أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سرمد السرمدي - تقنيات العرض المسرحي في بابل















المزيد.....

تقنيات العرض المسرحي في بابل


سرمد السرمدي

الحوار المتمدن-العدد: 4177 - 2013 / 8 / 7 - 19:34
المحور: الادب والفن
    


نجد في عرض مسرحية القرية الذي قدم بتاريخ 2012-10-28 م من على خشبة مسرح مستحدثة خصيصا لإقامة احتفالات محلية بمناسبات مختلفة, في احد كازينوهات مدينة الحلة, ان جغرافية مسرح حسن عداي لم تخرج من الية التبسيط في استثماره الرمز لكل المكنونات التي تريد مسرحيته ان تتحدث عنها من خلال الحوار, لذا اتخذ ذات منهج التبسيط في استدلاله لخطوات واقعية خطت ملامحها بوضوح مما انعكس على استرخاء الممثلين جميعا, وكان لوجود حسن عداي كمجسد لدور البطولة بينهم اثرا كبيرا على ذاك التدفق المعنوي الذي ينهمر من بين المعايشة الطويلة لأجواء التمارين حينا ومن خلال العلاقة بينه وبين الممثلين خارج الخشبة, مما حدا بالأرتجال ليتمثل في اختبار للقدرة على المواصلة بطرح النكتة واستثمار الموقف, وكثيرة هي المواقف التي يقع فريستها الممثل اثناء عرض مسرحي لجمهور غير مقيد بأي شكل كأن يكونوا طلبة في كلية او مدعوين لأحتفاء نقابي او حزبي, وهذا مما اضفى صعوبة اكبر على اداء حسن عداي في كونه تمرس على التنوع الجماهيري لصالة المسرح, واصبح لهذه الخبرة منهج يستطيع الأعتماد عليه شخصيا في التمثيل كما الخراج من خلال توحيد الممثلين معه على رؤية فنية معينة لهذه لهذا العامل المؤثر بشكل رئيسي على سير المسرحية وقدرتها اخيرا على النجاح. كذلك في عرض مسرحية العميان للمخرج المسرحي الأكاديمي محمد حسين حبيب التي عرضت بتاريخ 11-03-2013م من على خشبة مسرح كلية الفنون الجميلة التابعة لجامعة بابل, على مستوى التقنيات أيضا لم يبقى لإضاءة هذا العرض المسرحي ماتنفرد به أمام التاريخ المحلي للعروض المسرحية وإذا كان الحال كذلك فلا داعي للخوض في ما يقابلها من سوابق ريادية تسطر تاريخ المسرح العالمي, إما على المستوى الفني فقد تحسب لتصميم إضاءة العرض كونها اتخذت طريق تجسيد مفاهيم النص المسرحي كظاهرة العمى الاجتماعي نحو شخصية الأعمى الذي كان ليبصر لو إن المجتمع أبصره ابتداء, ولكن لو صح ذلك لما أعطيت مفاتيح إضاءة العميان للمجتمع ذاته في هذا العرض المسرحي, فهنا تم مناقضة فكرة النص وتدمير كل بناءه خاصة وهو يدين حالة تم عرض عكسها, إلا وهي عزل العميان اجتماعيا, إما والحال كما عرضت المسرحية, فقد قدمت لنا حالة عزل المجتمع من قبل العميان, فقد استأثر المجتمع بفضل إنارة فضاء شخصية الأعمى شكلا, ورغم ذلك استمر الأعمى على صعيد النص في نكران ذلك مضمونا, والأجدر بالمراقب لهذا الانحراف المعرفي البالغ في تضاده محاولا الوصول إلى نقطة يلتقي عندها الإخراج مع النص لتهدمت كل محاولاته بسبب مستوى تصميم الإضاءة المسرحية المذكور, إما على مستوى التنفيذ فكل فرد من الجمهور رهن بقوة بطارية جهاز الإضاءة الذي يحمله كما هو رهن بنظرائه من أفراد الجمهور المتلقين لهذا العرض, فقدرته على متابعة المشهد ليست مرهونة بزاوية وشدة ولون الإضاءة المسرحية التي يفترض إن تكون في حالة من الثبات لتضمن انسيابية العرض باتجاه أهداف نص العرض, بل كان التلقي من