زيارات خبيثة الهدف منها الوصول إلى كسر الشعب المصري

مختار عبد العليم

الحوار المتمدن-العدد: 4177 - 2013 / 8 / 7 - 09:09
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    

منذ أول لحظة وطأت فيها أقدام كيري وزير خارجية الإدارة الأمريكية الداعمة الأم للإرهاب في العالم قدماه أرض مصر ومن بعده ذيول هذه الإدارة مثل كاترين أشتون المفوضة العليا لخارجية الاتحاد الأوربي ووزير خارجية المستشارة مركل الألمانية وويليام بيرنز نائب وزير الخارجية الأمريكي وتبعهم السيناتورين ماكين وجراهام، وغيرهم من الوقحاء، وأنا على ثقة أنهم يأتون لمصر من أجل تعديل مسارهم الخاص بهم والذي خربته لهم السفيرة الأمريكية آن باترسون بفعل بلاهتها من وجهة نظرهم بالطبع، فهم وعلى ما أعتقد يلعنونها مثلنا بالظبط، غير أننا نلعنها لأنها مخربة وضيعة لا تريد لشعب غير حلفائهم الصهاينة أن يحيى حياة كريمة؛ فانتهزت ما تصورته نجاح لرئيسها أوباما في توصيل جماعته الإرهابية من الإخوان المسلمين وبقية التيار المتأسلم في مصر وبعض الدول مثل تونس وليبيا واليمن،بإنفاقه المعتوه لمليارات الدولارات ليصور لنفسه هو أيضاً بأنه قد نجح نجاحاً منقطع النظير في فرض هيمنة إسرائيل على الأرض بوصول أصدقائهم المقربين من تلك الجماعات إلى سدة الحكم في تلك البلاد ليكونوا خفراء وحراس لأمن ما يُسمى بإسرائيل، مثلما فعل بالضبط هو وسابقيه من رؤساء هذه الإدارة الإرهابية سواء كانوا جمهوريين أو ديمقراطيين أن يمرروا للعالم خدعة كبيرة بأنهم قد قضوا على تنظيم القاعدة بتخلصهم من الإرهابي أسامة بن لادن، والذي هو في الأصل صنيعتهم بامتياز، ثم يعودون ويأخذون على قفاهم قلماً رهيباً بتحدي أيمن الظواهري الإرهابي خليفة الإرهابي بتهديده كل سفارات أمريكا وأوربا حول العالم ليجعلهم جميعاً يفرون مثل الفئران من بعض سفاراتهم بأوامر رسمية من إداراتهم وغلق تلك السفارات ليثبت للعالم وللمرة الألف أن أمريكا وأذنابها إن هم إلا كاذبون مخربون ضعفاء في كل شيء يتميزون بهزال سياسي ووقاحة إنسانية منقطعة النظير بدوام تهديدهم للإنسانية بآلياتهم العسكرية المخيفة وعلى الرغم من هزيمة تلك الترسانات العسكرية معنوياً وفنياً وقتالياً على أرض الواقع مثلما حدث في العراق والصومال وأفغانستان ومن قبلهم فيتنام بالرغم من قتلهم ملايين البشر ومن ورائهم ملايين المعاقين والجرحى في العالم إلا أنهم يصورون أيضاً أنهم ناجحون عسكرياً ومن المضحك من شدة مسخراتهم أنهم يشيعون في العالم بأنهم يفرضون الديمقراطية باستخدام ترساناتهم العسكرية فرضاً.
بينما هم يلعنون باترسون نظراً لسقوطها العار في إدارة أزمتهم في مصر كما يرغبون؛ غير أن شعب مصر جعلها تجر أذيال خيبتها وتجلس القرفصاء في ركن بعيد من أركان ديبلوماسيتهم المدمرة لمقدرات الشعوب المسالمة واضعة يدها فوق خدها تفكر مع إدارتها في تدمير جديد وجولة جديدة باستخدامهم لسفير جديد بمصر هو روبرت فورد مهندس تقطيع العراق وصاحب القرار بإنشاء الجيش الحر بسوريا ليستفيدوا من عبقريته الإرهابية في تفتيت البلاد وقتل الإنسان على كل أرض ينزل بها هذا السفير الذي لم تجرأ الإدارة المصرية الجديدة المرتعشة الهشة الوقحة حتى ولو بإبداء الرأي غير الرسمي على الأقل في أن هذا الإرهابي غير مرغوب فيه على أرض مصر فهذه الحكومة خرساء عمياء مليئة بأمراض الشيخوخة والبطء الرهيب في كل شيء لدرجة أنهم وبضعفهم هذا يساهمون في تمكين الإرهابيين من رقبة الشعب المصري للالتفاف على إفاقته والتي تزامنت مع شعوب أخرى أفاقت بتلك المنطقة من العالم والمنكوبة بحكوماتها دوماً على الرغم من أية أحداث تمر بها تلك الشعوب حتى ولو أنفقت ضعف ما أنفقت من دماء على أرض أوطانهم، وأتصور لو أن هذه الشعوب نجحت في إفاقتها فسوف يذهب هذا التيار المتأسلم إلى مهب الريح لزمن ليس بالقصير.
