أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - مناضل البصري - اليمين و اليسار في الاسلام














المزيد.....

اليمين و اليسار في الاسلام


مناضل البصري

الحوار المتمدن-العدد: 4187 - 2013 / 8 / 17 - 09:42
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


في تلك الحقبة من الزمن كان العالم يرسخ تحت ظل الانظمة العبودية و الاقطاعية و التي كان اساس وجودها هو الدولة القوية بكل مؤسساتها لتحمي الطبقة الحاكمة المتمثلة بالاسياد و الاقطاع و التجار و اصحاب الحرف الناشئة و كانت الفوارق الطبقية هائلة بين العبيد او الفلاحين و بين الاسياد او الاقطاع و قد سخرو كل ما يمكن تسخيره لحماية مصلحتهم و منها الاديان حيث كان اغلب تلك الدول تعتنق الدين المسيحي حيث استغلو تعاليمه المبهمة و القابلة الى التأويل لمصلحتهم من خلال كسب الرهبات و القيادات الدينية لبث التعاليم الى عامة الشعب بشكل يحقق مصلحة الاسياد و الطغمة الحاكمة اما الجزيرة العربية كانت تعيش بغياب الدولة على شكل قبائل و كانت طبقة التجار تعاني من ضعف في تجارتهم بسبب عدم تأمين الطرق التي تسلكها من الناحية الادارية و الامنية و دائما ما تتعرض الى تعرض غارات من قبل القبائل الاخرى و ما الاتفاقيات التي تجري بين القبائل من الحين الى الاخر لحماية القوافل الا لتقليل المخاطر اي ان الجزيرة العربية كانت بعيدة عن المتغيرات في العالم و متأخرة بخطوات كبيرة عن حركة التاريخ و التطور الاقتصادي البحت.
ان ظهور الاسلام بتلك المرحلة كنظرية سماوية تعتمد على روحانية في انتشارها و ذات تعاليم تدعو الى وحدة المجتمع و التطور و تضع اسس انسانية لبناء مجتمع حضاري متطور قياسا على ما هو عليه وضع الجزيرة انذاك , باختصار نجح الاسلام بالسيطرة على الجزيرة العربية و اقامة دولة موحدة تحت قيادة الرسول حيث كان تعتبر توجيهاته و تعاليمه لا نقاش فيها بصفته نبي الله , لكن بعد وفاته و لعدم وجود قائد معصوم بدأت التيارات تنشأ مختلف فيما بينها عن كيفية التطبيق و ساعد ذلك ان القرأن الذي هو اساس الاسلام كانت اياته قابلة للتأويل لاكثر من شكل فالاغنياء و التجار الذين دخلو الاسلام عن قناعة في توحيده للمجتمع او المكرهين منهم او من وجد ضالته الطبقية فيه من خلال تنشيط عمله كانو هؤلاء يفسرون تعاليم الاسلام وفق هوائهم باستخدام الكثير من تعاليمه مثل الله يرزق من يشاء و الله يوزع الارزاق على عباده و ان الدنيا ما هي الا مرحلة مؤقتة لعالم الاخرة الذي سينعم فيه المؤمنين الراضين بنعمة الله بكل ما يتمنوه من حياة البذخ و النعيم و كان لهذا التيار من يمثله في الاسلام و على راسهم اغنياء بني امية , اما التيار الاخر تيار الفقراء فكان يفسر التعاليم بشكل اخر و هو تحقيق العدالة الاجتماعية و المساواة بين الجميع و كل حسب عمله و جهده و يدعو الى اقتطاع الجزء الكبير من ثروة الاغنياء و توزيعها الى الفقراء و كان هذا التيار يمثله الامام علي و اصحابه امثال ابي ذر الغفاري و عمار بن ياسر و غيرهم .
