أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - نزار حسن - عزمي بشارة وخريف البطريرك














المزيد.....

عزمي بشارة وخريف البطريرك


نزار حسن

الحوار المتمدن-العدد: 1197 - 2005 / 5 / 14 - 10:49
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي
    


نشرت صحيفة "الخليج" الإماراتية مقالة مطولة للنائب الفلسطيني في الكنيست الإسرائيلي عزمي بشارة، بعنوان "أمريكا وسوريا من بين أمور أخرى". وخلاصة المقال هي البرهنة على أنّ الولايات المتحدة الأمريكية لديها بالفعل سياسة محددة تجاه سوريا، وليس كما يزعم بعض الباحثين والكتّاب الأمريكيين، من أمثال فلنت ليفيريت وسيمور هيرش. وهذه السياسة، أو على الأقل سياسة إدارة الرئيس الأمريكي الحالي جورج بوش، هي تطبيق شبه حرفي لآراء واجتهادات تيّار "المحافظين الجدد"، كما تمثّل في ورقتهم الشهيرة التي حملت اسم "بداية جديدة : استراتيجية جديدة لضمان أمن الدولة" الموقعة من قبل ريتشارد بيرل ودوغلاس فيث وودافيد وورمز، والتي قُدّمت إلى رئيس حكومة إسرائيل بنيامين نتنياهو في أعقاب انتخابه لرئاسة الحكومة صيف 1997.
وقد لا يختلف المرء كثيراً مع هذا التصوّر، لا سيما وأنّ معظم سياسات البيت الأبيض الحالية لا تعتمد على أفكار المحافظين الجدد فقط، وإنما أيضاً ينفذها مباشرة رجال من المحافظين الجدد، بدءاً من نائب الرئيس ديك تشيني، مروراً بوزيرة الخارجية كوندوليزا رايس، وليس انتهاء بوزير الدفاع دونالد رمسفيلد. ما ينبغي للمرء، خصوصاً إذا كان سورياً، أن يختلف فيه بشدة مع عزمي بشارة هو العنصر الرئيس الثاني في مقالته، أي ذاك الذي يقول إن الإنسحاب العسكري السوري من لبنان لم يضعف سوريا بل زادها قوّة! يقول بشارة: "تكون سوريا قد تخلصت بانسحابها من لبنان من نقطة ضعف وليس من نقطة قوة. وسوف يصبح لزاماً عليها الآن أن تتمم قرارها الحكيم بالبحث عن مصادر القوة الداخلية واعتمادها، هذا إضافة طبعا لعدم الانكفاء عن لبنان وعدم السماح بتحويل لبنان الى منصة انطلاق الى دمشق عبر الصراع مع المقاومة اللبنانية وما تمثله"...
ولكن ما معنى هذه العبارة الغامضة: "وسوف يصبح لزاماً عليها الآن أن تتمم قرارها الحكيم بالبحث عن مصادر القوة الداخلية واعتمادها"؟ أليس من حقّ القارىء أن يفهم من هذه الجملة أنّ على السلطة الحاكمة في سوريا واجب تقوية البلاد عن طريق الإنفتاح على الشعب، والقيام بإصلاحات داخلية ملموسة، سياسية واقتصادية واجتماعية ديمقراطية، وتحصين الجبهة الداخلية عن طريق تقوية الشعب وتحريره من مظاهر الإستبداد، وقطع دابر النهب والفساد؟ الجواب الطبيعي هو: نعم... هكذا ينبغي ان يكون القصد وراء العبارة الغامضة. لكنّ بشارة لا يكتب كلمة واحدة، ونقصد القول حرفياً: لا توجد كلمة واحدة، تفيد معنى انفتاح السلطة على الشعب. والواقع ان العكس هو الذي يلوح بعدئذ بين السطور!
وكان من الممكن منح بشارة فضيلة الشكّ، أو اعتبار هذا النقص (الفادح تماماً) مجرّد سهو أو هنة في التحليل، لولا أنّ للدكتور أكثر من سابقة صريحة ليس في التزام الصمت المطبق تجاه مباذل النظام الإستبدادي فقط، بل في الدفاع عن النظام وعن حافظ الأسد وبشار الأسد بالذات. أكثر من هذا، للدكتور سابقة واحدة على الأقلّ، تتضمن السخرية من المطالب الديمقراطية التي ترفعها قوى المعارضة السورية، وتسخيفها والتعريض بها! وبمرارة شديدة يذكر الكثيرون، ليس من السوريين فقط بل أبناء فلسطين أيضاً، تلك الحلقة من برنامج "حور العمر" على قناة LBC اللبنانية قبل سنوات قليلة، حين انخرط بشارة في وصلة سخرية من مثقفي سوريا المعارضين الذين لا يعرفون معنى الديمقراطية، ولا يقدّرون طبيعة النظام الذي يعيشون في كنفه، ولا يفقهون شيئاً من معاني المجتمع المدني (الذي وضع فيه الدكتور كتاباً ضخماً، يمزج النزوعات القوموية القروسطية بأسوأ ما انتج إرنست غلنر من علم اجتماع استشراقي...)، ولهذا تراهم يتخيّلون "ربيع دمشق" ويطلقون المنتديات ويصدرون بياناتهم "الطفولية"!...
وكان مفزعاً أن يصدر هذا الكلام المقذع من بروفيسور ومثقف و"مناضل" يزعم اعتناق الديمقراطية قولاً وممارسة، ولكن كان محزناً بصفة خاصة أن يصدر هذا الإنضواء في صفوف الإستبداد العربي من فلسطيني عاش مأساة النكبة وانتهاك الحقوق المدنية، والذي يحدث أنه عضو منتخب في الكنيست الإسرائيلي... بفضل الديمقراطية الإسرائيلية!
لقد تعامى من قبل عن "ربيع دمشق"، فهل يتعامى اليوم عن خريف البطريرك السوري؟



