أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - فؤاد قنديل - جمهورية -رابعة -















المزيد.....

جمهورية -رابعة -


فؤاد قنديل

الحوار المتمدن-العدد: 4182 - 2013 / 8 / 12 - 23:50
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



تسببت رخاوة الدولة ومواقف القوي السياسية المختلفة وتشبث الجماعة المتأسلمة بالسلطة ولو على جثث الشباب والأطفال والنساء في تكوين تشكيل سياسي وإنساني يتعذر الاكتفاء بالتعامل معه على أنه " مستعمرة " ولا يتعين تجاهله ، والأنسب اعتباره جمهورية مستقلة . هذه الجمهورية الصغيرة نسبيا تتمتع بكل مقومات الدولة ، فهي تحتل موقعا على الأرض له حدود جغرافية وإن كانت تتماثل مع الفلسفة الجغرافية المتحركة للكيان الصهيوني الاستيطاني العنصري حيث المساحة قابلة للزيادة وليس للنقصان .
هذه الجمهورية الناشئة تربطها بدول الجوار صداقات وعداوات وأيضا مصالح تجارية وعمرانية وعسكرية ، و لها قواعد ونظام حكم وحماية أمنية وأجهزة استخباراتية وإدارات نشطة للتمويل وفعاليات اجتماعية ورياضية وثقافية ودينية واتصالات دولية وتشكيلات عائلية ، كما أن هناك تقسيمات إدارية وأنظمة هرمية للتوجيه ، وهناك قصر للحكم مقره مسجد رابعة ، ولا يغيب عن البال بأي حال ذلك التاريخ الخصيب لاسم رابعة الذي مر بثلاث مراحل .. المرحلة الأولي التشرد ثم المجون والتمسك بالعيش عبر سراديب الفاحشة ، والمرحلة الثانية شهدت مرحلة النور الذي أشرق قي روحها وهداها إلى الطريق القويم واجتذبها إلى ميادين العشق الإلهى الذي دفع السيدة إلى أن تبكي من أعماقها على ماض ملوث وأقبلت من كل قلبها على التعبد تطهرا وتقربا إلى الله حتى قالت :
عرفت الهوى مذ عرفت هواك وأغلقت قلبى عمن عاداك
وقمت أناجيك يا من تري خفايا القلوب ولسنا نراك
أحبك حبين .. حب الهوى وحًًبا لأنك أهل لذاكا
فأما الذي هو حب الهوي فشغلى بذكرك عمن سواك
أما الذي أنت أهل له فكشفك لي الحُجب حتى أراك
فلا الحمد في ذا ولا ذاك لي ولكن لك الحمد في ذا وذاك
ثم تأتي المرحلة الثالثة لتشهد تكوين الدولة المشهورة بالتجارة بالدين والكذب والقتل والهدم والتخريب باسم الشرعية .. هل تكون رابعة فكرت في حياة مختلفة عن السابقتين فتلجأ للجريمة بوصفها الأكثر تأثيرا وشهرة وجلبا للمال والسلطة؟!!.. يأتي غرس هذا الكيان الاستيطاني المدمر في المنطقة مماثلا لإنشاء الكيان الصهيوني في قلب الأمة العربية والإسلامية..لقد رصدت الدولة الرخوة بدايته الحيية وكانت مجرد جماعة تتظاهر وتحتج ، وما لبثت أن تمددت وتوسعت واستشرت كالطاعون في الجسد المنهك وتركتها الدولة التي لا يفيد رجالها من التجارب السابقة ، فأشاحت بوجهها عنهم بحجة أنهم فئة ضالة ضئيلة الشأن لا يفزعون ذبابة ، وفي ساعتين - إذا لزم الأمر- يمكن الإطاحة بهم ، ولما تضخمت الفئة الضئيلة المنظمة والمجتهدة ذات التمويل المحلى والعالمي وذات الملكات الشيطانية ، ظهر دور العديد من القوي السياسية المؤيدة حق التظاهر وحرية التعبير، ومعظم سلوكيات هذه القوي وتصريحاتها تجارية بالدرجة الأولي - حتى أصبحت الدودة ديناصورا ، والضفدعة كيانا هائلا مدججا بكل أشكال القوة والتجذر والتهديد لكل مسارب الحركة وطرق المرور حيث أوقفت الدولة الجديدة معظم صور التنمية ، وطردت أغلب أشكال الإنتاج حتى أصبحت مرضا عضالا ينخر في بدن المصريين .
في هذه الجمهورية شعب يحاول أن يعيش ولا بأس أن يموت سكان المنطقة الأصليين الذين يجدون صعوبة بالغة في الخروج من عماراتهم حيث يفترش مداخلها الوافدون الذين لا يراعون حرمة وقد تصرفوا بما يسحق آدمية السكان كما حدث بالضبط مع الهنود الحمر في الولايات المتحدة الأمريكية ، وكما حدث لسكان أستراليا الأصليين وما حدث للشعب الفلسطينى الذي لا يكاد يجد من أرضه الأصلية غير مزق هنا وهناك .. في هذه الجمهورية مولدات كهربائية و أسلحة آلية وشبه آلية حسب وصف المواقع الإعلامية الأمريكية المناصرة للإخوان ، وهناك مسدسات وقنابل مولوتوف ،ومستشفيات ميدان لعلاج جرحاهم وتعذيب الكفار من المدنيين ، والشوم في رابعة مع كل فرد حتى الأطفال ، وتتم عمليات تصنيع الدروع الحديدية خارج سور رابعة ويجري تزويد كل الرجال بها وكلهم يحملون خناجر وعصي من الحديد وسيوف .. هناك أيضا تلال من الرمال والزلط وعدة آلاف من قوالب الطوب الأحمر ، وقد فكروا في حفر طلمبات لسحب المياه الجوفية من أعماق الأرض لكن أثراءهم زودوهم بقوارير المياه المعدنية وعشرات المبردات ،وأقاموا مراحيض ولما لم تكف نواتج كثرة الطعام والشراب اقتحموا الشقق والمدارس ليتبولوا ويتغوطوا، أما دورات مياه المسجد ودور الضيافة فهي للقيادات فقط. وانتشر بينهم الباعة الجائلون الذين يعرضون بضاعتهم من الصحف والأعلام والمصاحف والعشرات من أطعمة الأطفال وألعابهم . في هذه الجمهورية تقام موالد وسرادقات عزاء وحفلات زواج وطهور للأطفال الذكور ، بالإضافة إلى الميكروفونات التي لا تتوقف لحظة إما للخطب التى تهاجم الكفرة والعلمانيين والليبراليين أو تدعو للأذان عشر مرات على الأقل في اليوم غير الصلوات التي لا تنتهى قبل العاشرة مساء لتعود في الثالثة وفي العشر الأواخر من رمضان لا تتوقف فبعد ساعتين من التراويح تحين صلوات التهجد وكل ذلك بالميكروفونات .
وقد أشار موقع السي آى إيه إلى استخدام القنابل اليدوية فى بعض الحالات ضد قوات الشرطة وقد قامت مجموعات مسلحة منهم عدة مرات بخطف ضباط الشرطةوجنودها وضربوهم بالحجارة على رؤوسهم ، وطعنوهم وعذبوهم وتم إنقاذهم والعشرات من المدنيين عذبوا حتى الموت واحتفظوا بجثثهم وصوروهم بوصفهم قتلاهم ، وكم قالوا .. قتلانا في الجنة وقتلاكم في النار.

