أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - مديح الصادق - يا محلا النصر بعون الله، هه هه ها














المزيد.....

يا محلا النصر بعون الله، هه هه ها


مديح الصادق

الحوار المتمدن-العدد: 4187 - 2013 / 8 / 17 - 10:39
المحور: كتابات ساخرة
    



أجساد مقطعة الأوصال، كل قطعة منها تبحث عن أخرى، بدماء زكية طاهرة تضرجت ، أطهر من تلك التي تجري في عروق أولئك التافهين الفاسدين القابعين في سراديبهم، في الرمل يدسون رؤوسهم، والعسس المأجور يحمي لهم المؤخرات، في مقرات أحزاب العهر، أم في سراديب الحضيرة السوداء؛ طفل رضيع غادر الدنيا وعلى ثدي أمه بتحدٍ تقبض شفتاه، هناك على الرصيف الآخر شيخ طاعن في السن، باليسرى عصا بها تلمس السبيل، وفي اليمنى وصفة الدواء، وقطعة حلوى خصَّه بها الطبيب، سيدة تعدت الخمسين افترشت مترا مربعا كي تبيع الدخان وفي انتظارها أيتام خمسة فاتحين أفواههم، لقمة تشبع جوعهم - إن عادت حيَّة - ينتظرون، شرطي مرورأسمر قطعت كفه التي كان قبل لحظة بها ينظم سير المركبات، ويسهل عبور السائرين، ويحفظ الأرواح، قناني الغاز التي حمَّلها على كتفيه ( مرهون) ليكسب منها ما يكسو به عيالا ضمَّهم كوخ من الصفيح، وعلى فتات المزابل يقتاتون؛ إلى كتل من نار استحالت فأحرقت عليه ثيابه، واتحدت بلهيب مفخخات لا تفرق هذا عن ذاك، ولا تفتش في جيوب الضحايا قبل موتهم في الهويات عن طائفة، أو دين، أو قومية، طفل لم يتعد التاسعة لم يبق من ملامحه ما به يستدل عليه سوى سلسلة فضية، قرص منقوش عليه من اسمه حرفان، مركبات بمن فيها من الركاب احترقت بالكامل، تناثر الزجاج من بيوت تقشرت جدرانها، لم يقو ساكنوها على الإصلاح؛ لكنهم صباح مساء ربَّهم يحمدون، له يسجدون، ويركعون، وعن خطايا لم يفعلوها يستغفرون

على الشاشة - بكامل هندامه وما اكتسى به من مال الحرام - يظهر نائب منهم، بقبضته ملف أمن البلاد، مسؤول قيادي في حزبهم؛ ومن سرداب محكم من سراديبهم؛ ممسداً شاربيه؛ يزفُّ البشرى للشعب الحزين، المُوجَع على فقد أعز الناس؛ أن هلِّلوا، وزغردوا، وليخسأ الإرهاب، ومن يرعى الإرهاب، و( يا محلا النصر بعون الله!! ) ولتطلق الزغاريد أمهات الشهداء، وينشرن أفراحهن على الطرقات، لتطلق المدافع أثقالها ابتهاجا بما تحقق من نصر مبين؛ النصر المبين أنَّ محاولات الجبناء من الإرهابيين لم تنل أهدافاً حيوية لحد الآن؛ ألا تبا لك أيها الفاسق، لحزبك الذي بين أحضانه، على الغدر والمكر والخيانة؛ قد تربيت، لأسيادك الذين احتميت بهم وما زلتَ لهم نِعم الطائع الذليل، لأمثالك الذين على ذقون البسطاء المساكين قد ضحكوا، وباحتيالهم ومكرهم اشتروا ما رفعهم من الحضيض إلى القمة من الأصوات، للرافعين لكم صورا لا تليق إلا لنشر الرعب في قلوب الصغار ساعة النوم يعاندون، للهتافين المنافقين الذين يُسخِّرون الحناجر، والأقلام من جثث الشهداء يبرون؛ فيرسمون لكم وجوها غير تلك القبيحة الممجوجة التي تحاولون تجميلها؛ وبالغرابيل تغطون؛ لكم جميعا، لفسادكم، لعهركم، لوقاحتكم، ولِما اقترفت أيمانكم من جرائم أنتم شركاء فيها مع الإرهابيين؛ ألف تُفِّ على وجوهكم، وتأريخكم، وما أنتم فاعلون؛ مع علمنا بأنكم من ألف تفِّ لا تستحون؛ بل أنَّ ( تفَّاً ) من شفاه أشراف العراق لا تستحقون

وكبيرهم مثلهم لا يستحي، كما من قبل خبرناه دجالا وكبيرا للمنافقين، غاسلاً وجهَه بما تفرز الخصيتين، حرباء تجيد التلون حسبما يقتضي الموقف والحال، ممثل بارع كعصا موسى، من فيلق القدس صارمة تأتيه الأوامر، غير قابلة للتأجيل، لحظة لا يبرح كرسيَّه، وإن هلكت جموع الذين خارج أسواره بدمائهم يسبحون، على جاره يُرشد اللصَّ؛ ثم للحق مُناصرا يُشهر السيف للتمويه، فيالق، وعصابات، وعصائب، بها يحتمي من غضبة الناجين من مؤامراته، وقبلها قد أفلتوا من أصفاد أسياده الفاشيين، زعيمهم هذا اللامستحي بكل صلافة تنقله الشاشات مفاخراً بأنه يعلم حق العلم بمن يفجرون الشعب، ويقتلون الحياة؛ لكنه - نِعمَّا يفعل - بأسراره لا يبوح حفاظا على وحدة السياسيين، بالله عليكم أرأيتم قائداً مثل هذا يبيع شعبا بالأكمل من أجل كرسي لن يدوم له حتماً، وإن سخَّرت له طهران كل ملاليها، وحراس ثورتها، وأسندت ظهره الهش أمريكا التي لا عهد لها، وليس لها ميثاق أو دين، ألا تسائلتم لماذا يستهدف المجرمون شعباً أعزل لا هم له سوى لقمة الخبز، والعيش الأمين؟ ويتركون قاتليه، وسارقي قوته، والمصادرين منه كل حرياته، البائعين خرائطه لمن جاورهم من الطامعين؛ فهل يستحق عيشاً كريما قائد مساوم أعداء شعبه المجرمين من أجل أن يستمر المنافقون من دعاة الدين في الإجهاز على ما تبقى في خزائن القادمين من الأجيال، لك - أيها القائد اللا منصور - منا مثلما أهدينا رفيقك النائب المُمسك في البرلمان بأخطر الملفات، وهنيئاً لك ما خلعنا عليك

