول / بير رستم
- كردستان مستعمرة أم مستعبدة دولية؟ / بير رستم
- الكرد وخارطة الصراعات الإقليمية / بير رستم
- الأحزاب الكردية والصراعات القبلية / بير رستم
- المسألة الكردية ومشروع الأمة الديمقراطية / بير رستم
- الكرد في المعادلات السياسية / بير رستم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الكردية - مسعود أومري - الهوية الكردية