أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - كريم محمد السيد - اضطهاد الثقافة














المزيد.....

اضطهاد الثقافة


كريم محمد السيد

الحوار المتمدن-العدد: 4187 - 2013 / 8 / 17 - 20:40
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


اضطهاد الثقافة
كنتيجة لما يجري, يمكننا القول ان الثقافة هي المتضرر الوحيد, انها تعاني صعقات متتالية فيما اركان الثلاثية الفكرية المتبقية (الدين والسياسة) في حال افضل بحكم امتلاكها للقوة والمال.
اشبه هذه الثلاثية بثلاثية السلطات التي تكون الدولة, سلطات التنفيذ والتشريع والقضاء, وان شراع الدساتير, وفقهاؤه, توصلوا الى مبدأ الفصل بين تلك السلطات لضمان استقلالها وتأدية الدور التي حلّت من كانت لأجله, ويمكن من خلال هذا المبدأ معرفة مدى تحقق الديمقراطية والاستقلالية, اذ بمدى تحقق الفصل بين تلك السلطات يتحقق القدر الاكبر من الاستقلالية والديمقراطية.
ان ثلاثية الدين والسياسة والثقافة تحتاج لهذا الفصل ايضا, وهذا الفصل لا يعني الطلاق, بل ان تحقق مبدأ الفصل بين هذه المفاهيم يحقق القدر الاكبر من حرية الرأي والتعايش الانساني, وهي ثلاثية تعلو حتى على ثلاثية الدولة في الفصل بين السلطات.
لكن الواقع يعطينا تصور مضني عن سوء الحال فيما بين تلك المفاهيم, اذ نجد ان الدين يسيطر على السياسة فيما السياسة تسيطر على الثقافة, وهكذا نجد ان الثقافة هي المتضرر الاكبر فيما يجري.
ان بقاء هذه السيطرة المجحفة في معادلة نجد ان ضحيتها (الثقافة وحدها) لا يوفر القدر الكافي للتعايش فيما بين البشر ويجعل التداخل والسيطرة مؤثر سلبي على اداء كل مفهوم ودورة كركيزة اساسية من ركائز الحياة. فبدلا من التقاء تلك المفاهيم من روافد لتشكل مصبا للفكر والتعايش الانساني نجد انها تحترب فيما بينها, وهذا الإحتراب غير العادل سوف يؤدي بالنتيجة الى ابتعاد الادوار التي يؤديها كل مفهوم منها على حده.
الدين وهو الحلقة الاقوى, سوف يكون اداة للتعصب, والمؤسس لثقافة العنف والترهيب لأنه سيصاب بالغرور والتوحد والانفراد بزمام الانسان (حتما اعني الدين المنحرف عن المفاهيم الإلاهية), وهو بهذا يبتعد عن دورة الارشادي الموفر لسبل الالتقاء بين بني البشر والمحفز الاساس لاطمئنانهم واعتقادهم بقوى غيبية سوف تكون مؤثرة بسلوك الفرد في مجتمعه.
السياسة وهي مفهوم له خاصية الاضطراب, لا يحمل الكثير من صفات القوى الروحية بقدر ما فيه من مفاهيم خلقها البشر ليسيروا انفسهم, سوف يتغذى على خراب مفهومي الدين والثقافة, لكنه الداعم الاساس لهما لو كان يسير بالشكل الصحيح, واما سيطرته على الثقافة فهي نتيجة طبيعية وخصوصا للأنظمة الفاسدة التي تدرك ان الثقافة هي من يساعد الشعوب على اقصار مدة قيام تلك الانظمة ولذلك نجد ان عدوانيتها سببها النفعية.
اما الثقافة, ضحية الأثنين معا, والملهم الاساسي لتحرر الانسان ووضعه في قوالب الفكر وتبصيره على كل تلك المفاهيم, بحسنها ورديها, لذلك نجد انها الصوت الصريح بين جملة توريات تسيطر على الطقس العام في المجتمع الانساني.
ان التلاحم الفكرية بين مفاهيم التعيش الانساني (الدين الثقافة السياسة) حاجة ملحة, وكذلك يجب توفير الاستقلالية فيما بينها بالقدر الذي يلائم مسير الحياة, وان اضطهاد بعضها البعض خليق بأن يجعل المنظومة الفكرية تعاني التراجع والانحدار, ويمكن لكل واحد منها ان تغذي الاخرى نحو عمل شمولي لارتقاء كل واحدة بالأخرى, اذا ما علمنا ان بروز كل منها كمفهوم مستقل كان قد نشا وترعرع في احضان الاخرى بأسبقية الدين على الثقافة واسبقية الثقافة على السياسة, وهكذا نجد ان الانفصال بوجهه الإيجابي بات مطلبا اساسيا لصناعة انسان واع مدرك لكل ما حوله.



#كريم_محمد_السيد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تصحيح ما بعد التغيير
- السياسة والنشأة الافلاطونية
- عن صراع العلم والايمان
- الكاريزما الثقافيه
- الادلجه الفكرية للمثقف
- صراع المعتقد في دائرة الاقناع البشري
- القاصد والقصيده الاعلاميه
- اين المفكر؟
- رفقا ببغداد
- التطاول على المقدس ظاهره مُدانه
- التفاؤل يدحض الخوف من الاتي
- في عيد المرأه
- المثقف قائدا
- ثقافة السب واللفظ المعيب
- الانظمه الجوفاء , حل ام مشكلة؟
- امير الفقراء فاسد
- هل يمكن ان يكون الاختلاف افيون الانسانيه؟
- انفلونزا طائفيه
- ابجدية الديمقراطية
- التضييق الاقليمي


المزيد.....




- الشرطة الأسترالية تعتقل صبيا طعن أسقفا وكاهنا بسكين داخل كني ...
- السفارة الروسية: نأخذ في الاعتبار خطر ضربة إسرائيلية جوابية ...
- رئيس الوزراء الأوكراني الأسبق: زيلينسكي ضمن طرق إجلائه من أو ...
- شاهد.. فيديو لمصري في الكويت يثير جدلا واسعا والأمن يتخذ قرا ...
- الشرطة الأسترالية تعتبر جريمة طعن الأسقف في كنيسة سيدني -عمل ...
- الشرطة الأسترالية تعلن طعن الأسقف الآشوري -عملا إرهابيا-
- رئيس أركان الجيش الإسرائيلي يقول إنّ بلاده سترد على الهجوم ا ...
- زيلينسكي لحلفائه الغربيين: لماذا لا تدافعون عن أوكرانيا كما ...
- اشتباكات بريف حلب بين فصائل مسلحة وإحدى العشائر (فيديوهات)
- قافلة من 75 شاحنة.. الأردن يرسل مساعدات إنسانية جديدة إلى غز ...


المزيد.....

- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل
- شئ ما عن ألأخلاق / علي عبد الواحد محمد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - كريم محمد السيد - اضطهاد الثقافة