أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - الأماميون الثوريون - من يوميات النضال الثوري لمنظمة -إلى الأمام- 1970-1979 الجزء 1















المزيد.....



من يوميات النضال الثوري لمنظمة -إلى الأمام- 1970-1979 الجزء 1


الأماميون الثوريون
تيار ماركسي ـ لينيني ـ خط الشهيد زروال

(Alamamyoun Thaoiryoun)


الحوار المتمدن-العدد: 4179 - 2013 / 8 / 9 - 02:55
المحور: ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية
    


من يوميات النضال الثوري لمنظمة "إلى الأمام" 1970-1979 ـ الجزء 1

المعارك البطولية لمنظمة "إلى الأمام" تحت نيران العدو:

من يوميات النضال الثوري لمنظمة "إلى الأمام" 1970-1979

الفهرس
الفصل الثالث
المعركة الثانية:نونبر 1972-نونبر1974
تقديم
1-منظمة " إلى الأمام و مسلسل الاعتقالات 1973-1974
الفترة الثانية : نونبر 72- نونبر 74
- تقديم
-اعتقالات مارس 73:

-المحاولة الأولى:
- اعتقالات في صفوف النقابة الوطنية للتلاميذ
- المحاولة الثانية:
-اعتقالات الرباط : مارس 73

-اعتقالات خريف 73:
▪-;---;-----;--- اعتقالات القنيطرة-الخميسات- تيفلت
▪-;---;-----;--- دجنبر 73: محاصرة حي القصبة بالرباط و محاولة اعتقال الرفيق فؤاد الهيلالي و الإفلات من الاعتقال

- اعتقالات سنة 1974:
▪-;---;-----;--- الدار البيضاء : ماي 74
▪-;---;-----;--- طنجة: غشت 74: حملة اعتقالات واسعة
▪-;---;-----;--- القنيطرة:شتنبر 74

- حملة نونبر 74
▪-;---;-----;--- الدار البيضاء: بداية نونبر 74:حملة قمع واسعة في صفوف منظمة23 مارس
▪-;---;-----;--- منظمة "إلى الأمام"و اعتقالات نونبر74:
▫-;---;-----;--- وجدة: 5 نونبر 74: اعتقال الرفيق محمد البكراوي
▫-;---;-----;--- الدار البيضاء: 5 نونبر :
- اعتقال الرفيق عبد اللطيف زروال عضو الكتابة الوطنية ( الرفيق محمود)
▫-;---;-----;--- الدار البيضاء: 9 نونبر 74
- اعتقال الرفيق ابراهام السرفاتي عضو الكتابة الوطنية

▫-;---;-----;--- الدار البيضاء 9 نونبر: اعتقال الرفيق محمد السريفي ( الروخو)
▫-;---;-----;--- الدار البيضاء: يوم 10 نونبر : لقاء طارئ

-;---;-----;--- توضيحات لابد منها حول احتلال المقر التقني المركزي من طرف الأجهزة البوليسية و إفلات الرفيق الهيلالي من الاعتقال

-;---;-----;--- بعض المعطيات حول المقر التقني المركزي

الفصل الثالث
المعركة الثانية: نونبر 1972 –نونبر 1974

تقديم:

في ظروف بالغة التعقيد تتميز بخروج النظام مهزوزا بعد المحاولة الانقلابية الثانية(أي المحاولة التي قادها الجنيرال أوفقير أحد أعمدة النظام في 16 غشت 1972), باشر هجومه الفوري على الحركة الطلابية بعد نهاية المؤتمر 15, كما أعلن عن نيته في استئصال الحركة الماركسية اللينينية و الجناح الثوري للحركة الاتحادية . و في سياق الضربة التي تعرضت لها المنظمة إبان فترة فبراير – ماي 1972 , قامت المنظمة بمراجعة تجربتها و خطها السياسي فأصدرت لجنتها الوطنية تقرير" 10 نونبر1972" الذي يحمل عنوان : " 10 أشهر من كفاح التنظيم , نقد و نقد ذاتي " .

تحت شعار " من أجل منظمة طليعية , صلبة و راسخة جماهيريا ". انطلقت منظمة " إلى الأمام" في سيرورة إعادة بناء ذاتها على قاعدة المبادئ التي سطرتها هاته الوثيقة . و قامت العديد من الوثائق الصادرة لاحقا بمهمة تعميق خطها السياسي و الاستراتيجي و التنظيمي ( انظر سلسلة وثائق المنظمة الماركسية –اللينينية المغربية " إلى الأمام " الحلقة الأولى : "حول بعض القضايا الاستراتيجية في خط منظمة" إلى الأمام""و الحلقة الثانية : " حول بعض القضايا التنظيمية في خط منظمة " إلى الأمام ") .
و في ظل أجواء مشحونة بالقمع(بعد المحاولتين الانقلابيتين ضد النظام, قام هذا الأخير بمحاولة إعادة بناء أجهزته القمعية بمساعدة و توجيه من الامبريالية الفرنسية دعما منها لحليفها المحلي و لمصالحها الاستراتيجية في المغرب و في المنطقة الإفريقية ) و الاعتقالات و الاختطافات و الطرود الملغومة و التعذيب الوحشي و المحاكمات.كذلك, و في ظل احتداد أزمة النظام و تفاقمها و انعكاساتها السياسية و الاقتصادية و الاجتماعية على الجماهير, واجهت المنظمة مهمة إعادة بنائها تحت شعار " من أجل بناء منظمة طليعة صلبة و راسخة جماهيريا", منظمة تنبني في العواصف الثورية و تحت نيران العدو. هكذا ساهمت المنظمة في تنظيم مقاومة الهجوم المضاد للنظام ضد الحركة الجماهيرية و ضد الحركة الثورية و الحركة الماركسية – اللينينية المغربية.

