أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - سعد السعيدي - دماء على ايدي وزراؤنا....















المزيد.....

دماء على ايدي وزراؤنا....


سعد السعيدي

الحوار المتمدن-العدد: 4183 - 2013 / 8 / 13 - 23:31
المحور: الارهاب, الحرب والسلام
    


صدر منتصف عام 2010 كتاب بعنوان " دماء على ايدينا - الغزو الامريكي للعراق وتدميره ", للمؤلف البريطاني نيكولاس ديفيس قام بالتقديم له يومها الصحافي الامريكي ظاهر جميل وهو التقديم الذي نعتمده هنا (رابط الكتاب اسفل المقالة). يغطي الكتاب السياسة الامريكية تجاه العراق والتي امتدت لعقود قبل ان تنتهي باحتلاله وتدمير بنيته التحتية والتسبب بآلام لا تحصى لشعبه. يقول الصحافي الامريكي بان الكاتب قد قام بتحليل ممتاز حول دوافع الولايات المتحدة والاساليب التي استخدمتها لتدمير العراق.
والكتاب بحسب الصحافي موجه اساسآ لحكومة الولايات المتحدة داعيآ اياها للعودة للشرعية الدولية والكف عن التصرف عن ان لديها تفويضآ لوضع نفسها فوق القانون وفوق هذه الشرعية.

في احد فصوله يشير الكتاب الى التقاليد العلمانية القوية في العراق وغياب الصراعات المذهبية والدينية فيه. وكيف كانت هذه الخلفية تشكل اكبر تهديد لتنفيذ الاجندات الامريكية فيه. بعدها يوضح الكاتب كيف قام الاحتلال بتوظيف الخلاف السني الشيعي لغرض خلق ما جرى تسميته بالصراع الدموي السني الشيعي , والارتكاز عليه كذريعة لغرض تأمين استمرار الاحتلال. وجرى بعدها التمويه على الرأي العام لغرض تسويق هذه الكذبة. كذلك غطى الكتاب الكثير من الابواب الاخرى منها ما يتعلق بتاريخ صدام حسين كعميل للمخابرات الامريكية منذ شبابه ودوره في العراق , ومنها ما يتعلق بما اسماه الكاتب باكذوبة الزرقاوي الذي خلقته ماكنة إعلامية شديدة الاحتراف.

لكن ما يهمنا هنا في الكتاب هو ما يستعرضه بالتفصيل فيما يتعلق بتأسيس ما سمي بفرق الموت والتي بدأت قصتها عام 2004. فيبدأ باساس الحكاية وهو وصول حكومة اياد علاوي للحكم بالتزامن مع وصول نغروبونتي كسفير للولايات المتحدة الامريكية الى العراق في حزيران نفس السنة. وتعيين فلاح النقيب ( وهو عضو في حركة الوفاق يحمل الجنسية الامريكية له صلات وثيقة بالمخابرات الامريكية السي آي ايه ) كوزير للداخلية. ثم يورد الكاتب معلومة فيذكر بان النقيب قد عين احد اقاربه الذي كان برتبة لواء في الجيش العراقي السابق ومسؤولآ سابقآ بحزب البعث اسمه عدنان ثابت لقيادة قوة عسكرية انشأت حديثآ (من عناصر منتقاة من فيلق بدر الذي دمج في قوات وزارة الداخلية) اسمها مغاوير الداخلية. وكان معروفآ عن اللواء ثابت تردده على السفارة الامريكية بانتظام.

كانت هذه القوة تقع تحت الاشراف المباشر للوزير فلاح النقيب ولشخص امريكي آخر اسمه ستيفن كاستيل كان يعمل كمستشار لوزارة الداخلية. وكان كاستيل يرسل تقاريره مباشرة للسفير نغروبونتي. يشير الكاتب الى ان مهمة تدريب هذه القوة قد انيطت للعقيد جيمس ستيل. وستيل هذا كنغروبونتي كان مشرفآ سابقآ على "الحروب القذرة" التي ابتدعتها الولايات المتحدة في كمبوديا وامريكا الوسطى. يذكر الكاتب ديفيس بانه عند نهاية العام 2004 كانت نشاطات ما سمي بفرق الموت تتصاعد وكانت تتسبب بقتل قرابة 3000 عراقي شهريا.
يقول الكاتب بان هذه السياسة الامريكية كانت تهيء لعاصفة العنف المثالية لخدمة اهدافها السرية والتي استمرت لنحو ثلاث سنوات بعد اول انتخابات عامة في البلاد حيث اثبتت بانها الاشد فتكآ لفترة الاحتلال الامريكي في العراق.

