أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - قاسم حسين صالح - الأخوان..بعد واقعة 15 آب - تحليل سيكوبولتك















المزيد.....

الأخوان..بعد واقعة 15 آب - تحليل سيكوبولتك


قاسم حسين صالح
(Qassim Hussein Salih)


الحوار المتمدن-العدد: 4185 - 2013 / 8 / 15 - 21:10
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


الأخوان..بعد واقعة 15 آب
تحليل سيكوبولتك

انتهى في 15 آب اعتصام الاخوان المسلمين في رابعة العدوية والنهضة الذي استمر اربعين يوما بمواجهة عسكرية رحّب بها كثيرون وادانها آخرون.والجديد فيها،قياسا بعالمنا العربي،ان الحكومة الانتقالية تدرجت في استعمال القانون من دعوة الاخوان الى فض اعتصامهم والمشاركة في تنفيذ خارطة الطريق الى الانذار ليومين الى المحاصرة، فالمواجهة التي انتهت بـ(525)قتيلا بينهم 43 من قوات الشرطة فضلا عن 3717 مصابا.
ولقد استخدم الأخوان سياسة (الأرض المحروقة)بأن اشعلوا النيران في عدد من مؤسسات الدولة والكنائس والمرافق جامعية،فضلا عن عمليات سلب ونهب اسلحة من مراكز الشرطة وسرقة محتويات متاحف..وانتهى الأمر ،لغاية عصر الخميس 15 آب،ان اصدر مجلس الوزراء بيانا اكد فيه عزمه وتصميمه على مواجهة الاعمال الارهابية والتصدي لها بكل قوة وحزم،واصدار وزارة الداخلية المصرية بيانا اعلنت فيه انها ستستخدم الذخيرة الحية في مواجهة اي اعتداء على المواطنين او المنشآت او القوات الأمنية.
ان ما نجم عن هذه الواقعة كشف وسيكشف لاحقا عن حقائق بخصوص الأخوان والشعب المصري وامريكا.ففيما يخص الشعب المصري انه قدم تجربة جديدة في مجال الأمن القومي،هي ان الشعب حين يكون مساندا لقواته العسكرية والأمنية فانه ليس بمستطاع اية قوة الاخلال بهذا الأمن ،الذي تجسد بشكل جميل في التعاون برفع المخلفات والانقاض بنفس يوم فض الاعتصام! وكشفت،فيما يخص امريكا،انها متعاطفة مع الآخوان ،وانها كانت تهدف الى ترشيق الجيش المصري.ومع ان اوباما اعلن اليوم(15 آب)الغاء المناورات العسكرية المشتركة مع الجيش المصري ،فانه يريد ان تبقى امريكا شريكا فاعلا في الحياة المصرية..انطلاقا من مبدئها الثابت القائم على البراغماتية.
ان السبب الرئيس لفوز الاخوان في انتخابات ديمقراطية،مع انه ما كان لهم دور فاعل في اسقاط النظام،هو انهم كانوا يمثلون الضد النوعي الاقوى لحكم مبارك ومن سبقه،باستثناء حكم السادات،ولمكانة زعيمهم سيد قطب الذي اعدم في الستينيات..وحسن البنا،ولأعتقاد الجماهير الشعبية والفقيرة بأن الاخوان سيسيرون على نهج النبي محمد الذي كان يأمر بتوزيع المال على الناس،وسيحكمون بالعدل والمساواة،ويؤمّنون الكرامة ورغيف الخبز لشعب غالبيته من فقراء يثقون بمن يدعو الى تطبيق تعاليم الاسلام لأنه يخاف الله،والذي يخافه يعمل على ارضاء الناس كما يعتقدون.فضلا عن ان القوى السياسية الاخرى لا تمتلك تاريخا سياسيا وتنظيما رصينا كتنظيم الاخوان،وانها منشغلة بايديولوجيات وتنظير وجدل فكري،فيما اصبح الشرط الرئيس للفوز بالانتخابات هو :تأمين الخدمات الاساسية للناس.
واستلم الأخوان السلطة،وتبخرت احلام المصريّن في تحقيق ما ثاروا من اجله في 25 يناير 2011:(خبز،حرية،عدالة اجتماعية،كرامة انسانية)،ووجدوا انفسهم انهم تحولوا من فقر الى فقر اوجع،وتدهورت اوضاعهم الخدمية والأمنية..فحصل ما يدهش في تقلّب المواقف:ان الذين خرجوا يهتفون باسقاط حكم مبارك ويؤيدون الاخوان،نزلوا بشكل اعنف الى الشوارع مطالبين بانهاء حكم الاخوان!.
ان العامل الرئيس في صعود الاخوان هو الناس،وتحديدا جمهور الفقراء ومن وضع ثقته بقادة الاسلام السياسي،فيما السبب الرئيس في هبوطهم يكمن فيهم،وتحديدا في منهجهم الفكري واساليب تعاملهم مع الواقع المصري.ففي أساسيات "فكر" الأخوان،انهم يهدفون الى (أن تقوم في الوطن دولة اسلامية تعمل باحكام الاسلام وتطّبق نظامه الاجتماعي) و يقرّون (أن دستور الأمة هو القرآن الكريم).
