أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - كاظم الموسوي - العراق: أحزاب وسلطة *















المزيد.....



العراق: أحزاب وسلطة *


كاظم الموسوي

الحوار المتمدن-العدد: 4182 - 2013 / 8 / 12 - 01:03
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


لم تتمتع الحياة السياسية في العراق بأسلوب حكم ديمقراطي، كما هو معلن عن النظام السياسي. إذ أن طبيعة النظام السياسي كتجسيد للنظام الاقتصادي السائد دفع بالقوى الحاكمة إلى فرض سيطرتها الكاملة على الحياة عموما، ومنعها من النهوض والتعبير عن مصالح الجماهير الشعبية أو الفئات الاجتماعية المناوئة للاستعمار.
وقد خلت الحياة الحزبية في العراق من العمل العلني فترة منذ حلت البرجوازية العراقية حزبيها، الإخاء والوطني العراقي عام 1933، وحتى عام 1946. خلال هذه الفترة نشطت منظمات علنية كجماعة الأهالي وجمعية الإصلاح الشعبي ونادي المثنى بن حارثة الشيباني، لكنها لم تتخذ صيغة الأحزاب أو قوة سياسية، بينما لعب ضباط الجيش دورا في الحياة السياسية خلال هذه الفترة.
ظهرت جماعة الأهالي بعد إصدار جريدة باسم "الأهالي" تحت إشراف نخبة من المثقفين المتنورين بأفكار الإصلاح والتغيير الديمقراطي. وكان هؤلاء في إطار مجموعتين فكريتين تعرفتا على بعض، وساهمتا في العمل الثقافي والوطني باسم الجريدة، وهما: مجموعة الطلبة الذين درسوا في العراق وسورية ومنهم حسين جميل وعبد القادر إسماعيل. ومجموعة الطلبة الدارسين في خارجهما، ومنهم عبد الفتاح إبراهيم ومحمد حديد ودرويش الحيدري وجميل توما ونوري روفائيل وغيرهم.
صدر العدد الأول من الجريدة في 2/1/1932، وانضم إلى جماعة الأهالي بعد نشاطها أعضاء جدد من السياسيين مثل محمد جعفر أبو التمن وكامل الجادرجي وحكمت سليمان وعزيز شريف. (الذي كان قد تبرع بتكاليف طباعة الجريدة وإدارة تحريرها، كما اورد في مذكراته). وبعد أول انقلاب عسكري قاده بكر صدقي عام 1936 واشتراك عضو جماعة الأهالي حكمت سليمان في رئاسة حكومة الانقلاب، تأسست جمعية الإصلاح الشعبي. وقع على طلب التأسيس كامل الجادرجي ويوسف عز الدين وعبد القادر إسماعيل وصادق كمونة ومكي جميل ومحمد صالح القزاز وعبد الله سالم، وانتخب الجادرجي سكرتيرا للجمعية والقزاز أمينا لصندوقها. ولم تستمر الجمعية طويلا إذ سرعان ما شن بكر صدقي حملة ضدها. وفي بداية الأربعينات عادت جماعة الأهالي إلى النشاط السياسي وإصدار جريدة "صوت الأهالي" يوم 23/9/1942. ضمت الجماعة الجديدة الجادرجي ومحمد حديد وعبد الفتاح إبراهيم وعزيز شريف، وظهر داخلها انشقاق بعد عام تقريبا قاده ممثلا الجناح اليساري عبد الفتاح إبراهيم وعزيز شريف.
في العمل السياسي الحزبي ظل الحزب الشيوعي العراقي سريا ومناضلا في سبيل أهداف الحركة الوطنية العراقية منذ إعلان تأسيسه رسميا في 31/3/1934، بعد اجتماع عدد من الحلقات الماركسية المنتشرة في العراق آنذاك، وتشكيل الحزب باسم "لجنة مكافحة الاستعمار والاستثمار" وإصدار بيان ناشد العمال والفلاحين والجنود والطلبة وكل المضطهدين للنضال من اجل مصالحهم ضد الاستثمار والاستعمار البريطاني وفي سبيل جبهة متحدة ضد مضطهديهم (1).
في تموز 1935 قررت اللجنة القيادية المؤلفة من عاصم فليح ومهدي هاشم وقاسم حسن وزكي خيري ويوسف متي، تغيير اسم اللجنة إلى الحزب الشيوعي العراقي وإصدار جريدة سرية باسم "كفاح الشعب" ناطقة بلسان حاله، طبعت بالبداية 500 نسخة.
ظهر الحزب الشيوعي في ظروف احتدام النضال الوطني، فتوجه إلى تعبئة العمال والفلاحين والمثقفين الوطنيين لإنجاز أهداف المرحلة الوطنية في الاستقلال والسيادة الوطنية والتقدم الاجتماعي والاقتصادي. وهذا الظهور الرسمي معلم بارز للحركة العمالية والسياسية في العراق. دافع الحزب في ادبياته عن مصالح العمال والفلاحين والكادحين من مختلف الفئات الاجتماعية في اصعب الظروف في فترة تأسيسه، حيث ساهم في تحريك التظاهرات الجماهيرية في بغداد ومدن الفرات والناصرية والبصرة وغيرها، ونضالات العمال من اجل تحقيق قانون العمل رقم 72 لسنة 1936.
بعد عودته من الدراسة الحزبية بموسكو في كانون الثاني 1938 كرس يوسف سلمان يوسف، المعروف باسمه الحركي (فهد) كل جهوده لإعادة بناء الحزب وتطويره على أسس الماركسية اللينينية والأممية البروليتارية والنضال ضد مختلف الميول والكتل الانتهازية والإصلاحية، حسب ما درسه وتعلمه. فاصدر عام 1939 "الشرارة"، جريدة مركزية، طبع العدد الأول منها بـ 90 نسخة وتصاعد العدد حتى بلغ 2000 نسخة عام 1942 (2). وتعرض الحزب إلى عدد من الانشقاقات، وبعد استيلاء مجموعة منشقة على جريدة الحزب اصدر أخرى مركزية باسم "القاعدة" عام 1943. وقام فهد في تلخيص تجربته مع الانشقاقات والكتل الحزبية في كراسه "حزب شيوعي لا اشتراكية ديمقراطية".
انتشرت منظمات الحزب في العديد من المدن والأرياف، خاصة بين تجمعات العمال والمثقفين، ونما نوعيا وكميا. فعقد كونفرنسه (مجلسه) الأول عام 1944، طرح فيه مشروع "الميثاق الوطني" الذي حدد مهام المرحلة الوطنية التحررية. وانتظم مؤتمره الوطني الأول عام 1945، الذي اقر فيه الميثاق، ليصبح برنامج الحزب النضالي، كما اقر النظام الداخلي، واضعا بذلك أسس التكوين النظري والعملي للحزب عبر الوثيقتين الأساسيتين، وهما أولى الوثائق الحزبية المقرة بالنسبة للحزب الشيوعي العراقي.