و قد ساهمت المنظمة في تنظيم النضالات الدفاعية للحركة الطلابية التي قام النظام بحل منظمتها العتيدة : الاتحاد الوطني لطلبة المغرب في 24 يناير1973. كما قامت المنظمة بدعم تواجد النقابة الوطنية للتلاميذ وسط الحركة التلاميذية و ساهمت في نضالاتها و مقاومتها لسياسات النظام(الإضراب الوطني العام لسنة 1974)على إثر اغتصاب رجال القمع لإحدى مناضلات النقابة الوطنية للتلاميذ.

انخرطت المنظمة في العديد من المعارك النقابية للطبقة العاملة كمعارك قطاع السكك الحديدية و مناجم الفحم في جرادة و مجموعة من المعامل و المؤسسات الصناعية في مدينة الدار البيضاء (المكتب الوطني للكهرباء , الأوراش البحرية , النسيج ...) و في مجموعة من المدن الأخرى.

و جندت المنظمة كل طاقاتها و إمكانياتها في فضح النظام و دعم النضالات الجماهيرية و مساندة المعتقلين السياسيين و مناهضة كل أشكال القمع و الاعتقال, و التحريض على النضال ضد النظام و القيام بنشر الفكر الثوري و مواجهة الانحرافات اليمينية أو اليسراوية داخل الحركة الماركسية – اللينينية المغربية, و كل أدبيات المنظمة في هاته الفترة (جريدة "إلى الأمام ," الشرارة" ...) تحمل نبض هذه النضالات و ترفع عاليا راية النضال الثوري الذي سارت عليه منظمة " إلى الأمام " الماركسية – اللينينية المغربية.

قام النظام الكمبرادوي بالدخول في سياسة منهجية لاستئصال المنظمة و ضرب بنياتها, لكن مقاومة مناضليها ورفاقها و رفيقاتها أحبطت كل محاولاته.

-1-منظمة "إلى الأمام"و مسلسل الاعتقالات: 1973-1974

الفترة الثانية:نونبر72-نونبر 1974.

- تقديم

بعد حل الإتحاد الوطني لطلبة المغرب واعتقال العديد من قادته وفي مقدمتهم رئيس الإتحاد عبد العزيز لمنبهي ونائبه عبد الواحد بلكبير وأعضاء من اللجنة الإدارية للمؤتمر الخامس عشر,منهم الرفيق عبد العزيزلوديي وعشرات المناضلين الطلبة, واضطرار العديد من قياديي الحركة الطلابية إما الدخول إلى السرية أو الهروب إلى الخارج,لم تتوقف الحركة الطلابية بقيادة اليسار الثوري عن الاستمرار في النضال, فعمت المظاهرات في مختلف المواقع الطلابية وأصبحت مدينة الرباط عاصمة المظاهرات الحاشدة التي عاشت على إيقاعها كل الأحياء الشعبية, كحي يعقوب المنصوروحي التقدم والسويقة والشوارع الرئيسية.ودخلت الحركة التلاميذية على الخط, فأصدرت نقابتها المناضلة "النقابة الوطنية للتلاميذ" العديد من المناشير والبيانات منددة بقرار حل الإتحاد ومطالبة بعودته. وبعد اجتماعات ماراطونية انعقدت بالمقر السري للقيادة الكائن بالمنزل رقم 10,الطابق الأول لعمارة( كانت ملكا لبونعيلات المقاوم الإتحادي المعروف) وتوجد قرب ملتقى زنقة ميريل وسانت ساينس مونتان, الدارالبيضاء) وحضرها أبرز قادتها ( منهم الراحل محمد تيريدا, فؤاد الهيلالي,الطاهر المحفوظي وآخرون ) اتخدت القيادة قرار الدخول في معارك كبرى إلى جانب الحركة الطلابية لتعم بذلك المظاهرات والنضالات مختلف مدن المغرب مطالبة بعودة الإتحاد الوطني لطلبة المغرب وإطلاق سراح المعتقلين السياسيين وبسياسة تعليمية وطنية , ديموقراطية وشعبية وتحقيق المطالب النقابية للحركة التلاميذية , إلى جانب هذا لم تخلو الساحة من نضالات عمالية وغيرها . وبدوره أعلن اليسار الثوري الإتحادي( حركة 3 مارس الثورية) عن انطلاق العمليات المسلحة ضد النظام.

وفي أوج النضالات التي كانت تقودها منظمة "إلى الأمام" والحركة الماركسية اللينينية المغربية واليسار الثوري الإتحادي, يعلن النظام من خلال خطاب الحسن الثاني في مارس 1973 عن نيته في اجتثات ما أسماه بجذور الإرهاب.... فانطلقت حملات واسعة من التمشيط والإجتثات لضرب اليسار الثوري. فمن الإعتقالات والتعذيب بأبشع الوسائل والإغتيال وإرسال الطرود الملغومة والزج بالمناضلين في غياهب معتقلات سرية هي أقرب لأماكن الموت والعزل القروسطية إلى المحاكمات الصورية وإعدام المناضلين وغير ذلك من الوسائل الفاشية التي تفنن فيها النظام الكمبرادوري.

خلال هاته الحقبة السوداء من تاريخ المغرب تصدت منظمة "إلى الأمام" للحملات القمعية والإرهابية للنظام الكمبرادوري مدشنة خط النضال الجماهيري الثوري والمقاوم للترسانة القمعية الفاشية المدعمة من الإمبريالية الفرنسية والبلجيكية والأمريكية التي كانت تسهر على إعادة بناء الأجهزة القمعية للنظام بعد المحاولتين الإنقلابيتين التي تعرض لها.وفي هذاالسياق انطلقت العصابات الإجرامية المسماة "الشبيبة الإسلامية" بقيادة مطيع في حملاتها التكفيرية والإرهابية ضد اليسار الثوري والتقدمي خدمة لمصالح النظام(راعيها وحاميها) وأسياده الإمبرياليين.كما استعان النظام بفلول "الإخوان المسلمين" الفارين من الشرق لشغور مناصب التدريس بالجامعة بعد حذف مادة الفلسفة وطرد الأساتذة التقدميين المغاربة والأجانب من الجامعة وحتى من الثانويات.....

