أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حامد الزبيدي - نيرون بغداد















المزيد.....

نيرون بغداد


حامد الزبيدي

الحوار المتمدن-العدد: 4183 - 2013 / 8 / 13 - 01:34
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


لقد حولت التفجيرات التي حدثت في اخر يوم من ايام عيد الفطر .... بغداد الى كرة من لهب ودخان ...تتدحرج على اشلاء متفحمة واجساد تئن تحت الحطام واعضاء اطفال متناثرة في كل اتجاه .....وصرخات الامهات تشق وجه السماء ........ ليلتفت العالم كله الى شعب يسحق خارج جدران المنطقة العازلة ..... فنيرون بغداد خربها وكعد على تلها ......
منذ عام 2006 للان لم يحدث ان امتلك الارهاب زمام المبادرة .....كما يحدث الان .....حيث يتحرك بحرية وامكانيات احدث من خلال السرعة في التحرك بين المناطق والمحافظات ومن خلال الكم الهائل من قوة التفجيرات التي تقتل العراقيين ..... كما ان العمليات النوعية التي نفذتها قوى الارهاب على مستوى عالي من التخطيط والتنفيذ هي مؤشر على تطور الصراع وتفوق الارهاب على الدولة العراقية الغارقة في الخلافات الطائفية والعرقية .
لقد اعد هذا السيناريو للعراق في دوائر الcia ....ذالك ان العامل الاساس والذي لم يخرج عن مساره هو ما اصطلح عليه كذبا وبهتانا بالعملية السياسية ..... والشكل المسرحي للدولة ... الا ان هذه الدولة هي دولة افتراضية اكثر منها واقعية بدليل انها غير مؤثرة وفاعلة على الارض ..رغم وجود عناوين لها واسماء واشخاص بعينهم .....لكن ما يدعوا العراقيين للتحدث الان والمطالبة بالتغير هو الكم الهائل من القتل الذي لم يتوقف للحظة .... وانتشاره على خارطة العراق واستثناءا بالطبع اقليم كردستان ...المحاط بالعناية الالهية والمعجزة الكونية والامن المبارك فيه من القوى الكبرى في العالم اولا ..... ومن قوى الارهاب الاقليمية ثانيا ....
ان الذي يحدث ... يحرج الكثير من الاطراف واولها امريكا التي تدعي انها الراعية للعملية السياسية في العراق ذلك ان كل المبررات التي قادت امريكا لاحتلال العراق قد تعرت واتضح للعالم زيفها ...الامر الذي يضيف اعباءا على الادارة الامريكية ..التي بذلت اموالا وجهودا كبيرة لتصوير الاحتلال على انه تحريرمن قبضة البعث المجرم وارساءا لنهج ديمقراطي يمكن تصديره الى دول الربيع العربي لاحقا بعد استقرار الاوضاع فيها .... الا ان الاسلام السياسي الذي فاز في جميع الانتخابات التي اجريت في العراق منذ عام 2003 حصد الفوز للاحزاب السياسية الشيعية والسنية الطائفية بامتياز والتي وجدت نفسها في تناقض كامل مع دستور فيه اكثر من اطلالة علمانية ... وكان لابد للامريكان من التفاهم مع من في السلطة من الاحزاب الدينية الحاكمة الشيعية والسنية كل على حدة لعدم اتفاق الطرفين على رؤيا وشكل الدولة وهويتها .... .... بمبدأ عملت الادارة الامريكية عليه وهو اسبح مع التيار الجارف افضل من السباحة عكسه ...ثم حتما ستصل لجرف ... ومنه تطور ادائك باتجاه مصالحك ....
ومعنى وجود احزاب شيعية على راس السلطة فأن هذا يشكل صداعا للملكة السعودية التي تعتبر الحكم السني في العراق بوابة الصد للزحف الايراني والتاثير الايراني على السعودية الوهابية وعلى شيعة السعودية .... كما ان مشروع الشرق الاوسط الكبير والذي يعلن عنه هذه الايام كمشروع خلاص للشعوب المضطهدة من قبل الانظمة الدكتاتورية .... يعلن عن ضرورة اقامة دولة سنية في اجزاء مهمة من سوريا وغرب العراق وممكن ان تكون في المستقبل القريب البديل عن فلسطين بالنسبة للاجئيي سنة 1948 المتواجدين في مخيمات لبنان وسوريا والاردن وفي اماكن اخرى من العالم .
