أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سامح سليمان - الوحيد مات يا بلد النسخه الكامله 1















المزيد.....

الوحيد مات يا بلد النسخه الكامله 1


سامح سليمان

الحوار المتمدن-العدد: 4182 - 2013 / 8 / 12 - 17:59
المحور: الادب والفن
    


للأسف صحوت من نومى كما هى العاده،خرجت من حجرتى لأذهب الى الحمام ، هممت بالدخول ولكن أجبرت على الأنتظار، فقد أستطاع أن يسبقنى إليه ويحتله أحد من تسببت لهم الطبيعه والصدفه فى الأتيان إلى الحياه، وأختارت لهم الكثير من مكوناتهم ، وفرضت عليهم الأنحدار غير الأختيارى كما أنحدرت من نفس الحيوانات الحظائريه الخانعه المنقاده والكائنات الأستغلاليه النفعيه الحقيره المجرمه المدعوه بحسب العاده أباً و أماً ـ أو ربما من أحدهما ـ والحياه فى نفس المكان، والتشابه فى بعض الملامح والخصائص والصفات ، والأشتراك فى مأساة القذف للحياه والوعى بالوجود .
كم تمنيت الأختفاء لكل من يقاسمنى الحياه فى المكان،فما أجمل الوحده برغم قسوتها،ما أجمل المنزل الخالى من البعوض .
تم جلاء أحد أعدائى بعد فتره ليست بالقصيره ، أسرعت بالدخول ، بدأت بغسل أهم نافذه من نوافذى على العالم ،
ثم أسنانى التى أعتدت على تنظيفها للحفاظ على جودتها نظراً لأهميتها ولكثره الأحتياج لأستخدامها .
" أه كم تمنيت أن تصبح أكثر حده وصلابه لتكون أكثر قيمه و فاعليه "
بصقت عليهم دون أن يحترقوا أو يشعروا، ثم أرتديت ملابسى وهممت بترك المنزل والذهاب ألى العمل للدخول إلى حلبة التصارع من أجل الوقود الذى يمكننى من أستمرارية البقاء على قيد الحياه وحيازة بعض الكرامه والتقدير من الأخرين.
أشكرك أيها العقل، لقد تذكرت شئ هام جداً يجب أولاً أن أتأكد من سلامة أظافرى، نعم هى سليمه ومازالت بنفس حدتها وقوتها المعتاده ، خرجت من المنزل، مشيت لفتره ولكن شعرت بالملل والقلق، ركبت أول وسيلة مواصلات تصادف أن تمر فى تلك اللحظه، أه كم هى مزدحمه وخانقه، أننى اشعر بالأختناق والقرف والغثيان، لقد أقتربت من التقيؤ، لا بل أنا أرغب فى التقيؤ على من حولى، ولكن كعادتى لن أفعل ذلك ، ليس عن أرتياح وقناعه، ولكن عن خوف وإيثار للسلامه .
بدأت العمل بأداء أحد أهم طقوسه الأجباريه ، وهو ألقاء التحيه على أكبر عدد ممكن ، للتأكيد على حضورى فى الميعاد المحدد، وليعرف صاحب العمل عن طريق عيونه المأجوره والمتطوعه المنتشره فى كل مكان كم أنا مطيع ومنضبط .
أديت عملى كما هى العاده ـ تحت المراقبه ـ بجديه وأتقان .
أنهيت العمل كالمعتاد بالكثير من التودد والمداهنه والتملق للرؤساء والمراقبين وبعض أفراد القطيع، ثم أسرعت بالخروج لأعود إلى ملاذى شبه الأمن ، كانت رحلة العوده المتكرره إلى المنزل عاديه وباعثه على الملل كالمعتاد ، ما عدا حدث واحد يتكرر يومياً وهو ناشد المجذوب وعبارته التى لا يمل من ترديدها ليلاً ونهاراً وهى الوحيد مات يا بلد .
هو رجل متوسط القامه، ضعيف البنيه، يمتلك شعر ناعم وغزير وشارب ضخم وعينان عليلتان، لقد أصيب بالجنون كما سمعت وهو العقد الرابع من عمره ، وتكفلت أخته برعايته ولكنه كثيراً ما يهرب من المنزل متخلصاً من قيوده متحرراً من ملابسه ،
ليجرى بأقصى سرعه صارخاً بأعلى صوته مردداً عبارته الشهيره .
الوحيد،ًهذا الرجل الغامض صاحب السطوه الطاغيه،والأسم المميز الذى يدفع إلى التساؤل ، لقد سعيت عدة مرات لمعرفة تاريخ هذا الرجل ، ولكن دائماً وبعد رحلة بحث مضنيه لم أكن أصيب إلا الفشل ولا أعثر إلا على المزيد من الغموض .
