صالح سليمان عبدالعظيم
الحوار المتمدن-العدد: 4183 - 2013 / 8 / 13 - 12:59
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
وائل قنديل لمن لا يعرفه صحفي في جريدة الشروق مشايع للإخوان، أو يمكن القول بأنه إخواني. حقه أن يكون ما يريد، ولكن ليس من حقه أن ينشر سموم الكتابة وأكاذيبها ، ويبث عدوانيته عبر قناة الجزيرة ليل نهار متهما كل من تطوله يده بالخيانة والعمالة والإنقلاب. أول مرة أرى ضيفا يأتي لإحدى القنوات مدججا بالأسلحة والعداء تجاه البلد التي ينتمي لها، وتجاه الضيوف. تجده لا ينظر للضيف المقابل له، بل ويتجاهله تماما، كل ما يهمه، فقط، بوجهه الهتشكوكي العجيب، أن ينثر علينا عبارات السباب، وسيل القاذورات الذي لا ينقطع. صحيح أن هناك العديد من القاذورات الأخرى في الجانب الآخر، لكن الأمر هنا، يستدعي الفضح، من حيث أن هذا الصحفي وقرينه هويدي لا يجب أن يدعيا البطولة، وينشرا الأكاذيب.
آخر هذه الأكاذيب مقالته عن "هلاوس ليلة الفض" الشروق، 13/8/ 2013، ويقصد بها فض اعتصامي رابعة والنهضة. يتحدث عن هذين الاعتصامين بصورة مشرقة ويبرزهما بأنها تحديا كل الصعاب والإفتراءات في مواجهة الإعلام الكاذب، وفي مواجهة الإنقلابيين والنخب الكاذبة المدعية. يحدث ذلك وهو فعلا يتجاهل حجم الإعتصامين. بالمناسبة في فجر اليوم لم تكن أعداد المصلين تتجاوز عدة صفوف قليلة جدا أمام المنصة، واستغربت أين ذهب هؤلاء الذين يدعون الاعتصام والثورة والشرعية. بالمناسبة لم يتحدث السيد قنديل عما يحدث في رابعة من تعذيب موثق للمعارضين ومن يتم إلقاء القبض عليهم، كما لم يتحدث عن الإعتداء على السكان، وغلق مستشفى رابعة لصالح جماعة عدوانية ومتأسلمين متطرفين. ولماذا يتجاهل الجماعات اجهادية في سيناء. بصراحة وكما نقول بالمصري "الشرعية أكلت دماغه"، فلقنا السيد قنيدل بالشرعية، وهى كلمة مهلهلة ليس لها من رصيد في مجتمعات مازالت تحكمها الأمية، ناهيك عن غطرسة الإسلام السياسي، وحكامه ممن على شاكلة السيد محمد مرسي، وجماعاته ممن على شاكلة جماعة الإخوان المسلمين وحزب النور وغيرهما.
إذا أراد المرء أن ينتقد فعليه أن يتحلى بقدر ما من المضوعية ويبرز الأخطاء شاملة وكاملة وصحيحة، ولا يوجه زاوية الكاميرا نحو ما يريد إبرازه. فأن يصبح فض اعتصام الإخوان هلاوس، فهو محض افتراء لصورة أصبح معها الملايين من المصريين لا يشعرون بأى ذنب، على عكس افتراءات السيد قنيدل، وهم يرون السقوط المدوي لجماعة الإخوان المتطرفة، بل أزعم أن المصريين يدفعون بحكومتهم وجيشهم من أجل فض الإعتصام بالقوة بغض النظر عن أعداد الضحايا. وعلى ما يبدو أن هلاوس السيد قنديل لا تجعله يسمع أو يرى إلا أقرانه ممن هم على شاكلة فهمي هويدي والعوا ومحمد عمارة، هنا يتكلس العقل ولا يرى إلا ما يريد أن يراه، ولا يسمع إلا ما يريد أن يسمعه. حمى الله مصر من هلاوس هؤلاء، ورزقهم بفض بكارة عقولهم الجوفاء.
#صالح_سليمان_عبدالعظيم (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