وتابع الموقع الأمريكى قائلا إن بعض التقارير التى لم يتم التحقق منها تشير أيضا إلى أن المئات من أعضاء حماس ممن كانوا يحاربون فى سيناء، انضموا إلى الجمهورية الوليدة وشاركوا بقوة فى هجمات مسلحة على الشرطة وقوات الجيش
وتتركز خططهم في الأيام الأخيرة على إطلاق هجمات مركزة على ضباط من أصحاب الرتب العليا، وعلى مواقع تخص الجيش والشرطة وأيضا على ثكنات عسكرية. وبشكل أكثر تحديدا، هناك جهد مستمر لمهاجمة محيط السيسى فى محاولة للوصول إليه بشكل مباشر
احتاجت دولة رابعة إلى توفير الخدمات فأمدت السكان بأنابيب البوتاجاز وقاموا بإجراء التوصيلات الكهربائية وتوزيع أجهزة التليفزيون على كل التجمعات الصغيرة وتبرع العشرات من الأثرياء بتزويد السكان بالطعام ، سواء الجاهز أو المطلوب طهيه ، وكل يوم تذبح عشرات العجول والأغنام والفضلات موزعة في كل مكان مما اضطرت معه النساء إلى تربية الدواجن من الوز والبط والدجاج ، بينما الشباب يتدرب على ممارسة رياضة الكراتيه والكونغ فو والأولاد يلعبون والكل يشرب الشاى والقهوة والقرفة والزنجبيل واليانسون والعناب والخروب ، والنساء يشاهدن قنوات التليفزيون ويقزقزن اللب ويأكلن الفول السوداني ويعدون الفشار وفي هذه الأيام انشغلت نحو مائتي سيدة مع البنات في صنع الكحك والبسكويت والغريبة بالملبن والعجوة وسجلت اسم رابعة على الكحك وخرجت مئات الصاجات بالسارات إلى الأفران للتسوية ومن المحتمل أن يبعثوا منه صاجا لكل وزير في وزارة الببلاوي المشغولين بالمناقشات مع الوسطاء الدوليين وكل سنة وأنتم طيبون .. المشهد كله يستحق رسالة دكتوراة في علم الاجتماع، أما معظم وقت الشباب فيقضونه في تجهيز الأسلحة الخشبية سواء بقطع الأشجار أو بخلع بعض الأسوار الخشبية أو تأتيهم جاهزة ، وتنصرف جهود الكثيرين في خلع بلاط الأرصفة وقد خلعوا بلاط أكثر من ثلاثة كيلومترات ، ورتبوها وشكلوا بها أسوارا عالية كسواتر يحاربون من ورائها وهم في أمان أو يتصورون ذلك ، وهم مطمئنون تمام الاطمئنان أن اتخاذهم النساء والأطفال الحاملين أكفانهم كدروع بشرية لن يسمح لأحد خاصة الكائنات الرخوة من الاقتراب منهم . إنهم يطبقون إسلامهم الشائه بكل دقة ، ألا لعنة الله على مشوهي الدين الذين يمرغون اسمه الغالي في التراب والدم والحقد.
وتنطلق منهم بين الحين والحين مجموعات تمارس الإرهاب في الشوارع وتخرب ما تستطيع في محيط المساحات الإقليمية للجمهورية الجديدة ، وثمة فريق منهم يعيش في عالم مستقل وإن كان يمارس دورا حربيا خطيرا وهو فريق العاملين على شبكات الإنترنت والفيس بوك والتويتر والكتابة إلى المواقع الغربية ضد الدولة الرخوة التي استنامت للوحش الذي يتضم بشكل دائم ويتوغل ويتغلغل بينما القادة يتناقشون في القاعات المكيفة ويتحدثون عن المصالحة والسلمية وعدم إراقة نقطة دم ، وهم الذين يقولون إن دم المصري على المصري حرام بينما " الإسلاميون " لا يرونه حراما بل هو الحلال الوحيد على الأرض حتى يعود مرسى .. ولا أدري من هذا المرسي الذي تضيع بسببه مصر ويتبدد الوطن في صحراء التتار ؟
كل القنوات التليفزيونية والصحف خاصة الحكومية تعمل لحسابهم ليلا ونهارا..تتحدث وتحاور وتستضيف من يؤكد أهمية عدم إراقة الدماء .. والكل غاب عنه أن هذه الحسابات القميئة لا تليق بالأوطان إبان الأزمات ، و الجميع شاهدوا كيف تعاملت الدول الديمقراطية المتقدمة مع أية محاولة لتعطيل العمل ساعة .. لقد نسفوهم نسفا وجاءوا إلينا ليقولوا لا يجب أن تمس الشرطة أي إنسان .. ومن يقول هذا داخل مصر أو خارجها لا يريد بها خيرا ولا يتمنى لها الفلاح والازدهار
تحرك يا وزير الداخلية حتى لو أصبت نصف المعتصمين وسَلم نفسك بعد ذلك للمحاكمة ولن يمسك ضر بل ستكون بطلا قوميا .. أنقذ البلاد والعباد من أكبر شر تتعرض له مصر بالتدريج من الناعم إلى الخشن .. انطلق وسجل عبورا جديدا ضد قوي البغي والتخريب وسفاكي الدماء الذين يحاربون الله ورسوله