ان تطبيق مضمون هذين الهدفين يؤدي حتما الى:ابتلاع الدولة،واسلمتها بالقوة..وهذا ما حصل للأخوان انهم وظفوا السلطة التي استلموها لتحقيق اهدافهم الخاصة،وانشغلوا أكثر بما لا يتعلق برغيف الخبز والكرامة وتأمين الخدمات الحياتية للناس،وحلحلة الازمات التي خلقها النظام السابق،بل انهم اضافوا لها ازمات جديدة.وانهم اصيبوا بعد نجاحهم بعلّة سيكولوجية هي "تضخّم الأنا"، والمبالغة في ثقتهم بأنفسهم،مع انهم كانوا في حقيقتهم يعيشون فوضى فكرية في التوفيق بين الشريعة والاحكام وتطور الفكر الانساني ونظم الحكم المعاصرة.ومع ان (مرسي) يمتلك عقلا أكاديميا بوصفه مهندسا درس في امريكا فان الماضي تحكّم به طائفيا في موقفه من الشيعة الذي ادى الى قتل خمسة بينهم رجل دين ،وموقفه المساند لدولة عربية ترعى جماعات اسلامية متطرفة،والتخطيط للسيطرة على السينما والاذاعة والتلفزيون والصحافة لتكون داعية لفكر مكتب الارشاد فقط..ولسلوك بدا للناس انه يتنافى والقيم الاسلامية بينها نهب اموال الدولة،وتفضيله اهل الثقة على اهل الكفاءة في ادارة مؤسسات الدولة،ورسالته الى رئيس الوزراء الاسرائيلي الذي وصفه بالأخ العزيز والحبيب..وخيبات اخرى أشعرت المصريين كما لو أنهم خدعوا.
والواقع ان العراقيين شعروا قبل المصريين بانهم خدعوا،فمعظم العراقيين الذين صوتوا للأسلام السياسي واوصلوا قادتهم الى الحكم اكتشفوا بعد حين انهم خدعوا، فعظّوا اصابعهم البنفسجية ندما.واللافت ان هذا الشعور ساد كلّ الشعوب التي شهدت ربيعها العربي،والسبب في ذلك ان الأمة العربية "نكوصية"،فلا توجد أمة كبيرة في العصر الحديث معبّأ لاشعورها الجمعي بـ(الماضي) كالأمة العربية،فالعرب حتى في ثوراتهم التي ينبغي ان تنشد التقدم باتجاه المستقبل،ينكصون الى الماضي..ولك ان تقارن ما حدث في ثورة مصر في القرن الواحد والعشرين بثورتها منتصف القرن العشرين ،وما حدث بالعراق في القرنين نفسيهما.وعلّة هذه (الأمة) في التحليل السيكولوجي انها اشبه بالمصاب باكتئاب مزمن..تكون اهم اعراضه ان صاحبه يعيش الماضي ولا يستطيع مواجهة الحاضر،كذلك الامة العربية،تستجر الماضي وتحتمي به،وتضفي على ما تستدعيه منه صفات الزهو والعظمة،وتلجأ اليه في مواجهة حاضر تتسارع فيه منجزات التقدم ليستر قادتها وجماهيرها الفقيرة والشعبية عريهم بجلابيب الأجداد وقيمهم المثالية،متباهين بنجاحات ألأسلاف لتغطية خيباتهم وشعورهم بالنقص وهشاشة الأنا.وللأسف انهم لم يدركوا أن التوقف عند الماضي يفضي بحتمية سيكولوجية الى اثارة " انفعالات" تتعلق بخصومات واحداث بينها ان نأخذ الثار منك لأن جدّك قتل جدّنا قبل الف عام!.
ولأن استنساخ الماضي ما عاد الحاضر يقبله،فان الاخوان ارادوا ان يفعلوا كالذي يريد تقطيع جثة ميت ليستوعبها تابوت ضيق.وحصل ان اجتمع رأي غالبية العامة من المصريين مع موقف الليبراليين والمثقفين والشباب (صنّاع الثورة)الذين نبّهوا الى ان حكم الاخوان في طريقه الى اقامة دكتاتورية اسلامية سياسية..وهذا ما يتعارض مع طبيعة الشعب المصري ونوعية المهن التي يمارسها..وأولها السياحة،اذ هنالك ما يقرب من اثني عشر مليون مصري يعمل في قطاع السياحة،وهذا يعني ان مصدر رزقهم سينقطع او يشح لأن تطبيق تقاليد الشريعة الاسلامية يتعارض مع فضاءات السياحة الحديثة.وثانيهما القطاع الفني،حيث مصر هي المصدّر الرئيس للأفلام والمسلسلات والاغاني،ويضم ملايين العاملين في السينما والمسرح والتلفزيون والغناء والرقص،ولعادل امام تعليق له دلالة في مسرحية "شاهد ما شافش حاجه": "لو كل ساكن في عماره يعزّل لأن جنبه رقاصة..كان البلد كلها عزلت"..وهذا يعني ان على معظم الفنايين ان "يعزّلوا" في حكم الاخوان.فضلا عن ان عائد قطاعي السياحة والفن في مصر يشكل جزءا كبيرا من الاقتصاد المصري،ويساعد على تنمية القطاعات الخدمية التي تعتمد على ميزانية الدولة،وكان انكماش نشاط السياحة والفن احد اهم اسباب سقوط حكم الاخوان.
ان هبوط الاخوان لا يعني نهايتهم،فهم لم يزاحوا بطريقة ديمقراطية بل طرحت طريقة ازاحتهم اشكالية ما اذا كان الذي حدث يعدّ انقلابا عسكريا على شرعية دستورية وتنحية قسرية لرئيس بلاد منتخب ديمقراطيا،ام ثورة شعبية تستمد شرعيتها من الشارع؟..ما يجعل الشارع المصري في حالة عدم استقرار تعرقل (حكومة الكفاءات )من تحقيق احتياجات الناس،لاسيما الفئات الفقيرة والشعبية التي يتغير مزاجها الانتخابي وفقا لما تحصل عليه بالملموس الآني.والأهم أن التنظيم الدولي للأخوان المسلمين عقد اجتماعات في تركيا (تموز/يوليو 2013)لبحث تداعيات "الضربة التي تلقتها الجماعة".وناقش المجتمعون من جماعات "ألأخوان المسلمين" في الدول العربية ومن انحاء العالم خطوات محددة لمواجهة ازمة الجماعة في مصر،ووضع "المركز الدولي للدراسات والتدريب" استراتيجية تتضمن خططا للتحرك على الصعيد الدولي والعربي وفروع الجماعة في دول العالم والشخصيات الاسلامية البارزة،والعمل على احداث انقسامات داخل المؤسسة العسكرية المصرية..وأمورا اخرى ،ما يعني ان الأيام تبقى حبلى بالأحداث..حتى بعد واقعة 15 آب ،والانتكاسة الكبيرة التي مني بها الأخوان.