حدد الميثاق الوطني استراتيجية وتكتيك الحزب الشيوعي في تلك الفترة مؤكدا على النضال من اجل السيادة الوطنية والنظام الديمقراطي والتنمية الاقتصادية وتخليص الاقتصاد من الاحتكارات العالمية وإيقاف نهب الأراضي من الفلاحين والملاكين الصغار، وإنشاء جمعيات فلاحية. كما أكد في مجال العمال على "النضال من اجل مصالح العمال السياسية والاقتصادية والاجتماعية والصحية، في سبيل تنظيمهم ونقاباتهم، من اجل سن قوانين تحمي مصالحهم، من اجل احترام وتنفيذ قانون العمل رقم 72 المعد وذيوله، في سبيل توسيع هذه الحقوق ومن اجل ضمان اجتماعي يقيهم عوز البطالة والشيخوخة، ونناضل ضد تصرفات أصحاب الأعمال الكيفية واستبداد السلطات بهم". وطالب الميثاق بمواصلة النضال من اجل إنجاز القضايا الوطنية والقومية. وخاض الحزب نضالا في سبيل توجيه وسائل النضال الوطني وجهتها الصحيحة ضد الإمبريالية والاحتلال الأجنبي وعملائهما في البلاد.
عبر برنامج الحزب بنصوصه عن مصالح الطبقة العاملة والفلاحين والمثقفين الثوريين والجنود والبرجوازية الصغيرة، وأكد على استرشاده بالماركسية اللينينية والأممية البروليتارية، وعلى انه حزب الطبقة العاملة العراقية. ودافع عن مواقف الاتحاد السوفيتي وعن ضرورة إقامة التحالف والعلاقات معه (3). وهذه النصوص الأخيرة وردت بحماس تقليدي وجرت في حملات التثقيف التي خاضها الحزب داخله، ووطنيا بنقل تام أشبه بالإيمان الديني من المدارس الحزبية دون تمثل ودراسة تطابقها مع متغيرات الواقع المحلي والحياة الغنية المحيطة بنضاله.
قبل أن تنتهي الحرب العالمية الثانية، وتتغيّر موازين القوى الدولية والنهوض الثوري تصاعدت في العراق المطالبة بالحياة الديمقراطية، داعية إلى إطلاق الحريات وتأسيس الأحزاب السياسية والمنظمات المهنية والنقابية. كتب فهد في جريدة "القاعدة" عام 1943 مؤكدا على "النضال في سبيل تطبيق الدستور العراقي واحترامه من قبل السلطات الحاكمة وإلغاء القوانين والمراسيم التي تمنع أو تحد من حق الشعب بما ضمنه له الدستور العراقي من حقوق وديمقراطية، النضال في سبيل تأليف أحزاب جماهيرية" (4).
وما أن وعد الوصي عبد الإله في خطاب العرش في الأول من كانون الأول/ ديسمبر 1943 ببعث الحياة الحزبية تقدمت مجموعة من الشخصيات الوطنية بطلب تأسيس "حزب الشعب" يساندها الحزب الشيوعي السري، إلا أن الطلب لم يجز(5). ولم يتوقف نشاط الحزب ودعمه لتطوير الحركة الوطنية ومشاركتها في الحياة السياسية، رغم ذلك، وظل يعمل ويشجع على إنهاض العمل السياسي العلني.
تقدمت في عام 1946 ست هيئات تأسيسية لستة أحزاب سياسية، تمثل التيارات الفكرية والاجتماعية في الحركة الوطنية وتعبر عن مصالح الطبقات والفئات الاجتماعية التي تشكلت وتطورت مصالحها، خاصة أثناء فترة الحرب العالمية الثانية.
بموجب كتاب وزارة الداخلية المرقم 4590 والمؤرخ في 2 نيسان 1946 أجازت حكومة توفيق السويدي، وبتوقيع وزير الداخلية سعد صالح، خمسة أحزاب فقط، دون إجازة حزب التحرر الوطني(6).
والأحزاب المجازة هي:
• الحزب الوطني الديمقراطي برئاسة كامل الجادرجي.
• حزب الشعب برئاسة عزيز شريف.
• حزب الاتحاد الوطني بزعامة عبد الفتاح إبراهيم.
• حزب الاستقلال برئاسة محمد مهدي كبة.
• وكذلك حزب الأحرار، الذي مثلت هيئته التأسيسية اتجاهات في البلاط والحكومة.
مثلت الأحزاب السياسية المجازة التيارين الفكريين الإصلاحيين، الديمقراطي والقومي. حيث مثلت الاحزاب الثلاثة الأولى (الوطني الديمقراطي، الشعب، الاتحاد الوطني) التيار الأول، بينما مثل الحزبان الآخران التيار الثاني. فقد عبرت هذه الأحزاب عن مصالح الطبقات والفئات الاجتماعية، وانعكست في برامجها وتركيبها التناقضات الطبقية السائدة في العراق، معبرة عنها في أساليب نضالها ووسائل ممارستها.
تفرعت الأحزاب الثلاثة الأولى من جماعة الأهالي، وتزعمها أركانها، حيث كان الجادرجي وشريف وفتاح من زعماء الجماعة قبل الحرب العالمية الثانية. ويبدو أن عدم قدرة البرجوازية الوطنية، خاصة التي اهتمت بالمشاريع الصناعية منها، على توحيد قدراتها السياسية والاقتصادية من جهة، وانسلاخ أقسام منها، البيروقراطية والكومبرادورية، وابتعاد هذه الأقسام عن الدفاع عن المصالح الوطنية بارتباطها بالمصالح الإمبريالية، أدى إلى عدم إمكانية وجود حزب موحد قوي للبرجوازية الوطنية في العراق، كما هو الحال مع حزب الوفد في مصر مثلا.
غلب على الحزب الوطني الديمقراطي الذي قاده كامل الجادرجي طابع التعبير عن مصالح البرجوازية الوطنية عامة، وتميّز في بداياته بتحالف عريض من تياراتها، خاصة المساومة مع مصالح الإمبريالية ولعب زعيمه دورا في توجهاته وتطوراته، والتيارات الواسعة التي انضوت تحته، والتي تفجرت بانشقاقات يمينية ويسارية، كما أثرت عوامل دينية وقبلية على تركيبته السياسية (7).
تشكلت هيئته الرئاسية من كامل الجادرجي، محمد حديد، حسين جميل، عبد الكريم الازري، يوسف الحاج الياس، عبد الوهاب مرجان، عبود الشالجي وصادق كمونة. وقد لف الحزب حوله أوساطا عريضة من فئات اجتماعية مختلفة، من البرجوازية الوطنية والصغيرة وعدد من الإقطاعيين والفئات المدينة الوسطى من المثقفين والطلبة. وتوزعت فروع له في المدن الكبيرة. ذكر الجادرجي في مذكراته (ص92) إن الهيئة الإدارية للحزب تكونت من سبعة أسماء فازوا بعدد الأصوات، حيث حصل هو على 760 صوتا وحسين جميل على 750 صوتا ومحمد حديد على 739 صوتا وصادق كمونه على 733 صوتا وعبد الكريم الازري 697 صوتا وعبود الشالجي على 525 صوتا وفاز زكي عبد الوهاب على عبد الوهاب مرجان بالأصوات فاستقال الأخير منه ولم يرشح يوسف الحاج الياس لسكنه خارج بغداد ولتحديد عدد الأعضاء بسبعة. وأصدر جريدة الأهالي ناطقة باسمه.