الآن لماذا نتكلم عن هذا الموضوع الذي يعرفه الجميع في العراق تقريبآ ؟

قبل عام تقريبآ ظهر في احدى البرامج التلفزيونية (شهادة للتاريخ) وزير الداخلية الأسبق بيان جبر صولاغ وهو يتحدث عن فترة توليه الوزارة والاحداث التي مرت له خلالها. وقد لاحظنا كما لاحظ الكثيرون الانتقائية التي كان الوزير الأسبق يسرد الاحداث من خلالها. إذ كان يذكر بعضها بالتفصيل مع كشف لبعض الاسرار , بينما يلتزم الصمت المطبق حول اخريات لا تقل اهمية مثل قضية فرق الموت هذه التي روعت البلد لسنوات. وكان قد ذكر عرضآ معرفته بنغروبونتي واللواء ثابت , وذكر كذلك اجتماعاته الاسبوعية التي كان يعقدها مع جنرالات الجيش الامريكي آنذاك كدمبسي وبترايوس. وقبل الولوج اكثر في الموضوع اضع تسلسلآ تاريخيآ مختصرآ لوزراء الداخلية الذين تعاقبوا على المنصب منذ احتلال العراق وسقوط النظام السابق :

نوري البدران - مجلس الحكم (ايلول 2003 - نيسان 2004)
سمير الصميدعي - مجلس الحكم (نيسان 2004 - حزيران 2004 )
فلاح النقيب - حكومة علاوي (حزيران 2004 - نيسان 2005)
جبر صولاغ - حكومة الجعفري ثم المالكي (نيسان 2005 - ايار 2006)
جواد البولاني - حكومة المالكي الثانية (2006 - 2010)

ما يهمنا هنا هو فترة استيزار الاخيرين في الداخلية بسبب ظهور ممارسات فرق الموت هذه بقوة الى العلن خلال فترة وزارتهما إذ يصبح من حقنا طرح الاسئلة حول حقيقة موقفهما من ممارسات هذه الفرق والتي كان يشتبه وبقوة ان قوات مغاوير الداخلية كانت إحدى الجهات التي كانت تقوم بعمليات الاعتقال والتعذيب والقتل.
وقد يحاول الوزير الأسبق صولاغ الالتفاف حول التجاوزات التي كانت تقوم بها قواته والتي كانت تتحرك طبقآ للخطط التي كان يشرف عليها (مثلما حاول ايهام المشاهدين في البرنامج المشار اليه). نسأله... هل يعقل ان وزيرآ للداخلية لديه اجهزة استخبارات فعالة كشفت له عن مجرمين متغلغلين في افواج الجيش (الفوج 16 في منطقة الدورة) , او مجرمين قتلة اتى بهم الاحتلال , او حتى اشخاصآ كانوا يقومون بتمويل الارهاب (مثل خميس الخنجر) كلها حسب ما كشفه في البرنامج... الادعاء بعدم معرفته بالجهات التي كانت تقوم باغتيال المواطنين بعد اختطافهم وتعذيبهم (بالدريل) وهي احداث شغلت الرأي العام المحلي والعالمي ممثلآ بفرق القتل هذه. وكان معروفآ ايضآ بانها هي من كان ترمي جثث ضحاياها المقتولين بالاعيرة النارية في الشارع داخل المدن وخارجها مع تفصيل يعرفه الجميع : فقد كانت اياديهم مقيدة للخلف بكلبجات (اي قيود) الحديد الخاصة بالشرطة. وكان ثمة شهود قد اسروا للكاتب قائلين بان الضحايا كان يجري توقيفهم من قبل قوات تلبس ثياب الشرطة وتجهيزاتها مثل الدروع الواقية ومسلحة بمسدسات غلوك تقود سيارات الدفع الرباعي التي تستخدمها الشرطة. فإن كان يعلم بهذه الجرائم التي كانت تقوم بها قواته (احدها الاكثر شهرة المسمى لواء الذئب) حيث بلغ عدد الضحايا من نصف المليون الى المليون حسب المصادر , فلماذا آثر الصمت كل هذه السنوات ؟
لقد سقط من جراء هذا العنف ضحايا مدنيون يعدون بمئات الالوف منهم اناس عاديون. وقد لوحظ ايضآ استهداف قوى المجتمع الحية بصورة خاصة مثل اساتذة الجامعات والناشطين والصحفيين والاطباء. يبدو ان لهذا ملفآ سريآ آخر (وما اكثرها) ما زال يحتفظ به الوزير الأسبق. ونسأله لماذا آثر السكوت عن هذه الجرائم ولم يتطرق اليها في مقابلاته التلفزيونية ؟ اين نتائج التحقيقات فيها ؟