لم تنعزل المنظمة عن الحركة الجماهيرية بمبرر القمع أو تراجع هاته الأخيرة بل انخرطت في العديد من النضالات الجماهيرية جنبا إلى جنب مع الجماهيركما تشهد على ذلك أدبياتها وحضورها في المعارك النقابية بالعديد من القطاعات إضافة إلى نضالها المستميت دفاعا عن اوطم(الإتحاد الوطني لطلبة المغرب) وعن المطالب التلاميذية والشبيبية.كان هناك شعاران يحركان خط المنظمة الجماهيري: " المطرقة تكسرالزجاج وتصلب الفولاذ", فلنبن الحزب الثوري تحت نيران العدو".( للمزيد من التغطية لمواقف منظمة "إلى الأمام" خلال هاته الحقبة المحورية من تاريخ المغرب انظر الحلقة الأولى والثانية من هاته السلسلة).

- اعتقالات مارس 1973:

خلال هذا الشهر قام النظام بمحاولتين لضرب الحركة الماركسية اللينينية المغربية, إحداها من خلال اعتقال مجموعة من قادة النقابة الوطنية للتلاميذ (المنتمين لمنظمة 23 مارس )والثانية من خلال محاولة اختراق واجتثات التنظيم المحلي لمنظمة "إلى الأمام"بمدينة الرباط.

المحاولة الأولى:

- اعتقالات في صفوف النقابة الوطنية للتلاميذ عرف مارس من سنة 73 إحدى أكبر الحملات القمعية ضد النقابة الوطنية للتلاميذ, و قد شملت الحملة مجموعة من أطرها وقادتها وقواعدها وسيعرف معتقلو هاته الحملة بمجموعة 36 (وهو عدد المعتقلين)وأغلب أعضائها من منظمة 23 مارس.

انطلقت الإعتقالات من مدينة فاس , بعد اعتقال عبد العزيز مطالعة في 1فبرايرومحمد بوغابة وعبد الله أعكيب في 2 فبراير والأخوين زغبوش في 3 فبراير لتشمل مدن الدار البيضاء, مراكش,القنيطرة والخميسات.

هكذا سقط العديد من أطر وقادة النقابة الوطنية للتلاميذ في إحدى أشرس الحملات التي عرفها شهر مارس من هاته السنة.

وفي يوم 3مارس 1973 استطاعت أجهزة النظام القمعية الوصول إلى مقر القيادة المركزية للنقابة الوطنية للتلاميذ بالدار البيضاء,فتعرضت النقابة لإحدى أكبر الضربات القمعية على يد النظام عندما استطاع اعتقال عدد من قادتها وهم الراحل محمد تيريدا والطاهر المحفوظي وعائشة مفتوح, وقد كانوا جميعا مجتمعين بمقر القيادة ضمن خلية لمنظمة 23 مارس كانت تضمهم إلى جانب الراحل محمد مداد وأحمد الفكاك.

ولأن المكان كان مقرا لقيادة النقابة الوطنية للتلاميذ تعقد فيه اجتماعاتها, فقد كان بإمكان البوليس اصطياد المزيد من قادة النقابة لولا سرعة تحرك قيادة المنظمتين, حيث أخبرت الكتابة الوطنية لمنظمة "إلى الأمام"الرفيق فؤاد الهيلالي بعدم التوجه إلى المقر خاصة وأن موعد الاجتماع كان قريبا جدا.

عموما, فمجموعة 36 و التي أصبح يطلق عليها مجموعة بوغابة و من معه أو قضية النقابة الوطنية للتلاميذ تغير عدد أعضائها ليصبح43 عندما التحق بها مجموعة من رفاق ومناضلي منظمة "إلى الأمام" الذين سقطوا في حملة خريف 73 ومنهم الرفاق قاسم شباب,ابراهيم سايس,عبد الرؤوف فلاح,ابراهيم أمناي والراحل كرطاط الغازي وآخران .( للمزيد من الإطلاع على ظروف الإعتقال والتعذيب الشديد الذي تعرض له أطر ومناضلوا النقابة الوطنية للتلاميذ خلال هاته الحقبة انظركتاب:"أفول الليل"يوميات من سنوات الرصاص, للرفيق المناضل الطاهر المحفوظي , الطبعة الثانية,ابريل2006, مطبعة القرويين).

- المحاولة الثانية:

-اعتقالات الرباط :مارس 73

بدأت الحملة بمدينةالرباط باعتقال أحد مناضلي منظمة "إلى الأمام" عن طريق أحد أصدقائه كان قد سلم له مقالات ليقرأها في ذكرى 23 مارس( ذكرى انتفاضة 23 مارس 1965المجيدة, انتفاضة انطلقت شرارتها من مدينة الدار البيضاء) , كان هذا العنصر مندسا من طرف الأجهزة القمعية و في موعد له مع مناضل المنظمة قام بتسليمه للبوليس السري الذي انقض عليه ونقله إلى إحدى مقرات التعذيب الخاصة بالجهازالقمعي. استطاع البوليس الوصول إلى إحدى مقرات المنظمة بالرباط و تم احتلاله ومن هناك نصبوا فخا لاصطياد كل وارد على المقر ليحصدوا حوالي عشرة مناضلين من بينهم أعضاء مسؤولين من المنظمة المحلية( فرع المنظمة بمدينة الرباط).لكن المنظمة استطاعت تحصين نفسها والتصدي لتداعيات الضربة.

-اعتقالات خريف1973:

▪-;---;-----;--- اعتقالات القنيطرة- الخميسات في خريف 1973 تم اعتقال مجموعة من رجال التعليم النقابيين المرتبطين بالمنظمة بالقنيطرة و الخميسات و انتقلت الاعتقالات إلى تيفلت.ومن بين المعتقلين الرفيق فلاح عبد الرؤوف,السايس ابراهيم,قاسم شباب وآخرون.

