أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العمل المشترك بين القوى اليسارية والعلمانية والديمقرطية - حامد حمودي عباس - مرة أخرى .. من أجل يسار موحد .















المزيد.....

مرة أخرى .. من أجل يسار موحد .


حامد حمودي عباس

الحوار المتمدن-العدد: 4182 - 2013 / 8 / 12 - 14:40
المحور: العمل المشترك بين القوى اليسارية والعلمانية والديمقرطية
    


ثمة عزوف عن قبول النصح ، ان لم نقل النقد ، كان يشكل ولا يزال ، ظاهرة تلازم مسيرة اليسار العربي عبر تاريخه النضالي الطويل ، والذي لم يأتي بأكل غير ان يتلقى المنتمون اليه تبعات الموت والتشرد وقضاء زينة العمر بين أقبية السجون .. تلك الظاهرة التي أضحت مدعاة لتفاخر الكثيرين من رعيل فترة الستينات على وجه الخصوص ، حين راح ذلك الرعيل يلهو وعبر مناقب احتفالية يتيمة ، يردد اناشيد ( الانتصار ) المزعوم على الاعداء الطبقيين من خلال ترديد قصص كفاح كوكبة من المضحين بحياتهم واسرهم ، امام قسوة وفاشية الحكومات المتعاقبة ..
يقينا بأن ما قدمه الشيوعيون ( وهم طليعة الحركة اليسارية في الوطن العربي ) ، من تضحيات جسام ، وصبر ومطاولة في مقاومة سياط السلطة وشتى انواع التعذيب الفاشي من قبل اجهزتها المتنوعة ، يدعو الى الاعجاب والثناء ، وأن هناك أسماء لامعة لا يمكن نسيانها ، سطرت اروع معالم القهر على جلاديها بدلا من أن تنحني هي بفعل ذلك القهر ، حين بقيت وفية لمعتقداتها ، ولم يثنها عن اختيار الموت في كثير من الاحيان ، على ان تعطي معلومات تهدي اجهزة الامن الى بقية خيوط التنظيم الحزبي ، وابدت مقاومة شرسة ، فلم تكشف النقاب عن مخزونها المعرفي ببقية الرفاق واماكنهم وسبل تحركهم الحياتي ضمن مناطقهم الحزبية .. إذ تمت تصفية الكوادر من هذا النوع ، وباشكال تنم عن الوحشية وبأجلى صورها ، وصلت الى حد إذابة اجساد المعتقلين في احواض تحتوي على احماض اعدت لهذا الغرض ، والاعداد الى عملية قتل جماعي من خلال رحلة قطار الموت سيء الصيت كما جرى في العراق .
ان ذلك لا يمكن اغفاله ، حين يسترجع المرء تاريخ الحركة اليسارية في الوطن العربي عموما .. ولكن .. ان كان لكل حركة سياسية اهداف ينظر اليها بكونها نتائج مرجوة سوف تتوج مسارها النضالي والفكري عبر سنوات تعدت في بعض مفاصلها ، حدودا زمنية ولدت خلالها عدة اجيال .. فما هي يا ترى ، نتائج التحرك السياسي الطويل لليسار العربي ؟ .. وأين هي ملامح التقدم الذي أحرزه ، فكريا كان أم على مستوى سعة التنظيم ، بين صفوف الجماهير في أي بلد من بلدان الوطن العربي ولحد الان ؟ .
ولو أخذنا العراق مثلا ، باعتباره من أكثر البلدان العربية التي تعددت فيها أنواع التسلط الحكومي المستبد ، وتعاقبت عليه عدة حكومات كانت جميعها متصدية لمطالب الجماهير المعدمة ، ومستغلة لثرواتها وبشكل تعسفي مقيت ، عدى فترة قصيرة اعقبت ثورة الرابع عشر من تموز عام 1958 ، فاننا سنرى وبشكل واضح ، ملامح التراجع المريع لقوى اليسار ، مقابل سطوة اكثر وضوحا للقوى الليبرالية المنتمية الى اقصى اليمين تارة ، وتلك التي تحسب على يمين الوسط تارة اخرى ، حتى استطاعت القوى الدينية مؤخرا استغلال مرحلة الاحتلال الامريكي لتجد مكانا لها في اعتلاء سدة الحكم ، وايجاد سبل تبرع في سلوكها هي لوحدها دون بقية القوى السياسية الاخرى ، لتعزز من مواقعها وبشكل جعلها شبه وحيدة في الساحة السياسية الحالية .
