أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محمد رحو - دعوا الفتى يستريح














المزيد.....

دعوا الفتى يستريح


محمد رحو

الحوار المتمدن-العدد: 4177 - 2013 / 8 / 7 - 10:21
المحور: الادب والفن
    


دعوا الفتى يستريح
الى عبد الحق شباضة*
محمد رحو
لهذا الجميل الفذ
أكتب الآن قصيدتي
لهذا الشهيد/الشهد
تخرج الآن مدينتي!
***
أيها الفتى الذي أطلق صرخة الميلاد
قبل ثمان وعشرين سنة
جائعا لخبز المعرفة
وهائما بجبين السوسنة!
أيها الفتى الذي أحب وكافح و مات
رافعا راية الحياة
وحالما بسيدة تفجر ينابيعها الكامنة!
أيها الفتى الذي رجه – ذات عشية –
أنينا يصاعد من صدر الوطن المنخور
فهب الى النار مبتسما
و مختزلا كل المسافة!
دعني أقرأ رحيلك الشامخ
دعني أغني حضورك الراسخ
فأنا جد خجول من صمتي الراشح كالخرافة!
أنا جد بعيد عن وطن يتورد في الحلم
و تشحب في بؤس الشروق أطيافه!
و أنا جد غريب عن نفسي
جد قريب من يأسي
طالما لا يقفز صوتي حاجز الكلام!
طالما أستعير وجه نبي
يتيمم بظله
ويخشى الوضوء بماء الفعل/الحرام!
أيها الفتى الذي اختار أن يميط اللثام
عن وجه الزمن القرشي الكاسر
أيها الفتى المحموم المسافر
في عز الريح و القحط و الظلام!
أيها الفتى الذي باحت له جوانح الطريق
بأريج الوردة المشتهاة
فرمى لها خطوة..
تزوج عبرها الفعل الكلام!
أيها الفتى الذي
حين أسبل جفنيه ونام
كانت بلاد بكاملها تستفيق
لترفض هذا الموت الزؤام
أيها الفتى الذي
أيها الفتى الذي
..........
..........
من كل فج عميق
جئنا نقرؤك السلام !
***
أجل..انني أحسهم الساعة
يجتثون جذر النبض من سهول القلب
ينثرون الحقد من عتبة الروح
لأقصى الضفاف!
و يطعمون عصافير"أبي رقراق" سهام الجفاف
أجل..انهم يسفحون وردة من باقتي المضيئة
يخنقون أنفاسي الجريئة
أجل..انني أحسهم الساعة
وحوشا من عصر خرافي!
***
سيدتي
أنا الليلة حزين و فخور
حزين لأن القرن العشرين
ما زال يشرد قيس ..
ويغتصب ليلى
وفخور لأن عاشق النور
بإصبع الروح يكتب : لا
***
حين سألوه عن وطنه
قال:
وطني جميل وجميل وجميل
لولاكم يا مهندسي محنه!
***
حين أخذوه لكرسي الاعتراف
قال أجل سأعترف
بما رأت عيناي
وما جنت يداي
مذ سرت فيهما الصحوة القاسية!
هل أملك أن لا أعترف
أنكم سودتم أيامنا
أنكم شرختم أحلامنا
ودستم أجسامنا الذاوية
هل أملك أن لا أعترف
أن الوقت هذا وقتكم
يجوعنا يضيعنا يتمادى
هل أملك أن لا أعترف
أن الصوت هذا صوتكم
يمرغ في المستنقعات بلادا
هل أملك أن لا أعترف
أن الموت هذا موتكم
يكسو جسد الفصل حدادا!
***
هل تسمع ما قالت الريح
للشاردين على الرصيف
هل تبصرما فعل بالوردة
شلال النزيف
هل تحدس سر هذا الموت العنيف
اذن
سد شباك الإشاعة ..
وأفتح أبوابك الحميمية على التو:
(الأذن و العين و البصيرة)
هم الذين قرروا طمر الشعاع منذ البداية
وهو الذي قرر القيام القيام القيام
حتى القيامة!
هم الذين زوروا معنى الحكاية
وهو الذي أشهر قلبه الفضي على القتامة!
***
أيها النازفون في مرايا الحزن الواضحة
أيها القادمون من مرافئ اللحظة الجارحة
لا تحسبوه صريع الجوع
الجوع لا يصرع العشاق
لا تحبسوه في قفص من دموع
فالدمع يشوه الآفاق!
***