وان جزء كبير من الدعم الذي تقدمه امريكا وتركيا وقطر والسعودية الى الارهابيين في سوريا في جزء منه يتجه لضرب الامن والاستقرار في العراق خدمة للمشروع الطائفي وتقويضا لمشروع بناء الدولة في العراق ...اذ ان امريكا التي تصرح انها ضد تقسيم العراق هي ضالعة في دعم الاكراد الانفصاليين عن الدولة المركزية وايضا هي تدعم الانفصاليين السنة منذ اكثر من ستة اشهر وهم يعتصمون في ساحات الانبار وتمنع رئيس الوزراء من توجيه اي ضربة عسكرية لهم ...... وبدلا من ان يكون الاعتصام ذو توجه وطني ليلتف حوله العراقيين جميعا تحول الى صوت طائفي يسيطر عليه الحزب الاسلامي الاخواني .... ليمارس دوره في الدعوة لتقسيم البلد على اسس طائفية تحقيقا للهدف الذي ذكرناه سابقا .... ويدعوا الخطباء من على المنبر الى اقامة دولة سنية ....واعلان الانفصال عن العراق .. وتم في الفترة الاخيرة توحيد القيادة لجبهة النصرة في كلا البلدين ...وقد لا يدرك هؤلاء ان ابواب جهنم ستفتح على السنة ان سقط النظام في سوريا ... واعطاهم حاكم بغداد ما يريدون ... حيث ستنتقم القاعدة ممن قاتلوهم واخرجوهم من غرب العراق وهم الصحوات والعشاير التي قاتلتهم ...اضافة الى الغالبية العربية السنية التي رفضت وترفض التقسيم على اساس طائفي ...كما ان ايران ستستنفر قواتها للتدخل بالقوة لايقاف الزحف الوهابي وقطع طريق الاتصال مع حزب الله في لبنان والذي سيخل بمعادلة التوازن الستراتيجي لصالح اسرائيل .وهذا بالنسبة لطهران خط احمر دونه الحرب .....
ان الشارع الشيعي ليس بافضل حال ان لم يكن اسوء .. فالمرجعية في النجف الاشرف توجه انتقادات لاذعة للحكومة والبرلمان وتحثهم على العمل للخروج من حالة الفوضى والفساد المستشري والعمل على اقرار القوانين التي تهم الشعب العراقي ...لانها ولاول مرة في تاريخ العراق تتعرض المرجعية لانتقادات من الشارع الشيعي .. عن صمتها عما يجري من فوضى امنية وفساد وسرقات بالمليارات .... اضافة الى الخلافات التي خرجت الى العلن ولاول مرة منذ عشر سنوات .... يستخدم السلاح وتتقاتل المليشيات الشيعية فيما بينها ..... ويتقاذف الاخوة الاعداء الاتهامات امام الشعب العراقي وكل يعرض وثائقه التي تدين الاخر .... الامر الذي يقطع الطريق امام اي وساطة ايرانية في المستقبل لتوحيد الصف في تحالف بين الاخوة الاعداء في الانتخابات القادمة ..... وبمرور الوقت يدرك رئيس الوزراء وحزبه الحاكم ان فرص اعادة انتخابه لدورة ثالثة تكاد لا تجد عند الشيعة القبول .. حتى وان تقلد عمامة المختار وسيف علي ..... ناهيك عن السنة العرب الذي استخدم معهم سياسة العصا والجزرة وسياسة الترغيب والترهيب ... فالمتعاونين معه تحولوا الى تابعين لا راي لهم ...والمختلفين معه حولهم الى اعداء وخصوم يتامر عليهم ويمسك عليهم الملفات التي اجاد استخدامها ... لازاحة خصومه الاقوياء ....ولم يبقى امامه الا تقديم التنازلات للكرد ...وان هذا الامر لو حصل فأنه سيضيف لمشاكل العراق مشاكل اخرى ...يدفع ثمنها الشيعة في المستقبل كونهم سيتهمون من قبل السنة العرب على انهم فرطوا في وحدة العراق وارضه وساوموا على ثرواته .....فالكرد معروفة وواضحة اهدافهم ...واولها ضم كركوك الى اقليم كردستان وحرية التصرف بموارد كردستان النفطية ... واي قائد كردي سيحقق هذا الحلم سيخلده التاريخ ويعظمه ....والقادة الكرد يتوحدون لتحقيق هذا الهدف ...على اختلاف ارائهم وانتماءاتهم ...
اما الغالبية من الشيعة والمستهدفين من قبل الارهاب بالدرجة الاولى ... فهم قد كفروا بالعملية السياسية وفقدوا اي امل في الاصلاح ....فهم الغالبية الرافضة لمجمل السياسات وتشهد المحافضات الشيعية من وقت الى اخر مظاهرات تندد بسوء الخدمات والبطالة والفساد وتدهور الوضع الامني ...الا انها تقمع بشراسة ودموية وسط ادوار مخزية لبعض المعممين المحسوبين على هذا الحزب او ذاك التيار . وكأنهم يدعون الى الصمت وعدم الخروج على الحاكم الجائر والفاشل لا لشيء الا لانه شيعي .... وبعد كل هجمة ارهابية شرسة يذهب ضحيتها العديد من الابرياء يخرج علينا السيد رئيس الوزراء بتبريرات غير مقنعة وغير واقعية .... واخيرا بدأ باتهام حلفائه من الشيعة ليحملهم وزر وفشل سياسته الامنية ..........
اما امريكا فهي تسمح بتمدد ايران داخل مركز القرار العراقي ...وتصمت علىالمالكي استخدامه العنف المفرط مع المتظاهرين الشباب السلميين واعتقالهم واجبارهم على التوقيع على تعهدات بعدم المشاركة في اي تظاهرة في المستقبل ....وبدلا من ان تتحول بغداد الى واحة للديمقراطية وممارسة حقوق الانسان , تحولت الى مكب نفايات وبؤرة لعبث المليشيات وتجاوزاتهم لترويع المواطنين بحجة فرض الامن .....
مما ينذر بانفجار شعبي يطيح بالعملية السياسية ويضع حدا للخراب والدمار .... ؟؟؟



