أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سرمد السرمدي - الخطاب النقدي في العرض المسرحي البابلي















المزيد.....

الخطاب النقدي في العرض المسرحي البابلي


سرمد السرمدي

الحوار المتمدن-العدد: 4177 - 2013 / 8 / 7 - 20:57
المحور: الادب والفن
    


في مسرحية القرية التي عرضت بتاريخ 2012-10-28 م من على خشبة مسرح مستحدثة خصيصا لإقامة احتفالات محلية بمناسبات مختلفة, في احد كازينوهات مدينة الحلة, توجه حسن عداي في دوره المجسد للشخصية المحورية الأكثر شهرة من بين شخصيات المسرحيات الشعبية الطابع المقدمة باللهجة العامية في العراق, فأتخذ من تركيبية الفلاح المواجه لصدمة الحضارة ليرسخ انعكاسات الصراع الطويل الأمد عراقيا على كافة الصعد المجتمعية بين المدنية والبداوة, وقد توارث المسرح الشعبي الطبع تلك الشخصية طوال سنوات بعد الأثر الذي تركته مسرحية" بيت الطين" واداء الممثل الكوميدي المتألق جاسم شرف, حيث انطلقت عدة محاولات مسرحية لأستثمار الذاكرة الجمعية المرسخة لدى جمهور المسرح العراقي بعد النجاح المتحقق على المستوى المادي لتلك المسرحية ودور الممثل جاسم شرف فيها, كما استثمرت عدة شخصيات بصمت بنجاحها الجماهيري من نفس المسرحية كشخصية الشرطي الذي قام بتجسيدها الممثل خضير ابو العباس, ولم يكن الممثل حسن عداي ببعيد عن هذه المحاولات لأستحضار النجاحات النادرة للمسرح الشعبي على الصعيد الأقتصادي وخاصة تلك التي تخلو من استغلال سلبي لدور العنصر النسائي في تقديم نتاج مسرحي لعامة الجمهور الغير مصنف عمريا او ثقافيا. فمن خلال هذه التجارب المسرحية قد يرتقي بعض الوعي الفني ليجبر الأطار الثقافي على ان يشمل كافة الأراء التي تنطلق من ذات البعد الأجتماعي الرامي لصياغة تعريف اكثر جرأة, وواقعية, فالعمل على دراسة المسرح الشعبي تقنيا من خلال كونه فن له دور في توضيح الخط الفاصل بين الجهل والتحضر, أكثر جدوى من اعتباره مجرد خطاب فكري موجه من جهة معينة لتخريب عقول الشباب العراقي خدمة لجهة تتآمر وهكذا الخ.., حيث لا يملك المنتج هكذا تطلع وطني او قومي او انساني الا الربح المادي بالضرورة, لذا يكون الباقي رهن المجتمع الذي يعكس هويته من خلال ديمومة هذه التجارب, التي يتنصل منها الأكاديميون وكأنها ليست مرآة مجانية تقدم لهم للحصول على مفهوم واقعي لدور الثقافة في المجتمع العراقي. في مسرحية العميان للمخرج المسرحي الأكاديمي محمد حسين حبيب التي عرضت بتاريخ 11-03-2013م من على خشبة مسرح كلية الفنون الجميلة التابعة لجامعة بابل, يمتاز د.محمد حسين حبيب من بين أساتذة قسم الفنون المسرحية بوصفه ذلك التدريسي الملتزم بقضية المسرح الأكاديمي في تعامله مع الدرس والتمرين المسرحي ربما لأنه ينحدر من جيل تمكن الحظ من إسعافه ليرتمي في أحضان ترعاه بعمق جاء من خبرة دراسة بالشكل الأمثل في فترة ثقافة السبعينيات حين كان أساتذة الأكاديمية يرفدون الوسط المحلي بالشهادة تلو الأخرى من مناهل الجامعات الغربية الرصينة, فانعكست في شخصه صيغ التعامل الرصين الممتد من قبل أساتذة محترمين أدبا وعلما لم يبقى منهم على قيد الحياة إلا القليل مع الأسف, فعكست أعماله السابقة خطا فكريا التزم به على صعيد خطاب العرض المسرحي وخاصة فكرة الانتظار التي اتخذت طريقها لأن تكون موضوعة أطروحة الدكتوراه المقدمة من قبله, وكان اختياره لنصوص المسرح العالمي لتجسد خطاب انتظاره المسرحي واضحا في أمثلة كثيرة منها انتظار نهاية لعبة القوي والضعيف في مسرحية (النحيف والبدين) وانتظار نهاية لمعاناة شخصيات مسرحية ( الأكمة والكسيح ) وانتظار نهاية ينتفض فيها