▪-;---;-----;--- دجنبر 73:محاصرة حي القصبة بالرباط و محاولة اعتقال الرفيق فؤاد الهيلالي و الإفلات من الاعتقال.

حوالي 12 دجنبر73 تمت محاولة اعتقال الرفيق فؤاد الهيلالي بعد محاصرة حي القصبة ( حي يوجد شمال شرق الرباط عند مصب نهر أبي رقراق على المحيط الأطلسي) و المنزل من كل جهة, لكن البوليس لم يتمكن من اعتقاله , ليدخل في السرية التامة.و على امتداد شهور تمت محاصرة المنزل و محاولات ترهيب العائلة في وقت تم فيه اعتقال محمد الهيلالي أب الرفيق الذي تم تعذيبه حوالي 20 يوما في محاولة لانتزاع مكان وجود ابنه و الضغط على هذا الأخير من أجل تسليم نفسه لكن دون جدوى , و قد حاولوا اعتقال أمه حبيبة بلحاضي الجيراري-تلك المرأة البسيطة التي قامت بتنظيم عملية فرار الرفيق بتكليف أحد أبنائها بمهمة ترصد مجيئ ابنها الذي اعتاد أن يصل المنزل في وقت معين بتنبيهه قبل الوصول إلى الحي- لكنهم لم يتمكنوا من ذلك وقامت أم الرفيق بتهريب العديد من الكتب والوثائق المتبقية في المنزل بينما ساعد كل من الرفيقين محمد الرحوي وعبد القادر أمصري على تهريب الوثائق في ظروف الحصاروالمراقبة الشديدة للمنزل حيث احتل البوليس الأسطح وحاصر المداخل. وتم اعتقال عبد الهادي الهيلالي لعدة أيام وهوالأخ الأصغر للرفيق و قد كان آنذاك طفلا و بنفس الهدف,وبعد عشرين يوما أطلق سراح أب الرفيق في وضعية صحية مزرية (و بجلباب مليئ بالقمل).

- اعتقالات سنة 1974:

▪-;---;-----;--- الدار البيضاء:ماي 74

في شهر مايو من هاته السنة تم اعتقال الرفيق عبد الرحمان نوضة و هو أحد الأطر السرية النشيطة لمنظمة" إلى" الأمام" بمدينة الدار البيضاء, على إثر وشاية من أحد العناصر المشبوهة التي كانت تعمل في المجال الجمعوي .و قد تم الاعتقال عن طريق موعد كان له مع نفس الشخص الذي"شرفه" في هذا الموعد بالتعرف على البوليس و سيتم اعتقال الشخص نفسه خلال حملة 1976 بعدما ضبط البوليس وثيقة بخط يده عبارة عن نقد ذاتي عن ممارسته.

▪-;---;-----;--- طنجة:غشت 74 :حملة اعتقالات واسعة

في غشت من نفس السنة عرفت مدينة طنجة إحدى أكبر حملات الاعتقال ذلك أنه على إثر توزيع منشور من طرف منظمة "إلى الأمام"في المعامل و الأحياء الشعبية و الثانويات ( بني مكادة , ثانوية ابن الخطيب و مجموعة من المعامل...)( المنشورالذي تم نشره في الحلقة الثالثة من هاته السلسلة و التي حملت عنوان" أوراق من ساحة النضال الثوري) و قد بدأت الحملة باعتقال العديد من العمال منهم من كان مرتبطا بمناضلي منظمة "إلى الأمام"حيث سيعثر البوليس على مجموعة من المقالات و النشرات الأمامية , و كان للاعتقالات أثر على مدينة الرباط حيث أصبح بعض الرفاق الطلبة متابعين (عبد المجيد يسري و مصطفى التمسماني ) ( و كانا عضوان في خلية "جياب" التي كانت تضم إلى جانبهما كلا من فؤاد الهيلالي و مصطفى خلال و هي خلية مسؤولة عن عمل المنظمة داخل كلية الآداب بالرباط) وكان المنشور يتطرق إلى مشكل الماء و العطش الذي كانت تعاني منه ساكنة المدينة بالإضافة إلى الطرد الذي كان يتعرض له العمال و العاملات ( عنوان المنشور الشهير هو " حكم الحسن- عبد الله – الدليمي, حكم العطش و الجوع و الطرد و السيمي).

تم نقل المجموعة المعتقلة التي تعرضت إلى تعذيب شديد بمدينة طنجة قبل أن يتم نقلها إلى المعتقل السري السيئ الذكر"درب مولاي الشريف" بالدار البيضاء. من بين المعتقلين عبد المجيد يسري,محمد عزيبو, محمد البشير الزناكي والعديد من المناضلين.

▪-;---;-----;--- القنيطرة: شتنبر74

على إثر توزيع مناشير غير واضحة المصدر بدأت حملة اعتقالات أدت إلى تجميع العديد من المعطيات حول مناضلين ينتمون إلى المنظمة , كما تم اعتقال مجموعة من العناصر ذات صلة برفيق ينتمي إلى منظمة 23 مارس .

- حملة نونبر 74

▪-;---;-----;--- الدار البيضاء: بداية نونبر 74: حملة قمع واسعة في صفوف منظمة 23 مارس.

ابتداءا من أوائل نونبر 74 تعرضت منظمة 23 مارس لأكبر حملة قمع في تاريخها أدت إلى اعتقال كل قيادتها بالداخل و جل أطرها و مناضليها . و قد جاءت الحملة على إثر اعتقال أحد قادتها محمد الكرفاتي الذي و بدون أن يتعرض للعذيب أفشى للبوليس كل أسرار المنظمة, و قد استطاع البوليس و في حدود 24 ساعة تم اعتقال كل قيادة التنظيم,وكان لهاته الاعتقالات أثر كبير على منظمة " "إلى الأمام "التي كانت تجمعها روابط وعلاقات سياسية و تنظيمية مع منظمة 23مارس,و من أبرز هاته النتائج اعتقال الشهيد عبد اللطيف زروال الذي كان على موعد مع أحد قادتها و هو عضو بمكتبها السياسي.