فاليسار في العراق ، لا يمتلك ، رغم ما أكسبته المرحلة الحالية من حرية التحرك ، أية وسيلة من وسائل الاعلام المرئية ولا المسموعة كي ينتبه لوجوده جيل جديد من الشباب ، لم يألف ان يسمع ويرى غير ما تقدمه له القوى السياسية المحافظة .. وهو عدا ذلك ، مقطع الاوصال ، لا يجمعه جامع ، ولا يظهر إلا على شكل فصائل تبدو متناحرة احيانا ، ضنا منها بان احدها سيسود لو حقق غلبة ما على الفصيل الاخر .. ومن يتفحص الاتجاهات الفكرية لدى الاغلبية المطلقة من الشباب فضلا عن الشيوخ والنساء من ابناء الجيل الحالي ، فسوف يشعر بحالة البؤس التي يعيشها اليسار في العراق ، حين يرى وعن قرب ، ضيق التأثير التعليمي والمنهجي عموما للقوى اليسارية والعلمانية في حياة الناس ، اذ ليس من الخفي في الوقت الحاضر ، ضيق مساحة القاعدة التي يرتكز عليها اليسار بمكوناته المختلفة ، بل ويمكنني القول ، بأن الجبهة المعارضة الوحيدة والتي تنشط حاليا في الساحة السياسية العراقية ، هي تلك الجبهة المتمثلة بالاطراف الليبرالية المتضررة من الوضع الجديد ، حيث لم تستطع الحصول على حصتها الانتخابية المطلوبة لايصالها الى مواقع القرار ، فانبرت وبشكل قوي للتصدي للقوى الحاكمة عبر ما تمتلكه من قنوات متنوعة للتأثير ، وخاصة القنوات الاعلامية المرئية ، لتظهر بمظهر الغيور على ضياع مكتسبات التغيير الحاصل عام 2003 ، مستغلة التقصير الفاضح من قبل اجهزة السلطة في أداء مهامها صوب تنفيذ ما مخطط له من مشاريع خدمية ، وانعدام الكهرباء ، وغياب سلطة القانون ، وشرعنة عمليات النهب الواسع لخزينة الدولة ، وشيوع مظاهر الفساد بنوعيه الاداري والمالي ، وتفشي البطالة المقنعة والحقيقية بين الشباب وخريجي الجامعات .. فضلا عن استغلال الخلافات السياسية بين فصائل المكون الحاكم في البلاد لإظهار المخفي من ملفات الفساد والرشوة والاستيلاء على العقارات العامة من قبل المتنفذين في الحكومة والبرلمان .. كل هذا يظهر يوميا من خلال وسائل الاعلام المملوكة لشخصيات واحزاب تعتبر نفسها خارج السلطة ، يستثنى من ذلك كله قوى اليسار بكافة احزابها المتعددة ومشتتة الاوصال ، فهذه متنعمة بنوم عميق ، بعيدا عن أي حراك مؤثر يجري من حولها وكأنها غير معنية الا بما يدور في داخل مقراتها من جدل لا يحمل في جل صوره غير استذكار الماضي ، أو الامعان في الاعداد الى احياء احتفالات التأسيس المخضرمة .
وان كان لابد من وضع تصور للحلول المطلوبة لكي يأخذ اليسار في العراق ، وسواه من البلدان العربية الاخرى ، مساراته الطبيعية والمؤثرة في العملية السياسية المتسارعة الاحداث ، فانني اضع بعضا مما اراه مهما في هذا المجال وكما يلي :
1- على قوى اليسار في العراق ، وفي غيره من البلدان العربية ، ان تعقد العزم على التوحد داخل كل بلد ، وأن تنهض ضمن قوائم واحدة للترشح للانتخابات في البلدان التي تجري فيها انتخابات برلمانية .