وقد ألقى ماكين وجراهام بآخر أوراق تآمر دولهما الاستعمارية في مؤتمرهما الصحافي بأنهما يدعمان الإرهاب في شخص الإخوان المسلمين جاهرين بما لم يستطيعا إخفاءه بأن ما حدث بمصر في الثالث من يوليو الماضي والمتمخض عن يوم الثلاثين من يونيو الذي سبقه وما تبعهما في السادس والعشرين من يوليو إن هو إلا انقلاب غير شرعي على شرعية الإخوان ورئيسهم خادم الصهيونية في المنطقة محمد مرسي، المسجون على ذمة قضايا تخابرية تمس ليس فقط أمن مصر القومي والوطني بل تذهب بالمنطقة كلها إلى غير رجعة فداءاً لسادته الصهاينة. لدرجة أن هذا السجين صار مزاراً أكثر من الأهرامات نفسها عند هؤلاء الزوار غير المرغوب فيهم من الشعب المصري الثائر،، وليت الأمر توقف عند حدود زيارة هذا السجين بل تخطت لزيارة رموز إرهابية أخرى سجينة على ذمة قضايا تحقيق في قتل وتحريض على قتل كالإرهابيين خيرت الشاطر وسعد الكتاتني في محبسيهما بسجون طرة مما يثير حالة مستمرة من الغثيان من دولة ليست بدولة وحكومة ليست بحكومة ورئيس ليس برئيس ونيابة ليست بنيابة؛ فيكفي أن أشير هنا بأننا لسنا بصدد دولة قانون ولا هباب أسود على رؤوس القائمين على الأمر في مصر الآن، وهو أن الجهة المعنية الوحيدة بالتصريح لزيارة المساجين هي النيابة؛ فبالله عليكم كيف تستخرج النيابة تصاريح الزيارة في الثانية عشرة من بعد منتصف الليل وفي الوقت نفسه تخرج وزارة الداخلية والمتحدث الإعلامي بتكذيب أخبار تلك الزيارات ثم يُفاجأ الشعب كله صباح اليوم التالي بإتمام الزيارات وكأن البلاد عزبة ورثها أبوهم لهم وبأن هذا الشعب لا قيمة له ولا كرامة له ولا كلمة له وأصبحت هذه الإدارة الجديدة الضعيفة تقنع نفسها بأنها قوية بمراوغة شعبها والكذب عليه والاستقواء بأوهام المصالحة المتخاذلة الباعثة على بؤس هذه الحكومة المهترئة المترهلة؛ فعلينا أن نتصور لو أننا بدولة لها كرامة وقرار شعبها هو السيد فعلاً؟ فهل كان سيسمح لهؤلاء الأوغاد أن يأتوا ليعبثوا في مصر كيفما شاءوا وكأنها وكالة بدون بواب !! فقط لينجح هؤلاء الأوغاد في إكساب الإخوان الإرهابيين ومعاونيهم وقتاً كافياً لكسب أرض جديدة وتوسعة رقعة اعتصاماتهم وتسليحها تسليحاً عظيماً ويقومون بترهيب كل الشعب بقتل الناس بجنوب مصر وشمالها في دور عباداتهم من كنائس ومساجد وحرق بيوت بما فيها من أسر، وتخريب محال تجارية سواء لمسيحيين أو مسلمين، وتمكينهم أكثر وأكثر من اعتقال جماعي لأحياء بأكملها سواء بمدينة نصر حي رابعة العدوية أو بكل رقعة استطاعوا الاستيلاء عليها بمحافظة الجيزة بدءاً من ميدان نهضة مصر أمام جامعة القاهرة وتخريبهم لكل شيء حتى أرصفة الشوارع.
فهل ستنتظر هذه الحكومة المتخاذلة حتى يقوم الناس على بعضهم ضرباً وتقتيلاً؟ لنخسر كل شيء في لحظة ضعف من رجال ليسوا على قدر المسؤولية أياً كانت حجة هؤلاء الضعفاء سيئو التصرف ضعاف القدرة على قراءة جميع المشاهد من حولهم ولا حتى تجربة سوريا التي أظن أننا لو استمررنا على هذا الحال فسوف نصل إلى هذا المآل لا محالة فكل الخطوات التمهيدية التي قام بهندستها الأمريكان والغرب في سورية منتهزين وجود بشار الأسد الذي أراد أكمال خطى أبيه في مص دماء السوريين واستمرار وضعهم تحت جحافل القمع والقهر، هي هي نفس الخطوات التي نسير على نهجها الآن بخطة إرهاب الإرهابيين بمساعدة من ضعف وانهيار القرار في الدولة المصرية المزعومة هذه الأيام.
فيا شعب مصر لا بد من نزولك إلى الميادين مطالباً بعدم تدنيس أرضك بزيارة الخبثاء وأيضاً مطالبة الحكومة بلعب دورها المنوط بها وإلا تذهب هي في ستين ألف داهية هي ومَن وراءها، وأيضاَ أدعو إلى النزول لمنع أوغاد التيارات المتأسلمة الإرهابية من احتلال القاهرة بأكملها فتصبح القاهرة إمارة إرهابية على غرار إمارة غزة وإمارة دولة العراق والشام الإسلامية والتي أقامتها بالفعل جبهة النصرة والتي هي فصيل من تنظيم القاعدة على جزئين مقطوعين من العراق وسوريا.
النزول النزول النزول إلى ميادين التحرير يا شعب مصر وليكن موعدنا في يوم الجمعة الموافق السادس عشر من يوليو الجاري.
النزول لكي نحمي ثورتنا بأنفسنا فقد أثبتت التجارب في فبراير 2011 وكذا يوليو 2013 أن الشعب والشعب فقط هو الحامي لثورته.

#مختار_عبد_العليم (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين	حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات