أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - أحمد سعيد قاضي - الأبعاد الحقيقية للقضية الفلسطينية بناءً على أسس مادية















المزيد.....

الأبعاد الحقيقية للقضية الفلسطينية بناءً على أسس مادية


أحمد سعيد قاضي

الحوار المتمدن-العدد: 4180 - 2013 / 8 / 10 - 15:19
المحور: القضية الفلسطينية
    


يجب إعادة صياغة المفاهيم ورسم الخطوط من جديد لتوضيح طبيعة الصراع فيما يخص الإنسان الفلسطيني بشكل خاص. فقد اختلط الحابل بالنابل وتشوشت الرؤية بالنسبة للفلسطينيين فمنهم من يرى بأن قضية فلسطين قضية وطنية قطرية بحتة فلسطينية، ومنهم من يرى قضية فلسطين هي قضية قومية عربية يتحمل العرب مسؤولية تحريرها، ومنهم من يحمل البعد الإسلامي ويرمي يثقل القضية على كاهل العالم الإسلامي، ومنهم من يعتبر القضية الفلسطينية قضية إنسانية تتحمل وزرها الإنسانية بمجموعها وكل الشرفاء. فقد تعددت الأبعاد وتركبت النماذج خلال فترة ما بعد زرع الكيان الصهيوني إلى اليوم بدون أي فائدة ترجى، أو على الأقل بدون السبر في غور الأسباب الحقيقية التي دفعت البعض للتحرك في محاولات بسيطة لتحرير فلسطين. من هي الفئة الحقيقية القادرة على تبني القضية الفلسطينية بحزم وإصرار حقيقيين؟
وبما أن للقضية الفلسطينية أهمية عظمى لها أبعادها وأثارها وارتباطاتها على الصعيد العالمي وجب علينا توضيح أبعاد هذا الصراع وحدوده بعيداً عن العواطف والمشاعر الجياشة التي تعصف بعقلية الأحزاب السياسية والأفراد في تحليلهم للقضية وتحديد ملامحها. لا يكفي بالفلسطينيين إلقاء القضية الفلسطينية في أحضان العرب والمسلمين و"الشرفاء" من بني البشر بناءً على أسس معنوية غير مادية ففي إلقاء هذا الحمل على هذه الأبعاد لن يتغير شيئاً على أرض الواقع لأنه بذلك لا يضع الفلسطينيون يدنهم على الجرح النازف ونتوجه.
بداية يجب الإجابة على سؤال ما المحرك الرئيسي للشعوب ضد الاحتلال وما الذي يدفعها لدعم ومؤازرة أي قوم آخر؟
يجب على الفلسطينيين إدراك أن الثورات سواء ضد الاستعمار أو غيره عبر التاريخ لم ولن تحركها إلا المساس بالمصالح الاقتصادية، فللقومية والعقيدة الدينية دافع له قوة معينة لكنها غير كفيلة بأن تكون محررة، لأنها تعتمد أعمدة معنوية مغروسة في وعي الإنسان وهي غير قادرة على تحرير فلسطين بهذه المزينات المعنوية، الدينية والقومية.
فالمحرك الرئيسي للتاريخ والشعوب هي البنى التحتية أي علاقات الإنتاج والمنظومة الاقتصادية ككل. عندما تمس الأنظمة الدكتاتورية أو الاحتلال المصالح المادية الاقتصادية للشعوب، أي لقمة العيش فإن الشعوب تتحرك.
عندما يحرم العامل من عمله، والموظف من وظيفته، والبرجوازي الصغير من مصادر تراكم أمواله، عندما تنقطع الأموال والأجور عن جزء أساسي من الشعب مزيداً بسبب الفقر والبطالة الناتجة عن هذا الاحتلال يقوم الشعب بالدور التحرري.
بعد هذا التحديد يجب رسم ملامح الصراع بين الفلسطينيين والمحتل الصهيوني على هذا الأساس الواقعي. بداية يجب تحديد جذور وأسباب وجود الكيان الغاصب في قلب العالم العربي بمقدار ما يهم هذا البحث في الموضوع.
