أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الثورات والانتفاضات الجماهيرية - إبراهيم عبدالمعطي متولي - أكل العيش المسموم!














المزيد.....

أكل العيش المسموم!


إبراهيم عبدالمعطي متولي

الحوار المتمدن-العدد: 4181 - 2013 / 8 / 11 - 00:00
المحور: الثورات والانتفاضات الجماهيرية
    


حكاية الأموال التي تدفع للمشاركة في اعتصام رابعة العدوية معروفة، وهي ظاهرة جديدة لم تكن معهودة في المجتمع المصري. لم يحدث أن شاركت بعض الفئات في مظاهرة أو اعتصام لفترة طويلة مقابل مبالغ مالية، فمن يعبر عن رأيه وينضم إلى المدافعين عن توجه معين لا ينطلق من دافع المال، وإن حدث في بعض الحالات القليلة فإن الأمر لا يطول ليصل إلى ما يزيد على شهر كامل. هذه الظاهرة تحتاج إلى بحث ودراسة لمعرفة أسبابها ونوعية الفئات التي تشارك في التظاهر لأجل المال فحسب.
قال لي أحد الأصدقاء إنه على معرفة شخصية ببعض العمال الذين انتظموا في اعتصام رابعة العدوية، رغم أنهم معروفين بأنهم ليسوا حريصين على أداء الصلوات، وأنهم ذهبوا إلى الاعتصام من أجل المال. هؤلاء العمال من أصحاب العمل المتقطع الذي لا يدوم طوال الوقت، وهم جاهزون للعمل مع أي مقاول بمجرد أن يعطيهم الإشارة، وذهابهم إلى رابعة العدوية من هذا القبيل، فهو ضمان لمبلغ مالي كبير بالنسبة لهم، ومن الممكن ألا يكونوا قد حصلوا على مثيل له طوال شهر كامل في أعمالهم المتقطعة، مما يجعل هذا الاعتصام فرصة ثمينة لتحصيل المال دون مجهود كبير، كما يحدث في أعمالهم الشاقة.
ويضاف إلى فئة العمال من أصحاب العمل المتقطع فئة أخرى أكبر منها، تضم هذه الفئة من ليست لديهم فرصة عمل من الأساس، وهم من يطلق عليهم "العاطلون"، وهؤلاء فئة كبيرة امتلأت بهم مصر، وأعدادهم تتزايد ولا تنقص، وهو ما لفت النظر إليه الناقد الفني كمال رمزي في مقاله في جريدة الشروق (7 أغسطس 2013) بعنوان "بائع البطاطا" أشار فيه إلى الشيخ طاهر مدرس اللغة العربية في فصله منذ نحو ستة عقود، والذي قال لهم في أحد دروسه: "في المستقبل إذا رأيتم رجالا لا يعملون ولا ينتجون فاعلموا أن بلادكم ليست بخير، فالبطالة تتضمن أوخم العواقب". ويوضح الأستاذ رمزي أن السنين مرت، وأنه منذ نحو 25 عاما قابله شاب من بلده طلب منه التوسط من أجل الحصول على عمل، فوعده خيرا، لكن الخير لم يأتِ، ثم استوقفه هذا الشاب منذ نحو أسبوعين في الشارع المؤدي إلى رابعة العدوية، وقد تحول الشاب إلى كهل، وذكره بنفسه، ولما سأله الأستاذ رمزي عن عمله أخبره بأنه التحق ومجموعة من أبناء بلده "أسيوط" باعتصام رابعة من أجل "أكل العيش"، وعندما قال له الأستاذ رمزي إن الاعتصام سينفض في الغد، ظهر التجهم على وجهه، وعن عمله في هذه الحالة قال يائسا "أي شيء.. قد أبيع بطاطا".
إن "أكل العيش" بهذه الطريقة مسموم، لأن الناس يجري توظيفهم لخدمة أفكار، أكثرهم –إن لم يكن كلهم- لا يؤمن بها، وهكذا تظهر الجموع المدافعة عن الأفكار التي تهدم الوطن ولا تبنيه، لصالح مجموعة صغيرة من قيادات الإخوان لا يفكرون سوى في لذة النفوذ والسلطة التي استمتعوا بها لمدة عام كامل، وما زالوا غير قادرين على تصور أنهم قد فقدوها إلى الأبد.
البطالة داء خطير في مصر، وهو كالسرطان في الجسد، يزداد يوما بعد يوم بازدياد أعداد العاطلين. والسُنَّة السيئة التي اخترعها الإخوان قد تحمل خطرا أشد في المستقبل؛ لأن العاطلين من الممكن أن يكونوا وسيلة لاستخدامهم من قبل الجماعات الجهادية والإرهابية، ويضاف إلى هذا الجماعات الأخرى التي تستهدف اختراق البلاد، والعصابات الإجرامية التي تعمل في تجارة البشر وترويج المخدرات.
نحتاج إلى مشروع قومي للحد من خطر البطالة، واستغلال طاقة شباب مصر في العمل على بنائها وتنمية اقتصادها. يجب أن تفكر حكومة الدكتور حازم الببلاوي من الآن في احتواء الشباب العاطل، بإعادة المصانع المغلقة إلى العمل، وتوفير الظروف الملائمة للاستثمار، وتشجيع المواطنين على إنشاء مشروعات صغيرة بالجهود الذاتية، ويمكن الاستفادة من زكاة المال في إقامة مصانع وورش ومنشآت كبيرة وصغيرة تعمل على تحقيق هدفين؛ أولهما تشغيل الشباب، والثاني الاستفادة من الربح الناتج عنها في إقامة منشآت أخرى، أي أن هذه المشروعات ستكون نواة لإعادة "الوقف الخيري" من أجل دعم الاقتصاد القومي. ولن يبخل المصريون على مثل هذه المشروعات، ولنا أسوة حسنة في مستشفى 57357 لسرطان الأطفال ومؤسسة الدكتور مجدي يعقوب للقلب. ومن بذرة صغيرة نستطيع أن نزرع شجرة كبيرة تعم بالخير على جميع المصريين.



