أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الشهداء والمضحين من اجل التحرر والاشتراكية - حسن أحراث - الشهيد عبد الحق شباضة (المغرب): مغزى الذكرى















المزيد.....

الشهيد عبد الحق شباضة (المغرب): مغزى الذكرى


حسن أحراث

الحوار المتمدن-العدد: 4185 - 2013 / 8 / 15 - 05:57
المحور: الشهداء والمضحين من اجل التحرر والاشتراكية
    


ككل ذكرى، لابد أن نقف عند الشهيد. عند فكر الشهيد وممارسة الشهيد، وعند تضحيات الشهيد.. لابد عموما، أن نقف عند إرث الشهيد ووصايا/دروس الشهيد/الشهداء. والوقوف، بمعنى الالتزام والوفاء بالعهد ومواصلة الدرب لإنجاز حلم الشهيد/الشهداء. علما أن حلم الشهداء الكبير واحد، وإن تباينوا في الفكر أو تفاوتوا في الممارسة.. إنه درس الشهداء الأزلي..
ككل ذكرى، طبعا، لا يكفي أن نقف عند الشهيد/الشهداء ولو تمجيدا، بمعنى الانزواء والتباكي على الأطلال واسترجاع الذكريات، سواء السوداء أو الحمراء. يجب أن نحاسب أنفسنا، وبصرامة نضالية، قبل أن نحاسب غيرنا.. يجب أن نقيم أداءنا قبل أن نقيم أداء غيرنا.. يجب أن نتساءل عن الحصيلة الملموسة لإنجازاتنا، إن كانت لدينا إنجازات حقا.. يجب أن نطرح الأسئلة على أنفسنا قبل أن تطرح علينا أو أن نطرحها على غيرنا..
إن التيه الذي نتخبط فيه الآن يزعج الشهيد/الشهداء.. إنه التيه "العنتري" الذي دام أكثر من اللازم.. إنه العبث الدون كيشوتي الذي يجعلنا نخجل من أنفسنا.. إنه الوهم السيزيفي..إنه الحول السياسي.. فبدل مواجهة النظام اللاوطني اللاديمقراطي اللاشعبي وأزلامه يتم التهجم المجاني على المناضلين بخلفية مريضة وخبيثة مصدرها البحث عن الزعامة بأي ثمن..
فلا يشرف الشهيد/الشهداء النظر الى عجزنا وضعفنا وأنانيتنا بعد كل هذه السنوات، بل والعقود..
ولا يرضى الشهيد/الشهداء أن تتنازعنا الأقلام والشعارات والأحلام..
ولا يروق الشهيد/الشهداء أن يراقب انجرافنا وراء هذا السيل الجارف أو انزلاقنا الى ذاك المنحدر العميق..
سنوات تبخرت، عمر مضى، فرص أهدرت، تضحيات وبطولات تستغيث..
بكلمة واحدة وصريحة، بل وجارحة: أين اختفت الأعداد الهائلة من "المناضلين"، على الأقل منذ السبعينات من القرن الماضي؟
هل "قدرنا" أن نكسر المعارك وأن ندمر المواقع المناضلة؟
إن المنطق النضالي، المنطق السليم، يقوم على تعزيز المعارك ودعمها وخلق مواقع/بؤر مناضلة جديدة. وأحيي بالمناسبة انخراط العديد من المعتقلين السياسيين بالسجون المغربية في المعركة التي دعا إليها مؤخرا المعتقلون السياسيون "على خلفية أحداث 8 مارس ببني بوعياش"، وذلك من منطلق نضالي بعيد عن الحسابات السياسوية الصغيرة والمدمرة.. فلن يكون مستقبلنا إلا في دعم المعارك النضالية والانخراط فيها والمساهمة في توفير شروط إنجاحها..
شعبنا رائد، شعبنا حاضر.. تجارب تاريخية قوية.. قبل محمد بن عبد الكريم الخطابي وبعده.. قبل المقاومة وجيش التحرير وبعدهما.. قبل هذه الحركة/المنظمة أو تلك.. قبل هذا الشهيد وبعده.. وقبل هذا البطل وبعده..
أيننا نحن من النضالات المتفجرة خارج السجون وداخلها!!
أيننا من التردي الاقتصادي والاجتماعي المستفحل!!
أيننا من الهجوم الكاسح على القوت اليومي وعلى كرامة الكادحين (الشغل، الصحة، التعليم، السكن...) !!
أيننا من إجرام النظام في حق العمال والفلاحين والطلبة والمعطلين وفي حق أوسع الجماهير الشعبية المضطهدة في العيش الكريم، ومن القمع الأسود المتزايد باضطراد، أخره قمع وقفات الاستنكار والتنديد بعفو الملك على المجرم دانييل كالفان!!
أيننا من تحالفات النظام مع الرجعية والصهيونية والامبريالية؟
أيننا من نصرة القضايا العادلة، قضايا الشعوب المضطهدة، وفي مقدمتها قضية الشعب الفلسطيني!!
أيننا من الخيانات والتواطؤ ومناورات القوى السياسية والنقابية المتخاذلة!!
أيننا من الساحة السياسية البئيسة، "المخوصصة" والممتلئة بالدينصورات والدمى والكراكيز؟
من إيكس-ليبان الى بنكيران..
حدث ما حدث بتونس، وحدث ما حدث بمصر، وحدث ما حدث ويحدث هنا وهناك..
وحدثت لدينا انتفاضة الريف وانتفاضة 23 مارس وانتفاضة أولاد خليفة وانتفاضة 20 يونيو وانتفاضة يناير وانتفاضة دجنبر وانتفاضة صفرو وانتفاضة إيفني وانتفاضة تازة وانتفاضة 20 فبراير المستمرة بطنجة والحسيمة وبني بوعياش والدار البيضاء وفاس وبالعديد من المدن والقرى المغربية الأخرى..
شهداء ومعتقلون وتضحيات بطولية..
دروس ووصايا.. دم ودموع..
لكن، أيننا من أنفسنا أولا، ومن رفاقنا ثانيا!!