نمى النظام الرأسمالي لدرجة كبيرة جداً ليصل إلى الإمبريالية التي هي أعلى مراحل الرأسمالية كما عنون لينين كتاباً بهذا الاسم. فأحد مميزات هذه المرحلة هي تقسيم العالم بين الدول العظمى لاستغلال ما فيه من ثروات طبيعية لتحقيق مآرب وتحقيق آمال حفنة قليلة من البرجوازيين في العالم.
والعالم العربي فيه من الثروات الطبيعية والبشرية والموقع الحيوي والاستراتيجي وما يشمل من المعابر والموانئ والشواطئ ما يجعله على درجة كبيرة من الحيوية والأهمية للشركات العظمى لا تضاهيه أي منطقة أخرى.
لذلك وجب إيجاد كلب حراسة رخيص لهذه الشركات في المنطقة العربية بحيث يقتلع جذور أية محاولة لتهديد المصالح البرجوازية في المنطقة العربية وللمساعدة على استغلال أرض وبحر وجو والمادة البشرية في المنطقة بأرخص التكاليف.
ومما دفع بقوة إلى صناعة هذا البيت الورقي في المنطقة هو وجود طبقة برجوازية يهودية لها المصلحة في وجود سوق خاص بها. فقد ساعدت هذه البرجوازية اليهودية الصهيونية القوى الامبريالية العالمية التي لها مصلحة أساسية في إخضاع المنطقة العربية بما لها من ثقل كبير، وانخرطت القوى الامبريالية مع البرجوازية اليهودية الكبرى في حلف استراتيجي متشعب ومتعدد الروابط لا يمكن تفكيكه، بل يجب اقتلاعه دفعة من جذوره المتلاصقة.
فالصراع ضد الكيان الإسرائيلي بعد هذا التحديد لطبيعة الصراع أوجب صراعاً آخر على خط متوازٍ ضد النظام الرأسمالي أو الامبريالية فلا سبيل للقضاء على الكيان الصهيوني بعيداً عن اقتلاع أسس الكيان الغاصب، ولا يمكن كذلك اقتلاع الكيان الغاصب بعيداً عن القضاء على النظام الرأسمالي فهمما في التحام عضوي عصي على الانفصال.
فالصراع الفلسطيني هو صراع ذو شعبتين، صراع ثنائي متوازي على جبهتين، ضد الكيان الصهيوني وبالتوازي ضد الامبريالية. لكن ما البعد الذي يمتده الصراع بشكل موضوعي علمي؟
إذا ما عدنا إلى ما قلناه في البداية وهو أن الشعوب تتحرك إذا ما مست مصالحها المادية فإن الحليف الأول والأخير للشعب الفلسطيني والمضحي الأول والأخير من أجله هو من مست وتمس مصالحه المادية في كل يوم وهم طبقة البروليتاريا وكل الكادحين بشكل عام في كل أصقاع العالم.
لأن هذه الطبقة أولاً تمس مصالحها المادية في كل يوم وبشكل مباشر، بل وتعيش هذه الفئة أهلك الظروف بسبب النظام الرأسمالي وأدواته أو أحد أعمدته وهو الكيان الصهيوني. لذلك فإن هذه الفئة الإنسانية العالمية لها المصلحة العظمى والكبرى في القضاء على وجود الكيان الغاصب والشيطان الأكبر وهو النظام الرأسمالي ككل.
فعند توضيح طبيعة الارتباط الصهيوني بالامبريالية لن يتوانى هؤلاء المظلومون الفقراء في مساعدة الفلسطينيين على إنهاء مأساة الكيان الصهيوني والصراع على الطرف الآخر مع النظام الرأسمالي في كليته. فالاشتراك بالعقيدة الدينية، أو الأيديولوجية أو القومية في أغلب الأحوال لن يجلب أكثر من الشعارات الرنانة إذا لم يكن هنالك مساس بمصالح هذه الفئة الدينية أو القومية بشكل مباشر من قبل هذا الكيان الغاصب.