فهذا الوحيد لا يعرف له أحد أباً أو أماً ولم يتخذ له أمرأه ولا ولداً ، وحتى لا يعرف أى شخص ملامحه أو هيئته الجسمانيه
أو تركيبته النفسيه والعقليه أو قاعدته الفكريه أو رغباته وطبيعة ميوله ونوعها فلم يراه أو يتحدث معه إنسان إلا خاصته وأتباعه المقربين ، بل وحتى هذا الأسم لا أعرف أذا كان أسمه أو صفته ، كل ما هو مؤكد حسبما أخبرنا أبائنا عن أن أجدادهم قد أنتقل أليهم بالتواتر كونه أول من وطئت قدمه قريتنا قبل أن تتكون أى عندما كانت مجرد أرض خربه خاليه من أى شكل من أشكال الحياه ، ولذا فقد تم التسليم إليه بملكية الأرض وما عليها من غنم وأبقار ومحاصيل ومنازل وربما أيضاً قاطنيها !
لقد سمعت عن سبب جنون ناشد قصص كثيره متناقضه ومتفاوته فى غرابتها ، أكثرها شهره تدور عن كونه كان إنساناً معادياً للقولبه ، دائم الأصرار على التفرد ، لم تخصيه الحياه وتصهره وتختمه على الجانب الخلفى من رقبته بختم الأندماج والطاعه لأعطائه صلاحية وقانونية الدخول إلى عالم القطعان المخنثه والأبقار الناطقه، تجرء ذات يوم على الذهاب إلى بيت الوحيد حتى يثبت له قدرتنا على وضع قوانين وقواعد أفضل بكثير مما وضعها وأكثر ملائمه وأكثر منطقيه ، وراغباً فى مجادلته والتحاور معه وأقناعه بضرورة تغيير قوانينه وقواعده و وصاياه القاصره اللامنطقيه التى عفا عليها الزمن،والتخلى عن فروضه وأوامره ونواهيه التى قد ألزم أهل البلد بإتباعها وأجبرهم على طاعته لاغياً أرادتهم ونافياً لحريتهم كأى ديكتاتور سادى ظالم مريض بهوس الأمتلاك وشبق السلطه، مدعياً أن لهم أن حرية الأختيار ما بين طاعته وعصيانه،ولكن فى حالة العصيان سيذيقهم الويل والعذاب الذى ليس له مثيل،ولن ينالوا أو يحصدوا نظير عصيانهم سوى بئس المصير لكل مهمل متمرد على ناموس الوحيد !!
كما فعل مع إبنته زهره التى قد أحببتها دون أن أراها، وهى كما سمعت كانت زهره أسماً وصفتاً ،جمالها بديع وعقلها أجمل ، أختارت منذ أمد بعيد أن تقول لا فى وجه من قالوا نعم،رفضت حياة السوائم والأنعام ولم توقع على عقد أحتكارها الشامل ، فأمر بنفيها وسعى خدمه ليلاً ونهاراً إلى تشويه صورتها وتوعدها هى وكل من يؤمن بها أو ينضم إليها أو يحذوا حذوها بعذاب أليم .
ولم يمكث ناشد طويلاً حتى خرج من منزله وهو يصرخ قائلاً بهستيريه الوحيد مات يا بلد ، الوحيد مات يا بلد .
لا بد أنه لم ينفذ تعليمات الخدم ولم يتذكر قصص وحكايات الأجداد و أوامر الأباء بضرورة عدم الأقتراب منه ومدى خطورة النظر إلى وجهه و إلا سيكون الموت مصيره ، فالوحيد لا يراه أحد ويعيش .
لقد سمعت فى طفولتى حكايه كثيراً ما ترددت على لسان خدمه وأتباعه الأثرياء ، وهى تقول أن له قوى وقدرات خارقه وغير عاديه تجعل بأستطاعته أماتة من يغضبه ، ولكن من الواضح كما أخبرنى أبى وأمى أن الوحيد قد غفر له وتحنن عليه ولم يقتله وأكتفى بأن يصيبه بالجنون ، ولكن هل الجنون أفضل من الموت ؟
وهل يعتبر هذا غفراناً أو تحنناً ؟ هل يجب علينا أن نبرر دائماً ونعطى أسباباً جيده ومقبوله لممارسات الطغاه ؟
أه من هذا الغباء !
هل إلى هذه الدرجه يمكن للإنسان أن يخاف من الحريه ويصير مازوشياً مستعذباً للألم ، راضياً بأن تسير حياته وفق تعاليم وقواعد لم يضعها هو لنفسه ، متقبلاً للذل والعبوديه والهوان مقابل الشعور بالحمايه والأمان؟
ألا يحق للإنسان أن يكون هو المرجع والمقياس ؟