طرح في برنامجه فكرة الإصلاح العام في كافة النواحي السياسية والاقتصادية والاجتماعية، وأكد على ضرورة تحقيق حياة ديمقراطية برلمانية وزيادة الإنتاج وتوزيعه وتقليل الفوارق الاقتصادية. واعتبر الكتاب البرجوازيون والسفارة البريطانية برنامجه اشتراكيا إصلاحيا والى يسار حزب الاستقلال (8). وسعى الحزب إلى السيطرة على النقابات العمالية ولم يعمل على تنشيطها. واشترك في حكومة نوري السعيد - تشرين الثاني/نوفمبر 1946 ـ وفي برلمان 1947 وجمد نشاطه السياسي بعد وثبة كانون الثاني/ يناير 1948، إلا انه أعاده فيما بعد ذلك.
ولا يختلف حزب الشعب عن حزب الاتحاد الوطني في التركيب الاجتماعي والبرامج السياسية، فكلاهما تمتعا بنفوذ في أوساط المثقفين والطلبة وصغار التجار والحرفيين. وعبرا عن طموح وآمال البرجوازية الصغيرة المدينية. ولعب زعيما الحزبين دورا في الفعالية السياسية والتنظيمية لحزبيهما. وهما من قيادة "جماعة الأهالي"، إلا انهما انسحبا منها لخلاف مع الجادرجي وجماعته في أساليب النضال والعمل السياسي والفكري. وأصدر جريدة الوطن معبرة عنه.
عقد حزب الاتحاد الوطني مؤتمره الأول في 29 نيسان 1946، واقر مبدأ القيادة الجماعية، وانتخب عبد الفتاح إبراهيم رئيسا للجنة السياسية للحزب، التي عمل فيها ناظم الزهاوي وناصر الكيلاني وعبد الله مسعود وموسى الشيخ راضي ومحمد صالح بحر العلوم، وفي مؤتمره الثاني في آذار 1947، اكد إبراهيم على وحدة الحركة الديمقراطية. وكانت جريدة "الرأي العام" لصاحبها محمد مهدي الجواهري لسان حال الحزب إلى استقالة الجواهري من الحزب. وأصدر الحزب جريدة "السياسة" ثم "صوت السياسة" بعد تعطيلها، برئاسة تحرير ناظم الزهاوي، ومدير تحرير موسى الشيخ راضي.
دعا حزب الاتحاد الوطني في منهاجه إلى تعزيز كيان العراق واستكماله سيادته وتوسيع مجالات الحريات الديمقراطية وتحقيق المساواة بين جميع العراقيين في حقوق المواطنة وواجباتها من غير تمييز في القومية والدين والمذهب، والعناية بشئون العمال وتشجيعهم على الانتظام في النقابات، وحماية حقوقهم وجعل العلاقات بينهم وبين أصحاب العمل على أساس اتحاد وطني للنقابات، وحيّا عيد الطبقة العاملة في الأول من أيار/ مايو (9).
أما حزب الشعب فقد طرح شعارا "في سبيل حزب ديمقراطي واحد وجبهة وطنية موحدة من اجل تحقيق الاستقلال التام والأخوة الحقيقية بين جميع القوميات العراقية والتضامن مع البلاد العربية في كفاحها الوطني والجهاد لتخليص فلسطين من الاستعمار والصهيونية".
عقد حزب الشعب مؤتمره الأول في 26 نيسان 1946، انتخب فيه عزيز شريف رئيسا للجنة المركزية المكونة من: توفيق منير، عبد الأمير أبو تراب، محمد عبد الوهاب هندي، وديع طليا، خليل المهدي وعبد الوهاب الماشطة، وعمل معه عبد الرحيم شريف وعبد الملك عبد اللطيف نوري وكمال عمر نظمي وعباس بلال وحسين الشطري، (حسب مذكرات الجادرجي) وشهد الحزب صراعا فكريا وسياسيا، تمكن فيه جناح زعيمه من الاستحواذ على إرادته، وإعلان ضرورة الاسترشاد بالماركسية وتمثيل الحزب للطبقة العاملة. ودعا الحزب في جريدته "الوطن" إلى النضال من اجل حقوق العمال وتوسيعها، والحق في تشكيل النقابات. وأشار في المادة السابعة من منهاجه إلى ذلك مؤكدا على تسهيل قيام النقابات بواجباتها في تنظيم العمال وتفهيمهم حقوقهم ومساعدتهم على نيلها وإيجاد التشريع الضامن لحياة العمال وتأسيس لجان تفتيش من العمال لمراقبة تطبيق تلك القوانين(10).
حاول حزبا الشعب والاتحاد الوطني التوحيد على أساس وحدة الحركة الديمقراطية في البلاد، وتقارب برامجهما وشعاراتهما، وكانا قد طرحا فكرة التوحيد اكثر من مرة بينهما، إلا انهما لم يصلا إلى اتفاق كامل، حتى ألغت السلطات إجازتهما في 29 أيلول/ سبتمبر 1947 بتهمة الخروج عن أهداف تشكيلهما والحث على الثورة. وقد نسب عبد الفتاح إبراهيم تبعة ذلك إلى الجادرجي وجماعته بأنهم شاركوا الحكم في اتهام الحزبين بالشيوعية (11). وتوزعت أغلبية كوادر وأعضاء الحزبين بين الانضمام، خاصة الماركسيين منهم، إلى الحزب الشيوعي السري أو ترك العمل السياسي.
مثّل حزب الاستقلال مصالح البرجوازية وصغار الإقطاع والملاكين، وضم في قيادته نشطاء نادي المثنى وحركة رشيد عالي الكيلاني العسكرية عام 1941، خاصة العناصر المعادية للإنجليز، فضمت هيئته المؤسسة كلا من: محمد مهدي كبة، داود السعدي، خليل كنه، إسماعيل غانم، فاضل معله، علي القزويني، عبد المحسن الدوري، رزوق شماس وعبد الرزاق الظاهر. وقاد نشاطه إضافة إلى كبّة، فائق السامرائي وصديق شنشل، وعبّر الحزب في منهاجه عن الجناح القومي العربي في الحركة الوطنية العراقية. وأصدر جريدته المركزية لواء الاستقلال.
تعرض الحزب للانقسام وبروز تيارات موالية للحكم ومعارضة للتحالفات الوطنية، واشترك في لجنة الأحزاب العراقية للدفاع عن فلسطين وساهم في وزارة محمد الصدر عام 1948، بشخص رئيسه محمد مهدي كبّة. وقد توسع عدد المنتسبين للحزب أوائل تأسيسه إلا انه اضمحل تدريجيا نتيجة للصراعات الداخلية وتفضيل عدد من كوادره للمناصب الحكومية على العمل السياسي(12).
أكد الحزب في نظامه الأساسي على تعزيز كيان العراق السياسي باستكمال سيادته وتبديل المعاهدة العراقية البريطانية والعناية بالبلاد العربية كافة واتحادها في دول الجامعة العربية واولى القضية الفلسطينية اهتماما، وسعى إلى توطيد الحياة الدستورية الصحيحة وإجراء إصلاحات عامة في مختلف النواحي. كما دعا إلى رفع مستوى معيشة العمال بتعيين حد أدنى للأجور وإيجاد العمل لهم وتأسيس نقابات العمال وفق رقابة الدولة (13).
