أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عبدالنبي فرج - ‘جسد في ظل’ لعبد النبي فرج: كسر افق التوقع














المزيد.....

‘جسد في ظل’ لعبد النبي فرج: كسر افق التوقع


عبدالنبي فرج

الحوار المتمدن-العدد: 4183 - 2013 / 8 / 13 - 15:55
المحور: الادب والفن
    


‘جسد في ظل’ لعبد النبي فرج: كسر افق التوقع


يمكننا-بداية- أن نتوقف أمام العنوان ‘جسد في ظل’ وسوف تلفتنا صفتا الإفراد والتنكير في مفردتي ‘جسد’ و’ظل’ وتلازم هاتين الصفتين يدفع بالإفراد إلى الدلالة على الجمع فنحن أمام أجساد وليس جسدا واحدا، ويبدو بعضها شهوانيا أو عاجزا أو مخنثا أو بدائيا فطريا أو مقهورا من قبل الآخر، وبالتالي فنحن أمام ظلال متباينة، فلكل جسد ظل الخاص أو عالمه السري أو حجابه الذي يفصله عن العالم/الآخرين.
والراوي نفسه من هذه الشخصيات، مشاركا في الحدث غالبا ومراقبا له في بعض الأحيان من الخارج، وطبقا لبعض التصنيفات السردية يمكن القول انه شخصية تعيش داخلها أكثر مما تعيش واقعها، تستبطن واقعها وتستحضر هواجسها ومخاوفها. وقد انعكس هذا فنيا من خلال هيمنة ‘المنولوج’واستخدام ضمير المتكلم في العديد من قصص المجموعة، مما يجعل الراوي قريبا من شخصية الكاتب، قريبا منه وليس متماهياً معه. فالحقيقة أن الكاتب يجنح إلى كسر اعتيادية الواقع ومألوفيته صانعا درجات عالية من الغرائبية ‘الكفكاوية’ كما صرح في إحدى قصصه، مبتعدا عن ثيمة ‘التماهي الرومانسي وساخرا منه. وتبدي هذه السخرية في التحول من ضمير المتكلم الى ضمير المخاطب الذي يوحي بمواجهة الذات وتعريتها ‘ادع انك محب، وانك مريض لكي تنتمي بجدارة للرومانتيكي الذي تريده ‘ ‘جسد في ظل’ عبد النبي فرج ص23 أرابيسك 2011′-;-.
وفي بعض القصص التي يستخدم فيها ضمير الغائب يقوم بكسر الإيهام على الطريقة ‘البرختية’ التي تعد نقلة نوعية من دراما التجاوب الوجداني بين المتلقي وما يشاهده باعتباره قطعة من الحياة إلى ‘دراما’ الوعي أو تفعيل الحس النقدي العقلي على اعتبار أن ما يشاهده مجرد لعبة فنية يشارك فيها الجميع (المؤلف الممثل المشاهد)، وهو الأمر الذي يبدو هنا أيضا بين الكاتب الحقيقي (عبد النبي فرج) والعمل الأدبي والقارئ. ولهذا لم يعد غريبا أن يتوقف السرد لنقرأ مثل هذا التعليق ‘ يا عبد النبي قلت في بداية القصة انه قتل الأفعى واخذ سمها وقتل به شمندي فهل هذه حيه أخرى؟صـ 48.
ومن الثيمات الواضحة في هذه المجموعة ‘المزج’ بين ‘الجاد’ و’الهزلي’ أو بين المأساوي والشخصاني الجزئي المؤقت بحيث يبدو وضعها في سياق واحد من قبل ‘الكوميديا السوداء ‘ أو اعتياد المأساة. نقرأ مثلاً في قصة ‘زفرة المحب الأخيرة’ هذا الفحص الذي يكاد يؤدي الى الجنون، ليس مرده بالتأكيد هذا الهوس بالقتل في أفغانستان أم العراق، هذا الاحتفال اليومي الذي وقوده أجساد عراة تطير في السماء بلا أجنحه، ولكن شيئا أكثر جوهرية وعمقا وهو الحر اللزج الذي يجعلني أكاد اختنق بالفعل صـ36 . أن جعل الحر اللزج شيء أكثر جوهرية وعمقا من الهوس بالقتل’ يكسر أفق التوقع والمعتاد ويدعم حس المفارقة. وفي موضع أخر من القصة نفسها يتصاعد الحس الهزلي الساخر حين تعلق العروس على قتل عريسها، وهو قتل غرائبي بامتياز بقولها ‘حبيبي له في الغرام حاجة ‘صـ36.
وامتدادا لهذا نجد ما يمكن ان نسميه بالانتقالات الشعورية المباغتة، فبعد أن كانت الأم مثلا في قصة ‘عايدة يوسف3′-;- تهدد بحرق نفسها بسبب ما قالته عايدة ابنتها نجدها فجأة تبتسم لها وتنظر إليها في خبث وتغني مطلع احدى الأغنيات العاطفية صـ26.
وفي نهاية قصة ‘عايدة يوسف 2′-;- تظهر الاستفادة واضحة من حكايات الغربة عن عالم الأرواح والشخصيات الغريبة التي تظهر فجأة وتختفي فجأة متخذة شكل كائنات أخرى صـ21. وتبدو اغلب قصص هذه المجموعة مقسمة الى مشاهد مكتملة يمكن أن تقوم بذاتها كوحدة قصصية تامة الدلالة، وغالبا ما تنتهي هذه المشاهد بالقتل الدامي العنيف كما تبدو في بعض القصص صنعة ‘التجريد’. فقصتا ‘الكائن’ و’عجوز′-;- مثلا ويكون الكلام عن الشخصيات من خلال صفتها الرئيسية وليس من خلال تحديد الاسم أو تحديد المكان الله ألا على سبيل العموم.
أن هذه العمومية نفسها نجدها صفة بارزة للمكان، فنحن لا ندرك على وجه التحديد ما هي هذه القرية التي تعد مسرحا لأغلب شخصيات القصص وإحداثها ولا يبرز فيها ألا ‘الدكان’ الذي هو مكان عمل الراوي والنافذة التي يطل منها على العالم، والسرايا بغموضها وشخصياتها الغريبة ..الدكان يقع في قلب الحياة والسرايا تقع على أطرافها بعيده منعزلة مظلمة وربما عادلت القبر، هناك دائما شيء غريب ومريب وأحداث مفاجئة مباغتة لا تتوقعها.
وشخصيات المجموعة كلها تقريبا تعاني من نقص ما، ونقص يطاردها ويقضي عليها في النهاية، نقص مباغت لا تدل عليه الشواهد الظاهرة أو نقص صريح ظاهر للعيان، أو نقص تكتشفه الشخصية فجأة مستعيده مأساة ‘هاملت’ بسبب المعرفة’المعذبة’ التراجيدية، فمجرد النظر الى المرآة يقلب حياة الشخصية ويبدل أحوالها حيث يكتشف التجاعيد التي غزت وجهه والأسنان التي تساقطت، فيصرخ ذاهلاً من سرق عمري؟ وهو يقتفي أثر صورة جميلة انطبعت في ذاكرته وضاعت الي الأبد صـ114.
عبد النبي فرج كاتب متميز موهوب، لا ترى أثرا لأصوات الآخرين عليه فهو يكتب نفسه، وهذا يكفيه لأنها نفس ثرية ومبدعة ومتفردة.



