أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الثورات والانتفاضات الجماهيرية - بهروز الجاف - عندما يهين الجيش المصري علم بلاده!














المزيد.....

عندما يهين الجيش المصري علم بلاده!


بهروز الجاف
أكاديمي وكاتب

(Bahrouz Al-jaff)


الحوار المتمدن-العدد: 4185 - 2013 / 8 / 15 - 17:19
المحور: الثورات والانتفاضات الجماهيرية
    


بعد انتهاء الحرب الباردة، ومن ثم دخول الالفية الثالثة، تطلعت شعوب الشرق الاوسط الى بناء مجتمعات حديثة، ومتمدنة، واذا كانت مصر هي من علّمت العرب، أن الثورات تكون عن طريق الانقلاب العسكري، كان عليها لزاما ان تمسح عن نفسها "التهمة" بعمل مغاير، أيضا.
كانت عيون الشرق الاوسط ترنو نحو مصر، حين اتاها "الربيع الطلق يختال ضاحكا" ولكنه لم يكن من الحُسن بما يكفي لكي يتكلم، اذ ربما ضحك تهكما لجوٍ مبكي. سقط نظام مبارك، وحوكم رموزه، وقيل سقط بثورة شعبية، وقيل بأن الجيش المصري ليس له مثيل؛ قيل جيش الشعب، جيش وطني، وليس جيش السلطة. جرت اول انتخابات ديمقراطية، حرة، في مصر، وفاز مرشح الاخوان المسلمين برئاسة الجمهورية. وجاء محمد مرسي رئيسا لانقاض دولة، خرجت من جبهة المواجهة مع اسرائيل، وشعب فقير، وفساد اداري، ومالي، واخلاقي، فاحش. لم يكمل الرئيس سنة واحدة حين اتهم بالتخابر مع حركة حماس، فكان ذلك اهانة للمصريين، وجيشهم البطل الذي تخلى عن مناصرة الفلسطينيين! فكيف يتخابر الرئيس مع حماس؟ يبدو انها كانت خيانة عظمى! ولكن من الذي وجه التهمة؟ ومن له الحق في توجيه التهمة؟ هل وجهها النائب العام؟ لااحد يدري. كل الذي يدريه المصريون هو كلام الاعلام، والاعلام فقط.
على اية حال كان الجيش يهيئ كل شئ لاسقاط الرئيس. كيف يهيئ؟ ماهي التنسيقات العسكرية، والدبلوماسية، الداخلية منها والخارجية، التي لم تعرف خفاياها بعد؟ واذا تجاوزنا الاستخبارات العسكرية، التي هي جزء من تشكيلات القائد العام، والموت الدراماتيكي لعمر سليمان، فما كان دور المخابرات العامة؟ والى من يتبع جهاز المخابرات؟ هل يهدي الجهاز اسراره، ومعلوماته، الى السيسي؟ أم الى مرسي؟ أم مازال موالٍ لمبارك؟ أم انه المحرك، والموجه، الاول والأخير للاحداث؟ انها اسئلة لايمكن الاجابة عنها في الوقت الراهن، ولكن ماهو ظاهر، أن الجيش انقلب على السلطة، على طريقة الانقلابات التي كانت تحدث في العراق ابان الحكم الملكي، وشكل حكومة "أراجوزية" تأتمر بأمر السيسي. والسيسي هذا، حاكم مطلق، فلا الرئيس المسكين، ولا نائبه، ولا رئيس وزراءه، يعلمون شيئا من أوامره، سوى وزير الداخلية.
كثير من "العقلانيين" و"المثقفين" و"المراقبين المستقلين" تصوروا، وتصورنا نحن، بأن السيسي هذا سيمثل ضمير الجيش، الموالي للشعب، وليس السلطة، الجيش الذي اعاد الى المصريين جزءً من كرامتهم في حرب تشرين، الجيش الذي اعلن قائده العام من قبل، الرئيس جمال عبد الناصر، الاستقالة من منصبه، لما رآه ينهزم أمام الجيش الاسرائيلي في حرب عام 1967، حفظا لكرامة الجيش، وكرامة مصر. تصوروا وتصورنا بان السيسي سيعيد الامور لنصابها، من خلال الجيش، كما يفعله اي انقلاب "تصحيحي"، اذا جاز التعبير. تصوروا وتصورنا بأن الجيش سوف يدعوا لانتخابات برلمانية، ورئاسية ،جديدة، في موعد مبكر، والاحتكام لصناديق الاقتراع، مرة اخرى، اذ لاراد لما يختاره الشعب، طبقا لرؤيته، وتصوراته، وواقعه الاجتماعي والاقتصادي، وسلوكه، وخصوصياته، وليس بال "مبايعة" وتأليب جهة على جهة اخرى.
ولأن الاحداث التي سبقت، ورافقت، وخلفت، الانهاء الدموي لاعتصام مناصري مرسي في ميداني رابعة العدوية، والنهضة، قد أظهرت بأن حركة السيسي، لم تكن عسكرية صرف، وليست لعزل رئيس، قالت عنه فاشل فحسب، بل حركة سياسية لغرض القضاء على حركة الاخوان المسلمين. واذا كانت هنالك مآخذ على تصرفات الاخوان، وتجربة رئيسهم القصيرة، فهي من الناحية السياسية، على اية حال، حركة تبلغ من العمر ستين عاما ، وذات رصيد شعبي واسع، ولها امتدادات في معظم البلاد الاسلامية، ولايمكن النظر اليها، كمجرد مجموعة من متظاهرين معتصمين، فان الاجراء الذي نفذه الجيش كان يشي بتخطيط دقيق ومسبق، يستهدف الانتصار، بكل الوسائل، ولكن حتى لو أدى الى اهانة الجيش، أو اهانة مصر.
لقد رأى الجميع كيف اكتسحت الجرافات المجنزرة، العسكرية ذات اللون الكاكي، الخيم المرفوع عليها علم مصر، وكيف حرقت الخيم، والسرادق، من دون الاهتمام لاعلام مصر التي احترقت في اعلاها. كل ذلك يعني بأن عملية، عسكرية، نفذت من أجل الوصول لغاية، غير عسكرية، على حساب اهداف الجيش، وكرامته، وكرامة بلاده.
يرتعش المصريون، عندما يرون افلاما، قديمة، عن جنودهم وهم يحررون مرتفعا في سيناء، ويثبتون العلم المصري فوقه، وهم يدركون بأن ذلك ليس واجبا على الجيش، بل أمرا، وعرفا، عسكريا، فيه دلالات وطنية، واخلاقية، وابعادا عسكرية،ووطنية، وسياسية أيضا. ولكن ماذا يقول المصريون اليوم، بعد أن رأو القائد السيسي وهو يحرق العلم المصري أمام أعينهم؟ واذا كانت الدول تحتج من دول اخرى، على حرق اعلامها، وتطلب الاعتذار، كما اعتذرت مصر لاسرائيل، في غير مرة، بسبب حرق العلم الاسرائيلي، فمن سيعتذر لمصر؟ هل هو السيسي؟ أم الرئيس؟ أم الحكومة النائمة ورجلاها في الشمس؟ كما يقول العراقيون الذين قال شاعرهم جميل صدقي الزهاوي:
قف هكذا في علوٍ أيها العلمُ... فاننا بك بعد الله نعتصمُ