▪-;---;-----;--- منظمة " إلى الأمام" و اعتقالات نونبر 74:

وجدة : 5 نونبر 74: اعتقال االرفيق محمد البكراوي ▫-;---;-----;---

يوم الاثنين العاشرة صباحا: تم اعتقال محمد البكراوي ( أستاذ فلسفة ) و عضو في منظمة "إلى الأمام " عن طريق إدلاءات قام بها أحد أعضاء المكتب السياسي لمنظمة 23 مارس و هو نفس الشخص الذي ساهم في اعتقال عبداللطيف زروال,و قد تم نقل محمد البكراوي إلى مقر درب مولاي الشريف السيئ الذكر.

كان محمد البكراوي (عضو سابق في قيادة النقابة الوطنية للتلاميذ وخلية وجدة إلى جانب محمد الكاموني, اختطف من مدينة وجدة وعندما لم يعثر البوليس على أي وثيقة لديه احتجزهذا الأخيركتاب" الجمهورية" لأفلاطون الذي سيقدم إلى محاكمة يناير77 كأحد المحجوزات, و بذلك قام القضاء المتخلف بالمغرب بأول محاكمة في التاريخ لكتاب الجمهورية لأفلاطون باعتباره محجوزووثيقة إدانة), أما محمد الكاموني فقد كان مسؤولاعن المنظمة بمدينة جرادة العمالية ويشتغل كمهندس كهرباء في مناجم الفحم في نفس المدينة وقد تم اعتقاله هو الآخر.

▫-;---;-----;--- الدار البيضاء 5 نونبر74:

- اعتقال الرفيق عبد اللطيف زروال عضو الكتابة الوطنية(الرفيق محمود)

يوم الاثنين الخامسة مساءا:تم اعتقال الشهيد عبد اللطيف زروال عضو الكتابة الوطنية لمنظمة " إلى الأمام" و أحد قادتها البارزين, على إثر موعد مع عضو المكتب السياسي لمنظمة 23 مارس الذي حضر للموعد مصحوبا بالبوليس السري التابع للدرب( درب" مولاي الشريف") و ذلك عند تقاطع شارع الزرقطوني مع شارع الزيراوي قرب محطة للحافلات بالدار البيضاء, و كان اللقاء يدخل في إطار عمل لجنة التنسيق بين المنظمتين( لقاء روتيني لإعداد و لضبط بعض الأمور خارج الاجتماع الدوري), و من منزله في طريق الجديدة نقله عباس المشتري إلى مكان الموعد و تركه على بعد مسافة 20 مترا و كان أبراهام السرفاتي في انتظاره بالسيارة بعد ساعة من ذلك اللقاء لكنه لم يأت.و قد نقل الشهيد إلى الدرب, و بعد عشرة أيام من التعذيب الوحشي سيتم اغتيال الشهيد و سيلفظ أنفاسه الأخيرة يوم الأربعاء 14 نونبر 1974 و قد سلم الجهاز الطبي ورقة طبية مزورة و باسم مزور ( البقالي) و بذلك تثبت مشاركته في الجريمة النكراء .

▫-;---;-----;--- الدار البيضاء : 9 نونبر 74

-اعتقال الرفيق أبراهام السرفاتي عضو الكتابة الوطنية

على إثر اعتقالات نونبر 74 أصبحت مدينة الدار البيضاء في حالة حصار , كل شوارع المدينة و أزقتها مطوقة برجال الأجهزة المخابراتية , كما كانت دوريات راجلة أو بالسيارات و صور أبرز رفاق المنظمة تم وضعها داخل "سطافيتات " إضافة إلى حملات تمشيط عشوائية تخضع لها الشوارع و المقاهي و يقوم" المقدمون" ( أعوان السلطة) بجولات في الأحياء بحثا عن غرباء يسكنون في بيوتها حيث تتم مساءلة صاحب البيت عن هوية المكتري, لقد كان الوضع لا يطاق و المدينة في حالة حصارشبيه بتلك الحصارات التي كانت تعرفها دول أمريكا اللاتينية في السبعينات و الثمانينات. (انظرفيلم " حالة حصار" لغوستاس غافراس).

في هذه الأجواء دبرت الأجهزة القمعية فخا محبوكا بإتقان بوليسي بناءا على معلومات توصلت بها نتيجة اعتقالات نونبر الأولى ( بداية نونبر 1974)حيث أدلى محمد الكرفاتي و آخرون بمعلومات عن أوصاف أبراهام و عن منازل المقرات للاجتماعات المشتركة مع منظمة "إلى الأمام" إضافة إلى بعض الأساتذة التقدميين الأجانب , إضافة إلى خطإ سيتم ارتكابه حينما سيتم بيع المنظمة لآلة طبع مستغنى عنها بواسطة سيدة فرنسية( كريستين جوفان ) كانت متابعة بسبب المعلومات السالفة الذكروذلك في سوق القريعة الشهير بالدار البيضاء..هكذا أصبح البوليس متأكدا من وجود السرفاتي بمدينة الدار البيضاء بعدما كان يعتقد أنه يوجد بالخارج .لقد وفرت المعلومات- رغم الغموض الذي لا زال يلف المسألة- إمكانية اعتقال الرفيق حيث سيتم اعتقاله في مقر سكناه الذي كان يجهله كل الرفاق بدون استثناء , و عندما فاجأ البوليس أبراهام السرفاتي بذلك المنزل كانت لديه فاتورات الماء و الكهرباء كان قد أدى ثمنها للتو فحاول بلعها لكن البوليس استطاع إخراجها و كانت تحمل عنوان المقرالتقني المركزي الذي كان يسكنه محمد السريفي.