قبل الجمهور رهن بفرد واحد منهم اتجه بجهاز الإضاءة اليدوي لينير فضاء آخر ولو بالصدفة أو حتى عن سابق قصد, فيبقى جهد بناء المشهد برمته متعكزا على مزاجية أفراد الجمهور في وضع لا يسمح لهذا العرض المسرحي إن يكتمل تقديم فكرته كما وضعت في نص العرض الذي تم هدمه منذ أول لحظات بداية العرض من خلال وجود خطة تصميم للإضاءة اكتفت بأن تحيل مهمة تنفيذ إنارة خشبة المسرح إلى الجمهور, بهذا انسلخ العرض عن نص المؤلف وعن نص المخرج وعن الأداء التمثيلي للدرجة التي أصبح عرضا لنقاط ضوء متحركة يتلاعب بشدتها ولونها وزاوياها جمهور اجبر على المشاركة بهذا الشكل من خلال توزيع كادر المسرحية أجهزة الإضاءة اليدوية عليه بعدما كان جالسا ينتظر إن تضاء فكرة المسرحية من على الخشبة, فكانت المشاركة هادمة لأمل الجمهور في عملية تلقي مسرحية لها, ومحبطة للتعبير الصوتي الذي اجتهد فيه الممثلون للدرجة التي خرقوا مبادئ الصوت والإلقاء لكي تبرز ملامح فكرة العمل على صعيد كلمات النص الملقاة في الوقت الذي يعز عليهم الاعتماد على بديهيات التعبير الجسدي والإيمائي لعدم وجود إضاءة مسرحية تفرض إطارا يتناسب وأدوارهم, فالذي حدث كان مجرد إنارة بالبقع الصغيرة المتحركة الموجهة لهم أكثر منها للجمهور, حينما كانت تأتي من الجمهور ذاته, ولنا إن نتخيل مدى صعوبة الاعتماد على اتحاد الجمهور حول أسلوب إنارة يتبعونه معا لندرك هشاشة فكرة الاعتماد على الجمهور ليتحد حول أسلوب إضاءة فكرة عرض مسرحي يفترض انه وجد في الأساس ليقدم لهم فكرة يتحدون بعد تلقيها على أنهم تلقوها على اقل تقدير.
أيضا في مسرحية معالي الكرسي للمخرج حسين الدرويش والتي عرضت من على مسرح كلية الفنون الجميلة التابعة لجامعة بابل في يوم الاثنين 18-03-2013م, كان لفكرة تجسيد ماريو تلك اللعبة الاليكترونية المشهورة عالميا, بليغ الأثر في ترسيخ فكرة العرض من جهة والذهاب بها الى تأويل يمكن استثماره تمثيليا من جهة اخرى, مما يتيح لهذا الأنعطاف الأدائي مساحة اوسع في فضاء التأويل من ناحية والأمساك بالمتلقي بلمسة كوميدية محمودة الأثر كما تبين من نواحي عدة, الا ان هكذا استنطاق للفضاء المسرحي لم يكن مدعوما بغير جسد الممثل في مشهد مهلهل الأضاءة, فعلى سبيل التجني القول بأن الأضاءة خدمت العرض اكثر من انارة صالة المسرح التي تطفأ بعد المسرحية, او بكونها اتخذت طريقا اكثر رقيا من الديسكو لايت حينما تتحد مع الموسيقى, والتي بدورها أي الموسيقى لم تكن من ضمن التقنيات فحسب, بل هي الخطة الأخراجية بحد ذاتها لو تم حذف الزائد من بواقي التشبث بتراثية التقنيات كالأزياء التي تمت للسيرك المفترش خيمته في ساحات موسكو في كونها موحدة دون مبرر عراقي رغبة بتغييب واقعية الفكرة وراء رمزية مجحفة حتى بحق النزعة النخبوية. أما في عرض مسرحية مونودراما للمخرج شاكر عبد العظيم والتي عرضت من على خشبة مسرح تسعى نقابة الفنانين في بابل بتاريخ 2013-06-08 م , تخبط التقنيات و أولها الديكور الذي جادت به خزائن الأمس من مخلفات مسرحيات سابقة العرض من على خشبة المسرح ذاتها حتى ام المرآة بشحمها ولحمها دون ان تلاعب بخدوشها وتكسراتها قد فرضته فكرة العمل على افتراض وجودها للدرجة التي اجبرت المخرج على ان يجري عليها التعديلات لكن هذا لم يحدث كما