#حامد_الزبيدي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- طريق العودة الى بابل
- الهلال الخصيب .... تأريخ ومستقبل
- فيضان النيل في 30 يونيو
- ان يثور عليك شعب متعلم ... افضل من ان يثور عليك شعب جاهل
- صدق اولا تصدق ...من قطر يأتي الخبر ...؟
- الدولة الفاشلة
- مؤتمرا ت نصرة جيش النصرة ....؟؟؟
- تركيا .... والصراع حول الهوية ....؟
- مسلسل التفريط بالسيادة .....؟
- معركة القصير ....؟
- العنف بالعنف ....؟؟؟؟؟؟
- الشيعة ...مع بقاء العراق موحدا او تقسيمه ...؟؟؟
- العرب وحالة .....كأن
- حاكمية اللئام
- اسلحة الدمار الشامل ....النسخة الثانية
- امة العرب
- الخيال والابتكار والاتقان .... في بناء الاوطان
- جهاد النكاح ....!!!!!!!!!!!
- رجال في الحكم
- يوم دامي اخر


المزيد.....




- رئيس وزراء فرنسا: حكومتي قاضت طالبة اتهمت مديرها بإجبارها عل ...
- انتخاب جراح فلسطيني كرئيس لجامعة غلاسكو الا?سكتلندية
- بوتين يحذر حلفاء أوكرانيا الغربيين من توفير قواعد جوية في بل ...
- الدفاع الروسية تعلن القضاء على 680 عسكريا أوكرانيا وإسقاط 13 ...
- رئيس جنوب إفريقيا يعزي بوتين في ضحايا اعتداء -كروكوس- الإرها ...
- مصر تعلن عن خطة جديدة في سيناء.. وإسرائيل تترقب
- رئيس الحكومة الفلسطينية المكلف محمد مصطفى يقدم تشكيلته الوزا ...
- عمّان.. تظاهرات حاشدة قرب سفارة إسرائيل
- شويغو يقلّد قائد قوات -المركز- أرفع وسام في روسيا (فيديو)
- بيل كلينتون وأوباما يشاركان في جمع التبرعات لحملة بايدن الان ...


المزيد.....

- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل
- شئ ما عن ألأخلاق / علي عبد الواحد محمد
- تحرير المرأة من منظور علم الثورة البروليتاريّة العالميّة : ا ... / شادي الشماوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حامد الزبيدي - نيرون بغداد