من خلال نظرة تحليلية لهذه الاحداث و وضعها ضمن حركة التاريخ في تلك الحقبة نلاحظ ان التيار الاول و الذي يمثله الاغنياء يتمشى مع حركة التاريخ و الضروف الموضوعية انذاك من خلال بناء دولة قويه مبنية على مصالح الطبقات الغنية و التي تنسجم مع التطور الاقتصادي انذاك حيث تتمتع هذه الطبقات بالامكانية الاقتصادية للتطور و تمويل اجهزة الدولة الادارية و الامنية و مساعدتها معلوماتية لفتح افاق اقتصادية جديدة من خلال توسع الامبراطورية الاسلامية باحتلال بلاد جديدة و فتح مجالات اقتصادية تنموية جديدة لزيادة الثروات , فاستخدمو الاسلام و تعاليمه لنشر ثقافتهم هذه من خلال تأويل التعاليم بشكل يخدم مصالحهم و يساهم في تخدير الناس و عدم مطالبتهم بحقوقهم ليكونو بعيدين كل البعد عن ما يجري و ليساهمو و بشكل اعمى في كل عمل تقدم عليه السلطة كالحروب و الاستيلاء على ثروات البلاد الاخرى و ترسيخها لتقويه الامبراطورية .
اما التيار الاخر الذي نشأ بقيادة الامام علي و اصحابه و المتثل بمصالح الفقراء و الطبقات المعدومه فنظرته للاسلام شكل اخر و تفسيره للتعاليم شكل الاخر و ما قاله من خلال الخطب و الرساءل التي كتبها و تعاليمه لاصحابه الا ترسيخ و دعوة لاقامة مجتمع يتمتع بالمساوات و تحقيق العدالة الاجتماعية و محاربة الغنى الغير مشروع و فعلا ساهم في دفع عمر بن الخطاب و الذي كان يمثل التيار الوسط اثناء حكمه الى تحقيق ذلك و رسخ ذلك اكثر اثناء استلامه الخلافة , ان هذا الاتجاه لو نظرنا اليه وفق سياق المرحلة التاريخية انذاك لرأينا انه يمثل تيار غير منسجم مع الضروف الموضوعية التي يتطلب الانسجام معها هو وجود طبقة لها مصلحة في التوسع و التطور باساليب غير انسانية لتحقيق دولة غنية قوية تحقق مصالحهم لا تراعي فيها المبادئ و العلاقات الانسانية حيث من الصعوبة خلق مجتمع مبني على العلاقات الانسانية الغير مصلحية من خلال واقع متخلف جاهل ما تزال العصبية القبليه تحكم عقولهم , نستطيع القول ان التيار الذي كان يقوده علي بن ابي طالب هو التيار الانساني النقي الذي نشأ بعامل ذاتي بحت المتمثل بالامام و اصحابه مستندا على تاويله لتعاليم الاسلام بشكل انساني حالما باقامة دولة فاضلة ينعم فيها الناس بالعدالة و المساوات في ظل عالم يسير نحو اقامة امبراطوريات توسعية تقودها الطبقات الغنية لتزداد غنى على حساب بقية الطبقات الفقيرة و الشعوب المحتلة .و مثل هذا التيار نشأ شبيه له في مراحل مختلفة عبر التاريخ الانساني و باشكال مختلفة و تعتبر طفرات نحو الامام في الفكر الانساني جدير بدراسته بشكل علمي و استنباط دروس تضاف الى الفكر التحرري الثوري فهو تراث لكل الثوريين في العالم في عصرنا هذا فنلاحظ لغاية الان يتغنون الاحرار و اليساريون بأفكار افلاطون و ارسطو رغم بعدها الزمني و بتاريخنا الكثير من المفكرين و الفلاسفة و الثوار بمختلف انتماءاتهم يمثلون صرخة للحق ضد الاستغلال امثال الامام علي و الحسين و الفيلسوف ابن خلدون و الكثير منهم .



#مناضل_البصري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- مسئول فلسطيني: القوات الإسرائيلية تغلق الحرم الإبراهيمي بحجة ...
- بينهم طلاب يهود.. احتجاجات مؤيدة للفلسطينيين تهز جامعات أمري ...
- أسعدي ودلعي طفلك بأغاني البيبي..تردد قناة طيور الجنة بيبي عل ...
- -تصريح الدخول إلى الجنة-.. سائق التاكسي السابق والقتل المغلف ...
- سيون أسيدون.. يهودي مغربي حلم بالانضمام للمقاومة ووهب حياته ...
- مستوطنون يقتحمون المسجد الأقصى في ثاني أيام الفصح اليهودي
- المقاومة الإسلامية في لبنان .. 200 يوم من الصمود والبطولة إس ...
- الأرجنتين تطالب الإنتربول بتوقيف وزير إيراني بتهمة ضلوعه بتف ...
- الأرجنتين تطلب توقيف وزير الداخلية الإيراني بتهمة ضلوعه بتفج ...
- هل أصبحت أميركا أكثر علمانية؟


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - مناضل البصري - اليمين و اليسار في الاسلام