2- على كافة قوى اليسار في البلدان العربية ، أن تتداعى وعلى عجل ، لعقد اجتماع موسع ، يتم فيه تشخيص كافة الاخفاقات الحاصلة في مسيرتها السياسية والتنظيمية ، وان تضع برنامجا مكثفا لتجاوز حالة الركود في حركتها ضمن ساحات الصراع التي افرزتها حالات التغيير الجديدة في بلدانها ، وان تقر ضرورات التوحد فيما بينها ضمن شراكة سياسية هدفها زيادة الثقل في المجتمعات العربية ، والسير بها صوب فهم حقوقها وسط الهجمة الشرسة لهضم تلك الحقوق من قبل التيارات الجديدة المسيطرة على مقاليد الحكم .
3- الاقرار الجماعي لخلق أدوات اعلامية في كل بلد عربي وخاصة القنوات التلفزيونية الفضائية ، بهدف نشر الوعي بين الشباب ، ومساعدتهم على تفسير الظواهر السياسية والاجتماعية المحيطة بهم ، ومن أجل ازاحة صبغة الجهل المطبق على عقولهم بفعل نشر عوامل التخلف بينهم من قبل الجهات المنتفعة من هذا الطابع شبه المطلق بين الجماهير في هذه الايام .
فالاعلام المرئي أضحى في وقتنا الحاضر ، وسيلة متفردة لعرض المعلومة وعكس وجهات النظر ، وبث الدعاية بنوعيها السيء والحسن ، واصبح التلفزيون هو أقوى مضمار تخوض فيه ومن خلاله كافة القوى السياسية والفكرية عموما صراعاتها الايدولوجية ، من أجل التأثير في اكبر كم ممكن من الجماهير ..
4- ولكي تمتلك قوى اليسار امكانية الانتشار وبشكل أوسع ، عليها ان تستجيب لسد حاجاتها المادية الملحة للإنفاق على مشاريعها التعبوية وعلى كافة المستويات ، وذلك بمحاولة الدخول في مشاريع خدمية جزئية تحاول الدولة عرضها على المقاولين والمستثمرين ، ومن خلال عمليات استثمارات بسيطة لما لديها من أموال وان كانت قليلة ، وسوف تحصل على مصدر مالي داعم لحركتها غير المورد المعتمد على بدلات الاشتراك الغير كافية حتى لتغطية تكاليف صدور صحيفة مركزية .
5- ان على قوى اليسار ، ان تتخلى نهائيا ، عن تلك الصيغة التنظيمية المخضرمة في اختيار قادتها على أساس السمعة التاريخية فحسب ، حتى ولو كان احدهم قد تجاوز العمر الافتراضي لقيادة حركة سياسية تواجه تحديا بضخامة التحديات الحاضرة .. وعليها البحث بشكل جدي وصارم عن اختيارات شابة جديدة تمتلك الحيوية الكافية .. وعلى القيادات التي اعتادت على الظهور في الواجهة ان تتنازل عن مواقعها طائعة ، وان تكتفي برفد تنظيماتها بالخبرات الطويلة المتوفرة لديها بفعل العمل الحزبي الطويل ، وستكون هذه القيادات التي تخطت مراحل الشباب ، في موضع الاحترام ولا خوف عليها من النسيان ، وسوف لن يهضم حقها في امتيازات استذكار تاريخها المجيد .
ان الشعور بالنرجسية الشديدة من قبل القادة التقليديين لحركة اليسار في الوطن العربي ، واصرارهم ، على الدوام ، بالبقاء في منصة القيادة ، جعل منهم اصناما لا يمكن تخطيهم عند الشروع ببناء كيان تنظيمي وفكري يساري جديد في المنطقة ، ولابد من معرفتهم ، بأن هناك ثمة من يتأفف من هذا الاصرار ، من بين صفوف الشباب من اتباعهم ، غير أن سطوة ( المركزية الديمقراطية ) الغير معمول بها وبالشكل الصحيح ، هي التي تمنع من حصول شروخ محتملة في بناء هذا الكيان السياسي اليساري أو ذاك .
ان على اولئك ( القادة ) من غير الشباب ، أن لا يريحهم الاحتفال بأعياد ميلادهم باعتبارهم نماذج تاريخية كالتي ظهرت في باكورة الحركة الشيوعية العالمية ، مع كونهم رجال سياسة عاديين ، وقد يكون لهم ، لو تمت قراءة التاريخ السياسي للحركات اليسارية والشيوعية في المنطقة ، وبإنصاف ، باع طويل في مجمل الاخفاقات التي حصلت ، ولا زالت تحصل ، في جسد الحركة الوطنية والتقدمية في المنطقة .