#إبراهيم_عبدالمعطي_متولي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- سر زوال أنظمة الحكم
- مرحلة ما بعد -مرسي-
- صراع المذاهب والتيارات الدينية
- النشَّال الدولي يسرق قوت المصريين
- نهاية كارثية للمتاجرين بالدين
- فكروا قبل أن تقرروا .. ولا تتعجلوا
- -الباشوات- في الهواء الطلق
- العبث باسم -دار الكتب المصرية-
- كراهية العلم والثورة
- الخلاف والاختلاف
- التعصُّب من سمات التخلف
- -الشاطر والمشطور- والافتراء على المجمع!
- التعصُّب نوعان
- التعصب .. نار تحرق الإنسان


المزيد.....




- الفصائل الفلسطينية بغزة تحذر من انفجار المنطقة إذا ما اجتاح ...
- تحت حراسة مشددة.. بن غفير يغادر الكنيس الكبير فى القدس وسط ه ...
- الذكرى الخمسون لثورة القرنفل في البرتغال
- حلم الديمقراطية وحلم الاشتراكية!
- استطلاع: صعود اليمين المتطرف والشعبوية يهددان مستقبل أوروبا ...
- الديمقراطية تختتم أعمال مؤتمرها الوطني العام الثامن وتعلن رؤ ...
- بيان هام صادر عن الفصائل الفلسطينية
- صواريخ إيران تكشف مسرحيات الأنظمة العربية
- انتصار جزئي لعمال الطرق والكباري
- باي باي كهربا.. ساعات الفقدان في الجمهورية الجديدة والمقامة ...


المزيد.....

- ورقة سياسية حول تطورات الوضع السياسي / الحزب الشيوعي السوداني
- كتاب تجربة ثورة ديسمبر ودروسها / تاج السر عثمان
- غاندي عرّاب الثورة السلمية وملهمها: (اللاعنف) ضد العنف منهجا ... / علي أسعد وطفة
- يناير المصري.. والأفق ما بعد الحداثي / محمد دوير
- احتجاجات تشرين 2019 في العراق من منظور المشاركين فيها / فارس كمال نظمي و مازن حاتم
- أكتوبر 1917: مفارقة انتصار -البلشفية القديمة- / دلير زنكنة
- ماهية الوضع الثورى وسماته السياسية - مقالات نظرية -لينين ، ت ... / سعيد العليمى
- عفرين تقاوم عفرين تنتصر - ملفّ طريق الثورة / حزب الكادحين
- الأنماط الخمسة من الثوريين - دراسة سيكولوجية ا. شتينبرج / سعيد العليمى
- جريدة طريق الثورة، العدد 46، أفريل-ماي 2018 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الثورات والانتفاضات الجماهيرية - إبراهيم عبدالمعطي متولي - أكل العيش المسموم!