#عبدالنبي_فرج (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- السريالى الأخير
- بيان للتوقيع ضد الانقلاب العسكري فى مصر
- هذا هو أسمي
- 30 يونيو والاختيار الصعب
- تطوير وزارة الثقافة
- د علاء عبد العزيز وزير الثقافة
- ضد تولى صابر عرب حقيبة الثقافة
- يسري عبدالله يكتب عن لعبة الجنرال والشيخ في رواية مزرعة الجن ...
- عجوز
- الاشارات
- الكاميرا
- حوار مع د عبدالمنعم تليمة
- حوار مع الروائي المصري ادوار الخراط (2)
- الحرِّيق
- حوار مع الروائي المصري يوسف ابوريا
- شجرة تين جافة
- حوار مع الروائي المصري يوسف القعيد
- حرائق
- حوار مغ الروائي مصطفي ذكري
- شذوذ


المزيد.....




- -بنات ألفة- و-رحلة 404? أبرز الفائزين في مهرجان أسوان لأفلام ...
- تابع HD. مسلسل الطائر الرفراف الحلقه 67 مترجمة للعربية وجمي ...
- -حالة توتر وجو مشحون- يخيم على مهرجان الفيلم العربي في برلين ...
- -خاتم سُليمى-: رواية حب واقعية تحكمها الأحلام والأمكنة
- موعد امتحانات البكالوريا 2024 الجزائر القسمين العلمي والأدبي ...
- التمثيل الضوئي للنبات يلهم باحثين لتصنيع بطارية ورقية
- 1.8 مليار دولار، قيمة صادرات الخدمات الفنية والهندسية الايرا ...
- ثبتها أطفالك هطير من الفرحه… تردد قناة سبونج بوب الجديد 2024 ...
- -صافح شبحا-.. فيديو تصرف غريب من بايدن على المسرح يشعل تفاعل ...
- أمية جحا تكتب: يوميات فنانة تشكيلية من غزة نزحت قسرا إلى عنب ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عبدالنبي فرج - ‘جسد في ظل’ لعبد النبي فرج: كسر افق التوقع