▫-;---;-----;--- الدار البيضاء 9 نونبر74:اعتقال الرفيق محمد السريفي( الروخو)

يوم الجمعة 9 نونبر 74تم اعتقال محمد السريفي عند مخرج العمارة التي يوجد بها المقرالتقني المركزي لمنظمة " إلى الأمام". لاحظ محمد السريفي وجود غرباء سرعان ما اقتربوا منه, و حينما خاطبوه حاول تمويههم بالتحدث باللغة الإسبانية التي يتقنها جيدا ( محمد السريفي من أب مغربي و أم اسبانية ) لكن لم ينخدع البوليس فانقضوا عليه ليتم نقله مباشرة إلى درب مولاي الشريف ليتعرض إلى تعذيب شديد, وقد كان محمد السريفي عضو الجهاز التقني المركزي للمنظمة و أحد أطرها الأساسيين في الجهاز السري الذي كان يتكون من المحترفين الثوريين كما كان أيضا عضوا بخلية ابراهيم الروداني إلى جانب بلعباس المشتري و فؤاد الهيلالي وعضوا باللجنة المحلية (القيادة المحلية لمدينة الدار البيضاء) إضافة إلى مسؤوليته عن العمل وسط الحركة الطلابية بمدينة الدار اليبضاء وهوعضوفي اللجنة الإدارية للإتحاد الوطني لطلبة المغرب- المؤتمرالخامس عشر-

. وبعد اعتقال كل من أبراهام السرفاتي (عضو الكتابة الوطنية للمنظمة في مقر سكناه السري, و قد كان أيضا مسؤولا عن الجهاز التقني و عن العلاقة مع الأساتذة الأجانب التقدميين) ومحمد السريفي تعرضت المنظمة لإحدى الضربات القوية التي مست إحدى الأجهزة الأكثر سرية( فالمقرهو المكان الذي تصدربه جريدتها المركزية"إلى الأمام"وكل نشراتها ومنشوراتها الداخلية والجماهيرية).

الدار البيضاء يوم 10 نونبر 74: لقاء طارئ

- يوم الأحد 10 نونبر وقرب سوق الجملة القديم بالدار البيضاء(مارشي كريو) التقى الرفيقين مشتري بلعباس و عبد الله زعزاع بالرفيق فؤاد الهيلالي ليخبراه باحتمال اعتقال أبراهام السرفاتي. و بعد التداول في كيفية التعامل مع الوضع تقررأن يلتقي الرفاق الثلاثة يوم الاثنين صباحا على الساعة التاسعة قرب مكان لا يبعد عن سينما الأوبرا, ذلك أن فؤاد الهيلالي كان على موعد مع الرفيق محمد السريفي أمام سينما الأوبرا على الساعة الثامنة والنصف صباحا قصد التوجه معا إلى المقرالتقني المركزي.

وفي صبيحة يوم الاثنين 11 نونبر توجه الرفيق الهيلالي إلى الموعد المذكورليلاحظ عدم حضور الرفيق السريفي ليتوجه مباشرة بعد ذلك إلى اللقاء مع الرفيقين فأخبرهما بعدم مجيئ الرفيق السريفي ليتدعم احتمال اعتقاله, و بعد تداول و مناقشة حادة بين الرفاق الثلاثة تكلف الرفيق فؤاد الهيلالي بالذهاب إلى المقر المركزي التقني ليستطلع الأمر. و في مناورة حاول من خلالها و بشكل غير مباشر التعرف على ما يجري داخل المقر(المقر التقني المركزي) أرسل بواب العمارة إلى الشقة التي كان يستقر فيها محمد السريفي مدعيا أنه يبحث عنه, لكن و ما أن طرق الباب حتى تم الانقضاض عليه و حمله فوق الأكتاف ورميه داخل المقر من طرف أشخاص ذوي بنية ضخمة و الذين سرعان ما تنبهوا إلى وقوف الرفيق أسفل الدرج . و بعد مناورة ثانية أظهر فيها الرفيق عدم تفطنه لهوية هؤلاء سار نحو باب العمارة و من هناك لاذ بالفرار, لتبدأ المطاردة عبر مجموعة من الأزقة والشوارع واختفاء الرفيق بأسطح العمارات ودخوله إلى إحدى المستوصفات ومن هناك إلى "باب مراكش" (حي شعبي بالدارالبيضاء) ومن تم عبر الطريق الشاطئي وصولا إلى المنزل السري القائم ب 10 طريق زناتة( المنزل كان يوجد بحي عين السبع ) على طريق المحمدية. لم يفلح البوليس في القبض على الرفيق.و في نفس اللحظة لاذ كل من عبد الله زعزاع و المشتري بلعباس بالفراربعدما تأخر الرفيق عن موعدهم الثاني الذي كان سيخبرهم فيه بوضعية المقر وحالة الرفيق محمد السريفي.

و قد كتب عبد الله زعزاع في مذكراته عن هذه اللحظة, لكنه أورد مغالطات تستوجب التصحيح. يقول :" ذات يوم كان علينا أن نتأكد من وضعية محمد السريفي , لكن لم تكن هناك من وسيلة أخرى سوى محاولة الالتحاق به حيث يقيم في مقر الجريدة . كانت محاولة محفوفة بالمخاطر , لقد أصبح بلعباس المحور المركزي للتنظيم . سيكون اعتقاله كارثيا بالنسبة للمنظمة .

عند وصولنا إلى عين السبع, و بعد أن قمنا بعدة دورات حول مجموعة من المنازل و حيث لم يتبين لنا أي شيء اقترحت عليه(الكلام هنا عن عبدالله زعزاع) أي بلعباس الذهاب لوحدي لرؤية ما يحصل لكنه رفض " للأن إذا اعتقلت فإن القاعدة اللوجستيكية للمنظمة في الدار البيضاء ستذهب أدراج الرياح".