#سامح_سليمان (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- من أقوال سامح سليمان
- مشنقةالعقل 4
- مشنقةالعقل 5
- مشنقة العقل 2
- مشنقة العقل 3
- الوحيد مات يا بلد 4
- مشنقة العقل 1
- الوحيد مات يا بلد 3
- الوحيد مات يا بلد 2
- الوحيد مات يا بلد ( ج 1 )
- أقتباسات هامه جدا 2
- الثوره ما بين تغيير الوجوه وتغيير العقول 3
- فضح ما يتحتم فضحه 4
- فضح ما يتحتم فضحه 3
- الثوره ما بين تغيير الوجوه وتغيير العقول 2
- الثوره ما بين تغيير الوجوه وتغيير العقول 1
- أقتباسات هامه جداً
- فضح ما يتحتم فضحه 1
- فضح ما يتحتم فضحه 2
- المجتمع العربى والثوره التى نحتاج اليها 9


المزيد.....




- NOW.. مسلسل قيامة عثمان الحلقة 154 مترجمة عبر فيديو لاروزا
- لماذا تجعلنا بعض أنواع الموسيقى نرغب في الرقص؟
- فنان سعودي شهير يعلق على مشهد قديم له في مسلسل باللهجة المصر ...
- هاجس البقاء.. المؤسسة العلمية الإسرائيلية تئن من المقاطعة وا ...
- فنانة لبنانية شهيرة تكشف عن خسارة منزلها وجميع أموالها التي ...
- الفنان السعودي حسن عسيري يكشف قصة المشهد -الجريء- الذي تسبب ...
- خداع عثمان.. المؤسس عثمان الحلقة 154 لاروزا كاملة مترجمة بجو ...
- سيطرة أبناء الفنانين على مسلسلات رمضان.. -شللية- أم فرص مستح ...
- منارة العلم العالمية.. افتتاح جامع قصبة بجاية -الأعظم- بالجز ...
- فنانون روس يسجلون ألبوما من أغاني مسلم موغامايف تخليدا لضحاي ...


المزيد.....

- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو
- الهجرة إلى الجحيم. رواية / محمود شاهين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سامح سليمان - الوحيد مات يا بلد النسخه الكامله 1