أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جعفر مهدي الشبيبي - السياسة و الدين















المزيد.....

السياسة و الدين


جعفر مهدي الشبيبي

الحوار المتمدن-العدد: 4178 - 2013 / 8 / 8 - 14:05
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


مفردتان جرى استعمالهما و تطبيقهما كثيرا في الفترة الاخيرة التي تبدأ من احتلال العراق, و انتشرت من بلاد الرافدين لتطغى على المنطقة العربية بشكل ملحوظ و هذا الانتشار في بلاد الاسلام كان مبرمجا جدا للاحتلال و يعتبر غاية عظمى استطاع بها توفير الارضية للحكم الديني السياسي و اعتمد على الاختلاف المذهبي الاسلامي لكي يبعد عماراته و ابراجه و ولاياته من هجمات التطرف الاسلامي و خاصة بعد ان تمددت رقعة هذا التطرف السرطاني من افغانستان و توسعت خلاياه و قياداته و تعددت مصادر تمويله و تطورت و اصبح قوة اقتصادية و دولية اكبر مما كان مخططا له في تلقين الاتحاد السوفيتي هجمات تشل جبهته الداخلية و تطن قواته البرية المحتلة للأراضي الافغانية و اعتبر هنا ان تفجير برجي التجارة العالميين ضربة الصحوة للإدارة الامريكية لتنظر بعين الحقيقة للوحش المتطرف الذي دعمته و ربته كثيرا و لترى كيف انه اصبح يخترق المحيطات و ينفذ هجماته على الادارة التي ربته فكان كذئب شرس يتوقع جهلا انه يستطع ترويضه و اعتباره حيوانا اليفا ينفذ ما يطلب منه!
و السياسة بمعناها الاصطلاحي اتت من ساس يسوس و هو من يسوس امر الامة و يقوم على شؤونها .
اما الدين فهو الشريعة و الاوامر و النواهي و القوانين و الاحكام الشريعية المرتبطة بتحقيق الارادة السماوية للخالق في الارض.
و يعتبر الدين الاسلامي الدين السياسي بامتياز لأنه احتوى على القوانين و التشريعات الكثيرة و المتعددة و التي تبدأ بالفرد و تنهي بالمجتمع و الدولة كما انه احتوى ايضا على تجربة كبرى لإدارة الدولة من قبل قيادة تمثل الدين بشكل اساسي و استطاعت هذه القيادة ان تحقق نقلة نوعية و كبرى على مستوى سنوات قليله لم تستطع اي سياسة اخرى بل و لغاية الان من تحقيقها اذ نقلت مجتمعا جاهلا و محتقنا بالموروث القبلي الى مصاف المدنية الهادفة و الممنهجة و هذا ما يوضح سمو الارتباط الديني و السياسي و تحقيقه بناء الفرد و الدولة بوقت واحد بنتيجة اوسع من فلسفة المدينة الفاضلة و الشيوعية العظمى و اليبرالية الكبرى اذ انها لم تحقق اهدافها لغاية الان اذ انها لم تستطع ان تصل بالفرد الى السعادة و تخلصه من القلق و الاضطراب الانساني رغم تطور الوسائل و تعدد الادوات مقارنة بعصر البداوة و الصحراء و الجاهلية قبل اكثر من 1400 سنه!
و يعتبر المسلمون شعبا يؤمنون بالغيب و بكون الدنيا وسيلة نحو الاخرة و يسعون في الدنيا على الارتباط بالإحكام و القوانين و التشريعات الاسلامية و التي منها قولة تعالى ((ومن يحكم بما لم انزل الله فأولئك هم الكافرون)) و غيرها من النصوص و الاحاديث التي تؤكد على المسلم على اختيار القيادة الاسلامية الدينية لدولته.
و هذا الايمان عززه النكبة الكبيرة في قلب الامة من خلال احتلال العراق حيث يمكنني ان اعتبره و من نظرة تحليلية واقعية معايشة لهذه المرحلة اعتبره اغلب العراقيون حضورا للأعور الدجال و هو الذي حذر منه الرسول محمد و من عصر و من الفتن التي تواكب قدومه و قد هز هذا الاحتلال الروح الدينية الميتة و اعاد لها الحياة و اصبح الفرد يبحث عن الارتباط الديني و يسعى اليه و على اثرة توسعت القيادات الدينية و برز اثرها في المجتمع بعد ان غاب دورها و اندرس في فترة الحكم الفردي العلماني!
و هذه القيادات روجت و ساعدت في تأسيس القيادات الاسلامية الطائفية التي تؤمن بتغليب صوت الطائفة و مصالحها على مصلحة المواطن و الوطن وذلك لكونها نمت في بيئة دينية مضطربة و على يد قيادات دينية غير واعية و اغلبها جاهلة بالديمقراطية و التعاطي و التعايش و الاخذ و العطاء ضمن الاطر الديمقراطية المعاصرة و التي هي بعيدة عنه بل هي في وادي و دوران الارض في واد اخر.
و الفرد العراقي في هذه المعمعة لا يعرف الى اي الفرق يعطي صوته و يلجئ نحو من يصادره منه حتى يضمن انه لا يخالف الشريعة او يغذي الدجال الامريكي الصهيوني به!