لماذا نجتهد لنختلف؟ لماذا نبدع لنفترق؟ لماذا نضع الحواجز أمام تقدمنا؟ لماذا نتجند لطعن المناضلين بسيوف الافتراء والكذب والدعايات المغرضة؟ لماذا نهدر الجهد لتقديمهم قرابين لأعدائهم؟ كيف نقبل بالبعيد (الإصلاحي الانتهازي والتحريفي...)، وأحيانا بالوهم، ونصد الباب أمام القريب (المناضل المبدئي والميداني...)؟
إنه الفهم المغلوط للصراع والتعاطي الانتهازي والانتقائي مع القضايا المطروحة.. إنها النرجيسية البورجوازية الصغيرة المتفشية في صفوف أشباه المناضلين..
فلا يكفي أن نقف ضمن الواقفين (سواء في الشارع أو في النيت) أو أن نصمد ضمن الصامدين (سواء في الشارع أو في النيت) أو أن نتضامن ضمن المتضامنين (سواء في الشارع أو في النيت).. ولا يكفي أن نقمع ضمن المقموعين أو أن نهرب ضمن الهاربين..
لقد وقف من وقف بهذه المناسبة أو تلك (سواء في الشارع أو في النيت) ، وتفرق من تفرق بهذه المناسبة أو تلك. لكن، ماذا بعد؟ ما العمل؟
إنه لا يكفي مرة أخرى، أن نشهر "لا" كعنوان للطهارة المزيفة، وأن نغرق في مستنقع الصمت وصالونات "اللمز والغمز"..
24 سنة مرت على استشهاد الرفيق عبد الحق شباضة (19 غشت 1989)، ماذا تعلمنا من الشهيد؟ ماذا تحقق على أرض الواقع بعد كل هذه المدة الطويلة؟ لا أقول لم يتحقق أي شيئ. لكن، ما تحقق لا يؤثر في موازين القوى السياسية ولا يعكس حقيقة التضحيات التي قدمت والمجهودات التي بذلت.. ولا يعبر عن متطلبات التأثير في الصراع الطبقي ببلادنا..
طبعا، لن نضع أيدينا في الأيادي الملطخة بدماء شهدائنا أو في الأيادي المتورطة في المؤامرات ضد كادحي شعبنا أو الأيادي التي تعانق هذا الواقع وتقبل به تحت أي مساحيق أو توابل.. إنه الخط الأحمر.. خط النار..
إن التحدي الأول الذي يحاصرنا الآن هو وضع اللبنات الأولى لجمع الشتات وتنظيم الذات والتجدر في الواقع ومواجهته في شتى مستوياته.. إنه تحدي وقف النزيف.. إنه تحدي الفرز وفضح المستفيدين من "اللافعل" والمتمترسين في أبراجهم (النيت والأسماء المستعارة) وراء الشعارات الجوفاء والكلمات الطنانة.. فليس ماركسيا من يحفظ (وفقط يحفظ) عن ظهر قلب كتب ماركس.. وليس لينينيا من يردد "ببغائيا" وتباهيا مقولات لينين.. إن ماركس أو لينين أو غيرهما ليسوا في حاجة الى تملقنا أو انبهارنا.. وسنسيء إليهم من خلال الانتماء القسري والمشوه الى إنتاجاتهم العظيمة..
إن قوة المناضلين تكمن في تجسيد تراث هؤلاء الرموز على أرض الواقع في ديناميته وحركيته وفي تعقيداته السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية. وهو ما يستدعي إعمال المقولة العلمية الشهيرة التي تردد تعسفا في جل الكتابات "التحليل الملموس للواقع الملموس"..
ولنعلم، أن الفرد، مهما يعلو شأنه، لن يستطيع توقيف حركة التاريخ أو لي عنقها. ولا داعي للتنقيب عن المشاجب لتعليق فشلنا أو ضعفنا عليها. إن الساحة السياسية مفتوحة أمام الجميع، إنها المحك الحقيقي والمؤشر الدال على مدى سداد/صواب أو خطأ خطنا أو رأينا أو موقفنا أو ممارستنا..
إن الكادحين ليسوا في حاجة الى "عطفنا" أو "طيبوبتنا"، وليسوا في حاجة الى تناحراتنا المرضية..
إن الارتباط المطلوب بالكادحين، من عمال وفلاحين فقراء وطلبة ومعطلين (...) هو تنظيمهم بعد تنظيم الذات.. وهو تأطيرهم بعد تأطير الذات.. ليكون وقوفنا وقوفهم، وليكون صمودنا صمودهم، وليكون تضامننا تضامنهم.. ولتكون ثورتنا ثورتهم..
نريد الصدق النضالي والالتزام الذي يعزز الثقة بكل معانيها، بما في ذلك الأخلاقية.. نريد المسؤولية التي تربي على التضحية والاستمرارية.. نريد الاجتهاد الذي ينطلق من الحقيقة ويحترم المناضلين ويعطي المعنى والمصداقية للوحدة النضالية.. نريد المبادرات النضالية العملية التي تفتح الآفاق الثورية ببلادنا.. نريد المناضلين الحقيقيين المخلصين لقضية شعبنا..
ولا نريد موقف الليل الذي يمحوه النهار، ولا موقف النهار الذي يمحوه الليل.. لا نريد النقاشات الشاردة والعقيمة، ولا نريد النميمة السياسية وتصفية الحسابات، ولا نريد الأتباع والمريدين المهووسين بالتقديس وعبادة الأفراد..
إنه لا معنى بعد الآن أن نراكم الفشل وأن نخطئ الموعد مع التاريخ ومع الشهيد/الشهداء.. إنه لا معنى أن نكرر أخطاءنا أو أخطاء غيرنا.. إنه لا معنى أن نقبل بعجزنا وعزلتنا، بل وأن نعمق جراحنا وجراح شعبنا..
نعلم أن الطريق ليس مفروشا بالورود.. نعلم أن الخناجر المسمومة تترصدنا بالليل والنهار.. نعلم أن النظام وأزلامه في كل الأزقة والمنعرجات..
نعلم أن دعوتنا ستحيي "الموتى" المتعطشين الى دمنا والى افتراس لحمنا..
إننا لا نعطي الدروس، إننا نستوعب الدروس..
فليشهد التاريخ في ذكرى شهيدنا/شهدائنا..