مثل الوزير الاسبق صولاغ , لدينا ايضآ الوزير الاسبق جواد البولاني حيث كانت فترته ثرية بالاحداث. فهو لم يرث فقط الوضع العام المزري من سابقيه , انما "اضاف" اليه احداث ما زالت تداعيتها مستمرة , واخريات ما زالت طرية في النفوس.... مثل ملفات اجهزة السونار الكاشفة لكل شيء إلا المتفجرات وكذلك حادث اقتحام كنيسة سيدة النجاة والتي يدعي فيها بانه حرص بنفسه على تحرير الرهائن داخلها بينما الحقيقة التي يعرفها الجميع هو ان قواته لمكافحة الارهاب (السوات) كانت تقف متفرجة لساعات طوال خارج الكنيسة دون ان تبادر لاقتحامها ! .. وذلك بشهادة الناجين. لذلك فنحن نضع الوزير الاسبق البولاني داخل نفس إطار الحلقة التي وضعنا فيها سابقه ونوجه اليه نفس الاسئلة التي وجهناها على سلفه المتعلقة بالممارسات الاجرامية التي يشتبه ان قواته الامنية كانت تقوم بها : لماذا يؤثر الصمت على هذه الجرائم والتي هي جرائم حرب وجرائم ضد الانسانية , وهي التي يمكن ان تودي بمرتكبيها الى محكمة العدل الدولية ؟

المثير في الموضوع هو قيام الشرفاء من الصحفيين الاجانب والكتاب التقدميون بنشر تفاصيل هذه التجاوزات في الصحافة العالمية مع الاشارة الى خلفيات القائمين عليها. وقاموا بذكر الاماكن التي حدثت فيها معظم التجاوزات كسجون الداخلية السرية والعلنية (كالمكتبة العامة في سامراء التي حولت عام 2007 الى مركز للتعذيب ومسلخ بشري). ولم يكن يتوفر لايآ من هؤلاء الصحافيون إمكانيات وزارة الداخلية في البحث والتحري. ليس فقط انهم تمكنوا من كشف الحقائق الدامغة , بل جمعها ونشرها في كتب مثل هذا الذي ذكرناه في مقدمة المقالة عمل منها آخرين افلامآ وثائقية لاحقآ (انظر الرابط اسفل المقالة).

تقودنا التساؤلات عن هذه الممارسات الاجرامية في العراق والتي اثارت مخاوف منظمات حقوق الانسان في العالم الى طرح السؤال الآخر الذي يفرض نفسه تلقائيآ : ماذا عن مسؤولية رؤوساء الحكومات الذين توالوا على حكم العراق بعد الاحتلال في هذه التجاوزات والجرائم ؟ فإذا كانت مسؤولية "السفير" بريمر ( وضعنا كلمة السفير بين شارتين كون مقره الرسمي كان القصر الجمهوري! ) , ومسؤولية اول رئيس وزراء (انتقالي) بعده اي اياد علاوي واضحة حيث كتب الكثير عنه , فان مسؤولية رؤوساء الوزارات اللاحقين وهما ابراهيم الجعفري ونوري المالكي عن هذه الاحداث لم تكشف ابدآ وتحاشى تسليط الضوء عليها وجرى تغييبها بشكل كامل , قد يكون مقصودآ.