#نزار_حسن (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- يوسف عبد لكي: مرحباً... وحذار
- ربيع دمشق والكراسي الموسيقية
- طنبور الجزيرة بين الشعيبي والدراجي
- حوار -نيويورك تايمز- مع المناضل السوري البارز رياض الترك
- الجزيرة والمتعوس وخايب الرجا


المزيد.....




- قائد الجيش الأمريكي في أوروبا: مناورات -الناتو- موجهة عمليا ...
- أوكرانيا منطقة منزوعة السلاح.. مستشار سابق في البنتاغون يتوق ...
- الولايات المتحدة تنفي إصابة أي سفن جراء هجوم الحوثيين في خلي ...
- موقع عبري: سجن عسكري إسرائيلي أرسل صورا للقبة الحديدية ومواق ...
- الرئاسة الفلسطينية تحمل الإدارة الأمريكية مسؤولية أي اقتحام ...
- السفير الروسي لدى واشنطن: وعود كييف بعدم استخدام صواريخ ATAC ...
- بعد جولة على الكورنيش.. ملك مصر السابق فؤاد الثاني يزور مقهى ...
- كوريا الشمالية: العقوبات الأمريكية تحولت إلى حبل المشنقة حول ...
- واشنطن تطالب إسرائيل بـ-إجابات- بشأن -المقابر الجماعية- في غ ...
- البيت الأبيض: يجب على الصين السماح ببيع تطبيق تيك توك


المزيد.....

- اللّاحرّية: العرب كبروليتاريا سياسية مثلّثة التبعية / ياسين الحاج صالح
- جدل ألوطنية والشيوعية في العراق / لبيب سلطان
- حل الدولتين..بحث في القوى والمصالح المانعة والممانعة / لبيب سلطان
- موقع الماركسية والماركسيين العرب اليوم حوار نقدي / لبيب سلطان
- الاغتراب في الثقافة العربية المعاصرة : قراءة في المظاهر الثق ... / علي أسعد وطفة
- في نقد العقلية العربية / علي أسعد وطفة
- نظام الانفعالات وتاريخية الأفكار / ياسين الحاج صالح
- في العنف: نظرات في أوجه العنف وأشكاله في سورية خلال عقد / ياسين الحاج صالح
- حزب العمل الشيوعي في سوريا: تاريخ سياسي حافل (1 من 2) / جوزيف ضاهر
- بوصلة الصراع في سورية السلطة- الشارع- المعارضة القسم الأول / محمد شيخ أحمد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - نزار حسن - عزمي بشارة وخريف البطريرك