أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - حمودة إسماعيلي - جلسة تحضير أرواح














المزيد.....

جلسة تحضير أرواح


حمودة إسماعيلي

الحوار المتمدن-العدد: 4179 - 2013 / 8 / 9 - 19:15
المحور: الادب والفن
    


فقط ضوء الشمعة الموضوعة فوق الطاولة هو ما يتخلل ظلام الغرفة، ينعكس على وجوه مغمضة الأعين يصعب التفرقة بين ملامح كل منها، يجلسون حول هذه الطاولة كل شخص يمسك بيد من بجانبه. أنا أعلم أنني أمسك بيد فتاة بيميني، يسهل معرفة ذلك من أصابعها الرقيقة وبشرتها الناعمة، وباليسرى أمسك بيد ناعمة كذلك لكن أصابعها طويلة كفاية لتدل على أنها يد رجل.. ترك كل شخص يد الآخر وأشرنا كلنا بسبابة اليد اليمنى لنضعها على كأس زجاجي صغير موضوع بشكل مقلوب فوق لوح الويجي .. اللوح الذي حدثني عنه هذا السيد الذي دعاني اليوم لأحضر جلسة تحضير أرواح.. إلتقيت به في الصالة الرياضية فتناقشنا حول مواضيع عديدة، منها موضوع الحياة بعد الموت، وقبل انتهاء حصتي أي قبيل انتهاء ساعة بالتمام، أخبرني أن له قدرة على تحضير أرواح الموتى والتحدث إليهم، أثار فضولي هذا الأمر، فأخبرته بأنني لم أحضر سابقا لمثل هذه الجلسات بل لا أعلم فعلا أنها حقيقية ! ، فوعدني بأنه سيرسل لي عنوان البيت الذي سنلتقي فيه مساء السبت لحضور الجلسة لأنه لم يتفق بعد مع أناس آخرين في أي بيت سيقومون بالجلسة المقبلة.. وفعلا تلقيت رسالته في الغد وبها عنوان هذا البيت الذي لم أصل إليه إلا بصعوبة، ليس لأنه بعيد عن بيتي فقط بل بسبب هطول الأمطار كذلك.. بعدما تركته في الصالة وذهبت للبيت ظل مصطلح الويجي يدور في رأسي، لدى قررت أن أبحث عنه في محرك الويب، لكني لم أجد شيئا يشير إلى الأرواح أو الشياطين، فأشار المحرك "هل تعني ويجا"، ضغطت وإذا بي أرى صورا لألواح مثل هذا اللوح الموضوع على الطاولة.. "? Ouija, es-tu là" "ويجا ، أنتي هنا ؟" صاح الوسيط وقام بتكرارها مرتين.. ماذا ؟ هل ستحضر الروح الآن ؟! أصابعنا جميعا فوق الكأس الزجاجي المقلوب والذي بدوره فوق لوح ويجا هذا اللوح الذي يشبه في حجمه وشكله الجدول السنوي الذي آخده كل رأس سنة من صيدلية الحي، مكتوب في وسطها سطرين متوازيين من الأحرف بشكل دائري كشكل قوس قزح السطر الأول يبدأ من الحرف A إلى M والسطر الثاني من الحرف N إلي Z وتحت الحروف كُتبت الأرقام من واحد إلى تسعة ثم صفر بعدها، وفي أعلى اللوح بالضبط في الزواية التي على اليمين يوجد رسم لهلال وبجانبه كلمة No وفي الزواية المقابلة لها على اليسار رسم للشمس بجانبها كلمة Yes، وفي أسفل اللوح تحت الارقام كُتبت عبارة Good Bye ..