ما دور مسؤولي الدولة المذكورة اسمائهم هنا في إرساء العنف الطائفي والتستر على مرتكبيه ؟ ان من العار على اي مسؤول حكومي التغطية على قتلة الشعب العراقي. وللوزراء السابقين نقول انه من العار عليهم التستر على هؤلاء القتلة والكذب على شعبهم. فالتغطية والتستر على الاجرام يجعل من صاحبه مشاركآ فعليآ فيه. لذلك فنحن ننتظر منهم الاجابات...فهل سنحصل عليها ؟

رابط الكتاب
“Blood on Our Hands”
http://dahrjamail.net/blood-on-our-hands


الفيلم الوثائقي جيمس ستيل رجل أمريكا الغامض: وثائق عن صلة البنتاغون بمراكز التعذيب في العراق
James Steele: America s mystery man in Iraq - Full Documentary
http://www.youtube.com/watch?v=_ca1HsC6MH0



#سعد_السعيدي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حول عملية اقتحام سجن ابو غريب
- استعدادآ للإنتخابات القادمة.... بضعة ملاحظات
- مسافة خطوتان : علاقة مفجري بوسطن بالمخابرات المركزية الامريك ...
- هل تقول حكومة المالكي الحقيقة حول موضوع الحدود مع الكويت ؟
- الإرهاب بوجه إنساني : تاريخ فرق الموت الأمريكية
- تقرير منظمة العفو الدولية لعام 2011 العراق
- هل فعلآ جرى قصف لمدينة حلفاية ؟
- اعداد قتلى حرب العراق تتجاوز أرقام حرب فيتنام
- نطالب بإقالة اسامة النجيفي وتقديمه للمحاكمة
- هؤلاء هم رؤوس لوبي الخصخصة في مجلس النواب فتذكروهم عند الانت ...
- هل شركات عقود الكهرباء وهمية ام لا ؟
- اما آن الاوان لمطالبة ايران بدفع التعويضات للعراق ؟


المزيد.....




- بعد جملة -بلّغ حتى محمد بن سلمان- المزعومة.. القبض على يمني ...
- تقارير عبرية ترجح أن تكر سبحة الاستقالات بالجيش الإسرائيلي
- عراقي يبدأ معركة قانونية ضد شركة -بريتيش بتروليوم- بسبب وفاة ...
- خليفة باثيلي..مهمة ثقيلة لإنهاء الوضع الراهن الخطير في ليبيا ...
- كيف تؤثر الحروب على نمو الأطفال
- الدفاع الروسية تعلن إسقاط 4 صواريخ أوكرانية فوق مقاطعة بيلغو ...
- مراسلتنا: مقتل شخص بغارة إسرائيلية استهدفت سيارة في منطقة ال ...
- تحالف Victorie يفيد بأنه تم استجواب ممثليه بعد عودتهم من موس ...
- مادورو: قرار الكونغرس الأمريكي بتقديم مساعدات عسكرية لأوكران ...
- تفاصيل مبادرة بالجنوب السوري لتطبيق القرار رقم 2254


المزيد.....

- كراسات شيوعية( الحركة العمالية في مواجهة الحربين العالميتين) ... / عبدالرؤوف بطيخ
- علاقات قوى السلطة في روسيا اليوم / النص الكامل / رشيد غويلب
- الانتحاريون ..او كلاب النار ...المتوهمون بجنة لم يحصلوا عليه ... / عباس عبود سالم
- البيئة الفكرية الحاضنة للتطرّف والإرهاب ودور الجامعات في الت ... / عبد الحسين شعبان
- المعلومات التفصيلية ل850 ارهابي من ارهابيي الدول العربية / خالد الخالدي
- إشكالية العلاقة بين الدين والعنف / محمد عمارة تقي الدين
- سيناء حيث أنا . سنوات التيه / أشرف العناني
- الجدلية الاجتماعية لممارسة العنف المسلح والإرهاب بالتطبيق عل ... / محمد عبد الشفيع عيسى
- الأمر بالمعروف و النهي عن المنكرأوالمقولة التي تأدلجت لتصير ... / محمد الحنفي
- عالم داعش خفايا واسرار / ياسر جاسم قاسم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - سعد السعيدي - دماء على ايدي وزراؤنا....