أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - سيماء المزوغي - سأحمل السلاح ولكن..














المزيد.....

سأحمل السلاح ولكن..


سيماء المزوغي

الحوار المتمدن-العدد: 4187 - 2013 / 8 / 17 - 20:41
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


أنا التي أختلف معك حتى النخاع.. مذهبا وأصلا وشكلا ومضمونا ولونا وطعما ورائحة.. أجدادك ليسوا بأجدادي وتاريخك أبدا لا يعنيني وفتوحاتك لم تكن فتوحاتي وأبطالك كرتون في قواميسي ومدنك الحرّة مستعمرات عبيد في خرائطي..
سأحمل السلاح على كتفي وبين يدي، ليس لقتلك أو أذيتك ولكن لأدافع به عنك.. قد نختلف، قد نتقاطع، قد تكفّرني، قد أنعتك بالمغالي، قد تحرّم ملذّاتي، قد أحلّل محرّماتك، قد أحبّ الفلسفة والموسيقى، قد تلبس ما لا ألبس، قد تتزّين بسوادك الذي أراه، قد أتزيّن بجنتك التي تنتظرها في آخرتك، قد أنحني إيمانا ويقينا وحبّا بما تراه كفرا وزندقة، قد أنحت ما تكسره وتهدمه .. قد أرسم ما تحرقه وتمزّقه..قد أعزف ما تصمّ أذنيك عنه وتُخرسه.. باختصار أولد يوم مماتك وتولد يوم مماتي ..
لكن لن أرضاك تموت اختناقا وأنا أملك مضخّة الأوكسجين، لن أرضاك تموت جوعا وعطشا وأنا أملك ما يسدّ جوعك وما يروي عطشك..
لن أرضاك تتألّم وأنا أملك مخدّر ألمك، لن أرضاك تُقهر باسم ما تؤمن وأنا أتلذّذ نخب الانتصار...
أن أتلذّذ بألمك فأنا لست بإنسان يحب الحياة ما استطاع إليها سبيلا..أن أحتفل بانكسارك فأنا لست بإنسان..!
أن أسعد بحزنك وأن أغتنم خسارتك وأن أتنفّس باختناقك وأضحك ببكائك..!
مهما اختلفت معك فلن أحمل السلاح ضدّك لأنّ سلاحي هو العقل والحجة والبرهان والمنطق وحبّ الحياة..
إن رأيت موتي سبيلا وحيدا لحياتي فلن أنعتك بالقاتل الجبان أو الكافر الجاهل أو المتوحّش المستذئب، بل سأسمعك الموسيقى التي أسمع وأقرؤك الكتب التي أقرأ وأمدّك العين التي أرى .. إن كان دمي يُنجيك فسأحقنه في عروقك وإن كان موتك يُحييني فسأغيّر نظرتي للحياة وللموت..
أنت عدّوي اللدود لكن موتك لا يسعدني وقتلك لا يُفرحني وهزيمتك ليست ربحا لي ..
مهما اختلفنا ومهما تخاصمنا ومهما تقاطعنا لن أدع مكروها يمسّ صراط حياتك..لأنك مثلي تحبّ الحياة ما استطعت إليها سبيلا...
إن الوطن الذي شرب كرها من دمنا يحتوينا معا، يدفئننا معا، يكسونا معا، يسقينا معا، يُشبعنا معا، ويوجعنا كما يؤلمنا معا ..
أيّ حقد أعمى جعلنا نتلذّذ ذبح غيرنا؟ أي مرض عضال جعلنا نترشّف دماء بعضنا البعض؟ أيّ وحشيّة وسادّية تلك التي تحوّلنا إلى كواسر نقتلع قلوب بعضنا البعض ونفقأ عيون بعضنا البعض؟
أيّ أفيون خدّر قلوبنا النابضة بالتآخي والحبّ؟ أيّ سبب وجيه جعلنا نحمل سلاحا لنفتكّ به حياة بعض؟
خذني وضمّني للأرواح التي قد تحصدها.. ولكنّك لن تشفى من نهم الدم، لأنه سيصير هواء لرئتيك، وماء لعروقك.. لأنك لن ترضى إلا بلون واحد في عينيك..
إن كنت حاكم خصمك وقاضي عدّوك، وإن كنت ستطبّق هنا "شرع الله" الذي ترى فماذا ستترك لله يوم القيامة؟



#سيماء_المزوغي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أعبد أمّي ولا أشرك بربّي أحدا..
- علّم الأطفال وهم يكبّرون
- -سيّدي القائد-: ظلّ الله على الأرض
- سنكون شعبا.. متى أردنا
- سافرات محجبات منقبات مغتصبات
- عقلي ملكي ليس ملك أحد
- إلى روح بلعيد الأب الشهيد
- لا عنوان إلاّ أنت
- النهضة أشدّ من القتل
- في أخر حوار للشهيد شكري بلعيد
- كشْ شيخ!
- يا معشر الأعراب عودوا إلى خيامكم وإبلكم هنا تونس 2
- أنت على الأرض ..لا يوجد علاج لذلك
- أبطال من كرتون
- ماتت الحكومة وتعفنت والدفن مؤجل
- تونس : فقدتك أمي
- الشعب التونسي : الخاسر الأكبر
- بن علي لم يهرب بن علي لم يهرب .. شعب منكوب وحكومة شرعية في و ...
- أنا يوسف يا أبي
- نار لأصحاب الغفران


المزيد.....




- “عيد مجيد سعيد” .. موعد عيد القيامة 2024 ومظاهر احتفال المسي ...
- شاهد..المستوطنين يقتحمون الأقصى في ثالث أيام عيد -الفصح اليه ...
- الأردن يدين سماح شرطة الاحتلال الإسرائيلي للمستوطنين باقتحام ...
- طلاب يهود بجامعة كولومبيا: مظاهرات دعم فلسطين ليست معادية لل ...
- مصادر فلسطينية: أكثر من 900 مستعمر اقتحموا المسجد الأقصى في ...
- مئات المستوطنين يقتحمون المسجد الأقصى تحت حراسة إسرائيلية مش ...
- سيبدأ تطبيقه اليوم.. الإفتاء المصرية تحسم الجدل حول التوقيت ...
- مئات المستوطنين يقتحمون باحات الأقصى في ثالث أيام عيد الفصح ...
- أوكرانيا: السلطات تتهم رجل دين رفيع المستوى بالتجسس لصالح مو ...
- “خليهم يتعلموا ويغنوا ” نزل تردد قناة طيور الجنة للأطفال وأم ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - سيماء المزوغي - سأحمل السلاح ولكن..