#حسن_أحراث (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لماذا قمع حركة 20 فبراير بالرباط؟
- دروس شعب مصر العظيم
- رسالة مفتوحة الى الجمعية المغربية لحقوق الإنسان
- معتقلون سياسيون يعانون في صمت
- الملك والقضاء والاتحاد الاشتراكي
- النقابات تفضح الأحزاب (المغرب)
- العدالة والتنمية (المغرب): حزب التماسيح
- من أجل انتفاضة شعبية لتقرير مصير الشعب المغربي
- حزب العدالة والتنمية (المغرب) يضرب هذه المرة بعصا التفرغ
- ندوة طنجة (02/12/2012): أي عمل نقابي نريد وما هي آفاقه؟
- تقرير المجلس الوطني لحقوق الإنسان حول السجون: در الرماد في ا ...
- مقرر الأمم المتحدة الخاص بالتعذيب: أي مسؤولية للحركة الحقوقي ...
- الحركة الحقوقية المغربية في ميزان عائلة الشهيد أيت الجيد
- منع التضامن مع المعتقلين السياسيين!!(المغرب)
- آن الأوان لتأسيس تيار ماركسي لينيني مغربي
- حفدة بن عبد الكريم الخطابي في مواجهة حفدة الاستعمار
- ندوة -وحدة اليسار... الآن-
- حركة 20 فبراير والاعتقال السياسي (المغرب)
- عن ندوة حول الاعتقال السياسي بأسفي (المغرب)
- الصراع المتواصل ضد البيروقراطية (المغرب)