هو واضح على حد وصف الأستاذ المخرج بشير الحجي احد الحاضرين وقتها, ولا داعي للاستدلال مرة اخرى بعدم إمكانية الإعادة فاللا ثوابت الهمت اغلب المخرجين على استثمار ما هو موجود وان لم يوجد فلا داعي مادام لا يؤثر فمالذي يؤثر فعلا !, لو كان لهذا العرض ان يستمر مرة واحدة لما تركت الأضاءة المسرحية مجسدة في شكل مصباح بدائي يضيء نصف المسرح تاركا الظلام في النصف الآخر وكأنه المصباح الذي يعتمد عليه حارس القاعة حينما يريد ان ينام, بل هو اقل قدرة من ان يكون مصباحا للنوم, ربما ينتحر على اثره مصمم الأضاءة نورس محمد الحاصل على الدكتوراة في مجاله واحد الحاضرين وقتها بسبب هذا المصباح لا بل المظلام دون أي حركة ملاحقة للمثل الذي ربما كان سعيدا بفرصة استراحة حينما يغادر مساحة الضوء, مع انه لم يستخدم من ملامحه الا ما يجعلنا نتعرف عليه خاصة وهو يتخذ من وسط المسرح مقره الدائم تقريبا, هذا واستنطقت ملابسه شخصيته أكثر من أداءه التمثيلي فهو شاب يحمل مقص يتصارع معه ومع نفسه والأغرب معنا ونحن نود مساعدته بأن نفهمه لكنه أخرس, ربما كان الأخراج يتعمد ان يصل بنا الى هذه النتيجة فالخطة الإخراجية على ما تقدم من استثمارها لعناصر العرض المسرحي, معدومة. وفيما يخص مسرحية ني عراقي للمخرج الأكاديمي عباس التاجر التي عرضت المسرحية من على خشبة مسرح كلية الفنون الجميلة التابعة لجامعة بابل بتاريخ 16-6-2013م, اتخذت التقنيات مكانة ثانوية ما عدا الديكور الذي كان رهنا بتعامل الممثلين وأجاده كادر المسرحية التمثيلي, فالموسيقى والإضاءة لم تفلح باللحاق بركب العرض لارتفاع مستوى الأداء التمثيلي, حيث كان لزاما على المخرج أن يحدد مساراتها وقد فعل, فلو لم يكن المخرج يمسك بزمام التوقيت من خلال إشارة الجرس في يده أثناء تمثيله لشخصية في المسرحية لكان هنالك كوارث ألمت بالعرض وخاصة في تأثيرها على مستوى الأداء التمثيلي. وفي مسرحية المخرج سامي الحصناوي التي عرضت في يوم الأحد الموافق 2011-05-16م, من على مسرح كلية الفنون الجميلة التابعة لجامعة بابل, اتخذت السينوغرافيا طريق المسرح الفقير على استحياء فلابد من التنويه ان الفقر في الأمكانيات حجة قوية حينما يصاحبه فقر في امكانية استثمار ما توافر من تقنيات مسرحية, فيبدوا واضحا ان السبب في كون الديكور متناثر مهلهل غير مرتبط بسير احداث العرض متبعثر هو ذاته السبب الذي يجعل الأضاءة والموسيقى المسرحية خارج اطار المسرحية تماما, والسبب هو ان اعتماد المخرج على اداءه التمثيلي المنفرد اوحى له بأن ذلك كافيا, بالتالي تم تقديم المسرحية من خلاله فقط لا غير, وكل ما يرافقه من تقنيات يجب ان تحسب من الأمور الثانوية التي يجبر عليها الممثل المسرحي, وهذا النهج يصح لو كان هنالك اداء تمثيليا يرتقي ليسد الفراغ لوحده, اما ترك الفضاء المسرحي بدون اي مؤشرات حيوية على وجود عرض مسرحي سواء من عنصر التمثيل او الأخراج او السينوغرافيا فهذه استهانة ما بعدها اهانة لذهنية المتلقي وتخريب متعمد لذائقة الجمهور صعودا الى قمة النتائج السلبية المترتبة على هكذا لا استحياء مسرحي أكاديمي غير محمود وهي النتيجة الأبعد اثرا على الثقافة المسرحية في بابل بل في العراق, هل هذا مسرح جاد ام جلسة لقراءة الفاتحة على الأمجاد, ان وجدت طبعا.