وضم حزب الأحرار الإقطاعيين وكبار البرجوازيين البيروقراطيين والليبراليين وشيوخ العشائر وعبر عن مصالحهم، المتوافقة مع مصالح البلاط وأسياده. وبالرغم من قلة عدد أعضائه إلا انه كان يتمتع بنفوذ في الأوساط البرلمانية وفي الريف. وكانت فكرة تأسيسه تعود إلى الوصي وتكليف نوري السعيد به، إلا أن طلب الإجازة له حمل أسماء: داخل الشعلان، عبد العزيز السنوي، نوري الاورفلي، عبد القادر باش اعيان، محمد فخري الجميل، حسين النقيب، كامل الخضيري وعباس السيد سلمان. ودعا الحزب إلى إصلاحات محدودة في النواحي السياسية والاقتصادية والاجتماعية، ولا شك أن وضع أعضائه الطبقي وعلاقة معظم قادته مع الاستعمار البريطاني له تأثيره في ذلك (14).
انضم إلى الحزب توفيق السويدي وسعد صالح وآخرون من حكومة السويدي بعد خروجهم من الوزارة مما عزز من مكانته سياسيا، لما تمتع بعضهم به من سمعة وطنية واهتمامات شعبية خلاف الأكثرية من قادته، إلا أن ذلك لم يدم طويلا خاصة عند خروج السويدي ومرض سعد صالح. واشترك الحزب في وزارة نوري السعيد التاسعة وفي لجنة الأحزاب العراقية للدفاع عن فلسطين، وجمد نشاطه بالاتفاق مع الحزب الوطني الديمقراطي بعد وثبة كانون الثاني 1948، ولم يعد إلى الميدان السياسي بعدئذ. وأصدر جريدة له باسم صوت الأحرار. وقد وصفه الجادرجي في مذكراته بالحزب المصنع، عديم الأهمية في الكفاح السياسي إلا بمقدار ما تشجعه السلطات.
وبالرغم من عدم إجازة حزب التحرر الوطني إلا أن الهيئة التأسيسية له استفادت من الفترة القانونية المسموح بها للنشاط السياسي وبدعم الحزب الشيوعي السري في نشر برنامجه والاتصال بالأحزاب السياسية والقيام بنشاطات علنية ملموسة من أشكال الكفاح السياسي، ومنها قيادته لتظاهرة 28 حزيران/ يونيو 1946 التضامنية مع الشعب الفلسطيني.
وعبر برنامج حزب التحرر الوطني عن مصالح العمال والفلاحين والمثقفين الثوريين والجنود وأوساط البرجوازية الصغيرة والفئات الوسطى، كما سجل، وسعى إلى تجميع طاقات الشعب الوطنية للنضال الوطني وتحقيق أهداف الشعب الوطنية والقومية الملحة في تلك الفترة (15). (وضمت هيئته المؤسسة: حسين محمد الشبيبي، المحامي سالم عبيد النعمان، المحامي محمد حسين ابو العيس، المحامي محمد صالح السعيد).
كما وسع الحزب الشيوعي السري من نشاطاته المنوعة، السرية والعلنية في مختلف المجالات مستخدما كل الوسائل الممكنة والمتاحة من أشكال الكفاح الوطني. موليا أهمية للنشر والأعلام والكفاح الفكري، فأسس دار الحكمة للطباعة والنشر، وأصدر كراريس تثقيفية من تأليف قادته، فهد وحسين الشبيبي، مثل: مستلزمات كفاحنا الوطني، البطالة أسبابها وعلاجها، الوحدة العربية والاتحاد العربي، الجبهة الوطنية الموحدة طريقنا وواجبنا التاريخي، الاستقلال والسيادة الوطنية وغيرها. وأصدر الحزب إضافة إلى لسان حاله المركزية "القاعدة" السرية، صحفا علنية كالأساس والعصبة والهادي، ورفد مثقفوه الصحف الوطنية الأخرى بمساهماتهم الكتابية أو العمل الصحفي فيها.
أسس الحزب "عصبة مكافحة الصهيونية" عام 1945، ردا على النشاط الصهيوني في العراق والمنطقة ومؤامرات الاستعمار وعملائه الحكام العرب على الشعب الفلسطيني. (وضمت الهيئة المؤسسة تسعة أعضاء، من بينهم: يوسف هارون زلخا، رئيسا، سليم منشي، نسيم حسقيل يهودا، مسرور صالح قطان، ابراهيم ناجي واخرون، واصدرت صحيفة باسم "العصبة" ترأس تحريرها المحامي محمد حسين ابو العيس).
كانت الحركة الصهيونية قد نشطت ونشرت أخبارها في العراق منذ بدايات القرن العشرين، مستغلة الأحداث التي جرت في العراق، خاصة تلك الأحداث التي وقعت لليهود، كـ "الفرهود" عام 1941، والتي كانت بتشجيع واضح من المستعمرين، عبر جمعيات صهيونية مثل، جمعية "تنوعة" التي تأسست عام 1943 للنشاط الصهيوني ودفع الشباب اليهودي للهجرة إلى فلسطين، بدعم من عناصر من الجنود البولونيين الصهيونيين الموجودين ضمن الجيش البريطاني في العراق. وكانت الحركة الوطنية مدركة إن النضال ضد الصهيونية لا يتجزأ عن النضال ضد الإمبريالية، خاصة بعد أن أدركت ان خطر الحركة الصهيونية ليس على فلسطين وحسب بل وعلى المنطقة العربية والسلام العالمي.
وقف الحزب الشيوعي منذ تأسيسه "موقفا مبدئيا واضحا وصريحا ضد الصهيونية، واحتلت القضية الفلسطينية مجالا كبيرا ومهما في نشاطاته" (16). وفضح فهد جوهر الصهيونية كحركة عنصرية في عدد من المقالات. وعرّت منظمة عصبة مكافحة الصهيونية وصحيفتها "العصبة" ومنشوراتها الأخرى الحركة الصهيونية والاستعمار والحكومات العربية المتخاذلة وخاضت نضالات يومية لتحقيق برنامجها الذي حظي بتأييد الحركة الوطنية العراقية والعربية والصحافة التقدمية، غير ان السلطات الحاكمة خشيتها فأنذرتها وأغلقت صحيفتها في 6 حزيران 1946، ومن ثم سحبت إجازتها في 29 من الشهر نفسه (17).
ودأبت الصحافة الوطنية على مقاومة الفاشية والدعوة إلى جبهة وطنية متحدة ضدها وفي سبيل الخبز والحريات، وخاصة صحافة الحزب الشيوعي، في تعزيز جبهة الشعوب الديمقراطية والإشادة بنضالات الاتحاد السوفيتي ضد الغزو النازي.
لعب فهد دورا بارزا، إلى جانب الصحافة، في تعرية مروجي أفكار وأساليب النازية في العراق والدعوة إلى الغاء القوانين التي صدرت تحت شعارات "مكافحة الشيوعية".
وتوسع عمل منظمة الحزب في شمال العراق - كردستان مساندا نضال الشعب الكردي وحقوقه المشروعة، موضحا الأسس الصحيحة لنضاله وأهدافه. ونشر صحيفة آزادي (الحرية) باللغة الكردية، ناطقة باسم فرع الحزب، دعت في عددها الأول إلى النضال من اجل "أحزاب وجمعيات ديمقراطية لتنظيم الشعب الكردي وتهيئته وتمكينه من استعمال حقه في تقرير مصيره ولكي يكون اتحاده مع العرب في العراق اتحادا اختياريا مبنيا على المساواة في جميع الحقوق" (18).