المزيد.....




- الفصائل الفلسطينية بغزة تحذر من انفجار المنطقة إذا ما اجتاح ...
- تحت حراسة مشددة.. بن غفير يغادر الكنيس الكبير فى القدس وسط ه ...
- الذكرى الخمسون لثورة القرنفل في البرتغال
- حلم الديمقراطية وحلم الاشتراكية!
- استطلاع: صعود اليمين المتطرف والشعبوية يهددان مستقبل أوروبا ...
- الديمقراطية تختتم أعمال مؤتمرها الوطني العام الثامن وتعلن رؤ ...
- بيان هام صادر عن الفصائل الفلسطينية
- صواريخ إيران تكشف مسرحيات الأنظمة العربية
- انتصار جزئي لعمال الطرق والكباري
- باي باي كهربا.. ساعات الفقدان في الجمهورية الجديدة والمقامة ...


المزيد.....

- سلام عادل- سيرة مناضل - الجزء الاول / ثمينة ناجي يوسف & نزار خالد
- سلام عادل -سیرة مناضل- / ثمینة یوسف
- سلام عادل- سيرة مناضل / ثمينة ناجي يوسف
- قناديل مندائية / فائز الحيدر
- قناديل شيوعية عراقية / الجزءالثاني / خالد حسين سلطان
- الحرب الأهلية الإسبانية والمصير الغامض للمتطوعين الفلسطينيين ... / نعيم ناصر
- حياة شرارة الثائرة الصامتة / خالد حسين سلطان
- ملف صور الشهداء الجزء الاول 250 صورة لشهداء الحركة اليساري ... / خالد حسين سلطان
- قناديل شيوعية عراقية / الجزء الاول / خالد حسين سلطان
- نظرات حول مفهوم مابعد الامبريالية - هارى ماكدوف / سعيد العليمى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الشهداء والمضحين من اجل التحرر والاشتراكية - حسن أحراث - الشهيد عبد الحق شباضة (المغرب): مغزى الذكرى