هملت على واقعه في مسرحية (هملت) ثم أخيرا انتظار نهاية حالة العمى من خلال عودة من يقود شخصيات تائهة في مسرحية (العميان), ونجح خطاب المخرج مجسدا الانتظار في كل المسرحيات المذكورة التي تطرقت رمزيا لتاريخ العراق المعاصر لكن من زاوية تناول اقصي من خلالها دور الإنسان ليعهد بالتغيير حكرا على رمز قيادة قام مقام القدر في خطاب المسرح الإغريقي, وهذه الأرشفة الفنية انساقت بما لا يتوافق مع تطور الخطاب الفكري العراقي, بمعنى إن التغيير اتخذ شكله الجماهيري ولم يعد النور حكرا على شخصية القائد الذي يرى ما لا يراه الشعب الذي بدوره يقوم باختيار قادته من خلال صناديق الاقتراع, وهذا أولى بان يتم ترسيخه من خلال خطابات المسرح العراقي المعاصر حيث إن الوعي بالديمقراطية وكون الشعب يقود مصيره بنفسه أكثر استحقاقا من البكاء على عدم وجود من يقود هذا الشعب نحو مستقبل أفضل, فهذا المستقبل رهن بما تصرح به نتائج انتخابات تضمن حرية وكرامة كل إنسان في حقه بأن يختار من يمثله لا من يقوده, فيكون للشعب الدور الرئيسي في القيادة, ولن يجد وقتها وقتا للبكاء وهو المراقب لمن اختارهم ليخدموه, شعب فاعل يفرز قادة فاعلين. في مسرحية المخرج سامي الحصناوي التي عرضت في يوم الأحد الموافق 2011-05-16م, من على مسرح كلية الفنون الجميلة التابعة لجامعة بابل, جل ما قدمته المسرحية من حكمة هو ان الواقع الإنساني أصبح من القسوة لدرجة ان مدمن الخمر لو لم يشرب ليلة واحدة لأكتشف واقعا إنسانيا قاسيا جدا يفضل عليه عالمه الوردي, ونقول بدورنا عن حكمة هذه المسرحية المقدمة للمتلقي العراقي, أن مشاهدة هذا المستوى من العروض لمرة واحدة يجعلنا نكتشف فنا خربا نفضل عليه بالتأكيد واقعا إنسانيا قاسيا جدا, جدا, وكما هو معروف ان النقد المسرحي من أهم عوامل نجاح الظاهرة المسرحية في طريقها لتحقيق أهدافها المرجوة على الصعيد الاجتماعي, وما أحوج المسرح العراقي إلى الدرس النقدي الأكاديمي الذي يرافق خطوات المسرحيين في عملهم من اجل توطيد العلاقة بين المتلقي وعمل الفنان المسرحي, وتأكيد أهمية النقد الفني تنكشف من خلال تفعيل احد أهم عناصر العمل المسرحي التي لا تدرج عادة ضمن العناصر الفنية لأنها ذات أثر بعدي أكثر منه قبلي, إلا إن ذلك لا يبرر الاستغناء عنه وهذا العنصر الغير مدرج في تقاليد المسرح العراقي مع شديد الأسف, هو النقد, وإقامة الجلسة النقدية ما بعد العرض المسرحي في المكان الذي يفترض أن يكون الرائد الأول في رصد وتفعيل الظاهرة المسرحية في مدينة الحلة, وكيف وهو مسرح كلية الفنون الجميلة التابعة لجامعة بابل, فلم يكن هنالك جلسة نقدية بعد عرض مسرحي منذ فترة ليست بالهينة قياسا إلى العروض المسرحية التي قدمت من على خشبة مسرح الكلية والى الصفة التي التصقت بالنسبة الأكبر من هذه العروض وهي أن كوادرها الفنية والتقنية من الطلبة حصرا وتخلو تقريبا من مشاركة المحاضرين والمعيدين وأساتذة قسم الفنون المسرحية مما يرجح تفرغهم للنقد الذي يتجلى من خلال إقامة الجلسة النقدية بالضرورة, ما يمكن تقديمه في استعراض موجز عن خطاب هذا العرض المسرحي يبتنى على تنويه بسيط يلمس قلوب كل المسرحيين الجادين في عملهم قلبا وقالبا, خاصة في هذه الظروف التي لا تمت للاتكاء على عكاز مقص الرقيب وانعدام موارد الإنتاج او انقطاع عن التلاقح الفني مع العالم الخارجي بأي شكل من الأشكال التي يورد بها هكذا استدراك ليغرز العصا في عجلة الثقافة النقدية الكتابية التي تنبثق لتدون المضيء والمظلم من مساحة خشبة المسرح العراقي محاولا قدر استطاعته إيقافها, هذا التنويه ببساطة يأتي في كلمة ونصف.. لا يمكن