وسعت القومية الكردية إلى تشكيل حزب قومي كردي في العراق. ففي 16 آب/ أغسطس 1946، عقد الحزب الديمقراطي الكردي مؤتمره التأسيسي سرا، معبرا عن مصالح الإقطاع والبرجوازية القومية الكبيرة. فضم في صفوفه الفئات المتنورة منهما، من المثقفين ورؤساء العشائر والإقطاعيين والأغوات. وأعلن في ميثاقه الوطني معارضته للانفصال ودعا إلى نظام اتحادي في العراق أساسه الاخوة العربية الكردية ونادى إلى الكفاح المشترك بين الشعبين العربي والكردي ضد الاستعمار والرجعية والحكم الموالي لهما. كما أكد ميثاقه على الإصلاح العام في شتى المجالات وتنمية اللغة الكردية وآدابها ونشر الثقافة في كردستان وجعل اللغة الكردية رسمية في المدارس والدوائر(19). ( في المؤتمر التأسيسي ضمت قيادته اضافة الى الملا مصطفى البارزاني مؤسس ورئيس الحزب، شخصيات كردية من بينهم: الشيخ لطيف الشيخ محمود، كاكه زياد اغا، حمزة عبد الله، مير حاج احمد، جعفر محمد كريم، علي عبد الله، صالح اليوسفي، عبد الكريم توفيق، رشيد عبد القادر، طه محي الدين معروف، وفي المؤتمر الثاني للحزب ضمت قيادته ابراهيم احمد، نوري شاويس، جليل هوشيار، عمر مصطفى، بكر اسماعيل، احمد امين مصطفى. وفي المؤتمر الثالث - عام 1953- ضم الى القيادة ايضا جلال الطالباني، وتسمية الحزب بالحزب الديمقراطي الكردستاني - العراق)
كان عام 1946 عام الأحزاب السياسية العلنية والسرية في العراق، حقق فيه الشعب مكاسب سياسية في التعبير عن حقه السياسي، وحرية نشر الرأي والانتماء، وطرحت برامج الأحزاب السياسية والمنظمات العلنية والسرية وبتياراتها المختلفة تفهما يكاد أن يكون مشتركا عاما بين ستراتيج الحركة الثورية في البلاد، وتحديد العدو الرئيسي، المتمثل في الاستعمارين البريطاني، والأمريكي الذي بدأ التغلغل في دوائر الدولة المركزية، وأذناب الاستعمار المتنفذين في الحكم والمنفذين لسياسته الاستعمارية، من العناصر الرجعية والمرتبطة مصيريا به. وعكست البرامج طبيعة التركيب السياسي للمجتمع العراقي، وتشكيلاته الاجتماعية والاقتصادية، إلا أن هذه الأحزاب ظلت مراوحة في مكانها، ولم تسع إلى تطبيق برامجها وإستراتيجيتها، وغلب عليها التردد في المساهمة الفعالة والنضال العملي في اشتعال فترات الأزمات معبرة عن طبيعتها الطبقية واتجاهات قياداتها والانفصام بين المناهج والممارسات.
وحسب إشارات السفير الأمريكي في بغداد، ووثائق الخارجية البريطانية المعتمدة على رسائل السفير البريطاني وأركان السفارة في بغداد أيضا، كانت الأحزاب السياسية تنشط في مناسبات معينة، وترد على إجراءات الحكم أو خطواته المرتبطة بمصالح المستعمرين وأهدافهم بالعراق وبالمنطقة المحيطة به، كالمعاهدات والأحلاف أو القوانين والمراسيم التعسفية، القامعة لتطلعات الرأي العام العراقي خاصة. وكان من ابرز الأحزاب، الحزب الشيوعي، الذي كان يعمل سريا، في الخفاء وينشط في ممارسة أساليب كفاحية متعددة، وفي تكوين منظمات جماهيرية، نقابات عمالية، جمعيات أصدقاء الفلاحين، اتحاد الطلبة، جمعيات مهنية لاصحاب الصنائع والحرف الأخرى، لزج كافة الطاقات الشعبية في زخم العملية الثورية، وكان قد نجح في إنشاء العديد منها، ووضع تقاليد عمل لها، وإضفاء الطابع السياسي الوطني المعادي للاستعمار على نشاطاتها، مثلما هو الحال في نشاطات الحركة الوطنية العراقية أيضا.
حاولت السلطات الحاكمة احتواء الحركة الشعبية، من جهتها، باللجوء إلى تشكيل أحزاب سياسية يتوزعها أركان الحكم، خاصة بعد تجميد الأحزاب السياسية العلنية لنشاطاتها، أو غلقها من قبل السلطات الحاكمة نفسها بقرارات وقوانين جائرة عرفت بها. فأسس نوري السعيد حزب "الاتحاد الدستوري" عام 1949، وصالح جبر حزب "الأمة الاشتراكي" عام 1951، والحزبان امتدادان لأحزابهما السابقة، أي أحزاب الحكومة، ويمثلان مصالح الرجعية الحاكمة بشكل تقليدي صارخ لا تغيير فيه. الأول عبّر عن مصالح الأرستقراطية العسكرية والمدنية، والثاني عبّر عن مصالح الإقطاعيين ورؤساء العشائر المتنفذين والمرتبطين برأس الهرم الحاكم بوشائج مختلفة، وغلب عليهما الطابع الطائفي الديني، إضافة إلى الطبيعة الطبقية لكل منهما، حيث انتسب الرجعيون السنة إلى حزب نوري السعيد، بينما انضم الشيعة إلى حزب صالح جبر، بوجه عام، رغم محاولات كل منهما ومناوراتهما لإضفاء طابع عراقي عام على حزبه بإدراج وتعيين أشخاص من الطائفة الأخرى في اللجنة القيادية. وقد عرض صالح جبر برنامج حزبه على السفير البريطاني في بغداد، وأطلعه على مواضيعه قبل انعقاد مؤتمر الحزب، ولا يختلف نوري السعيد عنه إلا في الدهاء السياسي (20).
ردت الحركة الوطنية على هجوم الرجعية المتنفذة باستعادة نشاطاتها وتعزيز مكانتها الحزبية. فعاد الحزب الوطني الديمقراطي إلى العمل السياسي العلني بزعامة كامل الجادرجي ومساعديه محمد حديد وحسين جميل عام 1950. وتوسع نشاط الحركة العمالية والشعبية عموما، وصمد الحزب الشيوعي بوجه التصفيات الدموية لقيادته وكوادره البارزة، وتمكن من استعادة مركزيته وفعاليات قياداته الجديدة. كما عاد حزب الاستقلال برئاسة محمد مهدي كبه ونائبه فائق السامرائي إلى العمل السياسي أيضا. وظهرت منظمات جديدة علنية في الساحة السياسية كمنظمة أنصار السلام بالعراق، وحزب الجبهة الشعبية المتحدة، وتنظيمات سرية، قومية وطائفية دينية، كحزب البعث العربي الاشتراكي - فرع العراق، وجماعات الأخوان المسلمين وحزب التحرير الإسلامي وحزب الدعوة الإسلامية وغيرها من الجماعات التي ترتبط بأسماء علماء أو رجال دين.
في تموز/ يوليو 1950 وبمبادرة من نشطاء الحزب الشيوعي تشكلت لجنة تحضيرية لمنظمة أنصار السلام بالعراق، ترأسها الشاعر محمد مهدي الجواهري، وضمت إلى جانبه عناصر يسارية من مختلف الأحزاب السياسية التي سحبت إجازاتها أو التي أعادت نشاطاتها، وتكونت لها قاعدة شعبية واسعة من أعضاء الأحزاب والشيوعيين وأصدقائهم في مدن عدة أخرى غير العاصمة بغداد، وجمعت خمسين ألف توقيع على بيان استكهولم الذي أصدره مجلس السلم العالمي ضد إنتاج واستخدام الأسلحة الذرية وفي سبيل توقيع معاهدة سلام بين الدول الخمس الكبرى، أعضاء مجلس أمن الأمم المتحدة (21).