#فؤاد_قنديل (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لا تصالح
- العلاقات الشائكة بين أمريكا والعرب ( 2 )
- العلاقات الشائكة بين أمريكا والعرب (1)
- خذوا مرسي وهاتوا أردوغان
- زيارة لسجن طرة
- هل قامت في مصر ثورة؟
- صندوق الحرية الأسود
- هُوية مصر ليست إسلامية فقط
- تعود سيناء أو يذهب مرسي
- مرسي المالك الوحيد لقناة السويس
- محاكمة النظام أو المواجهة
- التحرك الحاسم ولو بالقوة العسكرية
- جرح مفتوح
- ابحثوا معنا عن .. الرئيس
- لماذا قبلت ؟
- من جرائم الجماعة في حق الشعب
- أخيرا .. يا حبيبتي
- بغيرالعقل والشجاعة .. لن تصبح رئيسا
- ماذا ينتظرون ؟! !
- الحرب الأهلية تدق الأبواب


المزيد.....




- كاميرا مراقبة ترصد لحظة اختناق طفل.. شاهد رد فعل موظفة مطعم ...
- أردوغان وهنية يلتقيان في تركيا السبت.. والأول يُعلق: ما سنتح ...
- صحة غزة تعلن حصيلة جديدة لضحايا القصف الإسرائيلي
- الدفاع الروسية تكشف خسائر أوكرانيا خلال آخر أسبوع للعملية ال ...
- بعد أن قالت إن إسرائيل ترتكب إبادة جماعية في غزة.. أستاذة جا ...
- واشنطن تؤكد: لا دولة فلسطينية إلا بمفاوضات مباشرة مع إسرائيل ...
- بينس: لن أؤيد ترامب وبالتأكيد لن أصوت لبايدن (فيديو)
- أهالي رفح والنازحون إليها: نناشد العالم حماية المدنيين في أك ...
- جامعة كولومبيا تفصل ابنة النائبة الأمريكية إلهان عمر
- مجموعة السبع تستنكر -العدد غير المقبول من المدنيين- الذين قت ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - فؤاد قنديل - جمهورية -رابعة -