أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - عادل عوض - هل سينسف اجتماع المعارضة العراقية الموسع قرار أميركا بإسقاط نظام صدام؟















المزيد.....

هل سينسف اجتماع المعارضة العراقية الموسع قرار أميركا بإسقاط نظام صدام؟


عادل عوض

الحوار المتمدن-العدد: 297 - 2002 / 11 / 4 - 03:08
المحور: اخر الاخبار, المقالات والبيانات
    


يبدو ان فَهم قادة (مجموعة الستة) العراقية المعارضة للديمقراطية قد تسبب بإصابة المجموعة بالانشطار. و المتفرج لحال المجموعة سيحتاج الى صبر و رباطة جأش لكي يمنع النفس الأمارة بالسوء التي تدفع الواحد منا الى ان يصنف المجاميع الثلاثة (الجلبي و الشريف، الحكيم و الوفاق، الكرد) التي انشطرت إليها (مجموعة الستة) الى محور شر و محور خير!!

 و لكن ليس من الحكمة، و في هذه الفترة خصوصا، ان نميل الى تبسيط الأمور فندفع بها من سيئ الى أسوء. فتصنيف  ايٍ من الكتل الثلاث على أنها محور شر سيمنح (صوفة) الفاعل لونا احمرا يميزه من بين المتفرجين و لا أظن أحدا يرغب بذلك خصوصا إذا ما فكر بالرجوع الى العراق بعد التحرير!!