وأنت، أيُّها الرئيس المُبجَّل، الميت الحي، إلام تلك الرقدة السعيدة واليدان منك بالعرش معقودتان؟ ليس لنا حق عليك؛ فدستورنا مثلك؛ ميت حيٌّ، توقظه الطوائف وفق ما تشتهي، وبعدها تركنه على الرفوف، في كتب التأريخ قد قرأنا، وسمعنا من المُحدِّثين أن الرئيس إذا مات سريرياً فإن الحال يستدعي إحلال البديل؛ إلا في حال جفَّت البطون، ولم تنجب مثله النساء، على صحة أقوالنا تلك قد شهدت شعوب الهند والسند، وما تركت لنا بابل أو آشور، وأخوالنا السومريون، الشعب ينزف كل يوم دماءه، والفقراء إيانا مودعين يرحلون، والخبزة من أفواهنا يخطفها رفاقك، البرلمانيون، والسياسيون، والمتنبي كل يوم ينبش قبره، الحبر قد جف في المحابر، والمخبرون يقطعون الألسن، كاتمات الصوت تخرس الناشطين؛ أتباعكم يلبسون الحق بالباطل، والمعابد فوق رؤوس العابدين تُنسف، ماء الفراتين سما زعافا أصبح، والإجاج قد عشعش عند ملتقى النهرين؛ وأنتم - يا سيادة الرئيس - بين حياتكم والموت آلاف يودعوننا، فلذات أكبادنا، إخوان لنا وأصدقاء، والإرهاب أعمى العيون، لا يستهدي إلى قلاعكم؛ بل هو مُبصر إلى حيث يطلب الأمان المساكين

آب - 2013



#مديح_الصادق (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لو.. لو .. لو..؛ لمناسبة يوم الشهيد الشيوعي
- شباطُ الأسودُ، نصفُ قرنٍ، ذكرياتُ الزمنِ المُرّ
- الأخرَسُ لَنْ يَخرَس.. لمناسبة مرورِ عامٍ على اغتيال الشهيد ...
- الصِّياغةُ اللُغَويِّةُ للخِطابِ قد تُشعِلُ حرباً، وقد تُخمِ ...
- خيطُ الدِما من بغدادَ إلى الشامِ... قصة قصيرة
- أوَّل شِيخته شَرَّم تراجيها
- عَزفٌ مُنفرِدٌ على الناي.. قصَّة قصيرة
- عركة بَلَشْتِيَّة .. قصة قصيرة
- محروس بحرز السيِّد، شرهان
- الأركان الأساسية في كتابة القصة الفنية
- النار لا تحرق سوى الهشيم .. قصة قصيرة
- في بيتك - يا أكيتو - يلتقي العراقيون، لمناسبة عيد رأس السنة ...
- للعيد 78 لميلاد الحزب الشيوعي العراقي: هُمْ يأفَلُونَ ونجمُك ...
- شرَيْدَه اليوم شيخ العشيرة
- عامِر مضيفَك، حَجِّي مِحْكَان
- كاكه شاهين: عربي نه كه هشتم
- لسْتُ بَحثيِّاً، ولا شُوعيِّاً؛ أنا مُخْراطي
- ( فهد من مات؛ ذب ضيمه على عتيوي )
- مِنْ أخطاءِ الكتابةِ : مَنعُ المَصْروفِ، وصَرفُ المَمْنوعِ
- لكيلا نُخطِئ في الكتابة؛ مواضع همزة الوصل أول الكلمة


المزيد.....




- خلال أول مهرجان جنسي.. نجوم الأفلام الإباحية اليابانية يثيرو ...
- في عيون النهر
- مواجهة ايران-اسرائيل، مسرحية ام خطر حقيقي على جماهير المنطقة ...
- ”الأفلام الوثائقية في بيتك“ استقبل تردد قناة ناشيونال جيوغرا ...
- غزة.. مقتل الكاتبة والشاعرة آمنة حميد وطفليها بقصف على مخيم ...
- -كلاب نائمة-.. أبرز أفلام -ثلاثية- راسل كرو في 2024
- «بدقة عالية وجودة ممتازة»…تردد قناة ناشيونال جيوغرافيك الجدي ...
- إيران: حكم بالإعدام على مغني الراب الشهير توماج صالحي على خل ...
- “قبل أي حد الحق اعرفها” .. قائمة أفلام عيد الأضحى 2024 وفيلم ...
- روسيا تطلق مبادرة تعاون مع المغرب في مجال المسرح والموسيقا


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - مديح الصادق - يا محلا النصر بعون الله، هه هه ها