و يمكننا ان نعتبر فلسفة الاسلام التي تعتبر الدنيا محطة و الاخرة هي دار القرار ساهمت بشكل اساسي في تغليب ارادة الاحزاب الاسلامية على غيرها من الاحزاب التي تؤمن بالمنهج العلمي في الادارة و ساهمت ايضا في تغليب دور القيادات الدينية و توسعها دون ان يحلل اصلا في مقدرة هذه القيادات على الانجاز و توفر شروط القيادة فيها اصلا!
و يمكننا ان نرى بوضوح القيادات التي افرزتها حقبة ما بعد الاحتلال و الديمقراطية على مستوى الدين و السياسية و لا يمكننا إلا ان نبصق عليها برمتها اذ ان فشلها في ادارة الملف الديني و السياسي لا يقابله فشل على مر العصور السحيقة!
اسباب فشل السياسة الدينية
ان من اهم اسباب فشل السياسة الدينيه على العموم و على مستوى المنطقة العربية برمتها هو التعالي و حدوية الفكرة و اعتبار المنهج و الفلسفة الواحدة و اعتبارها الفرقة الناجية دون غيرها فالإخوان المسلمون في مصر فشلوا لأنهم تعالوا على الجميع و تغطرسوا على الاخرين لكونهم يعتبرون انفسهم يمثلون الشريعة و غيرهم يمثل الكفر و الالحاد رغم انه مسلم يعبد نفس الرب و يرجع الى نفس الكتاب و يأخذ من نفس الرسول!
و هكذا في ليبيا و تونس و اليمن و سوريا.
اما في العراق فيمكن ان نعتبر نفس الاسباب التي تؤمن بها القيادات الطائفية في السلطة و اعتبارها منهجها ,المنهج الوحدوي و الاقرب الى الاسلام اكثر من غيرها و يمكننا ان نبرهن على ذلك من جراء عدم التوافق على الوطن و المواطن و الاجتماع على مصالح الحزب و الطائفة بما يخدم الحزب و المنتمين له اولا و اخرا. و هذا ما جعل القيادات الحزبية تكون فوق القانون دائما .
و الاسباب الاخرى ترتبط في القيادات الدينية بشكل مباشر فهي التي روجت الى الاسلام السياسي و اعتبرته المنهج الذي لابد ان يتبع بل انها اصرت على فتوى الانتخاب و اتباع قوائم بعينها على جمهور المسلمين و صادرت ارادتهم و اصواتهم و قربت النار الى قرص هذه الاحزاب و جعلتها تسوس الفرد على منهجها الطائفي المحتقن و فلسفتها الجاهلة المفرغة و المدمرة و هذا ما عزز الفكرة الطائفية لدى الفرد و جعلته يبتعد عن المسلمين من طائفة اخرى و لا ينظر لمصلحة الوطن إلا بواسطة مصلحة الطائفة اولا.
النتيجة
اننا من خلال استعراضنا هذا و صلنا الى ان صدر الاسلام و صل بالفرد و الدولة الى نقله نوعية فحول الفرد الجاهلي الى مواطن من الدرجة الاولى في المواطنه و المسالمة و جعله قدوة يحتذى به و يتبع من بقية الافراد.
و مقارنة بالمستوى الفارغ و المدمر و الجاهلي الذي وضحه الاسلام الان و قياداته الحالية و التي ضيعت ملايين الابرياء و جوعت الكثير من غيرهم و هدمت الكثير من الصروح التاريخية و الحضارية و حطمت الدولة المدنية و حولتها الى دولة طائفية بامتياز و غيبت الهوية الوطنية العراقية و احلت محلها الهوية الطائفية الحزبية الضيقة و اعادت القبلية المقيتة و نعرتها الى الساحة و احلت الفساد الذي وصل الى مراحل متقدمه في كل انواعه!
فأننا امام سياسة و دين اما انهما لا يمثلان الاسلام الحقيقي او انهما يمثلان صورة الاسلام !
و ان العقل و المنطق يقول انهما لا يمثلان الاسلام لكون الاسلام اكبر من ان تمثله قيادة دينية جاهلة !
و النتيجة الاخرى ان لا يمكن لأي قيادة دينية ان تطبق الاسلام على الارض إلا ان تكون على مستوى الوعي و الاعلمية المطلوبة و هذه القيادة لا يمكن ان تبرز إلا باختيار الفرد لها و هذا مما لا يمكن للفرد ان يصله لأنه يتطلب منه ان يكون على مستوى الرقي الكبير لمعرفة هذه القيادة الدينية ألعالمة.
اذن اننا نصل الى نتيجة تقول ان اي اختيار اسلامي و خاصة على مستوى الاحزاب التي ثبت فشلها يكون انتحارا مؤسفا للانسانية للاسف .
و انه لا يوجد هناك قيادة دينية حقيقية تصل بنتائج قيادتها الى هذا الدمار الذي نعيشة و هي الا قيادة مزيفة انتهازية لا تمثل الدين مطلقا.
و انه لا امل لقيادة اسلامية على الجانبين الديني و السياسي الا ان تكون معصومه من الخطأ او مرتبطة بالسماء مباشرة لكون الدين سماويا و لا بد من يعتلي كرسي هذا الدين ان يكون سماويا ايضا او نائبا عن السماء و يتطلب هذا وعيا و اذعانا و ايمانا و تسليما و هذا من المستحيل ان يصل اليه الفرد.