" أعطيتهم عناوين لمنزلين آخرين تحت ضغط التهديد فقط وحدهم رفاق الكتابة الوطنية غادروا المكان . لقد ترك المشتري موعدا لي , لم أحب أبدا عباس المشتري كما أحببته هذه الليلة . فالمنظمة لم تسقط بالكامل بسبب خطئي."

ذهب إلى ذلك المكان لوحده لكن راودته الشكوك فعاد أدراجه . " لقد كان " الروخو" قد اعتقل و إلا لكانت له الوسيلة لإعادة ربط الاتصال "

( هاته المقتطفات من نص بالفرنسية ( قمت بترجمته) حول درب "مولاي الشريف" لعبد الله زعزاع.
توضيحات لابد منها حول احتلال المقر التقني المركزي من طرف الأجهزة البوليسية و إفلات الرفيق الهيلالي من الاعتقال بينما استطاع الرفيق فؤاد الهيلالي الإفلات من الاعتقال بعد توجهه إلى المقر التقني المركزي السري للمنظمة بقرار جماعي بين عباس المشتري و عبد الله زعزاع و فؤاد الهيلالي, و بعد مطاردات في مجموعة من الشوارع و الأزقة و أسطح العمارات(اختباء بأحد المستوصفات بقسم طب الأسنان) يستطيع فؤاد الهيلالي الدخول باب مراكش ( حي شعبي بمدينة الدار البيضاء يطل أحد جوانبه على ميناء الدار البيضاء) و من تم التوجه مشيا على الأقدام (يببتعد المقر بسبع كيلومترات عن الحي المذكورباب مراكش) إلى المقر السري القائم ب 10 طريق زناتة عين السبع الدار البيضاء, ليلتقي كل من الرفيقين مصطفى التمسماني و إدريس بنزكري و ستتم مغادرة المقر بسرعة : الهيلالي و التمسماني نحو حي سباتة الشعبي و إدريس بنزكري نحو حي إفريقيا.

بعد أسبوع تم نقل الرفيق الهيلالي إلى مقر جديد بحي إفريقيا في انتظار أن يتوفرعلى أوراق هوية جديدة بعد ضياع الأولى خلال مطاردة " المقرالتقني المركزي". سيضم هذا المنزل بالإضافة للرفيق كل من ادريس بن زكري وعبد الله الحريف.

ولتوضيح كيفية الإعتقال الذي تم بحي افريقيا خلافا لما جاء في طرح عبد الله زعزاع فإن يوم الإعتقال كان هو يوم اجتماع خلية 23 مارس التي دأبت على عقد اجتماعاتها الأسبوعية في هذا المنزل.واقتحم البوليس التابع للدرب المكان على الساعة الثامنة ونصف ليلا وهو بالضبط موعد الإجتماع حيث كان كل من فؤاد الهيلالي وعبد الله الحريف ينتظران مجيئ عبد الله زعزاع الذي لم يكن يسكن هذا المنزل بينما كان الهيلالي والحريف يسكنانه إلى جانب ادريس بنزكري.دقائق قبل الموعد تعرض المنزل لطرقات خاصة هي عبارة عن كود متفق عليه بين عبد الله زعزاع وفؤاد الهيلالي ولما فتح هذا الأخير بعد تردد اقتحم المنزل بقوة من طرف عصابة مسلحة بحيث تمت محاصرة الرفيق الهيلالي بين الباب الحديدي والجدار ووضع أحد أعوان المجرم اليوسفي قدورمسدسا على عنق الرفيق طالبا إياه تحت التهديد رفع يديه وإلا سيطلق النار. بعد ذلك تم تجميع الرفاق الثلاثة ادريس بن زكري وعبد الله الحريف وفؤاد الهيلالي في البيت الذي كان ينام فيه بن زكري وبعد التهديدات ومجموعة من اللكمات ووضع " العصابات"( من ثوب أسود) لحجب الرؤيا عن المعتقلين قامت العصابة المدججة بالسلاح بنقلهم إلى المعتقل السري "درب مولاي الشريف" حيث استقبلوا بالضرب واللكم ونزعت ملابسهم بالقوة ليبدأ مسار التعذيب.........

من المعلوم أن الكتابة الوطنية للمنظمة بعد اعتقال أبراهام السرفاتي و محمد السريفي في نونبر 1974 قد قامت بنقل أرشيف المنظمة إلى هذا المقر ( و لم يكن قاطنو المنزل الثلاثة على علم بذلك ) و عندما اقتحم البوليس المنزل يوم 30 يناير 1975 استولى على أرشيف المنظمة , و كان خطئا فادحا من طرف الكتابة الوطنية حينما وضعت ذلك الأرشيف في منزل لا يتوفر على الحد الأدنى من الشروط الأمنية التي يتم بها حماية أسرار المنظمة بل لم يكن المكان يسمح للرفاق بالفرار في حالة التطويق وهو ما حصل يوم 30يناير1975.( غياب أي منفذ).إ ن جل الكتابات الخاصة بالشهيد عبد اللطيف زروال قد تم حجزها هي الأخرى بهذا المنزل الذي كان قائما بحي افريقيا عندما تم الإقتحام.

حول المقر التقني المركزي :بعض المعطيات

في سياق العلاقات الوحدوية بين منظمة " إلى الأمام " و منظمة 23 مارس خاصة بعد صدور" بيان التوحيد "في أكتوبر 72 . تم الاتفاق على تشكيل لجنة تقنية مشتركة بين المنظمتين. و ستضم هذه اللجنة كلا من عبد الرحمان نوضة عن "إلى الأمام " و محمد الغريسي و رفيق آخر عن 23 مارس ,و كانت اللجنة تخضع للجنة التوحيد( إطار قيادي مشترك بين المنظمتين).