كما رأيت في الصور، عادةً تصاحب اللوح قطعة خشبية صغيرة بشكل مثلث بها ثقب في وسطها يُمكّن من تحديد حرف واحد أو رقم.. لا أدري إن أتلفها هذا السيد أو أنه يستعمل كأسا زجاجيا لإضفاء رونق خاص وساحر على العملية ! .. كان قد أخبرني انه لدى حضور الروح يتحرك الكأس فوق اللوح للإجابة على الأسئلة، ولا أدري كيف ستجيب الروح بالإنجليزية وهو ينادي عليها بالفرنسية أم أن الروح تعرف كل شيء ؟! . ماذا لو قام أحد منا بتحريك الكأس ؟ وقد خطرت لي الفكرة لكنني تراجعت عن تنفيدها خوفا من أن يكشفوا أمري وليس هذا فقط بل قد يظنوا أن الروح تلبستني فيحرجونني بأسئلتهم وأنا لا أعرف حتى من هو منهم صاحب البيت ! .. فجأة انارت الغرفة بشكل خاطف كالوميض أو الفلاش المنبعث من آلة تصوير، كأن أحدهم أخد للغرفة صورة من مصورة عملاقة.. هل أتت روح ؟ أهي بالغرفة ؟ هل رآها الآخرون ؟ .. لا أظن لأنهم أغمضوا أعينهم عندما قاموا بوضع أصابعهم على الكأس ! فما الذي سيحدث الآن ؟ هل سيتحرك الكأس من تحت أصابعنا ؟ .. فجأة هز الغرفة صوت دوي هائل فوقعت الشمعة وانقلبت الطاولة فسقط الكأس وانكسر، وإذا بالكرسي الذي أجلس أعليه ينسحب للخلف فأقع به على ظهري وأصطدم بالأرض.. يتراكض الآخرون هاربين، فيخيم صمت هائل بعدها على الغرفة ! .. كأن زلزالا مر، لا أحد هنا غيري، الأصابع الأربع التي كنت أراها اختفت أو فرت ! .. بقيت مستلقيا للحظة، هل كانت روحا غاضبة ؟ هل ذهبت ؟ أما زالت موجودة ؟ أكانت روح أصلا ؟!! .. نعم إنه هو ! الضوء، الغرفة أنارت بشكل خاطف مرة ثانية !! .. فانتفضت واقفا بفزع، وإذا بي أتذكر جملة كنت قد سمعتها ولا أدري لما حضرت في هذه اللحظة بالذات إلى تفكيري، أتذكرها وكأنني أسمعها الآن بكل وضوح من الشخص الذي قالها في برنامج وثائقي عن الأشباح كنت قد شاهدته.. "أنا لا أؤمن بتحضير الأرواح ولو كان تحضير الأرواح حقيقة لعاد هوديني إلى الحياة وهوديني لن يعود ابدا" .. لاأعلم من هو هوديني هذا و إن كان عاد أو لم يعد ؟! لأن من عاد الآن هو ذلك الصوت ! صوت الرعد على ما أظن !!! .



#حمودة_إسماعيلي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- فعل الخير
- أسلوب الكتابة
- المرأة ولغز الأنوثة
- اكتسب شخصية قوية
- الإنسان ليس حيوان، بل حيوانات !
- المعقدون
- إشكالية القراءة في العالم العربي : عزوف القاريء أم خيانة الك ...
- الإحتقار والإعجاب
- الفشل في الانتحار
- فضيلة الغرور
- خرافة الانحراف الجنسي
- الغريزة الزاحفة
- قراءة الأفكار
- الإغواء و رفض الرفض
- الإنسان ليس حراً مالم يتحرر من الآخر
- مابعد الدين والإلحاد
- الألم النفسي .. الألم الغامض
- علاقة الجنس والاقتصاد
- أصول الفوبيا
- سيكولوجية الفضيحة ودوافع الفاضحين


المزيد.....




- فادي جودة شاعر فلسطيني أمريكي يفوز بجائزة جاكسون الشعرية لهذ ...
- انتهى قبل أن يبدأ.. كوينتن تارانتينو يتخلى عن فيلم -الناقد ا ...
- صورة فلسطينية تحتضن جثمان قريبتها في غزة تفوز بجائزة -مؤسسة ...
- الجزيرة للدراسات يخصص تقريره السنوي لرصد وتحليل تداعيات -طوف ...
- حصريا.. قائمة أفلام عيد الأضحى 2024 المبارك وجميع القنوات ال ...
- الجامعة الأمريكية بالقاهرة تطلق مهرجانها الثقافي الأول
- الأسبوع المقبل.. الجامعة العربية تستضيف الجلسة الافتتاحية لم ...
- الأربعاء الأحمر -عودة الروح وبث الحياة
- أرقامًا قياسية.. فيلم شباب البومب يحقق أقوى إفتتاحية لـ فيلم ...
- -جوابي متوقع-.. -المنتدى- يسأل جمال سليمان رأيه في اللهجة ال ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - حمودة إسماعيلي - جلسة تحضير أرواح