#جعفر_مهدي_الشبيبي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مصر و الاخوان و العراق و مؤسسة النجف و طهران!
- أتمنى أن اصدق يوما إن في العراق دولة
- صباح الحب و الالم
- بطاقتي الشخصية المضحكة!
- المرجعية العربية و العلمانيون هم الطريق لحل الطائفية و الفسا ...
- أيها السادة رفقا بنا فقلبنا الصغير لا يتحمل!
- مارتن كوبلر
- النار و الاستحمار!
- التعدد الحزبي الإسلامي فاسد برؤية قرآنية أسلامية
- متى نتخلص من قذارة و فساد الإسلاميين!
- 10 نكات عن الدولة البهشتية!
- هل أنت أحمق ؟ ارجوا أن لا تكون كذلك؟
- بووليود الصحافة نحن جاهزون للفلم الهندي القادم
- (..........؟) المواطن أولا؟ محافظتي أولا!
- مافيا الفساد المدنسة تحيط العتبات المشرفة!
- المرأة جهاز تناسلي معروض للفراش؟
- طايرن بالعجه (الرحلة الثانية)
- المحافظ طايرن بالعجه؟
- لماذا تم اقتحام وزارة العدل العراقية ؟
- تظاهرات العراق معادلة وطن طرفها الشعب و الطائفية


المزيد.....




- وزير الداخلية الفرنسي يزور المغرب لـ-تعميق التعاون- الأمني ب ...
- قطعها بالمنشار قبل دفنها.. تفاصيل جديدة تُكشف عن رجل قتل زوج ...
- فك شفرة بُن إثيوبي يمني يمهد الطريق لمذاق قهوة جديد
- الشرطة الهولندية: عصابات تفجير ماكينات الصرف انتقلت لألمانيا ...
- بعد موجة الانقلابات.. بقاء -إيكواس- مرهون بإصلاحات هيكلية
- هل يحمل فيتامين (د) سر إبطاء شيخوخة الإنسان حقا؟
- وسائل إعلام أوكرانية: انفجارات في مدينتي أوديسا وتشيرنومورسك ...
- الاحتلال يتحدث عن معارك وجه لوجه وسط غزة ويوسع ممر -نتساريم- ...
- كاتب أميركي: القصة الخفية لعدم شن إسرائيل هجوما كبيرا على إي ...
- روسيا تصد أكبر هجوم بالمسيّرات الأوكرانية منذ اندلاع الحرب


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جعفر مهدي الشبيبي - السياسة و الدين