#بهروز_الجاف (هاشتاغ)       Bahrouz_Al-jaff#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الخيارات السياسية في مصر بمعادلات رياضية
- أنفالْ! يا وِلدَ الكلبِ
- من الشعر الكردي المعاصر: اللآلئ الملونة
- الزمن الجميل: عام 1978 كان الاكثر رفاهية في العالم
- أسطورة الشهيد في عقول الانتحاريين
- أيوه ام الدنيا...
- البحر
- الوجود بين الحاس والمحسوس
- البيئات توجب التفكك
- الزمن جذوع سلوكية
- اليوم ليلى في العراق رهينة
- بالروح بالدم نفديك يا غراب
- أضرمت شمعة في نوروز
- السليمانية - الثورة والثقافة - أول من تضحي وآخر من تستفيد
- الى متى يبقى البعير على التل؟
- الى ساكينا وفيدان وليلى.. كلا لن تمتن
- أول حب
- بلاد المحن
- الطلل الحكيم
- بصمة صدام حسين وشحت صدور لاعبي المنتخب!!


المزيد.....




- صدور أسبوعية المناضل-ة عدد 28 مارس 2024
- تهنئة تنسيقيات التيار الديمقراطي العراقي في الخارج بالذكرى 9 ...
- الحرب على الاونروا لا تقل عدوانية عن حرب الابادة التي يتعرض ...
- محكمة تونسية تقضي بإعدام أشخاص أدينوا باغتيال شكري بلعيد
- القذافي يحول -العدم- إلى-جمال عبد الناصر-!
- شاهد: غرافيتي جريء يصوّر زعيم المعارضة الروسي أليكسي نافالني ...
- هل تلاحق لعنة كليجدار أوغلو حزب الشعب الجمهوري؟
- مقترح برلماني لإحياء فرنسا ذكرى مجزرة المتظاهرين الجزائريين ...
- بوتين: الصراع الحالي بين روسيا وأوكرانيا سببه تجاهل مصالح رو ...
- بلجيكا تدعو المتظاهرين الأتراك والأكراد إلى الهدوء


المزيد.....

- ورقة سياسية حول تطورات الوضع السياسي / الحزب الشيوعي السوداني
- كتاب تجربة ثورة ديسمبر ودروسها / تاج السر عثمان
- غاندي عرّاب الثورة السلمية وملهمها: (اللاعنف) ضد العنف منهجا ... / علي أسعد وطفة
- يناير المصري.. والأفق ما بعد الحداثي / محمد دوير
- احتجاجات تشرين 2019 في العراق من منظور المشاركين فيها / فارس كمال نظمي و مازن حاتم
- أكتوبر 1917: مفارقة انتصار -البلشفية القديمة- / دلير زنكنة
- ماهية الوضع الثورى وسماته السياسية - مقالات نظرية -لينين ، ت ... / سعيد العليمى
- عفرين تقاوم عفرين تنتصر - ملفّ طريق الثورة / حزب الكادحين
- الأنماط الخمسة من الثوريين - دراسة سيكولوجية ا. شتينبرج / سعيد العليمى
- جريدة طريق الثورة، العدد 46، أفريل-ماي 2018 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الثورات والانتفاضات الجماهيرية - بهروز الجاف - عندما يهين الجيش المصري علم بلاده!