ساهمت منظمة أنصار السلام في العمل السياسي الوطني عن طريق إصدار بيانات ومذكرات احتجاج لدى السلطات والصحافة. كما اشتركت في الدعوة إلى الحريات العامة والإصلاحات الدستورية ومعاملة السجناء معاملة إنسانية وفق الاتفاقيات الدولية، ومساندة إضرابات العمال وحقوقهم، وقد تعرضت مثل الأحزاب السياسية إلى سياسة القمع الحكومية (22)، ولم تحصل على إجازة العمل العلني إلا بعد ثورة 14 تموز / يوليو 1958.
أعلن في 23/3/1951عن تشكيل حزب "الجبهة الشعبية المتحدة"، وحصل على إجازة العمل في 26/5/1951، بعد انسحاب ممثلي الحزب الوطني الديمقراطي اثر اعتراض وزارة الداخلية على فقرة في الطلب تشير إلى أن الحزب هو جبهة سياسية تضم أحزابا وهيئات وأفرادا واتفقت الهيئات القيادية للجبهة الشعبية المتحدة والوطني الديمقراطي على توحيد مساعيهما في الحقل السياسي الوطني.
ضم الحزب ممثلي الأحزاب العلنية التي جمدت نشاطها أو ألغيت، من السياسيين التقليديين والنواب والوزراء السابقين والإقطاعيين، ولم يجمع بينهم سوى المعارضة السياسية إلى السلطة الحاكمة والعمل على تغيير نهجها، وامتازت جريدة الحزب "صوت المبدأ" بمواقف معارضة مشددة. وفي المؤتمر العام للحزب الذي عقد في 30/11/1951 أنتخب طه الهاشمي رئيسا للجنة العليا للحزب ومحمد رضا الشبيبي رئيسا للجنة السياسية، وضمت اللجنة القيادية صادق البصام، مزاحم الباججي، نصرت الفارسي، عبد الرزاق الظاهر، محمود الدرة، عبد الرحمن الجليلي وعبد الجبار الجومرد. وحلّ الحزب مع بقية الأحزاب على يد وزارة نور الدين محمود، التي قمعت انتفاضة تشرين الثاني/ نوفمبر 1952، وأوقفت صحيفته "الجبهة الشعبية" في 24/11/1952، ولكنه أعاد نشاطه عام 1953 والجريدة حتى 21/8/1954 (23).
أما حزب البعث العربي الاشتراكي فقد تأسس بسوريا رسميا في 7/4/ 1947، بينما أشير في ادبياته إلى انه حركة قومية تشكلت في الأربعينات من هذا القرن لرفع رسالة الأمة العربية الخالدة ضد الاحتلال والتجزئة والتخلف ورفع شعاره: أمة عربية واحدة / ذات رسالة خالدة. وأهدافه في الوحدة والحرية والاشتراكية. وسجل بيانه التأسيسي أن هدفه: "تمثل الروح العربية ضد الشيوعية الدولية، تمثل القومية العربية التامة… تمثل رسالة العروبة ضد حرفة السياسة..". وعرض مؤسس الحزب ميشيل عفلق أفكار الحزب الأساسية في سلسلة من المقالات، جمعت بكتاب باسم "في سبيل البعث" وشن فيها هجوما على الشيوعية والأحزاب الشيوعية في البلدان العربية، واصطدم الحزب منذ نشأته "بالقوى السياسية والتيارات اللاقومية" و"الأفكار والتيارات الإقليمية". ورأى جلال السيد، أحد المؤسسين للحزب مع ميشيل عفلق بان الحزب حصل على "أمجاده من مقاومته للشيوعيين وتصديه لهم"، بينما تشير وثائق للحزب إلى نضال الحزب ضد الاستعمار الأجنبي لتحرير الوطن العربي، وانه حزب شعبي عربي اشتراكي (24).
انتشر حزب البعث بالعراق عن طريق الطلبة العرب، لاسيما السوريين، الدارسين في مؤسسات بغداد التعليمية. وفي بداية الخمسينات توسع خارج بغداد عن طريق الطلبة أيضا، الذين بدأوا يكسبون العمال والفلاحين والموظفين إلى صفوف الحزب. وكانت صيغة العمل الحزبي منذ 1951 على شكل خلايا صغيرة، عنقودية الصلات، وفي عام 1952 ترقى الحزب بالعراق إلى موقع شعبة حزبية تتصل في القيادة القطرية بسوريا وفي عام 1954 اصبح فرعا حزبيا، وفي كانون الأول/ ديسمبر 1955 عقد مؤتمره القطري الأول ووضع أسس عمله الحزبي اللاحق بشكل سري بالعراق (25). واصدر البعثيون في العراق جريدتهم السرية "العربي الجديد" وبعدها لتحديد هويتهم اصدروا "الاشتراكي".
لم يمتلك الحزب نظرية واضحة، رغم تمثله النزعة القومية، والصياغات العاطفية الإنشائية، وقاعدته اعتمدت على الطلبة من خريجي المعاهد والكليات أساسا، واستفاد في بدايات توسعه من انشقاق الحزب الشيوعي العراقي واعتقال كوادره باتجاه انتساب أعداد من قاعدته الحزبية أو من العمال وابراز مساندته المطالب الشعبية (26)، كما نشط مع أحزاب الحركة الوطنية العراقية الأخرى في العمل السياسي، بل وتعاون مع الحزب الشيوعي السري في مجالات مختلفة سرية وعلنية رغم منهجه ومواقف مؤسسيه. ومن ابرز مؤسسيه العراقيين الذين عينوا أو انتخبوا إلى قياداته الأولى: فؤاد الركابي، فخري ياسين قدوري، شمس الدين كاظم، جعفر قاسم حمودي، جاسم محمد حمزة، تحسين معلة، علي صالح السعدي، عبد الله عبد الجبار الركابي، كريم شنتاف، محمد سعيد الأسود، فيصل حبيب الخيزران، سعدون حمادي، عبد الوهاب كريم.
استغلت السلطات الحاكمة الدين وبعض رجاله سلاحا ضد الحركة الوطنية والشيوعية خاصة، ووظفتهما لخدمة مصالحها وأهدافها، وقمعت باسمهما ونكلت بالحركة الوطنية. كما أنها قدمت تسهيلات كثيرة إلى النشاطات الدينية المختلفة والفعاليات اليومية. ولم تبرز في تلك الفترة قوى دينية حزبية مؤثرة في ساحة العمل السياسي الوطني العلني، ولكن هذا لا يعني عدم تشكل أحزاب أو جمعيات دينية لها برامجها وتحركاتها السياسية بغطاء ديني عام. إذ تشكلت حينها نواتات تنظيمات دينية ذات طابع طائفي وقامت بفعاليات دينية لها، مثل جمعية الاخوة الإسلامية، كفرع لتنظيم الأخوان المسلمين، الذي تأسس قبل عقود من ذلك في مصر وغيرها من البلدان الإسلامية، وجمعية الشبان المسلمين، وحزب التحرير الإسلامي، وحزب الدعوة الإسلامية وجماعات العلماء أو المدارس المذهبية (27).
