أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حسن عماشا - الى متى نستمر بالخضوع للابتزاز؟














المزيد.....

الى متى نستمر بالخضوع للابتزاز؟


حسن عماشا

الحوار المتمدن-العدد: 4181 - 2013 / 8 / 11 - 23:20
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


حتى لا تجرفنا الفوضى الى حيث لا نريد ولا يتوافق مع السيرة التاريخية لبيئة شعبية كانت طوال تاريخها حاضنة للمقاومة بكل اطيافها سواء في مواجهة الاستعمار العثماني، ومن ثم الفرنسي، وبعده الصهيوني. وكانت ولا زالت في طليعة المتصديين لأي عدو خارجي وقدمت عبر هذا التاريخ خيرة ابنائها على مذبح التضحية في سبيل كل ما فيه الخير لأمتها وبلدها.
ويوم اضحت الحرب الأهلية حرب عبثية كانت السباقة ايضا في الجنوح نحو الدولة واعادة احيائها. ورغم كل الظروف القاهرة كانت الأحرص على السلم الأهلي والعيش المشترك والتنوع الطائفي والسياسي .
وفي المقابل تتعرض هذه البيئة منذ امتلاكها ما يسمى بفائض القوة الى ابتزاز وقح وفاجر واتهام باطل لا سند له ولا دليل بانها تعمل على تقويض "الدولة" واضاعة هيبة مؤسساتها وفي ظل تآمر واضح يطاول كل بناها السياسية والاقتصادية والاجتماعية من قبل من عملوا ويعملون يوميا على تحويل الدولة الى ملكية خاصة ومارسوا بحق مؤسساتها كل انواع النهب والاستئثار واحتضنوا المعتدين على امنها واستهدفوا جيشها الوطني بدء من التحريض وصولا الى القتل بدم بارد ودون مبرر لظباط وعناصر الجيش.
اما هذه البيئة والتي ظلمت دائما وتعرضت لأبشع عمليات التنكيل من خلال استهدافها بالرصاص الحي في كل مرة خرجت ثلة من ابنائها للتعبير عن موقف سياسي بالتظاهر السلمي او للمطالبة ببعض الحقوق الخدماتية. فكانت مجزرة جسر المطار عام 1993 بحق المتظاهرين احتجاجا على اتفاق اوسلوا وذهب ضحيتها احدى عشر شهيد وشهيدة واكثر من خمسون جريحا. برصاص الجيش دون ان يطلق بوجهه رصاصة واحدة. وسقوط خمس شهداء في حي السلم في تظاهرة لمطالب معيشية أيضا برصاص الجيش وكذلك سقوط ثلاث شهداء اطفال خلال حملة قمع للمخالفات قامت بها قوى الأمن الداخلي على طريق المطار وأخيرا وليس آخرا سقوط سبعة شهداء برصاص الجيش على كنيسة مار مخايل خلال اعتصام احتجاجي على انقطاع الكهرباء.
في حين انه في كل مرة يجري فيها تحرك احتجاجي من جمهور الفريق الذي يزعم الحرص على الدولة ومؤسساتها كان الجيش والقوى الأمنية ضحية لعنف هذا الجمهور ادى دائما الى سقوط قتلى وجرى من عناصر الجيش والقوى الأمنية هذا فضلا عن العمليات التي استهدفت الجيش وقتلت عناصره دون مبرر سواء خلال قيامها بمهام الدورية كما حصل في الضنية او في مضاجعها كما حصل في طرابلس وادت الى ما عرف بحرب نهر البارد. ومؤخرا في عرسال حيث مثل بجثث الشهداء من ضباط وعناصر الجيش. واخيرا في عبرا شرق صيدا على يد عصابة الأسير والتي كانت تحظي برعاية آل الحريري الوهابية.
رغم كل هذه الوقائع التي يتنكر لها اصحابها ولازالوا يوجهون اصابع الاتهام الى بيئة المقاومة. فان كان القيادة السياسية النافذة في هذه البيئة تملك من الحكمة والحلم بما يجعلها تضغط على الجرح وتتجنب الخضوع لرد الفعل او الرد بالمثل على ما تتعرض له من استهداف فان لصبر وتحمل هذه البيئة حدود لا يمكن السكوت الى ما لا نهاية على ما يطالها من تعديات واستفزازات.
سبق وان تفلتت بعض ردود الفعل وكان من السهل السيطرة عليها بسبب ما تتمتع به قيادة هذه البيئة من احترام لدى القواعد الشعبية. الا ان تخلي المسؤولين في الدولة عن ابسط واجباتهم في رعاية مصالح الناس وحماية امنهم وعدم بذل اي جهد مثمر تجاه ما تعرضت له من ظلم لحق ببعض ابنائها على يد عصابات في سوريا ولبنان مدعومة من شرائح وقوى سياسية لبنانية. وقدمت مصالح علاقاتها الدولية على مصلحة ابناء شعبها ما ادى الى اعادة تفلت ردود الفعل ولن تكون عملية خطف الطياران التركيان حيث لم يعد مقبولا على المستوى الشعبي استمرار الخضوع من قبل القيادات للإبتزاز مرة باسم الحرص على السلم الأهلي والخوف من الفتنة الطائفية ومرة باسم الحرص على هيبة الدولة ومؤسساتها.
واذا ما تفلتت ردود الفعل عن السيطرة فلن يبقى للمحرضين والاستفزازيين حصانة من أي نوع من هنا على المسؤولين في الدولة اولا المسارعة الى القيام بواجباتهم تجاه كل قضايا الناس وتقديم مصالح الشعب والبيئة الحاضنة للمقاومة خصوصا على مصالح علاقاتهم الدولية والاقليمية. ومن ثم على المحرضين ان يفهموا انهم ليسوا بعيدين عن ردود الفعل في مصالحهم واشخاصهم. وعلى رئيس الجمهورية بوجه الخصوص ان يتحمل مسؤولياته في مواجهة الوقائع الصارخة لا ان يوازن بين خياراته السياسية وارتباطاته من خلال التعامي عن الوقائع بحجة الوسطية فهو من موقعه عليه واجب الالتزام بالنصوص والقوانين تجاه كل معتدي وخارج على القانون لا أن يرى بعين واحدة ما يلائم مصالحه وخياراته. لأنه بالنتيجة لن يبقى له موقع ولا قيمة او وزن ما لم يملأ موقعه كرئيس لكل اللبنانيين.
وكلمة اخيرة لقيادة المقاومة ان استهداف بيئتها الحاضنة لم يعد مقبولا واذا لم تبادر لاستخدام نفوها في جعل المعنيين في الدولة ان يقوم بواجباتهم على مختلف الصعد سوف يفقدون السيطرة على ردود الفعل. ولن تستمر الناس بالخضوع للإبتزاز على حساب امنها ومعيشتها واذا كانت المقاومة لا توفر جهدا في المجال الأمني فانها معنية ان تبذل اقصى الجهود في المجالات الأخرى خاصة حيث تتخلى الدولة عن واجباتها. فنعيق الضفادع لن يسكت سواء عن اتهاماته في كل المجالات ولا ينقصه الحجة حيث لا تعنيه الأدلة والبراهين ولا يحتكم لمنطق العقل والقانون بل على العكس لو انه رأى مواقف صارمة وحازمة في التصدي لإفتراءاته سوف يحسب الف حساب لكلماته وتصريحاته.