#سرمد_السرمدي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تقنيات العرض المسرحي في بابل
- نقد عرض مسرحي بلا جمهور
- محو الأمية الثقافية في بابل
- التمثيل ( داخل ) كلية الفنون الجميلة
- التمثيل ( خارج ) كلية الفنون الجميلة
- مشكلة التمثيل في عروض مسرح خارج كلية الفنون الجميلة. الجزء ا ...
- مشكلة التمثيل في عروض مسرح داخل كلية الفنون الجميلة..الجزء ا ...
- مسرحية ( ني عراقي ) للمخرج الأكاديمي عباس التاجر
- مسرحية ني عراقي للمخرج الأكاديمي عباس التاجر
- مسرحية (ني عراقي) للمخرج الأكاديمي عباس التاجر
- على هامش مسرحية المخرج عباس التاجر
- الممثل الأخرس مسرحية للمخرج شاكر عبد العظيم
- مسرحية الممثل الأخرس للمخرج شاكر عبد العظيم 2
- ما فائدة المنح الحكومية المقدمة للمثقفين
- معدل الاستهلاك الثقافي في العراق
- على أمل أن أفهم مني شيئا
- امنح المنحة للثقافة العراقية
- الكلمات لا تموت ولو قرأها الموتى
- المخرج بشار عليوي يدفع المسرح البابلي إلى الديمقراطية
- مسرحية معالي الكرسي للمخرج حسين الدرويش


المزيد.....




- فادي جودة شاعر فلسطيني أمريكي يفوز بجائزة جاكسون الشعرية لهذ ...
- انتهى قبل أن يبدأ.. كوينتن تارانتينو يتخلى عن فيلم -الناقد ا ...
- صورة فلسطينية تحتضن جثمان قريبتها في غزة تفوز بجائزة -مؤسسة ...
- الجزيرة للدراسات يخصص تقريره السنوي لرصد وتحليل تداعيات -طوف ...
- حصريا.. قائمة أفلام عيد الأضحى 2024 المبارك وجميع القنوات ال ...
- الجامعة الأمريكية بالقاهرة تطلق مهرجانها الثقافي الأول
- الأسبوع المقبل.. الجامعة العربية تستضيف الجلسة الافتتاحية لم ...
- الأربعاء الأحمر -عودة الروح وبث الحياة
- أرقامًا قياسية.. فيلم شباب البومب يحقق أقوى إفتتاحية لـ فيلم ...
- -جوابي متوقع-.. -المنتدى- يسأل جمال سليمان رأيه في اللهجة ال ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سرمد السرمدي - الخطاب النقدي في العرض المسرحي البابلي