#سرمد_السرمدي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- نقد عرض مسرحي بلا جمهور
- محو الأمية الثقافية في بابل
- التمثيل ( داخل ) كلية الفنون الجميلة
- التمثيل ( خارج ) كلية الفنون الجميلة
- مشكلة التمثيل في عروض مسرح خارج كلية الفنون الجميلة. الجزء ا ...
- مشكلة التمثيل في عروض مسرح داخل كلية الفنون الجميلة..الجزء ا ...
- مسرحية ( ني عراقي ) للمخرج الأكاديمي عباس التاجر
- مسرحية ني عراقي للمخرج الأكاديمي عباس التاجر
- مسرحية (ني عراقي) للمخرج الأكاديمي عباس التاجر
- على هامش مسرحية المخرج عباس التاجر
- الممثل الأخرس مسرحية للمخرج شاكر عبد العظيم
- مسرحية الممثل الأخرس للمخرج شاكر عبد العظيم 2
- ما فائدة المنح الحكومية المقدمة للمثقفين
- معدل الاستهلاك الثقافي في العراق
- على أمل أن أفهم مني شيئا
- امنح المنحة للثقافة العراقية
- الكلمات لا تموت ولو قرأها الموتى
- المخرج بشار عليوي يدفع المسرح البابلي إلى الديمقراطية
- مسرحية معالي الكرسي للمخرج حسين الدرويش
- مسرحية العميان للمخرج المسرحي الأكاديمي محمد حسين حبيب


المزيد.....




- ”الأفلام الوثائقية في بيتك“ استقبل تردد قناة ناشيونال جيوغرا ...
- غزة.. مقتل الكاتبة والشاعرة آمنة حميد وطفليها بقصف على مخيم ...
- -كلاب نائمة-.. أبرز أفلام -ثلاثية- راسل كرو في 2024
- «بدقة عالية وجودة ممتازة»…تردد قناة ناشيونال جيوغرافيك الجدي ...
- إيران: حكم بالإعدام على مغني الراب الشهير توماج صالحي على خل ...
- “قبل أي حد الحق اعرفها” .. قائمة أفلام عيد الأضحى 2024 وفيلم ...
- روسيا تطلق مبادرة تعاون مع المغرب في مجال المسرح والموسيقا
- منح أرفع وسام جيبوتي للجزيرة الوثائقية عن فيلمها -الملا العا ...
- قيامة عثمان حلقة 157 مترجمة: تردد قناة الفجر الجزائرية الجدي ...
- رسميًا.. جدول امتحانات الدبلومات الفنية 2024 لجميع التخصصات ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سرمد السرمدي - تقنيات العرض المسرحي في بابل