لكن بعد اندلاع الخلاف بين المنظمتين ابتداءا من مارس-أبريل73 انفرد كل تنظيم بإصدار نشرته و من تم أيضا, بناء جهازه التقني الخاص و كانت تحت إشراف الكتابة الوطنية للمنظمة.وقد ضمت اللجنة كلا من عبد الله زعزاع و عبد الرحمان نوضة.

هكذا شكلت إلى الأمام لجنة خاصة بها ليصبح مقر الجريدة قائما بزنقة الأوكالبتوس في عين السبع بالدار البيضاء.( قبل نونبر 72...)

خلال سنة 1974 تم تغيير مكان المقر بعدما تقرر تغيير طاقمها, حيث سيغادر زعزاع اللجنة ويتخصص في الجانب اللوجستيكي و الأمني خاصة بعدما تم تسريحه من الشغل.

هكذا أصبح المقر المركزي السري يوجد بأحد العمارات التي كان يسكنها فرنسيون. و بالضبط من جانبها الأيمن و الأسفل و هي عبارةعن شقة صغيرة ذات نوافذ مغلفة بصوف زجاجي (لمنع تسرب الصوت إلى الخارج) قرب إعدادية عمر الخيام للبنات , ذلك أن المنظمة أصبحت تتوفر على جهاز أوفسيت, و من هذه اللحظة أصبحت الجريدة تصدر بالألوان و الصوروقد التحق محمد السريفي باللجنة الجديدة و بعده فؤاد الهيلالي.

بعد اعتقالات نونبر 74 بدأت المنظمة تهيئ شروط نقل المقر إلى مدينة أخرى (المقر السابق تم اقتحامه من طرف البوليس ). و بالفعل تحول المقر إلى مدينة فاس و كان الراحل البو حسن صلة الوصل بين مدينة فاس و الدار البيضاء وقام الرفيق عبد القادر أمصري بنفس الدور.

فؤاد الهيلالي



#الأماميون_الثوريون (هاشتاغ)       Alamamyoun_Thaoiryoun#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الرد الشعبي على المؤامرة الإمبريالية و الرجعية في المنطقة
- رسالة أبراهام السرفاتي إلى ابنه موريس( علي )
- عهد الحماية الفرنسية من جديد
- الموقف الوطني الحقيقي من الصحراء و مهام الحركة الجماهيرية و ...
- الماركسيون-اللينينيون يحاكمون بتونس
- لنكشف عن حقيقة التدخل في الزايير من طرف الحكم العميل
- مغرب النضال : المستقبل بين يدي الطبقة العاملة
- كيف نشأ اليسار الماركسي – اللينيني ؟
- نداء من أجل التضامن مع المعتقلين السياسيين في المغرب
- حكم الحسن – عبد الله – الدليمي حكم العطش و الجوع و الطرد و ا ...
- ليسقط برلمان الخونة والإنتهازيين
- البنية التنظيمية لمنظمة - إلى الأمام - (مرحلة 1970-1980)
- الندوة التحضيرية للقطاع الطلابي
- نحو تهيئ شروط قيادة النضال الدفاعي للحركة الجماهيرية
- من أجل خط ماركسي لينيني لحزب البروليتاريا المغربي
- -الخط الجماهيري ودور المنظمة الجماهيرية- -خطة عملنا داخل -جم ...
- النظام الداخلي لمنظمة -إلى الأمام-
- عشرة أشهر من كفاح التنظيم - نقد ونقد ذاتي -
- تناقضات العدو والأفق الثوري بالمغرب
- من أجل الجبهة الثورية الشعبية -دروس النضالات الشعبية وأحداث ...


المزيد.....




- إصلاحُ الوزير ميراوي البيداغوجيّ تعميقٌ لأزمة الجامعة المغرب ...
- الإصلاح البيداغوجي الجامعي: نظرة تعريفية وتشخيصية للهندسة ال ...
- موسكو تطالب برلين بالاعتراف رسميا بحصار لينينغراد باعتباره ف ...
- تكية -خاصكي سلطان-.. ملاذ الفقراء والوافدين للاقصى منذ قرون ...
- المشهد الثقافي الفلسطيني في أراضي الـ 48.. (1948ـــ 1966)
- ناليدي باندور.. وريثة مانديلا وذراعه لرفع الظلم عن غزة
- ناليدي باندور.. وريثة مانديلا وذراعه لرفع الظلم عن غزة
- الجيش الإسرائيلي يعلن تنفيذ عملية بمجمع الشفاء الطبي في غزة ...
- الجبهة المغربية لدعم فلسطين ومناهضة التطبيع تدعو إلى تخليد ...
- النهج الديمقراطي العمالي بوجدة يعبر عن رفضه المطلق للأحكام ا ...


المزيد.....

- حول الجوهري والثانوي في دراسة الدين / مالك ابوعليا
- بيان الأممية الشيوعية الثورية / التيار الماركسي الأممي
- بمناسبة الذكرى المئوية لوفاة ف. آي. لينين (النص كاملا) / مرتضى العبيدي
- من خيمة النزوح ، حديث حول مفهوم الأخلاق وتطوره الفلسفي والتا ... / غازي الصوراني
- لينين، الشيوعية وتحرر النساء / ماري فريدريكسن
- تحديد اضطهادي: النيوليبرالية ومطالب الضحية / تشي-تشي شي
- مقالات بوب أفاكيان 2022 – الجزء الأوّل من كتاب : مقالات بوب ... / شادي الشماوي
- بصدد الفهم الماركسي للدين / مالك ابوعليا
- دفاعا عن بوب أفاكيان و الشيوعيّين الثوريّين / شادي الشماوي
- الولايات المتّحدة تستخدم الفيتو ضد قرار الأمم المتّحدة المطا ... / شادي الشماوي


المزيد.....


الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - الأماميون الثوريون - من يوميات النضال الثوري لمنظمة -إلى الأمام- 1970-1979 الجزء 1