#حامد_حمودي_عباس (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حصار الثقافة .
- منظمات المجتمع المدني في العراق .. والدائرة المغلقه
- الأستاذ برهان غليون .. انه النبأ اليقين
- حقوق المرأة في اقليم كرستان .. الى أين ؟
- الحرب الطائفية في سورية .. وكذبة الأمة الواحدة
- حقيقة التدخل الدولي في سورية ( مداخلة مع الاستاذ سلامة كيلة ...
- فراشاتي الثلاثه
- هجرة الارياف الى المدن ، واحدة من الاسباب المهمة لظاهرة البط ...
- بذور عباد الشمس
- رمية في بحيرة الربيع العربي .
- كنت في القاهره ( تجربة في طيات مخيلة ممنوعة من السفر )
- داء الوعي
- أوراق صفراء
- اللعبة القذره ..
- قوافي مبعثره ..
- تردي الوضع البيئي في العراق .. من المسؤول ؟ ..
- هل من دور للحركات الاجتماعية والتقدمية في العالم العربي ؟
- لم يتبقى لقوى اليسار الآن غير أن تتوحد
- نغم .. والغول .
- حياة ميت


المزيد.....




- الهجمة الإسرائيلية المؤجلة على إيران
- بلاغ صحفي حول اجتماع المكتب السياسي لحزب التقدم والاشتراكية ...
- أصولها عربية.. من هي رئيسة جامعة كولومبيا بنيويورك التي وشت ...
- مصدر التهديد بحرب شاملة: سياسة إسرائيل الإجرامية وإفلاتها من ...
- الشرطة الفرنسية تستدعي نائبة يسارية على خلفية تحقيق بشأن -تم ...
- السيناتور ساندرز يحاول حجب مليارات عن إسرائيل بعد لقائه بايد ...
- إعادة افتتاح متحف كانط في الذكرى الـ300 لميلاد الفيلسوف في ك ...
- محكمة بجاية (الجزائر): النيابة العامة تطالب بخمسة عشر شهرا ح ...
- تركيا تعلن تحييد 19 عنصرا من حزب العمال الكردستاني ووحدات حم ...
- طقوس العالم بالاحتفال بيوم الأرض.. رقص وحملات شعبية وعروض أز ...


المزيد.....

- مَشْرُوع تَلْفَزِة يَسَارِيَة مُشْتَرَكَة / عبد الرحمان النوضة
- الحوكمة بين الفساد والاصلاح الاداري في الشركات الدولية رؤية ... / وليد محمد عبدالحليم محمد عاشور
- عندما لا تعمل السلطات على محاصرة الفساد الانتخابي تساهم في إ ... / محمد الحنفي
- الماركسية والتحالفات - قراءة تاريخية / مصطفى الدروبي
- جبهة المقاومة الوطنية اللبنانية ودور الحزب الشيوعي اللبناني ... / محمد الخويلدي
- اليسار الجديد في تونس ومسألة الدولة بعد 1956 / خميس بن محمد عرفاوي
- من تجارب العمل الشيوعي في العراق 1963.......... / كريم الزكي
- مناقشة رفاقية للإعلان المشترك: -المقاومة العربية الشاملة- / حسان خالد شاتيلا
- التحالفات الطائفية ومخاطرها على الوحدة الوطنية / فلاح علي
- الانعطافة المفاجئة من “تحالف القوى الديمقراطية المدنية” الى ... / حسان عاكف


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العمل المشترك بين القوى اليسارية والعلمانية والديمقرطية - حامد حمودي عباس - مرة أخرى .. من أجل يسار موحد .