#قاسم_حسين_صالح (هاشتاغ)       Qassim_Hussein_Salih#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الموسيقى..في الزمن الديمقراطي!
- ثقافة نفسية (85): الاعجاب.. حين يكون مرضا نفسيا
- ايها المصريون..العالم يحيكم!
- بين امراض الاسلام السياسي واخطاء العلمانيين..أين الحل؟
- لماذا حقق المصريون ما عجز عنه العراقيون؟
- علي الوردي..الساخر الفكه
- لماذا نجح المصريون في تحقيق ما عجز عنه العراقيون-تحليل سيكوب ...
- ثقافة نفسية(82):المرأة..والضغوط النفسية
- سيكولوجيا المنطقة الخضراء!
- ثقافة تربوية(81):الامتحانات بين قلق الأبناء وحرص الآباء
- مبادرة أكاديمية لحلّ الأزمة العراقية
- زيارة..لقصر الملك غازي في الدغارة!
- نتائج انتخابات مجال المحافظات ..من سيكولوجيا السطوة الى سيكو ...
- اللاوعي الجمعي العراقي..مخدّر وخالق أوهام ومثير فتنة (3-3)
- اللاوعي الجمعي العراقي..مخدّر وخالق أوهام ومثير فتنة (2-3)
- اللاوعي الجمعي العراقي..مخدّر وخالق أوهام ومثير فتنة (1-3)
- في ذكرى نهاية الطاغية..هل انتهت صناعة الدكتاتور في العراق؟
- عشرة اعوام على حرب (تحرير)العراق-تحليل سيكوبولتك( 4- 4)
- عشر سنوات على حرب (تحرير) العراق-تحليل سيكوبولتك (3-4)
- عشر سنوات على حرب (تحرير ) العراق_تحليل سيكوبولتك (2-4)


المزيد.....




- نهشا المعدن بأنيابهما الحادة.. شاهد ما فعله كلبان طاردا قطة ...
- وسط موجة مقلقة من -كسر العظام-.. بورتوريكو تعلن وباء حمى الض ...
- بعد 62 عاما.. إقلاع آخر طائرة تحمل خطابات بريد محلي بألمانيا ...
- روديغر يدافع عن اتخاذه إجراء قانونيا ضد منتقدي منشوره
- للحد من الشذوذ.. معسكر أمريكي لتنمية -الرجولة- في 3 أيام! ف ...
- قرود البابون تكشف عن بلاد -بونت- المفقودة!
- مصر.. إقامة صلاة المغرب في كنيسة بالصعيد (فيديو)
- مصادر لـRT: الحكومة الفلسطينية ستؤدي اليمين الدستورية الأحد ...
- دراسة: العالم سيخسر -ثانية كبيسة- في غضون 5 سنوات بسبب دوران ...
- صورة مذهلة للثقب الأسود في قلب مجرتنا


المزيد.....

- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل
- شئ ما عن ألأخلاق / علي عبد الواحد محمد
- تحرير المرأة من منظور علم الثورة البروليتاريّة العالميّة : ا ... / شادي الشماوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - قاسم حسين صالح - الأخوان..بعد واقعة 15 آب - تحليل سيكوبولتك