فإذن البحث الموضوعي لن يكشف لنا إلا طبقة واحدة هي العامل الدافع والمساعد في قتالنا كفلسطينيين ضد الكيان الصهيوني وهي الطبقة الكادحة بأمميتها وبعيداً عن التعصب العرقي والقومي والديني الذي يبطل مفعول هذه الحركة الجارفة. والبحث الموضوعي يكشف لنا أنا الصراع مع الكيان الصهيوني مربوط بل وملتصق مباشرة بالنظام الرأسمالي العالمي الذي لا يتوانى في الدفاع عنه ودعمه بكل السبل والوسائل.



#أحمد_سعيد_قاضي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لماذا نناصر المرأة في صراعها التاريخي؟! 3: وجهة نظر ماركسية
- لماذا نناصر المرأة في صراعها التاريخي؟! 2: دوافع عامة
- في وطني!
- لماذا نناصر المرأة في صراعها التاريخي؟! 1: جرد تاريخي لمكانة ...
- أودّ-قصيدة نثرية-
- خطوة أولى على مسار النهضة العربية الإسلامية!
- دمشق
- المسلمون يشوهون الإسلام ويتهمون الغرب!!
- أسباب غياب الوعي الطبقي في الأراضي الفلسطينية
- أزمة مصر..عقبة من عقبات المسار الثوري
- في الماركسية-تحليل بنية النظام الرأسمالي 1
- الحواجز الإسرائيلية...خيط خفي في تحطيم الشعب الفلسطيني
- جوهر كتاب الدولة والثورة
- حقيقة الصراع في العالم العربي
- الطائفية
- خيوط الصراع في سوريا!
- الشهيد عرفات جرادات...و ماذا بعد؟!
- التعصب الفئوي و الحزبي في فلسطين..مأساة تتعمق


المزيد.....




- صدمة في الولايات المتحدة.. رجل يضرم النار في جسده أمام محكمة ...
- صلاح السعدني .. رحيل -عمدة الفن المصري-
- وفاة مراسل حربي في دونيتسك متعاون مع وكالة -سبوتنيك- الروسية ...
- -بلومبيرغ-: ألمانيا تعتزم شراء 4 منظومات باتريوت إضافية مقاب ...
- قناة ABC الأمريكية تتحدث عن استهداف إسرائيل منشأة نووية إيرا ...
- بالفيديو.. مدافع -د-30- الروسية تدمر منظومة حرب إلكترونية في ...
- وزير خارجية إيران: المسيرات الإسرائيلية لم تسبب خسائر مادية ...
- هيئة رقابة بريطانية: بوريس جونسون ينتهك قواعد الحكومة
- غزيون يصفون الهجمات الإسرائيلية الإيرانية المتبادلة بأنها ضر ...
- أسطول الحرية يستعد للإبحار من تركيا إلى غزة


المزيد.....

- المؤتمر العام الثامن للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين يصادق ... / الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين
- حماس: تاريخها، تطورها، وجهة نظر نقدية / جوزيف ظاهر
- الفلسطينيون إزاء ظاهرة -معاداة السامية- / ماهر الشريف
- اسرائيل لن تفلت من العقاب طويلا / طلال الربيعي
- المذابح الصهيونية ضد الفلسطينيين / عادل العمري
- ‏«طوفان الأقصى»، وما بعده..‏ / فهد سليمان
- رغم الخيانة والخدلان والنكران بدأت شجرة الصمود الفلسطيني تث ... / مرزوق الحلالي
- غزَّة في فانتازيا نظرية ما بعد الحقيقة / أحمد جردات
- حديث عن التنمية والإستراتيجية الاقتصادية في الضفة الغربية وق ... / غازي الصوراني
- التطهير الإثني وتشكيل الجغرافيا الاستعمارية الاستيطانية / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - أحمد سعيد قاضي - الأبعاد الحقيقية للقضية الفلسطينية بناءً على أسس مادية