اتخذت هذه النشاطات من الجوامع والمساجد والحسينيات والمدارس الدينية الأهلية والخاصة والمناسبات الدينية والشعائر الطقوسية منابر لنشر الأفكار والتوجهات والدعوة الدينية المذهبية. وأصدرت صحفا وأسهمت في غيرها، كما استفاد بعضها من الإذاعة وغيرها من وسائل الاعلام والنشر لخدمة أغراضها وترويج أهدافها ومصالح زعمائها أو المتنفذين فيها، والتعبير عما يخدم الحكام ضد الحركة السياسية المعارضة، في الوقت نفسه استنكف بعضها من التعاون مع الحكام أو التسبيح بحمدهم ونال حصته مثل باقي القوى المعارضة في الحركة الوطنية.
الخلاصة كانت فترات العمل الحزبي العلني متميزة في تطوير الحركة الوطنية، والوعي السياسي العام، وتحريك الشارع السياسي والرأي العام، والمساعدة في تهيئة الظروف الذاتية والموضوعية لإنجاز أهداف البرامج السياسية، وخاصة ما يتعلق بطبيعة الحكم والعمل الديمقراطي، ومترافقة مع العمل الحزبي السري الذي ما انقطع عن النضال والكفاح السياسي ولم تمنعه ظروف عمله الصعبة من مواصلة اللقاءات بالأحزاب السياسية العلنية والتعاون أو التنسيق معها.
وقد تميزت تلك الفترة الزمنية من تاريخ العراق على هذا الصعيد بالحياة الحزبية العلنية التي أسهمت في تطوير الحركة الوطنية العراقية وتصعيد نضالها. ومن خلال برامج اغلب الأحزاب العلنية والسرية وصحافتها توضحت صور الاتفاق بشكل عام على استراتيجية العملية الثورية في العراق في تلك الفترة. في تحديد العدو الرئيس والمهام الوطنية التاريخية. فقد شخصت الأحزاب السياسية الفاعلة أن العدو الرئيس لها وللشعب العراقي هو الاستعماران البريطاني والأمريكي الذي بدأ التغلغل، لا سيما بعد الحرب العالمية الثانية، وعملاء الإمبريالية المنفذين لسياستها ومصالحها. وان ابرز المهام الوطنية هو الاستقلال التام وتطبيق بنود الدستور العراقي في الحياة الديمقراطية. إلا أن اغلب هذه الأحزاب ترددت في سبيل النضال والمساهمة في خوض الصراع اليومي ودفع العملية الثورية إلى الأمام، عاكسة في ذلك طبيعتها الطبقية واتجاهات قياداتها المساومة وانفصام برامجها عن تطبيقها وبحثها عن ايسر السبل واللجوء إلى تجميد نشاطها في ساعات النهوض الشعبي وحاجة الجماهير إلى طلائعها السياسية.
برز الحزب الشيوعي في تلك الفترة بإمكاناته في تنظيم وادارة نشاطات وفعاليات سياسية وجماهيرية. وهو الحزب الذي واصل النضال دون تجميد علني لنشاطاته في العمل السياسي، كمل كانت عليه الأحزاب والقوى الأخرى، رغم ما اعترضته من حالات انقسام وانشقاقات تركت آثارها على نضاله وتوجهاته وما تعرض له من حملات وهجمات دموية من السلطات الحاكمة بكل اجهزتها. ( لاسيما انشقاق "راية الشغيلة" – المركز القيادي للحزب، الذي قاده ابرز قادة الحزب انذاك، جمال الحيدري وعزيز محمد وحمزة سلمان وإبراهيم شاؤول وعبد السلام الناصري ويعقوب مصري وصبيح مئير وعبد الرزاق الصافي وحسين سلطان وبيتر يوسف. وانشقاق جماعة "النضال"، وحدة الشيوعيين الذي قاده عزيز شريف وعبد الرحيم شريف. وقد تمكن سلام عادل بعد تسلمه قيادة الحزب من توحيد الحزب وعقد الكونفرنس الثاني وانتخاب قيادة جديدة اسهمت بتنشيط العمل الحزبي والسياسي، ضمت اضافة الى حسين الرضي (سلام عادل) سكرتيرا، عامر عبد الله وجمال الحيدري في المكتب السياسي، وعطشان ضيول الايزرجاوي، ناصر عبود، محمد صالح العبلي، فرحان طعمة، عبد الرحيم شريف، عزيز الشيخ، صالح مهدي دكلة، اعضاء ومرشحين في اللجنة المركزية، وإصدار جريدة باسم "اتحاد الشعب" صدر العدد الاول في 22/7/ 1956).
عمل الحزب في سبيل تكوين منظمات جماهيرية موازية لعمله وخوض أشكال مختلفة من النضال. فتشكلت بمشاركته وأشرافه نقابات العمال وجمعيات الفلاحين وأصدقائهم واتحاد الطلبة العام ورابطة المرأة وجمعيات مهنية أخرى.
وتميز الحزب الشيوعي بأساليب التنظيم المركزية، والسرية في عمله التنظيمي، وإمكانية الانتقال من حالة إلى أخرى في ظل ظروف العمل السياسي الشاقة والصعبة التي تميزت بها تلك الفترة، خاصة مع حزب شيوعي في العراق. واستند إلى بناء تنظيمه على أساس الخلايا واللجان الحزبية حسب مواقع العمل والتقسيمات الإدارية، الأمر الذي عزز من مكانته وخبرته وإدارته خلاف الأحزاب التي افتقدت إلى أساليب العمل المنظم رغم انتشارها وكثرة أعدادها وجهادية أعداد من كوادرها أو زعمائها.
وفي مضمار الجبهة الوطنية بين الأحزاب والمنظمات السياسية والجماهيرية بذل الحزب الشيوعي جهودا مشهودة، ودعا اليها منذ بدايات عمله، وناضل بتضحيات من اجل إنجاز المهمات المرحلية للتحرر الوطني في العراق.
تميز الحزب الشيوعي بطابعه الوطني التقدمي، حيث ضمت صفوفه أبناء وبناتا من اغلبية المكونات للمجتمع العراقي من القوميات والأقليات المتعددة، خلاف غيره من الأحزاب، ممن عرف بطابع عام بقوميته العربية أو الكردية أو بالطائفية الدينية. وهذا ما ساعده على الانتشار في طول العراق وعرضه، وعلى استمراريته النضالية في تلك الفترة وفي تحمل مسؤولية تطلعات الشعب العراقي والنضال في سبيل تحقيقها.


الهوامش
1. حنا بطاطو/ الطبقات الاجتماعية القديمة والحركة الثورية في العراق/ص ص411 - 422.
2. زكي وسعاد خيري/ دراسات في تاريخ الحزب الشيوعي العراقي/ 1984 بلا/ ص52.
3. القاعدة - الجريدة السرية/ أعداد سنوات الحرب، خاصة عدد تموز 1943.
4. القاعدة/ العددان 5 و 7 حزيران و آب 1943/ ص1- 2 و ص2.
5. المصدر السابق/ العددان 1ـ 14 و 2ـ 15 كانون الثاني 1944.
6. راجع الموسوعة الصحفية العراقية/ بغداد 1976/ ص244.
"لم يجز حزب التحرر الوطني مع بقية الأحزاب رغم تقديم نظامه الداخلي وبرنامجه ونشر الصحف لبرقيات المواطنين المستنكرين عدم إجازته..."
- كامل الجادرجي/ مذكراته ص 108.