#حسن_عماشا (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بمناسبة الأول من آب عيد الجيشين اللبناني والعربي السوري. تحي ...
- لمحة على المشهد اللبناني: نبيه بري ووليد جنبلاط حركة في فراغ ...
- دولة عربية واحدة في الأفق
- أبرز المعضلات في مواجهة الحراك الشبابي اليساري التقدمي تجاه ...
- لبنان تحت غصن ورقة التوت
- هل تندفع المنطقة العربية- الاسلامية الى حرب كبرى؟! أم أن هذه ...
- لبنان من دوامة المتلقي إلى مشروع بناء الدولة
- -هيئة التنسيق النقابية- والسقوط المبكر في ملعب نادي النظام ا ...
- هل يخرج مدعي العلمنة والحرص على السلم الأهلي من مستنقع العجز ...
- هل نرتقي الي التفكير المؤسساتي لمواجهة التحديات الملموسة في ...
- حزب الله ليس القاعدة وطالبان وشيطنته لا تغير بالميزان
- ثلاتة عوامل تجعل التسوية في سوريا مستحيلة
- تحت ظلال الانتخابات النيابية في لبنان.
- من سوريا ترتسم خارطة المنطقة
- قضية ميشال سماحة: نحو مقاربة سياسية بعيدا عن قانون الطرابيش ...
- ميشال سماحة جسر الحقيقة بين شرق المتوسط وغربه
- سوريا الى أين؟
- الجيش اللبناني أخر حصون الوحدة الوطنية
- بساط الريح وحصيرة الواقع
- لبنان في دائرة الفوضى


المزيد.....




- تحطيم الرقم القياسي العالمي لأكبر تجمع عدد من راقصي الباليه ...
- قطر: نعمل حاليا على إعادة تقييم دورنا في وقف النار بغزة وأطر ...
- -تصعيد نوعي في جنوب لبنان-.. حزب الله ينشر ملخص عملياته ضد إ ...
- البحرية الأمريكية تكشف لـCNN ملابسات اندلاع حريق في سفينة كا ...
- اليأس يطغى على مخيم غوما للنازحين في جمهورية الكونغو الديمقر ...
- -النواب الأمريكي- يصوّت السبت على مساعدات لأوكرانيا وإسرائيل ...
- الرئيس الإماراتي يصدر أوامر بعد الفيضانات
- شاهد بالفيديو.. العاهل الأردني يستقبل ملك البحرين في العقبة ...
- بايدن يتهم الصين بـ-الغش- بشأن أسعار الصلب
- الاتحاد الأوروبي يتفق على ضرورة توريد أنظمة دفاع جوي لأوكران ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حسن عماشا - الى متى نستمر بالخضوع للابتزاز؟