لا يوجد بين (مجموعة الستة) محور شر و الحمد لله. فالشر كل الشر هو من اختصاص نظام صدام في بغداد. فكل أطراف مجموعة الستة تعمل على رفع الظلم من على عاتق شعب العراق و ليس في هذا اي شر يُذكر. و الاختلاف في رؤيا أطراف (مجموعة الستة) لمستقبل العراق لا يجعل من اي طرف من الأطراف شريرا و العياذ بالله. و لكني انظر الى المسألة من منظار آخر. ف(مجموعة الستة) خرجت من وزارة الخارجية الأمريكية ببيان إيجابي ألقاه عنها الدكتور حامد البياتي المتحدث الرسمي للسيد الحكيم. و في ليلة ذلك اليوم اجتمع الستة (او من يمثلهم) لكي يقرروا كيف سيكون شكل اجتماع المعارضة الموسع الذي شجعتهم عليه الإدارة الأمريكية. ترشح من ذلك الاجتماع ان المجلس الإسلامي الأعلى و حركة الوفاق الوطني يدفعان باتجاه يمنع حظور شخصيات معارضة مستقلة الى الاجتماع الموسع. كيف ؟و لماذا؟ الإجابة عن هذين السؤالين سيفتح قريحة المتفرج الى ان يفترض و يظن و يحلل و الى آخره من خطوط غير علمية و غير موضوعية ايضا.
المهم في ذلك كله هو ان يعرف المتفرجون على مجموعة الستة على ماذا سيجتمع القوم و على أي شيء سيكون نقاشهم المحتدم. و إذا ما عرف المتفرجون ان المجتمعين لا يفهمون كلمة "الديمقراطية" بنفس الطريقة. و  ان بعض أطراف مجموعة الستة تختلف على نقاط جوهرية ترتبط ارتباطا مباشرا بمستقبل العراق. و ان أميركا يهمها ان ينتهي الاجتماع بالشكل الذي لا يقوض همتها المتذبذبة لمساعدة الشعب العراقي على قلع سرطان العراق (نظام صدام) و الذي من دون عون الأمريكان لن يتمكن الشعب من معالجته الى ما شاء الله. و إذا ما عرفنا نحن المتفرجين كل ذلك سينتابنا الشعور بالقلق و الخوف من نتائج اجتماعٍ بهذه الخطورة. نتائج الاجتماع ربما سيكون لها أثر سلبي أو إيجابي على قرار أميركا بإسقاط نظام صدام.
محور الجلبي و الشريف يدفع بان يحضر الاجتماع اكبر عدد ممكن من (المتفرجين) على (مجموعة الستة). فهل يعرف الجلبي و الشريف ان للاجتماع أهمية سيتحدد على إثرها مستقبل الحالة التي نعيشها ألان؟ لا أعرف الجواب ..و لكني اعلم ما يلي:
أن أميركا لن تخاطر بإسقاط نظام صدام ما لم تتأكد من مسألتين. أولهما ان لا يتحول العراق بعد نظام صدام الى دولة يحكمها رجال دين  شيعة كما في إيران. و الثانية هو ان تتمكن من إبقاء قطعات عسكرية امريكية في العراق.
خلال شهر أكتوبر الماضي ظهرت دراستان في واشنطن بخصوص احتمالات حدوث الديمقراطية في العراق بعد إسقاط نظام صدام و احتمالات حدوث ما يسمى بظاهرة ال (سونامي) Tsunami أي انتقال الديمقراطية من العراق الى دول الشرق الأوسط المجاورة بصورة كاسحة. الدراسة الأولى كانت للمفكر العراقي كنعان مكية (بروفيسور في جامعة هارفرد) و التي حدد فيها عدة عوامل اشترط توفرها إذا ما أراد العراق ان يعيش تحت مظلة ديمقراطية حقيقية و ليس ديمقراطية الأغلبية.
الشروط: 
 توفر الجدية من جانب الحكومة الأمريكية في سياسة إسقاط نظام صدام.
 عدم حصول تضحيات بأرواح مدنيين عراقيين خلال مرحلة إسقاط النظام
 تبني المعارضة العراقية للفدرالية الإقليمية، فصل الدين عن الدولة و إلغاء مبدأ حق الحرب.
 ان تتبنى الحكومة الأمريكية مبدأ إعادة أعمار العراق و تشجيع الديمقراطية فيه.
 توقيع الحكومة الأمريكية لاتفاقية مع الحكومة الجديدة للعراق تنص على إبقاء قوات عسكرية امريكية على الأراضي العراقية لعدة سنين ( و ليس أشهر) لضمان وحدة الأراضي العراقية.
و ما يعنينا من هذه الدراسة ألان و فيما يخص المؤتمر الموسع للمعارضة العراقية هو ان الحكومة الأميركية قد باركت هذه الدراسة، و ليس مستغربا ان يباركها مثقفين و مفكرين عراقيين أيضا وجدوا فيها علاجا لمشاكل العراق الطائفية و الاثنية. بعض أطراف مجموعة الستة و تحديدا (المجلس الإسلامي الأعلى و الوفاق) يختلفون مع بعض فقرات هذه الوصفة. أميركا و كثير من العراقيين يرغبون بان يروا هذه الوصفة تتحقق في العراق لاسباب يطول شرحها و خارجة عن موضوع هذه المقالة. و بكلمة أخرى، كثير من (المتفرجين) على مجموعة الستة يؤمنون بصحة و ضرورة تطبيق وصفة كنعان مكية للديمقراطية في العراق. و عدم حضور هؤلاء (المتفرجين) (او من يمثلهم) المؤتمر الموسع للمعارضة و الذي سيناقش بعض أو كل فقرات هذه الوصفة سيعني بالضرورة توجيه ضربة صميمية للديمقراطية المزمع بناءها في العراق الجديد. و اكثر من ذلك، فان عدم حضور المؤمنين بهذه الوصفة و تاليا عدم مقدرتهم على التصويت في مصلحة مواضيع مصيرية مثل إبرام اتفاقية بين الحكومة الأمريكية و العراقية على إبقاء قوات امريكية في ارض العراق سيؤثر على قرار أميركا في إسقاط نظام صدام و بالتالي ضياع فرصة تاريخية للشعب العراقي و للمرة الثانية (بعد إهدار فرصة إسقاط نظام صدام في انتفاضة 1991).

