أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - مفيد بدر عبدالله - خارج أسوار الحياة














المزيد.....

خارج أسوار الحياة


مفيد بدر عبدالله

الحوار المتمدن-العدد: 4188 - 2013 / 8 / 18 - 16:15
المحور: المجتمع المدني
    


اذكر أني قبل اعوام وأنا أتصفح أحدى الصحف المحلية ، توقفت عند احد الأخبار وهو ان شركة تركية تعاقدت لجمع نفايات محافظة البصرة ففرحت كثيرا وبدأت ارسم في مخيلتي تصورا لما سيحصل ، افتح باب منزلي في الصباح فأجد المنظفين الأتراك يكنسوا شارعنا وذهبت بعيدا بمخيلتي لأتعلم منهم اللغة التركية من خلال تماسي اليومي معهم ، حينها سأشاهد مسلسلاتهم من قنواتهم ولا انتظر حتى تدبلج للقنوات العربية ، لكني تذكرت منظرا أصبح معتادا عندنا في العراق قد لا يألفه المنظفون الأتراك وهو منظر النساء اللواتي ينبشن المزابل ويجمعن منها ( القواطي الفارغة ) والبلاستك وقشور الفواكه وأشياء أخرى كبيرة بحجمها قليلة بثمنها ليسد بعضا من جوع المتعففات من أرامل ومطلقات فليس لهن مصدر رزق اخر ومنهم جارتي (حليمة ) وهي اسم على مسمى و تستحق بجدارة ان تكون خير من تمثل ممتهني هذه المهنة لحلمها و صبرها على عمل لاتطيقه حتى الرجال ونذرت نفسها لهذا العمل الشاق فهي لا ترضى التسول واخذ العطايا .تخرج ( حليمة ) الساعة الثالثة فجرا بعد ان ترتدي حذاء من النايلون ( جوبلس ) وتلف عباءتها على منتصفها لتتحزم بعدما تضع على رأسها ( الجرغد ) لتبدو قطعة سوداء حاملة لأكياس كبيرة جدا وأطفالها حفاة من خلفها يتراكضون متجهة للمزابل لتغربلها الواحدة تلو الأخرى وتأخذ منها ما يمكن ان يباع قبل قدوم عمال التنظيف في الصباح ، ويزداد كيسها ثقلا والذي تطوي فيه المسافات محمولا على الرأس ، وبعدما تقلب أي مزبلة تستعين بالمارين لرفع الكيس الكبير ( الشليف ) وسط دعواتهم لها بعبارة ( الله يساعدج ) .
حكاية عمل ( حليمة ) بالمزابل تبدأ منذ ارتباطها ولظروف قاهرة بزوج متعجرف لا ينظر الى المرأة سوى أنها مشروع استثماري ، تزوج بأربع نساء وفرض عليهن أعمال شاقه فيما يقضي اغلب نهاره في المقهى يشرب الشاي والناركيله مع من على شاكلته من اشباه الرجال ، ولا يعنيه تعب ( حليمة ) في النهار ولا أنينها من التعب في الليل ، ومن ثم طلقها لسبب تافه ، ولم تجد ( حليمة ) عملا غير هذا العمل لتسد رمق أطفالها قبل رمقها . من ينظر الى حالة هذه المرأة وحالة الأخريات ممن يعملن بالنفايات يستنتج بان المرائين كثر في مجتمعنا و تتنافى اقوالهم مع الافعال ، ففي ولائم حفلات الزواج والمناسبات الأخرى ما يرمى في المزابل أكثر مما يوكل حتى يقال ( فلان الفلاني ) ، هذا كل ما يعني الكثيرين للأسف الشديد فلم ترق قلوبهم على (حليمة) وأمثالها مثلما لم تعمل الحكومة لهولاء حلولا جذريه وتنهي الى الأبد تقارير الفضائيات المتكررة عنهم بين الحين والآخر والتي تعطي انطباعا للعالم بان المرأة في بلدنا تهان على خلاف ما نومن به ، ورغم أننا من البلدان الغنية الا ان توزيع الثروة لم يحقق العدالة للعموم واذكر ان احد الفلاسفة (برناردشو) والذي كان أصلع الرأس وله لحية كثيفة ذات مرة قال ( العالم بين راسي ولحيتي غزارة في الإنتاج وسوء في التوزيع ) وهذا ما نراه للأسف الشديد فالبعض يعاني التخمة ويمنع من تناول اللحوم لإصابته بداء الملوك وآخرون يتضورون جوعا وينبشون المزابل ليكسبوا لقمة العيش في بلد محط أنظار ومطامع البلدان لما فيه من خيرات . وأنا انظر ( حليمة ) ذات مرة وهي تقلب أحدى المزابل حمدت الله ان شركة التنظيف التركية كادرها البسيط من العراقيين فلو أنهم من الاتراك لدونوا على صفحات مذكراتهم بأنهم وجدوا نساء وأطفال تعتاش على نبش المزابل في بلد فيه من النفط ما يكفي لمعيشة أضعاف شعبه، وقلت في نفسي أن هؤلاء يحتاجون ولو( لبتروسنت ) من حصة النفط على غرار البترو دولار .



#مفيد_بدر_عبدالله (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الكهرباء تدخل موسوعة غينس
- ناصر(أبو الجرايد) سياسي بامتياز
- لصوص الليل والنهار
- لنتعلم من الصبور
- جسر المقام نهاية حلم
- سهرة لا تنسى
- ملايين البصريين ينتظرون جواب الشرط من مجلس المحافظة
- مراعيهم ومزابلنا
- من يمسح دمعة البصريين
- انقذونا من ملائكة الرحمة
- مهندس في الصباح حمال في المساء
- في معرض الزهور ذكرى لبوسطن وبغداد
- عزيزه وصلت البرلمان
- مقتنيات الحاج خنياب تدخل موسوعة جينيس
- لن تعود لزوجها الا بقرار سياسي
- اوباما للبيع
- حريق نهر
- مهندسا في الصباح حمّالا في المساء
- رجل بحاجة لحرب عالمية ثالثة
- هم ليسوا اغبياء


المزيد.....




- تأييدًا لغزة.. طلاب وأساتذة يتظاهرون في جامعة سيدني
- شبح المجاعة لا يغيب.. غزيون يشتكون شح السلع وغلاءها
- الحكم على مغنٍ إيراني بالإعدام على خلفية احتجاجات مهسا
- الإعدام لـ11 شخصا في العراق أدينوا -بجرائم إرهابية-
- تخوف إسرائيلي من صدور أوامر اعتقال بحق نتنياهو وغالانت ورئيس ...
-  البيت الأبيض: بايدن يدعم حرية التعبير في الجامعات الأميركية ...
- احتجاجات أمام مقر إقامة نتنياهو.. وبن غفير يهرب من سخط المطا ...
- الخارجية الروسية: واشنطن ترفض منح تأشيرات دخول لمقر الأمم ال ...
- إسرائيل.. الأسرى وفشل القضاء على حماس
- الحكم على مغني إيراني بالإعدام على خلفية احتجاجات مهسا


المزيد.....

- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي
- فراعنة فى الدنمارك / محيى الدين غريب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - مفيد بدر عبدالله - خارج أسوار الحياة