أيها المنكسرون تحت صخرة النبأ
أيها المستعرون حنينا لا ينطفئ
أيتها البلاد العالم الملأ
دعوا الفتى يستريح
دعوا الفتى يستريح
هل يموت من عانق الحلم الفسيح؟
هل يغيب من أحضر الوطن الفصيح؟
هل يقعد من مشى في الزمن الكسيح؟
دعوا الفتى يستريح
فقد هده بعض التعب
هو الذي ما اشتكى يوما أو اكتأب
هو الذي ما باع حبيبته أو سقط
هو الذي كان يمشي فقط!
***
خمسة أعوام يأوي
لغرفة تشرده الواسعة!
خمسة أعوام كان يرى
حرسا جامعيا و لا يرى الجامعة!
خمسة أعوام كانت تنبت
خلف خطاه الظلال!
خمسة أعوام كان يعوي
في صمته البليغ السؤال!
خمسة أعوام كان يمشي
فوق لهب الجليد حافيا
خمسة أعوام كان يحوك
رداء ليدفئ وطنا عاريا
خمسة أعوام كان يصوغ
وصية..يحاور جيلا آتيا
خمسة أعوام كان يعلي
رايته للشمس عاليا عاليا
فلا تشردوا
أو تذكروه بالغياب
ولا تخلدوا
للصمت و الاكتئاب
ولا تترددوا
في السفر/الذهاب
بل صونوا في القلب وصيته
وارفعوا للشمس رايته
فهو الآن ذاهب ليستريح
فترقبوا مع الفجر خطوته
وترقبوا مع الطير عودته
وترقبوا مع النار رقصته
أما الآن ف
دعوا الفتى يستريح!
دعوا الفتى يستريح!
دعوا الفتى يستريح!

*استشهد المناضل عبد الحق شباضة
يوم19غشت 1989 اثر اضراب عن الطعام
استمر لأزيد من شهرين.



#محمد_رحو (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- رجل يضحك في وجه الموت
- تازمامارت
- امرأة رمزية
- أمي
- عبد اللطيف الفؤادي
- صديق آفاقي
- الليلة تنجبني سيدة الأسئلة
- أنا المرأة..هذا بياني
- لكأني وحدي أحبك
- أمل دنقل في ميدان التحرير
- شاعر حر
- استحضار الحذر
- الولد الذي...
- قدري أن أغني
- شموع سقراط
- نحب الحياة
- نساء القصيد
- شاعر
- الليل و القوارب
- دعاء المستاء


المزيد.....




- وفاة الفنان المصري المعروف صلاح السعدني عن عمر ناهز 81 عاما ...
- تعدد الروايات حول ما حدث في أصفهان
- انطلاق الدورة الـ38 لمعرض تونس الدولي للكتاب
- الثقافة الفلسطينية: 32 مؤسسة ثقافية تضررت جزئيا أو كليا في ح ...
- في وداع صلاح السعدني.. فنانون ينعون عمدة الدراما المصرية
- وفاة -عمدة الدراما المصرية- الممثل صلاح السعدني عن عمر ناهز ...
- موسكو.. افتتاح معرض عن العملية العسكرية الخاصة في أوكرانيا
- فنان مصري يكشف سبب وفاة صلاح السعدني ولحظاته الأخيرة
- بنتُ السراب
- مصر.. دفن صلاح السعدني بجانب فنان مشهور عاهده بالبقاء في جوا ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محمد رحو - دعوا الفتى يستريح