الدراسة الثانية أصدرتها مؤسسة أمريكية مهمة تُدعى "كارنيجي إنداومنت"  Carnegie              Endowmentو التي أسمتها (سراب الديمقراطية في الشرق الأوسط) و التي أكدت على صعوبة بناء ديمقراطية في العراق بعد إسقاط نظام صدام حسين و شككت بانتشارها (إذا ما ظهرت في العراق) الى دول الشرق الأوسط (ظاهرة سونامي). و حذرت هذه الدراسة الحكومة الأمريكية من أن إسقاط نظام صدام بسرعة سيمنح القوى الإسلامية الشيعية في العراق الكفة العليا و القول الفصل في تحديد مسار الدولة الجديد و انفرادها بالسلطة مما سيكون له آثار سلبية على بناء دولة ذات نظام تعددي ديمقراطي. و اشترطت هذه الدراسة أن تقوم أميركا بالأشراف على إبرام اتفاق بين فصائل المعارضة العراقية ينص على المشاركة في السلطة على أسس (لا) تعتمد على مبدأ الأغلبية كقاعدة لتحقيق الديمقراطية. و تشترط هذه الدراسة على إبقاء تواجد أمريكي في العراق لسنوات طويلة لتلافي حصول انتكاسات مثل ما حصل في دولة هايتي إثر زوال التواجد الأمريكي.
من دون شك فان الحكومة الأمريكية تأخذ كلا الدراستين مأخذا جديا. و لان الحكومة الأمريكية تعلم باختلاف وجهات النظر بخصوص مفردات الدراستين بين أطراف (مجموعة الستة)، لذا فإنها ربما ستدعم فكرة خلق توازن في عدد و نوعية من سيحضر مؤتمر المعارضة الموسع. و الغريب ان أميركا ترفض بقاء معارضين عراقيين لهم رصيد في الساحة السياسية كمتفرجين على (مجموعة الستة)، بينما يدفع أطراف من هذه المجموعة الى إبقاءهم كمتفرجين خارج منطقة صنع القرار و بأسلوب ينم عن إصرار في تغليب مبدأ (ديمقراطية الأغلبية) من خلال عزل اكبر عدد ممكن من العاملين في الساحة. 



#عادل_عوض (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ليس من الإنصاف ان نرفض اليد المقدمة لمساعدتنا على إسقاط ال ...
- لا توجد خطة لتقسيم العراق بل لتوسعته
- إعلان شيعة العراق ليس شعوبيا
- واجبات الوطنيين الأردنيين كما يراها شعب العراق
- تشيني يستفهم عن الشرق الأوسط من فؤاد عجمي وبرنارد لويس: امري ...
- سقوط نظام صدام سيكون أسرع من سقوط سفارته في برلين
- محنة الطبيب العراقي وجريمة قطع آذان ضباط وجنود


المزيد.....




- نقل الغنائم العسكرية الغربية إلى موسكو لإظهارها أثناء المعرض ...
- أمنستي: إسرائيل تنتهك القانون الدولي
- الضفة الغربية.. مزيد من القتل والاقتحام
- غالانت يتحدث عن نجاحات -مثيرة- للجيش الإسرائيلي في مواجهة حز ...
- -حزب الله- يعلن تنفيذ 5 عمليات نوعية ضد الجيش الإسرائيلي
- قطاع غزة.. مئات الجثث تحت الأنقاض
- ألاسكا.. طيار يبلغ عن حريق على متن طائرة كانت تحمل وقودا قب ...
- حزب الله: قصفنا مواقع بالمنطقة الحدودية
- إعلام كرواتي: يجب على أوكرانيا أن تستعد للأسوأ
- سوريا.. مرسوم بإحداث وزارة إعلام جديدة


المزيد.....

- فيما السلطة مستمرة بإصدار مراسيم عفو وهمية للتخلص من قضية ال ... / المجلس الوطني للحقيقة والعدالة والمصالحة في سورية
- الخيار الوطني الديمقراطي .... طبيعته التاريخية وحدوده النظري ... / صالح ياسر
- نشرة اخبارية العدد 27 / الحزب الشيوعي العراقي
- مبروك عاشور نصر الورفلي : آملين من السلطات الليبية أن تكون ح ... / أحمد سليمان
- السلطات الليبيه تمارس ارهاب الدوله على مواطنيها / بصدد قضية ... / أحمد سليمان
- صرحت مسؤولة القسم الأوربي في ائتلاف السلم والحرية فيوليتا زل ... / أحمد سليمان
- الدولة العربية لا تتغير..ضحايا العنف ..مناشدة اقليم كوردستان ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- المصير المشترك .. لبنان... معارضاً.. عودة التحالف الفرنسي ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- نحو الوضوح....انسحاب الجيش السوري.. زائر غير منتظر ..دعاة ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- جمعية تارودانت الإجتماعية و الثقافية: محنة تماسينت الصامدة م ... / امال الحسين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - عادل عوض - هل سينسف اجتماع المعارضة العراقية الموسع قرار أميركا بإسقاط نظام صدام؟