وعبد الجبار عبد مصطفى/ تجربة العمل الجبهوي في العراق/ بغداد ص ص117ـ 118.
7. ينظر منهاج الحزب الوطني الديمقراطي بغداد 1946.
وكذلك وثائق الخارجية البريطانية (و.خ.ب) F.O. 371, 104665 E 1016- 32.
- LONGRIGG. S. H O STOAKES. F, IRAQ, LONDON, 1958 -P241.
8. جعفر عباس حميدي/ التطورات السياسية في العراق/ النجف 1976/ ص258.
9. ينظر منهاجه في الحسني/ تاريخ الوزارات ج7 ص ص39ـ41
وكذلك جريدة الرأي العام/ الأعداد 13 آذار، 1 أيار، 4 حزيران 1946 .
10. ينظر منهاجه في المصدر السابق/ ص ص36ـ 39.
وجريدة الوطن/ أعداد 19 شباط، و 3، 4، 14 نيسان 1946.
11. محمد مهدي كبة/ مذكراتي في صميم الأحداث/ بيروت بلا/ صفحات متفرقة،
وكذلك (و.خ.ب) F.O.371/ 104665 E 1016- 32.
وعبد الجبار حسن الجبوري/ الأحزاب والجمعيات السياسية في القطر العراقي/ بغداد 1977 / ص167.
"وقد تشكلت لجنة الأحزاب العراقية لنصرة فلسطين من الأحزاب العلنية في عام 1946، وهي حزب الاستقلال، الأحرار، الوطني الديمقراطي، الاتحاد الوطني، الشعب. ونشطت اللجنة لنصرة الشعب الفلسطيني ضد المخططات ألانجلو- أميركية - صهيونية، التي عملت على تصفية قضية الشعب الفلسطيني. ونجحت اللجنة في دعوتها إلى الإضراب العام في 10 أيار/ مايو 1946، كمبادرة عملية لنشاطها".
12. ينظر: النظامان الأساسي والداخلي لحزب الاستقلال/ بغداد 1947.
13. فدجنكو/ العراق في النضال من اجل الاستقلال/ موسكو1970/ ص 108/ بالروسية
وكذلك و.خ.ب F.O. 371. 45878, 75128.
14. عبد الرزاق الصافي/ كفاحنا ضد الصهيونية/ منشورات م.ت.ف بلا/ ص28.
وكذلك فهد/ كراسه.. نحن نكافح في سبيل من؟/ بغداد 1946/ ص3.
15. عبد القادر ياسين/ عصبة مكافحة الصهيونية في العراق/ الثقافة الجديدة ع44/1973.
و د. عبد اللطيف الراوي/ عصبة مكافحة الصهيونية في العراق/وثائق ودراسات/ دمشق 1986.
16. جريدة الشرارة/ عدد 14 آب 1942.
و د. فائق بطي/ الصحافة اليسارية في العراق/ لندن 1985/ ص72. و.خ.ب F.O.371,E 88193 87,27,579329.
17. ماجد عبد الرضا/ القضية الكردية في العراق/ بغداد 1975/ ص83.
18. فدجنكو/ مصدر سابق/ ص109.
وجلال الطالباني/كردستان والحركة القومية الكردية/ بيروت 1971/ ص151
19. و.خ.ب F.O.371. 104665 - E410161- 32, EQ 1014- 4, EQ 1019- 6.
فدجنكو/ مصدر سابق/ ص131.
و.ش.خ الأقطار العربية المعاصرة/ ص366.
20. الجادرجي كامل/ مصدر سابق/ ص468 وفدجنكو/ ن.م/ ص135.
21. فدجنكو/ ن.م/ ص135 وحميدي/ مصدر سابق/ ص666.
22. و.خ.ب F.O 371 EQ 1019- 19.
والحسني/ ن.م/ ح8 ص303 وحميدي/ ن.م/ ص ص649- 651 وفدجنكو/ ن.م/ ص ص135ـ 136.
23. ينظر/ نضال البعث في سبيل الوحدة والحرية والاشتراكية/ ح1ـ ح3.
العيسمي، شبلي/ تاريخ البعث، فكر ونضال/ ص ص6ـ7
25. السيد، جلال/ حزب البعث العربي/ ص 147.
والجبوري، عبد الجبار حسن/ الأحزاب والجمعيات السياسية/ ص160
ويذكر حميدي في كتابه المشار اليه، وكتابه الثاني، أن تاريخ عقد المؤتمر هو 23/1/1955
26. نضال البعث/ مصدر سابق/ ص13 و ص170 وكذلك حميدي /ن.م/ ص ص661ـ663.
27. ينظر مثلا الجبوري، عبد الجبار حسن/ مصدر سابق/ ص ص199ـ200. وكذلك مجلة "الطليعة الإسلامية" ع15 نيسان 1984 / ص ص12ـ13.

* بحث كتب اواسط الثمانينيات من القرن الماضي لمتطلبات الدراسة، عن الحركة العمالية في العراق من الحرب العالمية الثانية والى ثورة الرابع عشر من تموز/ يوليو 1958، ونشر في كتاب بعنوان، العراق: صفحات من التاريخ السياسي، ط1، السويد 1992، ط2 دمشق 1998، ط3 القاهرة 2008.
- اعادة نشره بهدف تعميم الفائدة وخدمة التاريخ السياسي في العراق، وربط الحاضر بالماضي للمستقبل.



#كاظم_الموسوي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- العراق: البحث عن استقرار
- الاسلمة السياسية في العراق
- دروس من تركيا
- التحديات الامنية في المنطقة
- وصمة عار لا تمحى
- الاول من ايار.. عربيا
- عشر سنوات.. الانسان موقف
- عشر سنوات.. والعراق جريح
- بعد عامين.. الى اين؟
- قمة تقسيم العالم العربي
- عدم الانحياز وحكم القانون
- الوحدة الوطنية صمام الاستقرار
- غائب وغالب
- صراع القهر وعبد الصبور
- إدريس والعالم
- تنوير العقل عبر ثقب إبرة
- يتكلمون بغير ألسنتهم..!
- الشاعر عبد الوهاب البياتي
- حدود مستباحة
- أمريكا: كشف المستور


المزيد.....




- نقار خشب يقرع جرس منزل أحد الأشخاص بسرعة ودون توقف.. شاهد ال ...
- طلبت الشرطة إيقاف التصوير.. شاهد ما حدث لفيل ضلّ طريقه خلال ...
- اجتياج مرتقب لرفح.. أكسيوس تكشف عن لقاء في القاهرة مع رئيس أ ...
- مسؤول: الجيش الإسرائيلي ينتظر الضوء الأخضر لاجتياح رفح
- -سي إن إن- تكشف تفاصيل مكالمة الـ5 دقائق بين ترامب وبن سلمان ...
- بعد تعاونها مع كلينتون.. ملالا يوسف زاي تؤكد دعمها لفلسطين
- السيسي يوجه رسالة للمصريين حول سيناء وتحركات إسرائيل
- مستشار سابق في -الناتو-: زيلينسكي يدفع أوكرانيا نحو -الدمار ...
- محامو الكونغو لشركة -آبل-: منتجاتكم ملوثة بدماء الشعب الكونغ ...
- -إيكونوميست-: المساعدات الأمريكية الجديدة لن تساعد أوكرانيا ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....


الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - كاظم الموسوي - العراق: أحزاب وسلطة *